خلاف النفس والعقل ..؟!

[ثائرة الجبال]

إن النفس البشرية ملك لخالقها وهو سبحانه وتعالى صانعها ولا يكلفها إلا وسعها ، والإنسان ولد فطريا محب للنفس وتلقائيا يسعى دوما للحفاظ عليها وصيانتها من كل أذى ، فإذا ضاعت منه المعاني واضطربت في ذاته الأشياء عاش عمره كله في حالة من اختلال التوازن وهذا ما يميزه عن فاقدي العقل .
وفي هذا السياق يمضي الإنسان حياته بحلوها ومرها وهو في جدل دائم بين نفسه وما تخفي أو تظهر من جهة وبين عقله والمنطق الطبيعي للأمور من جهة أخرى .
ولأننا جميعا نعشق النفس ومن الخطأ إنكار هذا الأمر فيجب أن نعلم أنه لاعيب يذكر في هذا السلوك ، ولكن المشكلة أن البعض يعشق نفسه بشكل يجعله يحقد على الآخرين فيكره أن يكونوا موفقين أو مميزين بل ويفضل تقديم نفسه كنموذج وحيد وفريد حتى لو كان الأمر على حساب تجاوز المنطق والخلق الحميدة ، وهنا يكون العقل قد دخل مرحلة الموت السريري وفي أحسن الأحوال مرحلة الخمول الدائم والانعزال التدريجي عن المألوف .
أن تحكم العقل بالنفس الانسانية وأهواءها لمسألة صعبة ولكنها ليست معقدة ولا تتعارض مع الفطرة الانسانية للسلوك العام للإنسان ولكن يجب التدرج في إيقاظ العقل من خموله ولايجوز أن نحمل مطرقة لإيقاظه .
إن الحب الفطري للنفس يتجاوز العقل لكونه يتوافق كليا في اللاوعي مع الرغبات والشهوات لذلك نجد بعض الناس لديهم نزعة دائمة لتجاهل المنطق والعقل وهمهم الأساسي رضى العقل الباطن ( اللاوعي ) ، والله سبحانه وتعالى حين فطر الإنسان على حب النفس جعل هذا الأمر للحفاظ عليها وعلى مصالحها من الهلاك وليس للزج بها في غياهب النزعات والشهوات ، وجعل العقل والقلب كفتي ميزان فلايجوز أن نميل كفة على حساب الكفة الأخرى .
إن اتساع الدائرة بين النفس والعقل سبب أساسي في دمار الذات والعودة بنا إلى عصر الغاب حيث كان القوي قويا بعضلاته وليس بعقله ، تخيلوا لو أصبحنا على هذه الكيفية فأكل القوي الضعيف ، ترى هل نكون بشرا ؟؟
لاتستغربوا إذا علمتم أن هناك (220) عشرون ومائتا آية بالقرآن الكريم تحث على دور العقل في حياتنا وطرق ترويضه .
وأخيرا دمتم بكامل عقولكم ...