مدرسة رمضان الحلقة السابعة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مدرسة رمضان الحلقة السابعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-07-20, 05:36   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بختاتو أبو أصيل
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي مدرسة رمضان الحلقة السابعة

بسم الله الرحمان الرحيم.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .أما بعد سوف سأواصل في هذه الحلقة السابعة بالحديث عن دروس رمضان والأخلاق التي نتحلى بها فيه ومن بين أهم الأخلاق خلق الشجاعة على الرغم أنني كنت أود أن أكمل الحديث عن خلق الرحمة الذي تحدثت عنه في الحلقة السادسة لكن أترك الحديث عنه في حلقات أخرى إن كان في العمر بقية و أفضل أن أكتب في هذه الحلقة عن خلق الشجاعة لأن في شهر رمضان نتعلم الشجاعة بعدم الخوف من الجوع و العطش لأن هناك من يخاف الصوم لأنه ضعيف الشخصية ويستلم لشهواته و أهوائه ولا يكون له موقف شجاع و مشرف فينتهك و العياذ بالله حرمة شهر رمضان فيفطر بدون عذر شرعي وقد يتهور و يفطر جهرا ويفضح نفسه أمام الناس بجهله وجبنه أمام الصوم لساعات في النهار فقط فهذا النوع من الناس ليس له رباطة جأش وقد يكون فاشل في حياته و لايستطيع تخطي الصعاب في مراحل عمره مادام خاب في عبادة عظيمة مثل الصوم لأن الصوم يعلمك الصبر و تحمل حرارة الطقس و الظمأ و الجوع وعدم الخوف من الهلاك لأن الشياطين توسوس لإنسان بأنه سيموت إن صام فيفطر خوفا من الهلاك وهذا موقف مخزي للأهل الجهل والجبن .
فالصوم يعلم القلب الثبات عند الشعور بألم الجوع وبأن لا يكون المرء ضعيف الشخصية لأن في حياتنا قد تمر علينا النوازل فلا نثبت والذي يجعلنا لا نثبت هو الخوف و وساوس الشيطان لهذا نحن بحاجة إلى خلق الشجاعة .
ويجب أن نقول أن الخوف يجعل الكثير من الناس يترك عبادة مهمة والمتمثلة في الصوم ظنا منهم أنهم سيهلكون إن صاموا لهذا فخلق الشجاعة مهم في حياة المسلمين في الصوم والصلاة و سائر العبادات فحتى الجهاد الشجاعة ركن مهم فيه فقد أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين بأن يتصف المجاهدون وأهل الإيمان بالشجاعة عند القتال في سبيله، والثبات عليه، والإقدام في الحروب وعدم الإدبار أمام العدو لأن الإدبار معناه الهزيمة والهوان والضعف نتيجة الخوف و الجبن ونحن كمسلمين مطالبين بعدم الجبن ومأمورين من الله عز وجل أن نتخلق بخلق الشجاعة عند النوازل و الحروب و في الجهاد لهذا فالقرآن حرض على الشجاعة و رباطة الجأش عند القتال لهذا يقول الله عز وجل في سورة الأنفال ا لآية 16،:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ".
لهذا علينا كمسلمين أن نتصف بخلق الشجاعة حتى لا يغضب الله منا ولا نكون من أهل النار .
لهذا نجد في القرآن الكريم يعطي أهمية للشجاعة ويأمر الرسول بأن يحرض المؤمنين على القتال للحفاظ على عقيدة التوحيد ونشر قيم الإسلام والعدل والقضاء على الجهل والكفر و عبادة الأصنام ويحث القرآن أيضا بوجوب الصبر وخلق الصبر يكون بالشجاعة لهذا يقول الله عز وجل في سورة الأنفال
الآية 65 : "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ ".
قال السعدي: "يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ أي: حثهم وأنهضهم إليه بكل ما يقوي عزائمهم وينشِّط هممهم، من الترغيب في الجهاد ، ومقارعة الأعداء، والترهيب من ضد ذلك، وذكر فضائل الشَّجَاعَة والصبر، وما يترتب على ذلك من خير في الدنيا والآخرة، وذكر مضار الجبن، وأنه من الأخلاق الرذيلة المنقصة للدين والمروءة، وأنَّ الشَّجَاعَة بالمؤمنين أولى من غيرهم" تيسير الكريم الرحمن ص 325.
ومما سبق ذكره يتبين أن الشجاعة مهمة في الإسلام وحياة المسلمين وعلى المسلم أن يتخرج من مدرسة شهر رمضان المبارك و هوحامل درجة تفوق في التحلي بخلق الشجاعة لأن الشجاعة ترضي الله ورسوله فحتى في القتال يجب قتال الأعداء وعدم الخوف منهم وعدم الاستسلام لهذا يقول الله عز وجل في سورة البقرة الآية 190 : "وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ "
