أشعر بالضياع
أشعر بضياعي المبين في عالم لم يفهمني و يمكن أن تكون خطيئتي
نعيب زماننا و العيب فينا و ما للزمان عيب سوانا
ربما لم أفهم هذا العالم و يبدوا أني أسرفت في الحلم و الشرب
أساقيي أفي كؤوسكما خمر أم في كؤوسكما هم و تسهيد-المتنبي-
كيف لي أن اعرف الحقيقة...بعد الخديعة الكبرى.
ربما كان حلما ليس إلا...و ما كل ما يتمناه المرء يدركه.
و قد أستيقظ غدا ميتا.
إنك ميت و إنهم ميتون
قد يكون واقعي سيئا
أنا...ماذا أريد؟..أنت...من أنتم؟
أريد أن أنام في الكهف لقرون
كالفتية الذين آمنوا بربهم...لأصحو على عالم أكثر إيمانا.
أشعر بالبرد في هذه البيداء...و العطش
أساقيي أفي كؤوسكما خمر أم في كؤوسكما هم و تسهيد.
إلى أين أتجه؟
ضباب كثيف
أرى إبتسامات الآخرين...إبتسامة..إذا رأيت أنياب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم.-المتنبي-
إبتسامة في وجه أخيك صدقة...هل سيبتسم لي هذا العالم أم هي مجرد كذبة أحاول تصديقها كأبله.
ينظرون إلي...لا يرون إلا الوجه الآخر لي..لا يرون..لا يسمعون...و إذا مروا به يتغامزون..
و إذا رأوه في المقبرة ظنوا أنه من الضالين.
يرى أضواء المدينة من بعيد في المقبرة...كأنها ثمود عندما يغيب صالح.
في هذا المكان الذي لا يصلح إلا لدفن الموتى..
خوفنا هو عدونا.
بينما الأمطار تتهاطل بغزارة لتغسل الخطايا...أعدوا بسرعة و الأعداء يلاحقوني لإلحاق الأذى بي.
ظنوا أني ميت..و لكن عند المغرب بعثت من جديد..
يخرجون في الليل فقط...عند عواء الذئاب في الغابة.
عند المغرب...لترحل روحي مجددا في غابة الضياع .
هل أستجيب لنداء الغابة؟
أم لنداء الكهف.
.ظنوا أنهم بصلبي يطفئون نوري
فإذا بقبري يتحول إلى مزار.
و الله متم نوره و لو كره الكافرون
و إن بعض الظن إثم.
..............
أعتقد أن أقوى عبارة بالنسبة إلي هي ما آلت إليه الخاطرة في النهاية "هل أستجيب لنداء الغابة أم لنداء الكهف.؟" و يمكن فهمها بطرق مختلفة و هذا يخدم الغموض في الخاطرة الذي أهدف إليه و لأني عندما بدأت كتابة الخاطرة لم أتخيل أني سأصل إلى هذه النهاية خاصة بعد ذكري في البداية فكرة الكهف و ربما قصدت بها نداء الإيمان و التوبة و قد يفهم نداء الغابة بفتن الدنيا كما قد يفهم بقانون الغاب كما يمكن أن يفهم بطرق أخرى.
كما أن عبارة أريد النوم في الكهف لقرون كذلك من أجمل الأفكار في الخاطرة و التي معانيها كثيرة خاصة أن خواطر الحب و الإغماء أزعم أنها دراما صغيرة تعبر عن حالات نفسية عابرة خليط من العقائد الذي يؤدي في النهاية إلى تساؤلات كونية و فلسفية ما بين الواقع و الحلم...كما أنه من الضروري استخدام عبارات قرآنية و التي أحرص دوما على ذكرها.
و يمكن القول حسب رأيي أن هاتان العبارتان جعلت الخاطرة موفقة.
بعض العبارات كررتها حتى يكون هناك توفيق بين فكرة الموت و المقابر و الكهف و هي من خاطرة الحواري...في رحاب المقبرة...و كذلك لتكون هذه الخواطر بمجموعها يربط بينها خيط واحد هذا ما تبادر إلى ذهني و الله أعلم.
من خواطر الحب و الإغماء.
10/07/2012
.......................
الحب و الإغماء...سوريا في ورطة..تركوني ضحية ملقاة في حمام من الدماء بعد أن أغتصبو ما تبقى من شرف.
الحب و الإغماء...
الحب و الإغماء.