![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
فالتمسوها في العشر الأواخر !..
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() السّلام عليكم و رحمة الله .. بسم الله الرحمن الرحيم إنّ الحمد لله نحمدُه و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيّئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله . أمّا بعدُ : فنحن نشرف على أيام خصّها الشارع الحكيم بالفضل لذا وجب التنبيه لذلك بإيراد كل ما يتعلّق بها من أحكام و تنبيهات تجعلنا على بصيرة لاغتنام هذه الليالي كما يلزم نسأل الله تعالى أن يوفّقنا لطاعته و مرضاته .. ذكر الأحاديث الواردة في اغتنام العشر الأواخر - و ليلة القدر - : عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ من رَمَضَان» . رَوَاهُ البُخَارِيّ وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى. رَوَاهُ البُخَارِيّ وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوَّلَ مِنْ رَمَضَانَ ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ ثُمَّ أَطْلَعَ رَأسه. فَقَالَ: «إِنِّي اعتكفت الْعشْر الأول ألتمس هَذِه اللَّيْلَة ثمَّ اعتكفت الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ ثُمَّ أُتِيتُ فَقِيلَ لِي إِنَّهَا فِي الْعشْر الْأَوَاخِر فَمن اعْتَكَفْ مَعِي فَلْيَعْتَكِفِ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ فَقَدْ أُرِيتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ مِنْ صَبِيحَتِهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَالْتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ» . قَالَ: فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَكَانَ الْمَسْجِدُ عَلَى عَرِيشٍ فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ فَبَصُرَتْ عَيْنَايَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى جَبْهَتِهِ أَثَرُ المَاء والطين وَالْمَاء مِنْ صَبِيحَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ فِي الْمَعْنَى وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ إِلَى قَوْلِهِ: " فَقِيلَ لِي: إِنَّهَا فِي الْعشْر الْأَوَاخِر ". وَالْبَاقِي للْبُخَارِيّ . وَعَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقُلْتُ إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: مَنْ يَقُمِ الْحَوْلَ يُصِبْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ. فَقَالَ أَرَادَ أَنْ لَا يَتَّكِلَ النَّاسُ أَمَا إِنَّهُ قَدْ عَلِمَ أَنَّهَا فِي رَمَضَانَ وَأَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَأَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ ثُمَّ حَلَفَ لَا يَسْتَثْنِي أَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ. فَقُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ تَقُولُ ذَلِكَ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ؟ قَالَ: بِالْعَلَامَةِ أَوْ بِالْآيَةِ الَّتِي أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهَا تَطْلُعُ يَوْمَئِذٍ لَا شُعَاعَ لَهَا. رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيره. رَوَاهُ مُسلم وَعَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بعده متّفق عليه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله. هذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم: أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر. ( يتبع و سنضيف من مواضيع و مشاركات الأعضاء بالمنتدى ما يتعلق بالعشر الأواخر بإذن الله تعالى لتعمّ الفائدة ) ..ـ ************* فهرس الموضوع -- ذكر الأحاديث الواردة في اغتنام العشر الأواخر - و ليلة القدر - -- ليلة القدر أمر وجدانى يشعر به كل من أنعم الله تبارك - وتعالى عليه برؤيتها -- مباحث ليلة القدر للشيخ العثيمين رحمه الله ( 1 ، 2 ، 3 ) ـ - - -- فتاوى حول العشر الأواخر وليلة القدر ( 1 .2 .3 ) ـ. - --العشر الأواخر في رمضان للشيخ سعد بن ناصر الشثري حفظه الله - -- أهل الأهواء والبدع محرومين من الانتفاع بالدعاء الوارد في ليلة القدر -- اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى --- فضل الاعتكاف وأعمال العشر الأواخر من رمضان
آخر تعديل علي الجزائري 2013-07-28 في 18:28.
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() ليلة القدر أمر وجدانى يشعر به كل من أنعم الله تبارك
وتعالى عليه برؤيتها بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله بسم الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد ألَّا إله الا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله " رؤية ليلة القدر أمر وجدانى يشعر به كل من أنعم الله تبارك وتعالى عليه برؤيتتها فهذا الشعور هو الذى يمكن الإعتماد عليه لأن صاحبه يرى ليلة القدر قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : و إذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه قال النبي صلى الله عليه وسلم : { تحروها في العشر الأواخر } وتكون في السبع الأواخر أكثر وأكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين ، كما كان أبي بن كعب يحلف أنها ليلة سبع وعشرين فقيل له : بأي شيء علمت ذلك ؟ فقال بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم { أخبرنا أن الشمس تطلع صبيحتها كالطشت , لا شعاع لها }. فهذه العلامة التي رواها أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم من أشهر العلامات في الحديث. وقد روي في علاماتها : { أنها ليلة بلجة منيرة } وهي ساكنة لا قوية الحر, ولا قوية البرد , وقد يكشفها الله لبعض الناس. [ الفتاوى الكبرى ] [ المجلد 2 : 475 ] قال العلامة المحدث الفقيه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله : السائل : كيف يعرف الإنسان المسلم أنه قد صادفته ليلة القدر مع تحريه الأية المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم ؟ قال الشيخ رحمه الله : ذلك أمر وجدانى يشعر به كل من أنعم الله تبارك وتعالى عليه برؤية ليلة القدر ، لأن الإنسان في هذه الليلة يكون مقبلا على عبادة الله عز وجل وعلى ذكره والصلاة له ، فيتجلى الله عز وجل على بعض عباده بشعور ليس يعتاده حتى الصالحون لا يعتادونه في سائر أوقاتهم . فهذا الشعور هو الذى يمكن الإعتماد عليه بأن صاحبه يرى ليلة القدر والسيدة عائشة رضى الله عنها قد سألت الرسول صلى الله عليه وسلم سؤالاً ينبئ عن إن كان شعور الإنسان برؤيته ليلة القدر حينما توجهت بسؤالها للنبى عليه الصلاة والسلام بقولها : يا رسول الله إذا أنا رأيت ليلة القدر ماذا اقول : قال قولى : "اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عنى" ففى هذا الحديث فائدتان ، الفائدة الأولى أن المسلم يمكن أن يشعر شعورا ذاتيا شخصيا بملاقاته بليلة القدر، الشيئ الثانى من هذا الحديث أنه إن شعر بذلك فخير ما يدعو به هو هذا الدعاء اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عنى ، وقد جاء في هذه المناسبة في كتابنا هذا ، الترغيب في بعض الدروس المتأخرة ، أن خير ما يسأل الإنسان ربه تبارك وتعالى هو العفو والعافية في الدنيا والآخرة . نعم هناك لليلة القدر بعض الأمارات والعلامات المادية لكن هذا ، لكن هذا قد لا يمكن أن يرى ذلك كله من يرى ويعلم ليلة القدر ، لأن بعض العلامات يتعلق بالجو العام القارى كأن يكون مثلا الليلة ليست بقارة ولا حارة ، فهى معتدلة فهى ليست بباردة ولا هى حارة ، فقد يكون الإنسان في جو لا يمكنه من أن يشعر بالجو الطبيعى في البلدة ، كذلك هناك علامة ولكن بعد فوات وقت ليلة القدر ، تلك العلامة تكون في صبح تلك الليلة ، تلك العلامة تكون حينما تطلع الشمس حيث أخبر عليه الصلاة والسلام أنها تطلع صبيحة ليلة القدر كالقمر ليس له شعاع هكذا تطلع الشمس في صبيحة ليلة القدر، وقد رؤي هذا من بعض الناس الصالحين ممن كان يهمهم رؤية وملاحظة ذلك في كثير من ليالى القدر. المهم بالنسبة للشخص المتعبد ليس التمسك بمثل هذه الظواهر لأن هذه الظواهر عامة أى هذه هى طبيعة الجو لكن لا يشترك كل من عاش في ذلك اليوم في رؤية ليلة القدر ، يعنى أن يكون في صفاء نفسي في لحظة من تلك اللحظات من تلك الليلة المباركة بحيث أن الله عز وجل يتجلى عليه برحمته وفضله فيلهمه ويؤيده بما سبق وبغيره ، العلامات المادية لا يدل على أن كل من شاهدها أو لامسها أنه قد رأى ليلة القدروهذا أمر واقع ، ولكن الناحية التي يجدها الإنسان في نفسه من صفاء روحي والشعور برؤيته ليلة القدر وتوجهه إلى الله بسؤاله بما شرع هذه هى الناحية التي ينبغي أن ندندن حولها ونهتم بها لعل الله عز وجل يتفضل بها علينا . شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام شريط مفرغ .{ موقع الشيخ الألباني رحمه الله } |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() مباحث ليلة القدر للشيخ العثيمين رحمه الله.........
بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه و بعد : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته فيما يلي بيان مباحث ليلة القدر شرحها و بيّنها فضيلة الشيخ العلّامة : محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى – انقلها لكم إخواني الكرام من تعليقه على كتاب : الشرح الممتع على زاد المستقنع ..... وَتُرْجَى لَيْلَةُ القَدْرِ فِي العَشْرِ الأواخِرِ مِنْ رَمَضان وأوتاره آكد وَلَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ أبلَغُ ويَدْعُوا فِيها بِمَا وَرَدْ. قوله: «وترجى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان» البحث في ليلة القدر ليس هذا محله فيما يبدو لنا، ومحله إما الاعتكاف، وإما صلاة التطوع. أما الاعتكاف فلأن النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يعتكف إلا رجاء إصابة ليلة القدر. وأما صلاة التطوع فلأن ليلة القدر يشرع إحياؤها، ولا مناسبة بين ليلة القدر وبين صوم التطوع فيما نرى، ولكنهم ـ رحمهم الله ـ لما أتموا ذكر الصيام وما يتعلق به ذكروا ليلة القدر. وليلة القدر اختلف العلماء في تعيينها على أكثر من أربعين قولاً، ذكرها الحافظ ابن حجر في شرح البخاري. وفي ليلة القدر مباحث: المبحث الأول: هل هي باقية أو رفعت؟ الجواب: الصحيح بلا شك أنها باقية، وما ورد في الحديث أنها رفعت، فالمراد رفع علم عينها في تلك السنة؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم رآها ثم خرج ليخبر بها أصحابه فتلاحى رجلان فرفعت (2) ، هكذا جاء الحديث. المبحث الثاني: هل هي في رمضان، أو غيره؟ الجواب: لا شك أنها في رمضان وذلك لأدلة منها: أولاً: قوله تعالى: {{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}} [البقرة: 185] ، فالقرآن أنزل في شهر رمضان، وقد قال الله ـ تعالى ـ {{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ *}} [القدر] ، فإذا ضممت هذه الآية إلى تلك تعين أن تكون ليلة القدر في رمضان، لأنها لو كانت في غير رمضان ما صح أن يقال: {{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}}. وهذا دليل مركب، والدليل المركب لا يتم الاستدلال به إلا بضم كل دليل إلى الآخر، والأدلة المركبة لها أمثلة منها هذا المثال. ومنها أقل مدة الحمل الذي إذا ولد عاش حياً، هي ستة أشهر، علمنا ذلك من قوله تعالى: {{وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا}} [الأحقاف: 15] وقال في آية أخرى {{وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ}} [لقمان: 14] فإذا أسقطنا العامين من ثلاثين شهراً بقي ستة أشهر فتكون مدة الحمل. المبحث الثالث: في أي ليلة من رمضان تكون ليلة القدر. الجواب: القرآن لا بيان فيه؛ في تعيينها، لكن ثبتت الأحاديث أنها في العشر الأواخر من رمضان، فإن الرسول صلّى الله عليه وسلّم «اعتكف العشر الأولى من رمضان، يريد ليلة القدر، ثم اعتكف العشر الأوسط، ثم قيل: إنها في العشر الأواخر، وأريها صلّى الله عليه وسلّم، وأنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين، وفي ليلة إحدى وعشرين من رمضان، وكان معتكفاً صلّى الله عليه وسلّم فأمطرت السماء فوكف المسجد ـ أي: سال الماء من سقفه ـ وكان سقف مسجد النبي صلّى الله عليه وسلّم من جريد النخل فصلى الفجر صلّى الله عليه وسلّم بأصحابه، ثم سجد على الأرض، قال أبو سعيد: فسجد في ماء وطين حتى رأيت أثر الماء والطين على جبهته» (3) فتبيَّن بهذا أنها كانت في ذلك العام ليلة إحدى وعشرين. ورأى جماعة من أصحابه ليلة القدر في السبع الأواخر فقال صلّى الله عليه وسلّم: «أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر» أي اتفقت «فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر» ، وعلى هذا فالسبع الأواخر أرجى العشر الأواخر، إن لم يكن المراد بقوله صلّى الله عليه وسلّم: «أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر» (4) أي في تلك السنة، فهذا محتمل؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يعتكف العشر الأواخر كلها إلى أن مات، فيحتمل أن يكون معنى قوله «أرى رؤياكم قد تواطأت» أي: في تلك السنة بعينها، لم تكن ليلة القدر إلا في السبع الأواخر، وليس المعنى في كل رمضانٍ مستقبلٍ تكون في السبع الأواخر، بل تبقى في العشر الأواخر كلها. يتبع إن شاء الله..... |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() المبحث الرابع: هل ليلة القدر في ليلة واحدة كل عام أو تنتقل؟ في هذا خلاف بين العلماء. والصحيح أنها تتنقّل فتكون عاماً ليلة إحدى وعشرين، وعاماً ليلة تسع وعشرين، وعاماً ليلة خمس وعشرين، وعاماً ليلة أربع وعشرين، وهكذا؛ لأنه لا يمكن جمع الأحاديث الواردة إلا على هذا القول، لكن أرجى الليالي ليلة سبع وعشرين، ولا تتعين فيها كما يظنه بعض الناس، فيبني على ظنه هذا، أن يجتهد فيها كثيراً ويفتر فيما سواها من الليالي. والحكمة من كونها تتنقل أنها لو كانت في ليلة معينة، لكان الكسول لا يقوم إلا تلك الليلة، لكن إذا كانت متنقلة، وصار كل ليلة يحتمل أن تكون هي ليلة القدر صار الإنسان يقوم كل العشر، ومن الحكمة في ذلك أن فيه اختباراً للنشيط في طلبها من الكسلان. المبحث الخامس: في سبب تسميتها ليلة القدر. فقيل: لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عزّ وجل ـ، وبيان إتقان صنعه، وخلقه فهناك: كتابة أولى وهذه قبل خلق السموات والأرض، بخمسين ألف سنة في اللوح المحفوظ، وهذه كتابة لا تتغير ولا تتبدل لقول الله تعالى: {{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ *}} [الرعد] أي: أصله الذي هو مرجع كل ما يكتب. الكتابة الثانية عُمُرية، فيكتب على الجنين عمله، ومآله، ورزقه، وهو في بطن أمه، كما ثبت هذا في الحديث الصحيح حديث ابن مسعود المتفق عليه (5) . الكتابة الثالثة، الكتابة السنوية، وهي التي تكون ليلة القدر، ودليل هذا قوله تعالى: {{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ *فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ *}} [الدخان] يفرق، أي: يفصل ويبين كل أمر حكيم، وأمر الله كله حكيم. وقيل: سميت ليلة القدر، من القدر وهو الشرف، كما تقول: فلان ذو قدر عظيم، أي: ذو شرف؛ لقوله تعالى: {{وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ *لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ *}} [القدر] . وقيل: لأن للقيام فيها قدراً عظيماً، لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» (6) وهذا لا يحصل في قيام ليلة سوى ليلة القدر، فلو أن الإنسان قام ليلة الاثنين والخميس أو غيرهما، في أي شهر لم يحصل له هذا الأجر. المبحث السادس: ورد أن من قام ليلة القدر غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : كل حديث ورد فيه «وما تأخر» غير صحيح؛ لأن هذا من خصائص النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ حتى أهل بدرٍ ما قيل لهم ذلك؛ بل قيل: «اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» (7) ؛ لأنهم فعلوا هذه الحسنة العظيمة في هذه الغزوة، فصارت هذه الحسنة العظيمة كفارة لما بعدها، وما قاله ـ رحمه الله ـ صحيح. قوله: «وأوتاره آكد» أي: أوتار العشر آكد؛ لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم «التمسوها في كل وتر» (8) فما هي أوتاره؟ الجواب: إحدى وعشرون، ثلاث وعشرون، خمس وعشرون، سبع وعشرون، تسع وعشرون، هذه خمس ليال هي أرجاها، وليس معناه أنها لا تكون إلا في الأوتار، بل تكون في الأوتار وغير الأوتار. تنبيه: هنا مسألة يفعلها كثير من الناس، يظنون أن للعمرة في ليلة القدر مزية، فيعتمرون في تلك الليلة، ونحن نقول: تخصيص تلك الليلة بالعمرة بدعة؛ لأنه تخصيص لعبادة في زمن لم يخصصه الشارع بها، والذي حث عليه النبي صلّى الله عليه وسلّم ليلة القدر هو القيام الذي قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم فيه: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» (9) ولم يرغب في العمرة تلك الليلة، بل رغب فيها في الشهر فقال: «عمرة في رمضان تعدل حجاً» (10) فتخصيص العمرة بليلة القدر، أو تخصيص ليلة القدر بعمرة هذا من البدع. ولما كانت بدعة صار يلحق المعتمرين فيها من المشقة الشيء العظيم، حتى إن بعضهم إذا رأى المشقة في الطواف، أو في السعي انصرف إلى أهله، وكثيراً ما نُسْأَلُ عن هذا، شخص جاء يعتمر ليلة السابع والعشرين، فلما رأى الزحام تحلل، فانظر كيف يؤدي الجهل بصاحبه إلى هذا العمل المحرم، وهو التحلل من العمرة بغير سبب شرعي. إذاً ينبغي لطلبة العلم، بل يجب عليهم أن يبينوا هذه المسألة للناس. أما إكمال هذه العمرة فواجب؛ لأنه لما شرع فيها صارت واجبة، كالنذر أصله مكروه ويجب الوفاء به إذا التزمه، ولا يحل له أن يحل منها، وإنما البدعة هي تخصيص العمرة بتلك الليلة. قوله: «وليلة سبع وعشرين أبلغ» أي: أبلغ الأوتار وأرجاها أن تكون ليلة القدر، لكنها لا تتعين في ليلة السابع والعشرين. فإن قال قائل: هل ينال الإنسان أجرها، وإن لم يعلم بها؟ فالجواب: نعم، ولا شك، وأما قول بعض العلماء إنه لا ينال أجرها إلا من شعر بها فقول ضعيف جداً؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً» (11) ولم يقل عالماً بها، ولو كان العلم بها شرطاً في حصول هذا الثواب لبينه الرسول صلّى الله عليه وسلّم. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() المبحث السابع: في علامات ليلة القدر.
ليلة القدر لها علامات مقارنة وعلامات لاحقة. أما علاماتها المقارنة فهي: 1 ـ قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار. 2 ـ الطمأنينة، أي: طمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن، فإنه يجد راحة وطمأنينة، وانشراح صدر في تلك الليلة، أكثر مما يجده في بقية الليالي. 3 ـ قال بعض أهل العلم: إن الرياح تكون فيها ساكنة، أي: لا يأتي فيها عواصف أو قواصف، بل يكون الجو مناسباً (12) . 4 ـ أن الله يُري الإنسانَ الليلةَ في المنام، كما حصل ذلك لبعض الصحابة. 5 ـ أن الإنسان يجد في القيام لذة ونشاطاً، أكثر مما في غيرها من الليالي. أما العلامات اللاحقة: فمنها: أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع صافية، ليست كعادتها في بقية الأيام (13) . وأما ما يذكر أنه يقل فيها نباح الكلاب، أو يعدم بالكلية، فهذا لا يستقيم، ففي بعض الأحيان ينتبه الإنسان لجميع الليالي العشر، فيجد أن الكلاب تنبح ولا تسكت، فإن قال قائل ما الفائدة من العلامات اللاحقة؟ فالجواب: استبشار المجتهد في تلك الليلة وقوة إيمانه وتصديقه، وأنه يعظم رجاؤه فيما فعل في تلك الليلة. قوله: «ويدعو فيها بما ورد» أي: يستحب أن يدعو فيها بما ورد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ومنه: «اللهم إنك عفو تحبّ العفو فاعف عني» لحديث عائشة أنها قالت: أرأيت يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر، فما أقول فيها؟ قال: «قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» (14) فهذا من الدعاء المأثور، وكذلك الأدعية الكثيرة الواردة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولا يمنع من الزيادة على ما ورد فالله ـ عزّ وجل ـ قال: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ أَلْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ *} [الأعراف: 55] وأطلق، والنبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «ليسأل أحدكم ربه حاجته حتى شراك نعله» (15) والناس لهم طلبات مختلفة متنوعة فهذا مثلاً يريد عافية من سقم، وهذا يريد غنى من فقر، وهذا يريد النكاح من إعدام، وهذا يريد الولد، وهذا يريد علماً، وهذا يريد مالاً، فالناس يختلفون. وليعلم أن الأدعية الواردة خير وأكمل وأفضل من الأدعية المسجوعة، التي يسجعها بعض الناس، وتجده يطيل، ويذكر سطراً أو سطرين في دعاء بشيء واحد ليستقيم السجع، لكن الدعاء الذي جاء في القرآن أو في السنة، خير بكثير مما صنع مسجوعاً، كما يوجد في بعض المنشورات. __________ |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() تخريج الأحاديث : (*)مقدمة كتاب : مجالس شهر رمضان " المجلس الأول" للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى - (1) أخرجه الدارقطني (2/285) وابن حبان (6559) والبيهقي (4/89). (2) أخرجه البخاري في فضل ليلة القدر/ باب رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس (2023) عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه. (3) أخرجه البخاري في الأذان/ باب هل يصلي الإمام بمن حضر (669)؛ ومسلم في الصيام/ باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها (1167) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. (4) أخرجه البخاري في فضل ليلة القدر/ باب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر (2015)؛ ومسلم في الصيام/ باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها (1165) عن ابن عمر رضي الله عنهما. (5) أخرجه البخاري في بدء الخلق/ باب ذكر الملائكة صلوات الله عليهم (3208)؛ ومسلم في القدر/ باب كيفية خلق الآدمي... (2643). (6) أخرجه البخاري في الإيمان/ باب قيام ليلة القدر من الإيمان (35)؛ ومسلم في الصلاة/ باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح (760) عن أبي هريرة رضي الله عنه. (7) أخرجه البخاري في الجهاد والسير/ باب إذا اضطر الرجل إلى النظر إلى شعور أهل الذمة والمؤمنات إذا عصين الله وتجريدهن (3081)؛ ومسلم في الفضائل/ باب من فضائل حاطب بن أبي بلتعة وأهل بدر ـ رضي الله عنهم ـ (2494) عن علي رضي الله عنه. (8) سبق تخريجه ص(491). (9) سبق تخريجه ص(493). (10) أخرجه البخاري في العمرة/ باب عمرة في رمضان (1782)؛ ومسلم في الحج/ باب فضل العمرة في رمضان (1256) عن ابن عباس رضي الله عنهما. (11) سبق تخريجه ص(493). (12) ويدل لذلك حديث جابر أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إني كنت أريت ليلة القدر ثم نُسيتها، وهي في العشر الأواخر، وهي طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ، لا حارة ولا بادرة، كأن فيها قمراً يفضح كوكبها لا يخرج شيطانها حتى يخرج فجرها». صححه ابن خزيمة (2190)؛ وابن حبان (3688) إحسان. وحديث عبادة بن الصامت، وفيه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمراً ساطعاً ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح، وإن أمارتها أن الشمس صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر، ولا يحل لشيطان أن يخرج معها يومئذٍ». أخرجه أحمد (5/324)؛ وقال الهيثمي في المجمع (3/175): «ورجاله ثقات». وقوله «طلقة بلجة»: أي: مشرقة لا برد فيها ولا حر، ولا مطر ولا قرَّ. (13) ويدل له حديث أبيِّ بن كعب ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً «وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها لا شعاع لها» أخرجه مسلم في الصلاة/ باب الندب الأكيد إلى قيام ليلة القدر (762). وحديث عبادة السابق. (14) أخرجه أحمد (6/171، 182، 183)؛ والترمذي في الدعوات/ باب في فضل سؤال العافية والمعافاة (3513)؛ وابن ماجه في الدعاء/ باب الدعاء بالعفو والعافية (3850)؛ والحاكم (1/530). وقال الترمذي: «حسن صحيح» وصححه الحاكم على شرطهما، وأقره الذهبي. (15) أخرجه الترمذي في المناقب/ باب ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها (3604)؛ وابن حبان (894)، (895) عن أنس رضي الله عنه، قال الترمذي: غريب. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا و صل اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم اهــ بفضل الله مباحث ليلة القدر للشيخ العثيمين رحمه الله......... |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() السلام عليكم و رحمة الله و بركاته |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() موضوع مفيد حقا شكرا لك و جزاك الله خيرا |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]() فتاوى حول العشر الأواخر وليلة القدر....