فمن خلال الآية يتضح أن القتال يجب أن يكون بشجاعة متزنة وذلك بعدم الاعتداء كالتمثيل بالجثث مثلا لأن القتال فيه آداب و أخلاق .
ولهذا فالشجاعة مهمة لكن يجب عدم استخدامها استخداما سلبيا .
والشجاعة علينا استخدمها في الجهاد بشكل منطقي و إنساني وأن نثبت في الجهاد لأن الله أمر بالثبات في الجهاد في سورة الأنفال الآية 45 :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ"
ومن خلال الآية يبرز أن الشجاعة معناه الثبات لكن يجب أن تكون مرتبطة بالله و بذكر الله من أجل الفلاح و الثواب يوم القيامة .
كما أن الشجاعة خلق كريم وصفة حميدة و الخوف صفة ذميمة وقد تعترضت السنة النبوية الشريفة إلى الشجاعة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أنِّي فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدَّر الله وما شاء فعل، فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان " رواة مسلم في صحيحه الحديث رقم 2664. قال النووي: "والمراد بالقوة هنا، عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقدامًا على العدو في الجهاد، وأسرع خروجًا إليه، وذهابًا في طلبه، وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصبر على الأذى في كل ذلك، واحتمال المشاق في ذات الله تعالى، وأرغب في الصلاة، والصوم، والأذكار، وسائر العبادات، وأنشط طلبًا لها، ومحافظةً عليها، ونحو ذلك" (شرح النووي على صحيح مسلم 2052/4 .ومما سبق يتضح أن الشجاعة صفة الأقوياء و المؤمنين والجبن من صفة الضعفاء لهذا ثبت في السنة النبوية الشريفة أن الرسول كان يتعوذ من الجبن لما فيه من السلبيات و المخاطر فعن عمرو بن ميمون الأودي قال: «كان سعد يعلِّم بنيه هؤلاء الكلمات، كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ منهن دبر الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر، فحدثت به مصعبًا فصدقه رواه البخاري[ ] : 2822). قال المهلب: "أما استعاذته صلى الله عليه وسلم من الجبن، فإنَّه يؤدي إلى عذاب الآخرة؛ لأنَّه يفر من قرنه في الزحف فيدخل تحت وعيد الله لقوله: {وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ} [الأنفال: 16] الآية، وربما يفتن في دينه، فيرتد لجبن أدركه" (شرح البخاري لابن بطال: 5/35).
ومن سبق يزداد تعلقنا بقيمة الشجاعة وفضائلها في ديننا الإسلامي الحنيف
وعلى تلاميذ مدرسة شهر رمضان استيعاب درس الشجاعة و الإلمام بكل جوانبه فحتى في طلب العلم يجب أن نتصف بالشجاعة و ذلك بطرح الأسئلة عندما لا نفهم أو نريد الإستفسار عن مسألة ما أو فهم شيء عسير لأن هناك من يخاف أن يظهر جهله وهذا منافي للأخلاق .
كما أن الشجاعة تكون في سبيل الله وبقول الحق وعدم الخوف من اللوم لأن أهل الباطل يعتبون أهقائل الحق ويلومونه لأنهم لا يحبون قول الحق وعلى أهل الإيمان أن يتصفوا بالشجاعة ولا يكتمون الحق مهما كان لوم اللا ئمين فعن عبادة بن الوليد بن عبادة عن أبيه عن جده قال: "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا، لا نخاف في الله لومة لائم" (رواه البخاري: 7199، ومسلم: 1709.
ومما سبق يبدو جليا وجوب الشجاعة في قول حق . وعلينا الثقة في فضائل الشجاعة لأن التاريخ أثبت أن انتصارات المسلمين وفتح المدائن و انتشار الإسلام في العالم كان بخلق الشجاعة .
هذا ما وقفني الله في كتابته فإن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان ونسال الله الهداية والتوفيق فيما نكتب وإلى اللقاء إن شاء الله في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبراكاته واستودعكم الله أماناتكم ودينك وخواتيم أعمالكم و الرجاء تنبيهي إلى أي خطأ مهما كان نوعه إملائي أو ممن ناحية الفكرة أو الأسلوب و جزاكم الله خيرا مسبقا وأختم فأقول أللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلا و أرزقنا إجتنابه .









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مدرسة, الحلقة, السابعة, رمضان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:21

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc