الدولة الرستمية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الدولة الرستمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-09-19, 07:09   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمدخريف
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية محمدخريف
 

 

 
إحصائية العضو










Bounce الدولة الرستمية

منقول من طرف محمدخريف
نشأة الدولة الرستمية
تيهرت القديمة والتي كانت عاصمة للدولة الرستمية وتبعد عن مدينة الجزائر العاصمة بحوالي 430 كلم.
وقد اختلف الباحثون في اسم تيهرت منهم من أسماها تايهرت ومنهم من أسماها تيهرت من غير ألف ، والاسم الثاني هو الصحيح الذي مال إليه كل من الدكتور محمد ناصر والأستاذ إبراهيم بحاز انظر أخبار الائمة الرستميين لابن الصغير ص28 .
هذا واسمحوا لي أن استعرض معكم كيف نشأت هذه الدولة الإسلامية الخالدة والتي للأسف الشديد أهملها كثير من المؤرخين السابقين أو المعاصرين إلا من رحم الله ، إما لتعصب مذهبي مقيت أو لجهلهم بها فلم يكلفوا نفسهم عناء البحث والتقصي المنصف عنها ، بالرغم من أنها امتدت أكثر من الدولة الأموية والعباسية المحسوبتان على الإسلام وأفعال ملوكها لا تخفى عن كل ذي لب.

الإمام المؤسس لها هو الإمام عبد الرحمن بن رستم بن بهرام بن سام بن كسرى أنو شروان الملك الفارسي المشهور . واستمرت قائمة شامخة حتى عام 296 للهجرة أي ما يقارب من 140 عاما إلى أن سقطت على يد من أكل قلبه الحسد وأعماه التعصب المذهبي وهو أبو عبدالله الشيعي فقتل كثيرا من أهلها وشيوخها ونسائها وأطفالها الأبرياء ولم يراعي فيهم أنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله التي يعصم بها دم المرء ، ولا نقول إلا وعند الله تجتمع الخصوم .

