كنا نعيش في قرية جميلة ، نعيش عيشة هنيئة
يأتيها رزق من كل مكان و كانت الحياة بها دفيئة
مروجها خضراء ، سماؤها زرقاء تغشاها شمس ساطعة
فيها أناس يحيون حياة قانعة
لا تعرف فيهم أحدا نفسه خانعة
هم أناس
فيما بينهم يتراحمون
و لأعدائهم هم يقاتلون
و لايستسلمون
ذات يوم غلب على سماء القرية الوادعة اللون الرمادي
هو لون الكآبة ، لون الاعتداء الأجنبي
لون نعل الجندي الشقي
الذي داس أرضها
و لوث بدخان مدفعه صفاء هوائها
و بجنازير دبابته قطع أوصال تربتها
كل هذا بدعم من طائرات
تلوك الحارق من المخلفات
التي تقتل الإنسان و الحيوان و النبات
لتخلف وراءها الفظائع
التي تقض المضاجع
وتوقظ المواجع
لتسيل المدامع
من مقل الأمهات
و تخرج الآهات وآلاف الزفرات
من أعماق دواخلهن حزنا على ماض قد فات
لن ترده إليهن بحار من العبرات
عبرات كانت عن إبن قد مات
و زوج استشهد بعد أن استمات
في وجه عدو قد انمحت فيه الرحمة من الصفات
و صارت فيه الوحشية من ثابت السمات
....و لو مؤقتا ....
إن العدو قد ركن و استراح
فأقام الأفراح و الليالي الملاح
كان يرقص فيها على الجراح
طول الليل و حتى الصباح
وعند بزوغ الفجر
برزت بشائر النصر
لقد جاء للقرية صلاح جديد
يذيق العدى طعم النار و الحديد
-مجي يزيد-
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2014-08-14, 17:41
القرية الوادعة
العرض العادي
