كانت في سنتها الجامعية الأولى، تحلق كالفراشة في حرم الجامعة، تتلفت يمنة ويسرة، وتبتسم لكل من تراه، وتضحك مع الجميع من الشباب والبنات عداه، فلم يستوعب تصرفها، فاتهمها بالغرور والنرجسية، وبأنها تبحث عن الحب والعلاقات، فبدأ ينشر كل ما يصدر عنها من أفعال وتصرفات وأقوال على «الفيس بوك»، ولم يكتفِ بذلك بل بدأ بوضع صورها هناك أيضاً.
صدمة
أصيبت بالصدمة ولم تصدق في البداية أنه يعنيها هي بتعليقاته، ولم يكن نمط الحياة الجديد في الجامعة سهلاً عليها، وفاجأها جو الحرية، وهي التي تعوَّدت على الزي المدرسي الموحد، ليتغير كل شيء هنا، حيثُ الحرية في اللباس والماكياج والحضور والانصراف.
مواجهة
توجهت إليه في اليوم التالي، فقد صممت على مواجهته، ونظرت في عينيه بملامة وقالت وهي تداري دموعها: «لن أسامحك لأنك فهمتني خطأ، وكان عليك أن تفهم أني لا زلت طالبة في سنتي الأولى الجامعية، وعفويتي لا تعني كما صورتني بأني أتصيد العلاقات وأبحث عن حبيب، أو عن لفت الانتباه، إني أنظر إليكم كلكم كأخوة لي».
مفاجأة
فاجأته صراحتها، وبراءتها بذات الوقت، وشعر بشيء من الخجل، وتذكر عندما رآها للمرة الأولى في الحرم الجامعي، وكيف اعتقد أنه بإمكانه القيام بدور البطولة في فيلم سنة أولى حب. لقد كانت رقيقة ورشيقة وجميلة وابتسامتها رائعة، ولكن إعراضها عنه جعله يجزم أنها مغرورة وباحثة عن مغامرات من طرف واحد يكون أبطالها شهداء من طلبة الجامعة.
كان ينظر إليها والمفاجأة تعقد لسانه، فهو شاب محافظ، كان يرى الطالبات في المدرسة الثانوية المجاورة ولا يجرؤ على الحديث مع إحداهن، وعُرف أنه شاب منطوٍ وفيه كثير من العقد، ولا يذكر أنه أقام علاقة جدية مع أي فتاة حتى الآن، وكل علاقاته على الفيس بوك نوع من العبث وإضاعة الوقت.
سامحيني
كانت مازالت تنظر إليه منتظرة رده، فشعر بأن الكلمات تغافله وتخرج رغمًا عنه، فقال لها: سامحيني أخطأت بحقك، لقد شعرت أني لديّ كثير من المشاعر الرقيقة تجاهك، ولكنك كنت تضحكين مع الجميع، وتهملينني، فتصرفت بردة فعل، سامحيني ثانية ولكن انتبهي لتصرفاتك وطريقة تعاملك مع منْ حولك؛ لأنك سوف تسيئين لنفسك كثيرًا وستجدين من يسيء فهمك كما حدث معي.