ولد الإمام عبدالرحمن في العراق من أب فارسي من سلالة كسرى الملك الفارسي المشهور ، هاجر أبوه إلى المغرب وأخذه معه وأمه ، إلا أن أباه مات في الطريق بالقرب من مكة ، التقى وأمه بالحجاج القادمين من المغرب فتزوجت أمه بواحد منهم من القيروان ، فهاجر بهم إلى القيروان ، وهكذا ولد إمامنا العادل عبد الرحمن بن رستم من أب فارسي ونشأ نشأة عربية إسلامية .
وحين بلغ عبد الرحمن عنفوان الشباب تناهى إلى مسمعه ظهور أناس مجددين في المشرق يدعون إلى إقامة شرع الله في الأرض ونشر العدل وإغاثة الملهوف ورد الظالم ، وعلى رأسهم عالم جليل اسمه أبو عبيده مسلم بن أبي كريمة رضي الله عنه الإمام الثاني للمذهب الإباضي ، وفي هذه الفترة بدأ المذهب الإباضي بالانتشار في المغرب عن طريق الداعية سلمة بن سعد ، الذي دل الشاب عبدالرحمن المتعطش للعلم على الإمام أبى عبيدة ، فطار عبدالرحمن إلى بحر العلوم للعب من معينه الصافي وكأنه يعد نفسه للأمر الجلل الذي سيلقى على عاتقه بإقامة دولة اعادت للقلوب ذكريات أولئك العظماء الذين تربوا في أحضان النبوة من أمثال الصديق والفاروق.
كانوا خمسة من طلاب العلم باعوا أنفسهم لله والله اشترى ، أربعة من المغرب والخامس من اليمن واسمه أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري ، وأما الأربعة الذين من المغرب فكان من بينهم عبدالرحمن ، التقوا هؤلاء جميعا عند الإمام أبي عبيدة في البصرة ، وكان هذا في عام 135 للهجرة ، وظلوا معه لمدة خمس سنوات يعبون من معينه الصافي في سرداب تحت الأرض ، وذلك خوفا من أذى الدولة الأموية المحسوبة على الإسلام والتي ما فتئت تتعرض بشتى صنوف التعذيب والأذى والقتل لمن خالفها في عقيدتها وتوجهاتها وإن كان ممن ينطق بالشهادتين .
وبعد أن عبوا من العلم الصافي واخذوا ما شاء الله لهم من العلم خرجوا من السرداب في عام 140 للهجرة ، وعادوا إلى المغرب ومعهم أبو الخطاب المعافري وقد أوعز إليهم الإمام أبو عبيدة أن يبايعوه إماما عليهم حين تسنح لهم الفرصة ، ومما يدل على خروجهم من عند أبي عبيدة وقد تبحروا في العلوم قصة تروى عن أحدهم وهو إسماعيل ابن درار الغدامسي مع إمامه أبي عبيدة كما ذكرها الدرجيني في الطبقات ص 211 : ( ... فلما أرادوا الخروج من عنده هيأ الشيخ المركوب لتوديعهم ، ووضع رجله في الركاب - أي إسماعيل الغدامسي وضع رجله في الركاب - فسأله إسماعيل عن ثلاثمائة مسألة من مسائل الأحكام قبل أن يستوي على متن الدابة ، فقال له أبو عبيدة: أتريد أن تكون قاضيا يا ابن درار ؟ قال له : أرأيت إن ابتليت بذلك ! فبماذا تأمرني يرحمك الله ؟ .... ) .
انطلقوا ميممين شطر المغرب لإقامة شرع الله ، وبعد أن انهوا خمس سنوات مع إمامهم عادوا إلي المغرب تسبقهم أشواقهم لإقامة شرع الله وإحياء سنة رسول الله ، هذا وقد وضعوا الخطط السياسية المحكمة ، واعدوا القبائل البربرية لتستعد للثورة وتعلن الإمامة ، وهيئوا العدة العسكرية والبشرية لإنجاح هذه الثورة ، ولما وصلوا إلي المغرب ، فلما أحسوا أن الفرصة قد واتتهم وريحهم قد هبت بادروا بمبايعة أبي الخطاب عبد الأعلى المعافري ، حيث أن الإمام أبا عبيدة أوعز إليهم بذلك وأمرهم بقتله إن رفض ، وهذا يذكرنا بما حدث من الإمام السالمي رحمه الله عند رفض الإمام سالم بن راشد الخروصي رحمه الله قبول البيعة فأمر الإمام السالمي أبا زيد الريامي بضرب عنق الإمام سالم مما اضطر الإمام سالم إلى أن يقبل البيعة وهو يبكي رحمه الله ، ولما سئل الإمام السالمي عن الدليل الذي استند إليه في ذلك اخبرهم بما ورد عن الإمام أبي عبيدة من أمره طلابه بقتل أبي الخطاب إن رفض البيعة لما في ذلك من مفسده لأمر المسلمين .
هنا لم يجد أبو الخطاب مفرا من قبول البيعة ، وتمت البيعة له وكان ذلك في عام140 للهجرة ، وكانت المغرب في تلك الفترة واقعة تحت نير الدولة العباسية ، وبعد أن استمرت إمامة أبي الخطاب أربع سنوات ذاق فيها المسلمون طعم الأمان والعدل وإقامة شرع الله ولكن ما لبثت جيوش أبي جعفر المنصور أن وصلت إلى إفريقية بقيادة محمد بن الأشعث الخزاعي ، ولم يجد أبو الخطاب عناء في صد هذا الجيش العباسي ورده مهزوما ، ولكن ما لبث أن أعاد الكرة بجيش قوامه أربعون ألفا ، واستطاع أبو الخطاب التغلب عليه بفضل الله مرة ثانية وصدق الله حين قال : (( .... كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين )) البقرة : 249 .
وهنا لجأ ابن الأشعث إلى الحيلة والخيانة ، وهذا ديدنهم فهو ليس بغريب على أمثالهم ، وليس بعيد عنا ما حدث للتابعي الجليل أبي بلال مرداس بن حدير التميمي وأصحابه الأربعين من بني أمية وقائدهم ابن زرعه الذي انهزم أمام أربعين رجلا بالرغم من أنه على رأس ألف جندي وكان حريا به أن ينهزم ، فان أبا بلال وأصحابه الأربعين الرجل فيهم عن ألف رجل ، فبعث بنو أمية إليه بقائد جديد وهو عباد بن اخضر على رأس أربعة آلاف جندي فلم يتغلب على أبي بلال وأصحابه مما اضطره إلى اللجوء إلى الخيانة فهجم على أبى بلال وأصحابه وهم يؤدون صلاة الجمعة فخان العهد حيث انهما اتفقا على وقف القتال إلى حين أن ينتهي الجميع من أداء صلاة الجمعة فأين هي عهود المسلمين ، وهنيئا لتلك الأجساد الطاهرة الجنة التي استشهدت خاشعة بين يدي رب العزة والجلال .
وهذا ما حدث كذلك للإمام الجلندى بن مسعود رحمه الله وأصحابه حين هجم عليهم الجيش العباسي بقيادة خازم بن خزيمة فقاتلوهم ولم يتمكنوا منهم ، فلجأ خازم بن خزيمة إلى الغدر والمكيدة ، فأمر بإحراق بيوت الجلندى وأصحابه وكان بها الأطفال والنساء والشيوخ فأي دين هذا الذي يأمر بقتل الأطفال والنساء والشيوخ؟! وما الفرق بين هؤلاء وبين ما يفعله اليهود في فلسطين وما تفعله الدول الغربية في العراق وما يفعله الصرب في مسلمي البلقان .
إذا فالغدر ديدنهم فهم لا يقوون على المواجهة رجلا لرجل ، نعم لجأ ابن الأشعث إلى الغدر حين علم ألا طاقة له بالتغلب على هذه الثلة المؤمنة إلا بالخيانة فتظاهر بالانسحاب إلى المشرق ، وتفرق جيش أبي الخطاب الذي كان من الأهالي والفلاحين الذين عادوا إلى مزارعهم في موسم الحصاد ، مما سهل على ابن الأشعث القضاء على من بقي مع أبي الخطاب فقتلهم جميعا والله المستعان على ذلك وعند الله تجتمع الخصوم.
في تلك الأثناء كان عبد الرحمن بن رستم واليا على القيروان من طرف الإمام أبي الخطاب ، وكان في طريقه لنصرة الإمام ولكنه علم بموت الإمام مما اضطره للفرار إلى المغرب الأوسط بصحبة ابنه عبد الوهاب وخادمه ،وظل سائرا بين القبائل الاباضية متخفيا سالكا طريقا وعرة من جنوب الجزائر وقطعها من شرقها إلى غربها إلى حين وصوله إلى جبل يدعى سوفجج ، وقد وجد إمامنا المنتظر أنصارا له في الطريق ساروا معه إلى الموقع المذكور ، ولحق به ابن الأشعث وظل يحاصر الجبل المنيع إلى أن يأس من اقتحامه فرجع جارا أذيال الهزيمة . وظل عبد الرحمن هنالك بين أنصاره من القبائل البربرية حتى إذا اجتمع حوله من أهل العلم والصلاح من يثق بهم ، ووجد نفسه قادرا على الشروع في بناء دولته اتجه نحو موقع ( تيهرت ) وشرع في بناء دولته الشامخة في نهاية 155 للهجرة وبداية 156 للهجرة .
اجتهد إمامنا المرتقب ومن معه على إيجاد مكان مناسب لبناء مدينة مثالية تحصنا ومنعة وهواء وجمالا وكان الموقع المختار أشجارا وأحراشا ومرتعا لأنواع السباع والوحوش .
ويروى أن عبد الرحمن وأصحابه لما اعتزموا بناء مدينة تيهرت بهذا المكان المغطى بغابة كثيفة كانت مأوى للوحوش ، كلف أحدهم بان ينادي بأعلى صوته ثلاث مرات في ثلاثة أيام : أيتها الوحوش إنا نريد أن نعمر هذا المكان فمن يريد السلامة فليخرج منه ، وعلى إثر هذا النداء شاهدوا السباع والوحش تحمل أشبالها في أفواهها خارجة من الغابة. وهذا ليس بغريب على من آمن بالله حق الإيمان واتبع منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأخيار ، فقد وقع مثل هذا للصحابة والتابعين عندما أرادوا تأسيس مدينة القيروان كما هو معلوم.
بعد أن قام إمامنا المرتقب عبد الرحمن ومن معه ببناء دولتهم الإباضية الشامخة الذكر ، ازدهرت المدينة واشتهرت بحسن جمالها وامتياز موقعها ، مما جعل الكتاب والرحالة يشيدون بوصفها ، من ذلك وصف المقدسي لها حيث قال : (( .... هي بلخ العرب ، قد أحدقت بها الأنهار والتفت بها الأشجار وغابت في البساتين ونبعت حولها الأعين وجل بها الإقليم وانتعش فيها الغريب واستطابها اللبيب يفضلونها على دمشق وقد أخطو ، وعلى قرطبة وما أظنهم أصابوا ، هو بلد كبير كثير الخير رحب رقيق طيب رشيق الأسواق غزير الماء جيد الأهل قديم الوضع محكم الرصف عجيب الوصف .... )) . أنظر المقدسي : أحسن التقاسيم ، ص 228 .
وقد استمرت هذه الدولة الفتية في التطور والازدهار ، حتى اشتهرت في الآفاق وعرفت بـ ( عراق المغرب ) ، وفي عام 160 للهجرة استأنس الإباضية من أنفسهم قوة ووجدوا أنهم يملكون كل المقومات المادية والأدبية لإعلان إمامة الظهور ، فنظروا لمن يتولى الأمر فلم يجدوا أليق ولا أبرز من عبد الرحمن بن رستم رحمه الله لسابقته ودينه وعلمه ، وتمت البيعة له ، وهكذا يكون الإمام عبد الرحمن بن رستم رحمه الله أول إمام لأول دولة إسلامية إباضية في المغرب الأوسط (الجزائر ) عرفت في التاريخ بالدولة الرستمية .
وكانت الدولة الرستمية دولة إباضية تستظل بها جميع القبائل المعتنقة لهذا المذهب إضافة إلي غيرها من القبائل والمذاهب الداخلة ضمن حدودها ،وكان جميع سكانها من مختلف المذاهب يعيشون بحرية تامة ولهم منازلهم ومساجدهم الخاصة التي يتعبدون بها وفق ما يرونه صحيحا دون أن تمس حرياتهم أو تجرح مشاعرهم ، وكانت تجري بين العلماء من مختلف المذاهب المناظرات وكان يحضرها العام والخاص ، ولنستمع إلى ما قاله ابن الصغير في الدولة الرستمية ، وابن الصغير هذا من الشيعة وقد عاش في هذه الدولة وعني بكتابة تاريخها ، فكان من ضمن ما قاله عنها : (( ليس أحد ينزل بهم من الغرباء إلا استوطن معهم وابتنى بين أظهرهم لمل يرى من رخاء البلد وحسن سيرة إمامه وعدله في رعيته وأمانة على ماله ونفسه ، حتى لا ترى دارا إلا قيل هذه لفلان الكوفي ، وهذه لفلان البصري ، وهذه لفلان القروي ، وهذا مسجد القرويين ورحبتهم ، وهذا مسجد البصريين ،وهذا مسجد الكوفيين )) ، أنظر : أخبار الأئمة الرستميين لإبن الصغير ، ص36 .
هذه شهادة من رجل يعتنق مذهبا مخالفا لمذهب أهل الحق والاستقامة فما الذي دفعه لأن يثني عليهم ويصفهم بما وصف إلا ما رآه بأم عينيه من عدلهم وإنصافهم وإقامتهم لشرع الله وتطبيقهم لسنة رسول الله .
وهنا سؤال يطرح نفسه أين ملوك بني أمية ما خلا عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه ، وملوك بني العباس من هؤلاء الأئمة؟! وأين أفعالهم من أفعال هؤلاء؟! ، وأين دولهم من هذه الدولة؟! ، فإن المتأمل لدولة بني أمية وبني العباس يجد أنهم مارسوا أشد أنواع التعذيب والقهر والكبت لمن خالفهم في المعتقد فلم يتورعوا في قتله والتنكيل به وإهلاك ماله وذريته بل يصل الأمر ببعضهم إلى القتل بالظنة ، وكتب التاريخ مليئة بجرائمهم ولا داعي لذكرها فهي لا تخفى عن كل ذي لب ، حتى بيت الله الحرام لم يسلم منهم ، ونكتفي بذكر ما عاناه الإمام أبو عبيدة رحمه الله منهم مما اضطره أن يدرس طلابه في سرداب تحت الأرض وكانوا يتخفون بلباس الباعة والنساء حتى يصلوا إلى سردابهم فأي قهر أشد من هذا القهر وأي كبت لحرية العبادة أشد من هذا الكبت ، ثم يأتي من يلبسهم لقب خليفة المسلمين والإسلام من أفعالهم براء.
وكنت أتصفح مآثرهم التي خلفوها للأجيال الإسلامية لتتأسى بهم في كتاب العقد الفريد لأبن عبد ربه والذي يحضر في ذاكرتي الآن من مآثرهم الخالدة ، تحدث إبن عبد ربه عن خليفتهم الراشد هارون الرشيد فقال : " وكان رحمه الله له قينة يتردد عليها " أتعرفون ما معنا القينة يا أحفاد الفاروق والصديق ، إن اسم القينة يطلق على المرأة العاهرة . هذا هو الخليفة الراشد " رحمه الله " !!!!!!!!!!!!
وسأراجع الموضوع في كتاب العقد الفريد حتى أتي بنص كلام إبن عبد ربه ،
فمن هو الذي يستحق أن يوصف بالمذهبي الإباضية أم هؤلاء ومن هو الذي يستحق أن يلقب بالخوارج الإباضية أم هؤلاء، سبحانك ربي هذا بهتان عظيم.

ولقد استمرت هذه الدولة الشامخة في جبين الدهر لما يقرب من 140 سنة ، منذ أن نشأت في عام 156 وحتى عام 296 للهجرة ، أي أكثر من عمر الدولة الأموية والدولة العباسية رصعت خلالها الكثير من الآيات والعبر ما يستحق أن يكتب بماء الذهب ويرصع به جبين الدهر .
وبالنسبة لما قدمته هذه الدولة للأمة الإسلامية من خدمة لها ، وإعلاء لراية الإسلام بتطبيق شرع الله سبحانه وتعالى ، فإنه حري بالدول التي جاءت من بعدها والتي ستأتي أن تقتدي بها وبأئمتها الأجلاء .
وقد تولى الحكم في هذه الدولة أئمة عظماء أحيوا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، كان أولهم المؤسس لهذه الدولة وهو الإمام الجليل عبد الرحمن بن رستم رحمه الله كما أسلفنا ، ثم تولى من بعده إبنه الإمام عبد الوهاب رحمه الله ، ولم يبايع بالإمامة لكونه إبنا للإمام السابق كما يظن البعض ، فإن المقياس عند الإباضية هو التقوى وليس النسب ، ولما توافرت في الإمام عبد الوهاب المواصفات التي تأهله لهذا المنصب الخطير لم يتأخر العلماء من أهل الحل والعقد في مبايعته .
ومن أئمة هذه الدولة الإمام أفلح بن الإمام عبد الوهاب رحمهما الله ، وغيره من الأئمة العدول ، وكان آخر أئمة هذه الدولة هو الإمام اليقظان بن أبي اليقظان .
ولكن أصحاب القلوب المريضة ، والنفوس السقيمة ، لم يقر لهم قرار وهم يرون هذه الدولة الشامخة فوق ذرى السحاب ، تعيش في أمن وسلام مع أهلها من مختلف المذاهب ، وتحقق الانتصارات تلو الانتصارات ، ولم يستطيعوا تحمل الحسد والحقد المشتعل في صدورهم من رؤية الدولة الرستمية يقصدها الوراد من كل حدب وصوب ، ليعيشوا فيها تحت ظل الأئمة الإباضية المطبقين لشرع الله ، فانفجرت نفوسهم بكل ما حوته من سموم ، وراحوا يحرقون كل ما وجدوه في طريقهم ، ويبيدون الأخضر واليابس ، فلم يسلم منهم لا الأطفال الرضع ،ولا النساء الرتع ، ولا الشيوخ الركع.
بعد أن استمرت هذه الدولة الإسلامية لما يقارب من 140 عاما ، جسدت فيها معنى الدولة الإسلامية على حقيقتها ، وأحيت سيرة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، وسيرة صحابته الكرام رضوان الله عليهم .
ولكن شاءت مشيئة الله تعالى أن لا تستمر هذه الدولة لحكمة عنده ، فهجم عليها من انفجر قلبه بالحقد والحسد والغيض على هذه الدولة العادلة التي عاش تحت كنفها أصحاب مختلف المذاهب أحرارا يمارسون عبادتهم بكل حرية في مساجدهم الخاصة ، فأي عدل بعد هذا العدل ، وأي إنصاف بعد هذا الإنصاف .
هجم عليها المسمى أبو عبدالله الشيعي داعية الفاطميين ، فعاث فيها فسادا ، وقتل ، وشرد ، وانتهك الأعراض ، ولم يراعي في أهلها إلا ولا ذمة ، ولم يراعي فيهم أنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله , فقتل منهم من قتل وأسر من أسر وتشرد الباقون في الصحاري والجبال . والله المستعان على ذلك وعند الله تجتمع الخصوم .
ولم يكتف بذلك ، بل صب جام حقده الأسود على ما خلفته هذه الثلة المؤمنة من تراث ، فقام بإحراق مكتبة المعصومة ، مكتبة الدولة الرستمية ، بعد أن سرق ما فيها من الكتب الرياضية والصناعية والفنية ، وأحرق الباقي وقضى بذلك على تراث عظيم ، كان سيعود بالفائدة العظيمة على أبناء هذه الأمة .
ولا نقول إلا إن لله وإن إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .
وهنا سؤالا يطرح نفسه ، ويحتاج إلى إجابة منصفة له من منصف ، والسؤال هو :
هل هناك فرق بين ما قام به هذا المجرم المحسوب على هذه الأمة من قضاء للدولة الرستمية ، هذه الدولة العادلة التي آوت من هم على نحلته وأنصفتهم وحفظة حقوقهم ، وما قام به من إحراق لمكتبتها المعصومة ، وما قام به التتار من القضاء على الدولة العباسية وإحراق مكتبتها دار الحكمة ، مع الأخذ بعين الاعتبار البون الشاسع والفرق الواسع بين الدولة الرستمية والدولة العباسية !!!!!!!!!!
المصادروالمراجع :
1-مختصر تاريخ الاباضية ، الباروني ، ص34 -49 ، مكتبة الضامري - سلطنة عمان .
2- منهج الدعوة عند الاباضية ، د- محمد ناصر ، ص149-156 ، مكتبة الاستقامة - سلطنة عمان .
3-كتاب السير ،ج1 ، ص124-126 ، الشماخي ، وزارة التراث القومي والثقافة - سلطنة عمان .
4- طبقات المشائخ بالمغرب ، ج1 ، ص12-46 ، الدرجيني .
5- الدولة الرستمية ، إبراهيم بحاز ، نشر جمعية التراث ، الجزائر 1988م .
6-أخبار الأئمة الرستميين ، ابن الصغير ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت 1986م .اطلب لدعاء









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-09-19, 08:15   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-09-19, 09:57   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
meddah_02
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية meddah_02
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-09-28, 14:16   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نهاد23
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

جـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزاك الله خيراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-01, 19:49   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
روتينة
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا بزاااااااااااااااف










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-12, 15:01   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
بورعدة
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي شكر

[I[/IMG]]مشكوووووووووورررررررررررررررر يا اخي لكن يوجد بعض الغلطات










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-15, 22:02   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
سمير زاوي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ممكن تحميل كتب حول الدولة الرستمية خاصة المذكورة في المقال المساعدة إن أمكن










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-07, 17:15   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
التحدي العام
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية التحدي العام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

دمتم لنا مفيدين ومستفيدين

وفقكم الله










رد مع اقتباس
قديم 2014-02-07, 12:37   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
محمد رضا هلوب
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الامويون اهل الغدر والخيانة ...
العباسيون اهل الغدر والخيانة ...
هارون الرشيد يتردد على عاهرة ...
ليس هناك فرق بين اليهود الصهاينة والعباسيين والامويين ...مزية ما لحقش للراشدين.
في مقابل
الاباضيون اهل العدل والاستقامة
الاباضيون الوحيدون الذين اقاموا التسامح الديني
الاباضيون هم ائمة المسلمين ...
وطبعا مصادره كلها اباضية وليس تواريخ المسلمين المشهورة مثل تاريخ الامام الذهبي مثلا .


هؤلاء هم اهل الفتنة التي تشتعل في غرداية عاملهم الله بما يستحقون. احذروهم إخوتي.
ملاحظة : القينة هي الجارية المغنية وليست كما قال هذا الكذاب انها عاهرة وهارون الرشيد رحمه الله كان يستمع الى الغناء وجوازه مذهب لكثير من العلماء بل حتى بعض الصحابة مثل عبدالله بن جعفر رضي الله عنه
وهل يعقل ان رجل يملك ما بين المشرق و المغرب يحتاج الى عاهرة ليقضي شهوته ...غباء مدقع كيما قال عبدالسلام النابلسي ربي يرحمو
هذا كذاب و طبعا في مذهبهم مرتكب الكبيرة مخلد في النار والكذب كبيرة فالله يستر وين يروح صاحبنا من اهل العدل
والاستقامة .









رد مع اقتباس
قديم 2014-08-10, 12:32   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
meriem dj
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك الدولة الرستمية كانت دولة عادلة لكن التاريخ ظلمها
ازدهرت تيهرت وبلغت شهرتها الآفاق ، وشدت إليها الرحال للتجارة والسكن والعيش الرغيد الآمن ، مما جعل الكتاب والرحالة يقصدونها ويشيدون بها ومن ذلك ما قاله المقدسي واصفا لها فيقول : " ... هي بلخ المغرب ، قد أحدقت بها النهار ، والتفت بها الأشجار ، وغابت في البساتين ، ونبعت حولها العين ، وجل بها الإقليم ، وانتعش فيه الغريب ، واستطابها اللبيب ، يفضلونها على دمشق وأخطأوا ، وعلى قرطبة وما أظنهم أصابوا ، هو بلد كبير ، كثير الخير رحب ، رقيق طيب ، رشيق الأسواق ، غزير الماء ، جيد الأهل ، قديم الوضع ، محكم الرصف ، عجيب الوصف
ولقد اهتم أئمة الدولة الرستمية بالجانب الاقتصادي لدولتهم ، فاهتموا بالزراعة وكانت تكثر فيها البساتين وزراعة الحبوب ، والعصفر والكتان والسمسم ، والنخيل ، ومختلف الفواكه ، والتين والزيتون ، فكانت تدر عليهم أرباحا طائلة ، وقد كانت تكثر فيها الأنهار ، وأقام الرستميون خزانات وأحواض للماء كبيرة اكتشفها الأثريون ، وكانت محكمة التصميم والهندسة ، ليحافظوا على الماء أيام الجفاف ، بل إنهم أوصلوا الماء إلى البيوت عن طريق الأنابيب وشق القنوات . واهتموا كذلك بالرعي وتربية الماشية ، لكثرة المراعي الخصبة في الدولة الرستمية ، فكانوا يربون الغنم والبقر والجمال والخيول والبغال والحمير ، وكانت تجارتها رائجة ، وتصدر إلى الدول المجاورة ، وكانوا يستغلونها في إنتاج الصوف ، قال ابن حوقل يصف الماشية في تيهرت و أحوازها : " وهي أحد معادن الدواب والماشية والغنم والبغال والبراذين الفراهية ، ويكثر عندهم العسل والسمن "
حتى أن بعضهم كان يمتلك مئات الآلاف من الماشية ، التي كانت عمادا لبيت مال المسلمين ، قال الإمام عبد الوهاب : " لولا أنا ومحمد بن جرني ويبيب بن زلغين لخرب بيت مال المسلمين : أنا بالذهب ، ومحمد بن جرني بالحرث ، وابن زلغين بالأنعام " .

وكذلك كان لهم اهتمام كبير بالصناعة ، فكانت توجد في الدولة الرستمية العديد من الصناعات والحرف كالنجارة والحدادة والخياطة والدباغة والطحن ، وصناعة السفن والقوارب ، وصناعة الزجاج والفخار والتحف والعطور ، والخشب المنحوت والمخطوط والمموه والمرصع بالعاج أو الصدف ، وصناعات الذهب والفضة ، حتى أنها كانت تضرب منها الدراهم والدنانير ، فكانت لها عملاتها الخاصة التي كشفت عنها الآثار .
وقد اهتم الرستميون بالتجارة أيما اهتمام ، فأنشئوا الأسواق في مختلف المدن ، فكانت رائجة بشتى أنواع البضائع والمؤن التي تأتي من داخل الدولة الرستمية نفسها أو من الدول الأخرى عن طريق العلاقات التجارية ، حيث أنه كانت للدولة الرستمية علاقات تجارية مع الكثير من الدول كالأندلس ومصر وبلاد السودان وغيرها من الدول في المشرق والمغرب ، فكانت القوافل التجارية تخرج من الدولة الرستمية محملة بشتى أنواع البضائع والمؤن إلى تلك الدولة ، وتعود كذلك محملة بالبضائع التي تنتج في تلك البلاد ، وكانت تجارة الذهب وبيع الرقيق رائجة في ذلك الوقت ، وللدولة الرستمية نشاط كبير فيها ، ووصل النشاط التجار ي في الدولة الرستمية إلى حد أنه كان يوجد بها التخصص في الأسواق ، فكان بها سوق النحاس ، وسوق الأسلحة ، وسوق الصاغة ، وسوق الأقمشة وغيرها من الأسواق .

وقد قام الأئمة الرستميون بإنشاء بيوت للأموال في مدن الدولة الرستمية ، وبيت مال مركزي في العاصمة تيهرت مع دار للزكاة ، وكانت موارد بيوت المال تختلف عن موارد دار الزكاة ، فدار الزكاة مورده هو أموال الزكاة فقط ، وكانت تصرف أموال الزكاة من هذه الدار لمستحقيها الشرعيين الذين حددهم الله تعالى في كتابه في قوله : { إنما الصدقات للفقراء والمساكين ... والله عليم حكيم } التوبة : 6
وأما دور الأموال فكانت مصادرها الجزية وخراج الأراضي والضرائب والرسوم التي تؤخذ على القوافل التجارية والتجار والحرفيين ، وكانت أموال هذه الدور تسخر في أجور الموظفين في الدولة ، وفي بناء المساجد والطرقات والأسواق ومصالح المسلمين أيضا فإننا نجد أن الرستميين اهتموا بالجانب العلمي والفكري اهتماما كبيرا ، ولا أدل على ذلك أن من الشروط الأساسية في إمام الدولة حتى يتم انتخابه ، أن يكون عالما بأمور الشريعة والسياسة والحكم .
فاهتمت الدولة بإنشاء المؤسسات التعليمية كالكتاب ـ أماكن للتعليم ـ وكذلك إقامة حلق العلم في المساجد سواء في التفسير أو الحديث أو الفقه أو اللغة وغيرها من العلوم ، حتى أن أئمة الدولة الرستمية كانوا يساهمون في التعليم بأنفسهم ولا يأنفون من ذلك أو يتكبرون ، كالإمام عبد الوهاب الذي قضى سبع سنوات يعلم الناس أمور الصلاة في جبل نفوسة ، أو الإمام أفلح الذي دارت عليه أربع حلق للعلم قبل أن يبلغ الحلم .
وكذلك اهتمت الدولة الرستمية بإنشاء المكتبات العلمية الزاخرة بمختلف فنون العلم والآثار ، ومن مكتباتها المشهورة مكتبة " المعصومة " التي كانت تحوي آلافا من المجلدات والكتب ، أوصلها بعض الباحثين إلى ثلاثمائة ألف مجلد ، فكانت تحوي بين رفوفها كتبا في علوم الشريعة من تفسير وحديث وفقه وتوحيد ، وكتبا في الطب والرياضيات والهندسة والفلك والتاريخ واللغة وغيرها من العلوم المختلفة ، ولم تكن كتبها مقتصرة على مذهب بعينه بل كانت تجمع مؤلفات لمختلف المذاهب الإسلامية ، ومن المكتبات المشهور الأخرى " خزانة نفوسة " الجامعة لآلاف الكتب ، وكذلك لم تخل منازل العلماء في الدولة الرستمية من وجود المكتبات الخاصة .
وهذه النهضة العلمية لابد وأن يواكبها نهضة في مجال التأليف ، فحازت الدولة الرستمية قصب السبق في ذلك ، فقدم أئمتها وعلماؤها للأمة الكثير من المؤلفات في مختلف فنون العلم سواء الدينية أم الدنيوية ، وكان أئمة الدولة الرستمية في مقدمة الركب في ذلك ، كالأمام عبد الرحمن الذي ألف كتابا في التفسير ، وكتابا جمع فيه خطبه ، والأمام عبد الوهاب الذي ترك لنا كتابا يعرف بـ " مسائل نفوسة الجبل " ، وأما الإمام أفلح فقد ترك لنا الكثير من المؤلفات والرسائل العلمية منها المطبوع ومنها المخطوط ، وأما الإمام أبو اليقظان فكان من المكثرين في التأليف ومن مؤلفاته " رسالة في خلق القرآن " وغيرها من المؤلفات ، هذا بالنسبة لأئمة الدولة الرستمية ، وأما علماؤها فحدث عنهم في مجال التأليف بلا حرج .
كذلك فإن الدولة الرستمية لم تهمل جانب العلوم العقلية كعلم الكلام وغيره ، فكانت تجري بين العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية والتيارات الفكرية المناظرات والمناقشات العلمية بحرية تامة وبلا تضييق ، وذلك أن الدولة الرستمية عاش في كنفها الكثير من اتباع المذاهب الإسلامية كالإباضية والمعتزلة والصفرية والحنفية والمالكية والشيعة وغيرهم ، بل كان هناك وجود لليهود والنصارى كما ذكرنا .
ويحدثنا ابن الصغير عن ذلك فيقول : " من أتى إلى حلق الإباضية من غيرهم ، قربوه وناظروه ألطف مناظرة ، وكذلك من أتى من الإباضية إلى حلق غيرهم كان سبيله كذلك " ، وابن الصغير نفسه كانت له مناظرات مع علماء الدولة الرستمية من الإباضية .
كذلك نجد أن الدولة الرستمية كان لها اهتمام بالأدب العربي من شعر ونثر ، فأما النثر فيظهر ذلك جليا من خطب أئمة الدولة الرستمية ومراسلاتهم ، وأما الشعر فكان لهم نصيب فيه ولكن ليس كالنثر ، ومن شعراء الدولة الرستمية الإمام أفلح بن عبد الوهاب ، ومن قصائده العصماء تلكم القصيدة في فضل العلم التي يقول في مطلعها :
العلم أبقى لأهـل العلم آثـارا :: وليلهم بشموس العلم قد نـارا
يحيى به ذكرهم طول الزمان وقد :: يريك أشخاصهم روحا وأبكارا
حي وإن مات ذو علم وذو ورع :: إن كان في منهج الأبرار ما مارا
ومن شعراء الدولة الرستمية شاعر تيهرت بكر بن حماد الزناتي ، ومن شعره :
قف بالقبـور فنادي الهامدين بهـا :: من أعظم بليت فيها وأجساد
قـوم تقطعت الأسـباب بينهـم :: من الوصال وصاروا تحت أطواد
راحوا جميعا على الأقدام وابتكروا :: فلن يروحوا ولن يغدوا لهم غادي
والله والله لـو ردوا ولو نـطقوا :: إذا لقالوا : التقى من افضل الزاد
وقد كانت للدولة الرستمية علاقات ثقافية مع بلدان المغرب والأندلس ، ومع بلاد السودان وبلدان المشرق العربي ، فكانت بينهم مراسلات ولقاءات .كذلك فإن الدولة الرستمية تميزت بجمالها المعماري ، فكان بها القصور والبيوت والمساجد والأسواق والفنادق والحمامات يحيط بكل ذلك سور ، وكانت تمر خلالها المياه حتى تصل إلى البيوت ، وقد تفنن الرستميون في بناء دولتهم حتى وصفت بعراق المغرب ، وببلخ المغرب . وقد أطنب المأرخون والرحالة في وصف جمالها وحسنها ، وقد ذكرنا شيئا مما ذكره المقدسي ، ولنستمع إلى ابن الصغير وهو يصف تيهرت في عهد الإمام افلح فيقول : " ... وشمخ في ملكه ، وابتنى القصور ، واتخذ بابا من حديد ، وبنى الجفان ، وأطعم فيها أيام الجفاف ... وعمرت معه الدنيا ، وكثرت الأموال والمستغلات ، وأتته الرفاق والوفود من كل الأمصار والآفاق بأنواع التجارات ، وتنافس الناس في البنيان ، حتى ابتنى الناس القصور والضياع خارج المدينة ، وأجروا النهار ... " .
ومن أشهر مدن الدولة الرستمية : مدينة " تيهرت " العاصمة ، ومدينة " وهران " ومدينة " شلف " ومدينة " الغدير " والمدينة " الخضراء " وغيرها من المدن .
وكان للمرأة دور بارز في الدولة الرستمية ، فأنجبت لنا الدولة الرستمية العديد من العالمات والمصلحات ، كأمثال أخت الإمام أفلح ، وأخت الشيخ عمروس ، اللتان تعدان من عالمات الدولة الرستمية ، ولا أدل على بروز المرأة في المجتمع الرستمي وانتنشار العلم بينهن من كلام أحد أفراد الدولة الرستمية واصفا ذلك فيقول : " معاذ الله أن تكون عندنا أمة لا تعلم منزلة يبيت فيها القمر " هذا بالنسبة للإماء فما بالنا بالحرائر .
كذلك فإن أئمة الدولة الرستمية اهتموا بالجانب العسكري للدولة ونشر الأمن والسلام في ربوعها ، فكانت لهم الجيوش الجرارة التي تحمي الدولة من اعتداء الغاشمين ، وكان لهم الوزراء والولاة والقضاة الذين يعينون الإمام في تسيير دفة الحكم والمحافظة على حقوق الشعب ، وكانت لهم الشرطة التي تحافظ على الأمن والنظام في مدن الدولة الرستمية وأسواقها .
وقد ساهمت الدولة الرستمية مساهمة فعالة في نشر الإسلام في إفريقيا السوداء عن طريق ممارسة التجارة مع تلك المناطق التي لم تكن تعرف الإسلام قبل وصول تجار الدولة الرستمية حاملين معهم مشعل الهداية ، ومن أمثال هؤلاء الدعاة التجار الذي أنجبتهم الدولة الرستمية علي بن يخلف النفوسي الذي كان السبب في إسلام ملك مملكة مالي وشعبه .

وقد امتدت حدود الدولة الرستمية في فترة من فتراتها الزاهرة من حدود مصر شرقا إلى مدينة تلمسان في أقاصي المغرب الأوسط غرب .
وبعد هذا العمر المديد وهذه الإنجازات الضخمة التي قدمتها الدولة الرستمية للأمة الإسلامية ، هجم عليها أبو عبد الله الشيعي داعية الفاطميين في سنة 296هـ ، فدمرها وعاث فيها فسادا ، وقتل أهلها ، ولم يكتف بذلك ، بل قام بإحراق مكتبة المعصومة بعد أن أخذ منها الكتب الرياضية والصناعية والفنية ، فقضى بذلك على تراث عظيم من تراث الأمة الإسلامية
هذه هي الدولة الرستمية الإسلامية ، والتي للأسف الشديد تجاهلها الكثير من المؤرخين والكتاب القدماء أو المحدثين ، وإذا ذكروها لا يذكرونها إلا بقصد التجني عليها ، وتشويهها والتعتيم على الإنجازات العظيمة التي حققتها خدمة للأمة الإسلامية ، وكل هذا يعود إلى الأهواء السياسية ، و التعصبات المذهبية المقيتة التي عادت على هذه الأمة بالشر والوبال ، بالرغم من أن الدولة الرستمية أظلت بظلها مختلف المذاهب الإسلامية بل والديانات الأخرى ، مصانين الحقوق والكرامة .

ومن أمثال هؤلاء المؤرخين الذين ظلموا الدولة الرستمية ، وكان حري بأمثالهم الإنصاف : ابن عبد الحكيم ( تـ : 257هـ ) صاحب كتاب " فتوح مصر والمغرب والأندلس " ، والبلاذري ( تـ : 279 ) صاحب كتاب " فتوح البلدان " ، وحتى ابن خلدون الذي شهد له بالموضوعية لم يسلم من ذلك .










رد مع اقتباس
قديم 2014-08-10, 13:32   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
الشابي الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الشابي الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مملومات رائعة جدا حفظ الله المسلمين في كل مكان










رد مع اقتباس
قديم 2014-08-11, 01:54   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ousama09
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية ousama09
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2014-08-13, 23:27   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
إبن الصحراء08
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2014-08-18, 11:37   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
walido_star
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك أخي الكريم، بارك الله فيك
جزاك الله كل خير










رد مع اقتباس
قديم 2014-10-10, 18:38   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
SevoreK
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الدولة, الرستمية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc