توضيح فيما يتعلق بالصوفية

[al3orwa]

الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا

والصلاة والسلام على رسولنا ونبينا وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

قرأت عددا من المواضيع التي تهاجم التصوف وتسفه أتباعه

ولم أرد أن أرد عليها لأنني لم أتعمق كثيرا في دراسة التصوف ولا أجد لدي ما يكفي من المعارف للخوض في الدفاع عمن أعتقد أنهم المعنيون بصفة الصالحين في التنزيل الحكيم

ولكنني سأكتفي بالإشارة ولفت الانتباه إلى أمرين

أولهما أن هناك من يدعي التصوف ويشوهه وذلك لكي يضعف إيمان المسلمين بإمكانية تلقي كرامات أو التعرض لهواتف من الأنبياء والملائكة أو غيرهم من الحكماء والصالحين الذين عاشوا في العصور الماضية

ثانيهما أن التصوف تجربة شخصية لا يمكن البرهان عليها ولا فائدة من التصريح بها فالصوفي الحق يكتم ما رأى وسمع إلا في حالة الضرورة

وهذه قصة عن امرأة صالحة تعرضت لما ذكرت من الأمور التي يتحدث عنها الصوفيون عادة وأخص بالذكر الهواتف

كانت في بيتها جالسة
مرهقة متعبة تسأل الله التخفيف من آلام شخص قريب لها
وكانت من قبل تقية تصلي النوافل وتحب الصوم وقراءة القرآن

كانت تسأل الله الرحمة وتلح في ذلك
حيث قضت نصف الليل تناجي الله
أن يزيح عنه الغم والألم
فتناهى إلى مسامعها قول أحدهم معاتبا :

لا تقولي ارحمه فذلك يغضب الله

فراجعت نفسها وغيرت من دعائها وراحت تسأل الله أن يفرغ على قريبها الصبر

وشعرت حينها أن الله يبتلي ذلك الشخص ويمسح عنه الذنوب

مات قريبها بعد عذاب مرير وكان الموت له خلاصا وراحة

مرت الأيام فإذا بذلك القريب يأتي لزيارتها ويخبرها بأنه مات شهيدا وشكرها على دعواتها ووقوفها إلى جنبه

أكيد مثل هذا الأمر صعب التصديق
ولكل الحرية في تصديقه أو تكذيبه

حديث الشهيد إليها يسمى الهاتف في القاموس الصوفي

ومن حينها أصبحت من فترة إلى أخرى تتلقى هواتف من أشخاص قررت أن تحتفظ بهويتهم لنفسها

يأتون إليها وينصحونها ويساعدونها على التغلب على هوى النفس

وتشعر وهي تحدثهم أنها تتحدث إلى إخوتها

فكلهم احترام وكلهم حياء

قررت الحديث في الأمر إلى أشخاص مقربين

فلم يصدقوها ونصحوها برؤية طبيب

من حينها صارت تكتم ما تسمعه من الشهيد قريبها وغيره

واستطاعت لأول مرة أن تنسى الدنيا وما فيها

وتركز على طاعة الله وعبادته