بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين .. اما بعد
فهذا تفنيد لما يدعيه الحوثيين وبعض الجهال وقليلي العلم والاطلاع من اخواننا في اليمن السعيد (حفظها الله وحفظ ابناءها الموحدين ونصرهم على اعداء الله واعدائهم الحوثيين) في قولين:
الاول : اليمن اصل العرب وان اسماعيل بن ابراهيم عليه السلام تعلمها من قبيلة جرهم ..
هنالك العديد من الآراء والروايات حول أصل العربية لدى قدامى اللغويين العرب فيذهب البعض إلى أن يعرب كان أول من أعرب في لسانه وتكلم بهذا اللسان العربي فسميت اللغة باسمه، وورد في الحديث الشريف أن نبي الله إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام أول من فُتق لسانه بالعربية المبينة، وهو ابن أربع عشرة سنة بينما نَسِي لسان أبيه، أما البعض الآخر فيذهب إلى القول أن العربية كانت لغة آدم في الجنة، فهل نأخذ بما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام ام نأخذ ما يقوله المؤرخون؟؟
هل يخطيء المعصوم وهو لا ينطق عن الهوى ويصيب من خلق خطاء وليس له عصمه؟؟!!!!!
هذا ادعاء باطل، ولو اعتمدنا المنهج العلمي وعلى ما توصلت إليه علوم اللسانيات والآثار والتاريخ فإن جل ما نعرفه أن اللغة العربية بجميع لهجاتها انبثقت من مجموعة من اللهجات التي تسمى بلهجات شمال الجزيرة العربية القديمة. أما لغات جنوب الجزيرة العربية أو مايسمى الآن باليمن وأجزاء من عُمان فتختلف عن اللغة العربية الشمالية التي انبثقت منها اللغة العربية، ولا تشترك معها إلا في كونها من اللغات السامية، وقد كان علماء المسلمين المتقدمين يدركون ذلك حتى قال أبو عمرو بن العلاء (770م) : "ما لسان حمير بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا.
وقد وقع ذلك من حديث بن عباس عند الحاكم في المستدرك بلفظ أول من نطق بالعربية إسماعيل وروى الزبير بن بكار في النسب من حديث علي بإسناد حسن قال أول من فتق الله لسانه بالعربية المبينة إسماعيل.
وبهذا القيد يجمع بين الخبرين فتكون أوليته في ذلك بحسب الزيادة في البيان لا الأولية المطلقة فيكون بعد تعلمه أصل العربية من جرهم ألهمه الله العربية الفصيحة المبينة فنطق بها
ويشهد لهذا ما حكاه بن هشام عن الشرقي بن قطامي أن عربية إسماعيل كانت أفصح من عربية يعرب بن قحطان وبقايا حمير وجرهم، وبناء عليه فان اصل العربيه الصحيحه الفصحى المبينة والتي نزل بها القران هي في مكه وقريش تحديدا وليس اليمن
الثاني: الركن الجنوبي من الكعبه الشريفه سمي باليماني تشريفا وتكريما لليمن
وهذا مبحث طويل ارجو ان اتمكن من اختصاره دون ان اسقط (سهوا) شيء من حقيقته وفيه اثبات اسم اليمن حفظه الله
في الحقيقه ان في تلك الازمنه لم يكن لدى العرب ولا غيرهم من الامم ما هو معروف بالبوصله المغناطيسيه التي تنجذب لقطبي الارض لتحديد الاتجاهات، وإذا تتبعنا الأعراف الحضارية القديمة في معرفة الاتجاهات، لوجدنا أن العرب، وكثيرٌ من غيرهم، ومن كانوا قبلهم، لم يكونوا يحددون الاتجاهات بدلالة الشمال والجنوب الجغرافيين. بل كان الشرق هو الأصل. ويمكن الرجوع في ذلك إلى ((دراسة عن التحول من اتجاه الشرق إلى الشمال كمرجعية جغرافية معاصرة "، عبدالله القاضى، مركز دراسات وبحوث المدينة المنورة، العدد 19)) وقد احتوت على كشف علمي عالي القيمة لم يُنتبه إليه بعد وقد أتيتكم هنا بما يتعلق بموضوعنا اليوم.
حيث كان من نتائج تلك الدراسة اكتشاف أن العرف اللغوي العربي والقرآني يعتمد اتجاه الشرق أصلاً في التوجه الجغرافي، بل والأوربي القديم والعبراني التوراتي أيضا، على نحو ما سنرى بعد قليل. ومُلخص ذلك أن الأصل في التوجه قديماً كان إلى الشرق، لذا سمى العرب الرياح الآتية من جهة المشرق والمعروفة بإسم (الصَّبا) بإسم ثانٍ هو (القبول) لأنها تقابل وجه الناظر إلى جهة المشرق، وسموا الرياح المعاكسة لها والآتية من خلف الناظر إلى الشمس – أي من الغرب-بـ (الدبور)، أي من الخلف. فنقرأ تعريف ابن منظور لرياح (الدبور) قوله في لسان العرب، مادة (د ب ر)
الدَّبُورُ: ريح تأْتي من دُبُرِ الكعبة مما يذهب نحو المشرق، وقيل: هي التي تأْتي من خلفك إذا وقفت في القبلة". وإذا كان الدبر جهة الغرب، فلا بد أن تكون الوجهة إلى الشرق.
وفي القرآن نجد أن ورود لفظ "يمين" أو "أيمن" كان باعتبار الشخص المواجه للشمس، فيكون يمينه هو الجنوب، ويكون شِماله هو الشَّمال. ومن هنا اشترك اللفظان الأخيران اشتقاقاً.
ففي قوله تعالى "لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ"(سبأ:15)،
نجد أن المعنى في ذلك أن وادي سبأ يتجه من الغرب إلى الشرق وينقسم إلى قسمين (جنتين) أحدهما جنوب الوادي (يمين)، والأخر شمال الوادي (شمال)، وهذا هو المقصود من "جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ".
ومن ذلك أيضاً ما جاء في تكليم الله تعالى لموسى عليه السلام في قوله تعالى "وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ"(مريم:19)،
ومعنى ذلك أن موضع النداء كان من جهة (جنوب) جبل الطور، أو أن جبل الطور منه ما هو أيمن (جنوبي)، ومنه غير ذلك، فكان النداء من جانب هذا الجبل (الجنوبي).
وينطبق نفس التحليل أيضاً على قوله تعالى "فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ"(القصص:30)، أي حافته أو منحدره الجنوبي،
وقوله تعالى "وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ"(طه:80)، أي أن مكان اللقاء والمواعدة كان الجنوب المباشر لجبل الطور.
ويمكن بهذه المعاني الجديدة أن يتحسن فهمنا لتفصيل موقع أصحاب الكهف في قول الله تعالى "وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ"(الكهف:17) فـ "ذات اليمين" هنا تعني (من جهة الجنوب) و"ذات الشمال" تعني (من جهة الشمال).
وبالعودة إلى كتب التراث، نجد أن الأدلة تتآلف بما يفوق الحصر على أن اليمين هو الجنوب، والشِّمال (بالكسر) هو الشَّمال (بالفتح)، مما يزكي -إلى حد الرجحان التام -أن الشرق هو الوجهة الأولى في العرف الجغرافي القديم، وما عداها من جهات فهو تابعٌ لها. فنقرأ في تعريف (بلاد اليمن) في كتاب "مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى" للرحيباني قوله: "هو كل ما كان على يمين الكعبة من بلاد الغور، والنسبة إليه يمني". ومن البين أنه لكي تكون بلاد اليمن عن يمين الكعبة فلا بد أن تكون وجهة الناظر إلى جهة الشرق ("(انظر الى الصورة المرفقه)")
ومثال ذلك ما جاء في كتاب "مثير الغرام إلى زيارة القدس والشام" لشهاب الدين المقدسي عن (الشام) ما نصه: "إنما سميت شاماً لأنها عن شمال الكعبة".
و جاء في كتاب "صفة جزيرة العرب" لأبي محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني (عن جبل السراة)، يقول : [ أما جبل السراة (وهو معروف بإسم جبل السروات الآن) الذي يصل ما بين أقصى اليمن والشام فإنه ليس بجبل واحد وإنما هي جبال متصلة على نسق واحد من أقصى """"""اليمين""""""" إلى الشام في عرض أربعة أيام في جميع طول السراة يزيد كسر يوم في بعض هذه المواضع، وقد ينقص مثله في بعضها. فمبتدأ هذه السراة من أرض اليمن أرض المعافر.
وإذا تحرينا في أصول اللغات الأوربية نجد كلمة orient للفعل توجَّه، و orientation للإسم الحقيقي "توجُّه" أو "وِجْهَه" أو "التوجيه". ومعلوم أن نفس الكلمة orient تعني الشرق. وكأن أصل التوجه هو ناحية جهة الشرق. وكأن معنى "التوجيه" إن كانت ترجمة لـ orientation هو نفس معنى "التشريق" في اللغة العربية.
ولو فعلنا نفس الشيء في العربية لقلنا "شّرِّق" ونريد منها "تَوجَّه شرقا".
ألا يدل ذلك على أن جهة الشرق كان سيد الاتجاهات لدى أوربا مثلما أنه كان كذلك لدى العرب؟
ومما يؤكد ايضا ان الشرق كان هو اساس الجهات قديما حتى عند الامم الاخرى هو ما نراه حاليا في العلم الاسرائيلي، فهم يزعمون ان دولتهم بين النهرين ولكن نحن نعلم ان النهرين (شرق وغرب) فلماذا يضعون رمزهما اعلى النجمه السداسيه وتحتها؟
بالطبع لان العلم الاسرائيلي هو من ارث اليهود وقد خطوه كما وجدوه بحيث تم تحديد موقع النهرين بناء على الجهات المعروفه انذاك والتي اساسها الشرق فيكون نهر الفرات هو الأعلى (ناحية الشرق) والنيل إلى الأسفل (الغرب/الخلف) (دافيد كنج، دراسة بعنوان "علم الفلك والمجتمع الإسلامي"، موسوعة تاريخ العلوم العربية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1997، ص 174)
كما أن اليهود كانو يسمون البحر الميت البحر الأمامي والبحر المتوسط البحر الخلفي ((العهد القديم، سفر زكريا، 14:08)) (And it shall be in that day, that living waters shall go out from Jerusalem; half of them toward the former sea, and half of them toward the hinder sea: in summer and in winter shall it be.) The Interpretation of which According to (Jamieson-Fausset-Brown Bible Commentary) is [Former sea-that is, the front, or east, which Orientalists face in taking the points of the compass; the Dead Sea.]
وهذا هو رابط صفحة هذا النص لمزيد من التثبت والبحث
https://biblehub.com/commentaries/jfb/zechariah/14.htm