أخبرني قال : مرض أبي مرضا ألزمه الفراش فأسكناه غرفة على جهة كي تسهل زيارته من الأهل والأصحاب وممن يفعل ذلك يرجى الخير من الله، وطال أمد المرض وزادت وحشة أبي ،وكنت كلما أردت الخروج من البيت أمر عليه أتطلع إلى وجهه أبستم و أسلم أو أسلم وأبتسم وأنا أدلي بشهادة ،أصبحت يا شيخ اليوم بخير هذا ظاهر على وجهك اليوم خير من أمس .
يردّ السلام وينادي تعال يا رأس الغول اجلس هنيهة ، أجيب بسرعة قبل أن يكثر الكلام وأقطع عليه حبل وصال ذلك ، يا شيخ العمل ينادي وأنا جد مشغول عند ما أعود ،عندما أعود –جملة دأبت عن قولها – ولم يكن من كلامي صحيحا غير السلام وحين أشعر به نائما كنت أسير على أطراف أصابعي قاصدا باب الخروج.
ودارت الأيام واحتجزت مكانا إلى جانبه ، وردّ إليّ مما كنت أعمل الكيل كيلين ، ولكن الله كان بي رحيما أراني عاقبة عملي ثم شفاني ولم يكن إلاّ برهانا ساطعا ، والحمد لله أني استطعت أن أكفر عن سوء عملي .
رأس الغول