السؤال: جزاكم الله خيراً هذه الرسالة من الأخت منى عبد العزيز من مكة المكرمة تقول ما هي الليالي التي تتحرى فيها ليلة القدر وما هو أفضل دعاء يقالفيها وما هي علاماته؟ الجواب الشيخ: آخر الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين ولكنها ليست هي ليلة قدر جزماً بل هي أرجأها ومع ذلك فإن القول الراجح عند أهل العلم أن ليلة القدر تتنقل تارة تكون في ليلة إحدى وعشرين وتارة تكون في ليلة ثلاثة وعشرين وفي ليلة خمس وعشرين وفي ليلة سبع وعشرين وفي ليلة تسع وعشرين وفي الأشفاع أيضاً قد تكون وقد أخفاها الله عز وجل عن عباده بحكمتين عظيمتين إحداهما أن يتبين الجاد في طلبها الذي يجتهد في كل الليالي لعله يدركها ويصيبها فإنها لو كانت ليلة معينة لم يجد الناس إلا في تلك الليلة فقط والحكمة الثانية أن يزداد الناس عملاً صالحاً يتقربون به إلي ربهم لينتفعو به أما أفضل دعاء يدعى فيها فسؤال العفو كما في حديث عائشة أنها قالت يا رسول الله أريت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها قال (قولي اللهم أنك عفو تحب العفو فاعف عني) فهذا من أفضل الأدعية التي تقال فيها وأما علامتها فإنها أن تخرج الشمس صبيحتها صافية لا شعاع فيها وهذه علامة متأخرة وفيها علامات أخرى كزيادة الأنوار زيادة النور فيها وطمأنينة المؤمن وراحته وانشراح صدره كل هذه من علامات ليلة القدر. https://www.ibnothaim...icle_1949.shtml --------------- السؤال: بارك الله فيكم من الرياض المستمع سعد بن تركي الخثلان المستمع الحقيقة لهمجموعة أسئلة يقول أحب أن تعرضوها على فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين سؤالهالأول يقول فيه هل ليلة القدر ثابتة في ليلة معينة من كل عام أم أنهاتنتقل من ليلة لأخرى من الليالي العشر في العام الآخر نرجو توضيح هذهالمسألة بالأدلة؟ الجواب الشيخ: ليلة القدر لا شك أنها في رمضان لقول الله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وبين الله تعالى في آية أخرى أن الله أنزل القرآن في رمضان فقال عز وجل (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأول من رمضان يرجو ليلة القدر ثم اعتكف العشر الأوسط ثم رآها صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر من رمضان ثم تواطأت رؤيا عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنها في السبع الأواخر من رمضان فقال أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر من رمضان فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر وهذا أقل ما قيل فيها أي في حصرها في زمن معين وإذا تأملنا الأدلة الواردة في ليلة القدر تبين لنا أنها تنتقل من ليلة إلى أخرى وأنها لا تكون في ليلة معينة كل عام فالنبي عليه الصلاة والسلام رأى ليلة القدر أو أوري ليلة القدر في المنام وأنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين وكانت تلك الليلة ليلة إحدى وعشرين وقال عليه الصلاة والسلام التمسوها في ليالي متعددة من العشر وهذا يدل على أنها لا تنحصر في ليلة معينة وبهذا تجتمع الأدلة ويكون الإنسان في كل ليلة من ليال العشر يرجو أن يصادف ليلة القدر وثبوت أجر ليلة القدر حاصل لمن قامها إيماناً واحتساباً سواء علم بها أم لم يعلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ولم يقل إذا علم أنه قامها فلا يشترط في حصول ثواب ليلة القدر أن يكون العامل عالماً بها بعينها ولكن من قام العشر الأواخر من رمضان كلها فإننا نجزم بأنه قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً سواء في أول العشر أو في وسطها أو في أخرها نعم. https://www.ibnothaim...icle_2084.shtml ---------------------- السؤال: بارك الله فيكم شيخ محمد العشرة الأواخر من شهر رمضان مزية عظيمة حبذا لوتحدثتم عن هذا وكيف يكون شد المئزر الوارد في الحديث وما المقصود به ؟ الجواب الشيخ: نعم العشر الأخيرة من رمضان فيها فضل عظيم لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخصها بالاعتكاف ويخصها بالقيام كل الليل ويوقظ أهله فيها وفيها ليلة القدر التي هي خير من الف شهر فلا ينبغي للإنسان أن يضيعها بالتجول في الأسواق هنا وهناك أو بالسهر في البيوت فيفوته في ذلك خير كثير وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف أول الشهر العشرة الأولى منه ثم اعتكف العشرة الأوسط لرجاء ليلة القدر ثم قيل له إنها في العشر الأواخر فصار يعتكف العشر الأواخر رجاء لهذه الليلة العظيمة وإني أحث أخواني على اغتنام الصلاة فيها مع الإمام وإلا ينصرفوا حتى ينتهي الإمام من صلاته لأنهم بذلك يكتب لهم قيام ليلة والناس في مكة يصلون أول الليل بإمام وأخر الليل بإمام والإمام الذي يصلون به في أخر الليل يوتر ويكون من الناس من يحب أن يصلي قيام الليل في أخر الليل مع الإمام الثاني فإذا أوتر مع الإمام الأول فإنه إذا سلم الإمام أتى بركعة ليكون الوتر شفعاً ولا حرج عليه في ذلك فإن هذا نظير صلاة المقيم خلف الإمام المسافر إذا سلم الإمام المسافر عند الركعتين قام فصلى ما بقي هكذا هذا الرجل الذي دخل مع الإمام الأول الذي يوتر أول الليل وهو يريد أن يقوم مع الإمام الثاني الذي يقوم أخر الليل فإنه ينوي إذا قام الإمام الأول إلى الركعة الأخيرة الوتر ينوي أنه يريدها شفعاً فيصليها ركعتين ليكون أيتاره مع الإمام الثاني في أخر الليل نعم https://www.ibnothaim...icle_2112.shtml |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() السؤال:
جزاكم الله خيراً من الجزائر السائل ع ع يقول في بلدتنا نحي ليلة القدروذلك بالقيام بعد صلاة المغرب بدقائق وتوزيع الأكل والثواب في المسجدويستمر القيام إلى طلوع الفجر فما حكم هذا العمل. الجواب الشيخ: هذا العمل غير صحيح أولاً لأن ليلة القدر لا تعلم عينها فلا يدرى أهي ليلة سبع وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو تسع وعشرين أو إحدى وعشرين أو ليلة الثنتين وعشرين أو أربع وعشرين أو ست وعشرين أو ثماني وعشرين أو ثلاثين لا يعلم بأي ليلة هي أخفاها الله تبارك وتعالى أخفى علمها عن عباده من أجل أن تكثر أعمالهم في طلبها وليتبين الصادق ممن ليس بصادق والجاد ممن ليس بجاد فهي ليست ليلة سبع وعشرين بل هي في العشر الأواخر من ليلة إحدى وعشرين إلى ليلة الثلاثين كل ليلة يحتمل أن تكون ليلة القدر فتخصيصها بسبع وعشرين خطأ هذا واحد ثانياً الاجتماع على هذا الوجه الذي ذكره السائل ليس من عمل السلف الصالح وما ليس من عمل السلف الصالح فهو بدعة وقد حذر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من البدع وقال (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) فعلى المسلمين في آخر الأمة أن ينظروا ماذا صنع أول الأمة وليتأسوا بهم فإنهم على الصراط المستقيم وقد قال الإمام مالك رحمه الله لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها فنصيحتي لإخواني هؤلاء أن لا يتعبوا أنفسهم ببدعة سماها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ضلالة وأن ينفرد كل منهم بعبادته من ليلة إحدى وعشرين إلى ثلاثين تحرياً لليلة القدر وأن يجتمعوا مع الإمام على ما كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفعله وقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يزيد على إحدى عشرة ركعة في رمضان ولا غيره كما قالت ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي هي من أعلم الناس بحال الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين سألت كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في رمضان قالت كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشر ركعة يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثاً وهذه الأربع والأربع يصليها على ركعتين ركعتين يعني الأربع الأولى بتسليمتين والأربع الثانية بتسليمتين وليس كما توهمه بعض الناس أنه يجمع الأربع بتسليمه واحدة فإن حديث عائشة نفسه ورد مفصلاً من طريق آخر أنه كان يصلي ركعتين ركعتين ومجمل حديثها يفسر بمفصله وأيضاً قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (صلاة الليل مثنى مثنى) والأصل أن فعله لا يخالف قوله ولذلك نبين لإخواننا ونعتقد أنه واجب علينا أن نبين أن الذين ظنوا أن معنى الحديث أنه يصلي أربعاً بتسليمه واحدة ثم يصلي أربعاً بتسليمه واحدة لم يصيبوا في ظنهم بل صلاة الليل مثنى مثنى في رمضان وفي غيره فإذا قال قائل كيف قالت يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن فالجواب أن الأربع الأولى متشابهة في الطول في القراءة و الركوع والسجود والقعود متشابهة ثم يستريح بعدها قليلاً كما يفيده العطف بثم لأن ثم تدل على المهلة ثم يصلي أربعاً قد تكون مثل الأولى وقد تكون أقل منها وقد تكون أكثر يعني في التطويل ثم يستريح ثم يصلي ثلاثاً هي الوتر وبهذه المناسبة أيضاً أود أن أنبه إخواني الأئمة على مسألة قد يفعلها بعض الناس وهي أنه يصلي في رمضان بالناس القيام ثم يجعل القيام كله سرداً فيصلي تسع ركعات فرداً لا يجلس إلا في الثامنة يتشهد ثم يقوم ويصلي التاسعة ويتشهد ويسلم محتجاً بأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يفعل ذلك في وتره ونحن نؤيده على أنه ينبغي نشر السنة لكن نشر السنة كما وردت فهل قام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأصحابه بهذا العدد إن كان هناك حديث فليرشدنا إليه ونحن له إن شاء الله متبعون وداعون ولكن لا يستطيع أن يثبت هذا أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى بأصحابه هذا العدد بتسليم واحد وإذا لم يكن كذلك فإن الإنسان إذا صلى لنفسه غيره إذا صلى لغيره ولهذا زجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أطال الصلاة في الناس وقال إذا صلى لنفسه فليطول ما شاء ولا يخفى على إنسان أن مثل هذا القيام يشق على الناس من يبقى طيل هذا القيام لا يحتاج إلى نقض الوضوء يعني إلى البول أو الغائط أو غير ذلك قد يكون في الجماعة من يحتاج إلى هذا وقد يكون في الجماعة من له شغل يريد أن يصلي مع الإمام تسليمتين وينصرف وقد يكون أشياء أخرى فيدخل هذا الفعل بما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم من التطويل ثم إن الناس إذا جاءوا بعد أن كبر لهذا الوتر ماذا ينون أكثر الناس ينوي أنه تهجد لا وتر فيفوت الإنسان الذي دخل معه تفوته نية الوتر ويبقى حيران فأنا أشكر كل إنسان يحب أن يطبق السنة بقوله وفعله وأرجو الله لي وله الثبات على ذلك لكن كوننا نطبق السنة على غير ما وردت فهذا خطأ فنقول لإخواننا من صلى الوتر تسعاً على هذا الوصف في بيته كما فعل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد أصاب السنة وأما من قام به في الناس فقد أخطأ السنة لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يفعله أبداً والعاقل البصير يعرف أن هذا الدين يسر سهل فكيف نشق على الناس بسرد تسع ركعات ونشوش عليهم نيتهم ويبقى الناس بعد هذا متذبذبين أننوي الوتر أو ننوي التهجد أو ماذا سبحان الله أسأل الله أن يوفقني وإخواني المسلمين لإتباع الهدى واجتناب الهوى وأن يهدينا صراط المستقيم. https://www.ibnothaim...icle_4210.shtml |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() السؤال:
المستمع من كلية الهندسة جامعة بغداد فائز فرج عبد الرزاق يقول في الآيةالكريمة (ليلة القدر خير من ألف شهر) لا أفهم كيف تكون ليلة القدر خير منألف شهر أرجو توضيح لهذا المعنى؟ الجواب الشيخ: توضيح قوله تعالى ليلة القدر خير من ألف شهر أن الله سبحانه وتعالى بفضله وكرمه جعل هذه الليلة في فضلها وكثرة ثواب العمل فيها خيراً من ألف شهر بمعنى أن الإنسان لو عمل عملاً صالحاً ألف شهر ليس فيه ليلة القدر كانت ليلة القدر خيراً منه لما فيها من الثواب العظيم الجليل والخير والبركات https://www.ibnothaim...icle_6601.shtml ------------- حول رؤية ليلة القدر هل ترى ليلة القدر عيانا أي أنها ترى بالعين البشرية المجردة؟ حيث أن بعضالناس يقولون: إن الإنسان إذا استطاع رؤية ليلة القدر يرى نورا في السماءونحو هذا، وكيف رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان اللهعليهم أجمعين؟ وكيف يعرف المرء أنه قد رأى ليلة القدر؟ وهل ينال الإنسانثوابها وأجرها وإن كانت في تلك الليلة التي لم يستطع أن يراها فيها؟ نرجوتوضيح ذلك مع ذكر الدليل. قد ترى ليلة القدر بالعين لمن وفقه الله سبحانه وذلك برؤية أماراتها، وكان الصحابة رضي الله عنهم يستدلون عليها بعلامات ولكن عدم رؤيتها لا يمنع حصول فضلها لمن قامها إيمانا واحتسابا، فالمسلم ينبغي له أن يجتهد في تحريها في العشر الأواخر من رمضان كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم طلبا للأجر والثواب فإذا صادف قيامه إيمانا واحتسابا هذه الليلة نال أجرها وإن لم يعلمها قال صلى الله عليه وسلم: ((من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه))، وفي رواية أخرى: ((من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر))[1] وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن من علاماتها طلوع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، وكان أبي بن كعب يقسم على أنها ليلة سبع وعشرين ويستدل بهذه العلامة، والراجح أنها متنقلة في ليالي العشر كلها، وأوتارها أحرى، وليلة سبع وعشرين آكد الأوتار في ذلك، ومن اجتهد في العشر كلها في الصلاة والقرآن والدعاء وغير ذلك من وجوه الخير أدرك ليلة القدر بلا شك وفاز بما وعد الله به من قامها إذا فعل ذلك إيمانا واحتسابا. والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه . [1] البخاري (4 / 221)، ومسلم برقم (760). مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السادس |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() العشر الأواخر في رمضان للشيخ سعد بن ناصر الشثري حفظه الله محتويات الشريط - فضائل العشر الأواخر من رمضان. - اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم. - بدع العشر الأواخر. - من الأعمال الصالحة في العشر الأواخر. - وقت بدء الاعتكاف ونهايته. - صفة قيام الليل "إحياء الليل" . - الأمور المرغبة في الأعمال الصالحة. - الحرص على ما يطاق من العمل. - حكم عقد النكاح في رمضان. تحميل |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
أهل الأهواء والبدع محرومين من الانتفاع بالدعاء الوارد في ليلة القدر -اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " قُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ : أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ, مَا أَقُولُ فِيهَا? قَالَ: " قُولِي: اَللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ اَلْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي " " رَوَاهُ اَلْخَمْسَةُ, غَيْرَ أَبِي دَاوُدَ, وَصَحَّحَهُ اَلتِّرْمِذِيُّ, وَالْحَاكِمُ (1). الشرح : قولها ( أرأيت ) : معناها أخبرني إن علمت ( ما) هنا استفهامية اللهم : يعني يا الله حذفت يا النداء وعوضت عنها الميم والميم تفيد الجمع قوله ( إنك عفو تحب العفو ) هذا توسل لله عز وجل بهذا الاسم والصفة العفوّ : هو المتجاوز عن سيئات عباده سواء كان ذلك بالعفو عن ترك واجب أو بالعفو عن فعل محرم لأن استحقاق الذنوب يكون بأمرين إما بترك واجب وإما بفعل محرم فوائد الحديث : أن ليلة القدر يمكن العلم بها لقولها ( إن علمت ليلة القدر ) وجه الدلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرها على ذلك ولم يقل إنها لا تعلم . حرص عائشة رضي الله عنها على اغتنام هذه الليلة المباركة حيث قالت (أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ, مَا أَقُولُ فِيهَا؟ ) لتغتنم هذه الفرصة . أنه ينبغي للإنسان أن يسأل العالم عما يخفى عليه أن الدعاء يطلق عليه اسم القول لكنه قول مع الله وخطاب مع الله ، ولهذا لو دعى الإنسان في صلاته ربه لم تبطل صلاته لأنه يناجي ربه بخلاف سؤال الغير فإن الصلاة تبطل به . إثبات اسم العفو لله عز وجل لقوله ( إنك عفو إثبات المحبة لله لقوله ( تحب العفو ). بيان كرم الله عز وجل وأن العفو أحب إليه من الإنتقام لأن رحمته سبقت غضبه فهو جل وعلا يحب العفو ، لذلك كان يعرض التوبة على عباده " إن الله يبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار الرد على أهل التعطيل الذين يمنعون الأفعال الاختيارية لله عز وجل لقوله ( تحب )( فاعفو عني ) . جواز التوسل بأسماء الله وصفاته لقوله ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني ) وهذا أحد أنواع التوسل وقد مر علينا أنه ستة أنواع والسابع يمكن أن يجعل . الرد على المتصوفة الذين يقولون لا حاجة إلى الدعاء ويقولون إما بلسان المقال أو بلسان الحال : علمه بحالي يكفي عن سؤالي وهذا إبطال صريح لقوله تعالى " ادعوني استجب لكم " . احتقار الإنسان نفسه لأنه في هذه الليلة الذي كان من المتوقع أن يسأل خيرا وفضلا ذهب يسأل العفو سؤال المسرف الجاني على نفسه . الردّ على الفلاسفة الذين يقولون إنه لا حاجة إلى الدعاء لأن هذا المطلوب إن كان مكتوب أتاك من غير دعاء وإن كان غير مكتوب لم يأتك ولو بدعاء ، فنقول إن هذا القول يبطل قول الله تعالى " ادعوني استجب لكم " وأيضا يبطل الواقع فإن كثيرا من المرضى يسألون الله عزوجل فيشفون وكثير ممن واقعون في هلكة فيسألون الله تعالى فيستجيب لهم ، ونقول لهم إن هذا الشيء حاصل بالدعاء وأنت قد كتب عليك أن تدعو وأن يأتيك المطلوب هذا أمر لابد منه . _المصدر : شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام - (1 / -122-123) للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى منقول |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() أسأل الله تعالـى أن ينفع بما كتبت أخي علي و بارك الله فيك..اللهم بلغنا ليلة القدر .. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() فضل الاعتكاف وأعمال العشر الأواخر من رمضان
![]() من رسالة " قيام رمضان " للشيخ الألباني رحمه الله تعالى منقولة من شبكة الإمام الآجري ![]() مشروعيته : 1- والاعتكاف سنة في رمضان وغيره من أيام السنة ، والأصل في ذلك قوله تعالى : {وأنتم عاكفون في المساجد} ، مع توارد الأحاديث الصحيحة في اعتكافه -صلى الله عليه وسلم-، وتواتر الآثار عن السلف بذلك ، وهي مذكورة في "المصنف" لابن أبي شيبة وعبد الرزاق ( 1 ). وقد ثبت أن النبي- صلى الله عليه وسلم- اعتكف آخر العشر من شوال ( 2 ) ، وأن عمر-رضي الله عنه- قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام ؟ قال : فأوف بنذرك ، ( فاعتكف ليلةً ) (3 ) . 2- وآكَدُه في رمضان لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قُبِضَ فيه اعتكف عشرين يوماً( 4 ) . 3- وأفضله آخر رمضان ، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ( 5 ). ![]() * شروطه : 1- ولا يشرع إلا في المساجد لقوله تعالى : {ولا تباشروهن ( 6 ) وأنتم عاكفون في المساجد}(7 )، وقالت السيدة عائشة-رضي الله عنها- : ( السنة في المعتكف أن لا يخرج إلا لحاجته التي لا بد له منها ، ولا يعود مريضاً ، ولا يمس أمراته ، ولا يباشرها ، ولا اعتكاف إلا في مسجد جماعة ، والسنة فيمن اعتكف أن يصوم ) ( 8 ) . 2- وينبغي أن يكون مسجداً جامعاً لكي لا يضطر للخروج منه لصلاة الجمعة ، فإن الخروج لها واجب عليه ، لقول عائشة في رواية عنها في حديثها : (...ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع)( 9 ). ثم وقفت على حديث صحيح صريح يُخصص ( المساجد ) المذكورة في الآية بالمساجد الثلاثة : المسجد الحرام ، والمسجد النبوي ، والمسجد الأقصى ، وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة( 10 ) . وقد قال به من السلف فيما اطلعت حذيفة بن اليمان ، وسعيد بن المسيب ، وعطاء ، إلا أنه لم يذكر المسجد الأقصى ، وقال غيرهم بالمسجد الجامع مطلقاً ، وخالف آخرون فقالوا : ولو في مسجد بيته . ولا يخفى أن الأخذ بما وافق الحديث منها هو الذي ينبغي المصير إليه ، والله سبحانه وتعالى أعلم . 3- والسنة فيمن اعتكف أن يصوم كما تقدم عن عائشة رضي الله عنها ( 11 ) . ![]() * ما يجوز للمعتكف : 1-ويجوز له الخروج منه لقضاء الحاجة ، وأن يخرج رأسه من المسجد لِيُـغْسَلَ ويُسَرَّح ، قالت عائشة -رضي الله عنها- : ( وإن كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليدخل علَيَّ رأسَه وهو ( معتكف ) في المسجد ، ( وأنا في حجرتي ) فأُرَجلُــهُ ، ( وفي رواية : فأغسله وإن بيني وبينه لعتبة الباب وأنا حائض ) ، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة ( الإنسان ) ، إذا كان معتكفاً ) ( 12 ) . 2- ويجوز للمعتكف وغيره أن يتوضأ في المسجد لقول رجل خدم النبي -صلى الله عليه وسلم-: توضأ النبي -صلى الله عليه وسلم-في المسجد وضوأً خفيفاً ( 13 ). 3- وله أن يتخذ خيمة صغيرة في مؤخرة المسجد يعتكف فيها ، لأن عائشة رضي الله عنها كانت تضرب للنبي -صلى الله عليه وسلم- خِـبَاءً ( 14 ) إذا اعتكف ، وكان ذلك بأمره -صلى الله عليه وسلم-(15 ). واعتكف مرة في قُبَّةٍ تُركيَّةٍ (16 ) على سُدَّتِها حصير ( 17 ) . ![]() * إباحة اعتكاف المرأة وزيارتها زوجها في المسجد : 4- ويجوز للمرأة أن تزور زوجها وهو في معتكفه ، وأن يودعها إلى باب المسجد لقول صفية رضي الله عنها : " كان النبي -صلى الله عليه وسلم- معتكفاً (في المسجد في العشر الأواخر من رمضان) فأتيته أزوره ليلاً ، (وعنده أزواجه ، فَرُحْنَ) ، فحدثتُـهُ (ساعة) ، ثم قمت لأنقلبَ ، (فقال : لا تعجلي حتى أنصرف معك) ، فقام معي ليقلبني ، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد (حتى إذا كان عند باب المسجد الذي عند باب أم سلمة) ، فمر رجلان من الأنصار ، فلما رأيا النبي -صلى الله عليه وسلم- أسرعا ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: على رسْـلِكُما ؛ إنها صفية بنت حيي ، فقالا : سبحان الله ! يا رسول الله ! قال : إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، وإني خشيتُ أن يقذف في قلوبكما شراً ، أو قال : شيئاً ( 18 ). بل يجوز لها أن تعتكف مع زوجها ، أو لوحدها لقول عائشة رضي الله عنها : (اعتكفتْ مع رسول الله رامرأة مستحاضة (وفي رواية أنها أم سلمة) من أزواجه ، فكانت ترى الحمرة والصفرة ، فربما وضعنا الطَّسْت تحتها وهي تصلي) ( 19 ). وقال أيضاً : (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله،ثم اعتكف أزواجه من بعده) ( 20 ). قلت : وفيه دليل على جواز اعتكاف النساء أيضاً ، ولا شك أن ذلك مقيد بإذن أوليائهن بذلك ، وأمن الفتنة والخلوه مع الرجال ؛ للأدلة الكثيرة في ذلك ، والقاعدة الفقهية : درء المفاسد مقدم على جلب المصالح . 5* ويبطله الجماع لقوله تعالى : {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد}. وقال ابن عباس : (إذا جامع المعتكف بطل اعتكافه ، وأستأنف) ( 21 ). ولا كفارة عليه لعدم ورود ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه . وسبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك اقتباس: (1 ) : كان هنا في الطبعة السابقة حديث في فضل " من اعتكف يوماً . . " فحذفته ؛ لأنه تبين لي ضعفه ، بعد أن خرجته وتكلمت عليه بتفصيل في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (5347) ، فكشفت فيه عن علته التي كانت خفيت علي ، وعلى الهيثمي قبلي ! (2 ) : هو قطعة من حديث لعائشة ، رواه الشيخان وابن خزيمة في "صحاحهم" ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (2127) . ( 3 ) : رواه الشيخان وابن خزيمة ، والزيادة للبخاري في رواية كما في "مختصره" (995) ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" أيضاً (2136-2137) . ( 4 ) : رواه البخاري وابن خزيمة في "صحيحيهما" ، وهو مخرج في المصدر السابق (2126-2130) . ( 5) : رواه الشيخان وابن خزيمة (2223) ، وهو مخرج في "الإرواء" (966) و "صحيح أبي داود" (2125) . ( 6 ) : أي لا تجامعوهن . قال ابن عباس : المباشرة والملامسة والمس جماع كله ، ولكن الله عز وجل يكني ما شاء بما شاء . رواه البيهقي (4/321) بسند رجاله ثقات . (7) : ( البقرة : 187 ) ، قد استدل الإمام البخاري على ما ذكرناه بهذه الآية . قال الحافظ : ( ووجه الدلالة من الآية أنه لو صح في غير المسجد لم يخص تحريم المباشرة به ، لأن الجماع مناف للاعتكاف بالإجماع ، فعلم من ذكر المساجد أن المراد أن الاعتكاف لا يكون إلا في فيها ) . ( 8 ) : رواه البيهقي بسند صحيح ، وأبو داود بسند حسن ، والراوية الآتية عن عائشة له ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (2135) و "الإرواء" (966) . ( 9 ) : روى البيهقي عن ابن عباس قال : إن أبغض الأمور إلى الله البدع ، وإن من البدع الاعتكاف في المساجد التي في الدور . (10 ) : أخرجه الطحاوي والإسماعيلي والبيهقي بإسناد صحيح عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه ، وهو مخرج في "الصحيحة" (رقم 2786) ، مع الآثار الموافقة له مما ذكرنا أعلاه ، وكلها صحيحة . ( 11) : رواه البيهقي بسند صحيح ، وأبو داود بسند حسن ، وقال الإمام ابن القيم في "زاد المعاد" : ( ولم ينقل عن النبي rأنه اعتكف مفطراً ، بل قد قالت عائشة : لا اعتكاف إلا بصوم ، ولم يذكر سبحانه الاعتكاف إلا مع الصوم ، ولا فعله rإلا مع الصوم ، فالقول الراجح في الدليل الذي عليه جمهور السلف أن الصوم شرط في الاعتكاف وهو الذي كان يرجحه شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية ) . قلت : ويترتب عليه أنه لا يشرع لمن قصد المسجد للصلاة أو غيرهما أن ينوي الاعتكاف مدة لبثه فيه ، وهو ما صرح به شيخ الإسلام في "الاختيارات" . ( 12 ) : رواه الشيخان ، وابن ابي شيبة ، وأحمد ، والزيادة الأولى لهما ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (2131-2132) . ( 13) : رواه البيهقي بسند جيد ، وأحمد (5/364) مختصراً بسند صحيح . (14 ) : الخِـباء أحد بيوت العرب من وَبَرٍ أو صوف ولا يكون من شعَر ، ويكون على عمودين أو ثلاثة . "نهاية" . ( 15 ) : رواه الشيخان من حديث عائشة ، وفعلها للبخاري ، والأمر لمسلم ، وتقدم تخريجه (ص34) التعليق (2) . ( 16 ) : أي قبة صغيرة . والسّدة كالظـلّة على الباب لتقي الباب من المطر ، والمراد أنه وضع قطعة حصير على سدتها لئلا يقع فيها نظرُ أحد كما قال السندي ، وأوْلى أن يقال : لكي لا ينشغل بالُ المعتكف بمن قد يمر أمامه تحصيلاً لمقصود الاعتكاف وروحِه ، كما قال الإمام ابن القيم : ( عكس ما يفعله الجهال من اتخاذ المُـعْـتَـكَـفِ موضعَ عِشْرةٍ ومجلبة الزائرين وأخذهم بأطراف الأحاديث بينهم ، فهذا لون ، والاعتكاف النبوي لون ، والله الموفق ) . ( 17 ) : هو طرف من حديث لأبي سعيد الخدري ، رواه مسلم وابن خزيمة في "صحيحيهما" وهو مخرج في "صحيح أبي داود"(1251). ( 18) : أخرجه الشيخان ، وأبو داود ، والزيادة الأخيرة له ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (2133و2134) . (19 ) : رواه البخاري وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (2138) ، والرواية الأخرى لسعيد بن منصور كما في "الفتح" (4/281) لكن سماها الدارمي (1/22) : ( زينب ) . والله أعلم . ( 20) : أخرجه الشيخان وغيرهما ، وسبق تخريجه (ص35) التعليق رقم (2) . (21) : رواه ابن أبي شيبة (3/92) وعبد الرزاق (4/363) بسند صحيح . والمراد من قوله : ( استأنف ) أي أعاد اعتكافه ) . . يُتبع إن شاء الله تعالى |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأواخر, العصر, فالتمسوها |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc