![]() |
|
جسر منتديات الجلفة - من الثانوية للكلية من إعلان نتائج البكالوريا، مناقشة الرغبات و التخصصات، المعاهد و الجامعات، التسجيل، الطعون... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() خاص - عربيات : تحت غلالة شفافة تنسدل على قطعة أثاث قديمة، كانت تختار الطفلة ذات السنوات الخمس أن تختبئ لتطلق العنان لخيالها... فترى نفسها تارة رائدة للفضاء، وأخرى عالمة و مخترعة شهيرة... وتقول :" كانت لعبتي المفضلة وخلوتي التي أحلق في سماءها لأتلمس حلمي البعيد، ثم أخرج منها لأسأل والدي هل الأبطال الذين حققوا كل هذه الإنجازات العلمية المبهرة استثناءات؟ هل هم مثلنا؟ وكيف أصبح مثلهم وأقدم إنجاز يخدم البشرية؟.... فكان يجيبني: بالعلم يا ابنتي يحقق الإنسان مايطمح إليه ويخلد اسمه في سجلات التاريخ " . التقنية الحيوية هي اليوم مفتاح النهضة العلمية والاقتصادية تلك النقلة التي تحدثنا عنها الدكتورة حياة كانت بتحديدها لتخصص دراساتها في مجال ( التقنية الحيوية ) التي تبسط شرحها لنا قائلة : "هذا العلم لو أردنا تبسيطه سنجد أنه يعود إلى 4000 سنة قبل الميلاد فاستخدام نوع من الخميرة للحصول على الخبز يعتبر ( تقنية حيوية ) وكذلك استخدام بعض أنواع البكتيريا لتحويل الحليب إلى منتجات ألبان وهذه المحاولات المتعددة قائمة بأشكال مختلفة منذ زمن بعيد... إنه ببساطة تسخير الكائنات المجهرية الدقيقة كالبكتيريا لفائدتنا، كما يتضمن أجهزة القياس والابتكارات التي تساعدنا على الاكتشاف وفهم العلوم واستيعابها فنفهم عن طريقها على سبيل المثال آلية عمل الدواء وأثره على الإنسان، و يخدم تطوير تلك الأجهزة الإنسان العادي فيوفر أجهزة قياس بسيطة للاستخدام المنزلي مثل جهاز قياس السكر في الدم والذي استغرق وصوله إلى هذه الدرجة من البساطة في الاستخدام 25 عام من الأبحاث " .... وتضيف : " التقنية الحيوية تخصص لا يدرس إلا كدراسات عليا لذلك اخترته في مرحلة الدكتوراه بعد أن حصلت على شهادتي الجامعية مع مرتبة الشرف من جامعة( كينجز كوليدج )... اخترته وأنا على يقين بأن من ينجح في التحكم بالتقنية الحيوية ينجح بالتحكم في العالم وتسخير موارده لحياة أفضل، فالتقنية الحيوية اليوم مفتاح النهضة العلمية والاقتصادية " . وتنتقل " عربيات " مع الدكتورة حياة إلى المحطة الرابعة من مشوارها، وهي مرحلة الصراعات والانجازات خلال السنوات التحضيرية لرسالة الدكتوراه في جامعة ( كيمبردج ) والتي تصفها بقولها : " ( كيمبردج ) عبارة عن خمس سنوات من الصراعات والتحديات التي بدأت من اليوم الأول، فبعد انتسابي لها كأول سعودية تحصل على منحة دراسية من جامعة ( كيمبردج ) لتحضير أطروحة الدكتوراه في مجال التقنية الحيوية، استقبلني أحد العلماء بصرخة مفزعة قائلاً ( فاشلة ، فاشلة ، فاشلة ... مالم تتخلي عن حجابك ومظهرك وأؤكد لكِ بأنه خلال ثلاث أشهر فقط ستذوب شخصيتك في مجتمعنا وتصبحي مثلنا، فلابد من الفصل بين العلم والدين، ولنا تجارب سابقة مع إحدى المسلمات من شرق آسيا فقد تخلت عن الحجاب بعد فترة قصيرة )... عبارته أصابتني بالصدمة لكن لا أنكر أنه يتوجب عليه شكره، فالتحدي الذي خلقه بداخلي دفعني للإصرار على الالتزام بشكلي ومظهري وهويتي لأثبت له أن العلم لا يتعارض مطلقاً مع الدين الإسلامي، وخلال الثلاث أشهر الأولى تبدلت تلك العبارات الهجومية إلى احترام كبير من كافة منسوبي الجامعة حتى أنهم فيما بعد وخلال شهر رمضان كانوا يمتنعون عن تناول الطعام أمامي ويؤجل بعضهم وجبة الغداء إلى موعد إفطاري "... تكمل بابتسامة انتصار: " لقد ربحت الرهان مع ذلك العالم بفضل الله " . ![]() نقلت معاناتي لوطني فحظيت برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير / عبدالله بن عبدالعزيز لإتمام رسالة الدكتوراه ذكرت أن تلك المرحلة كانت مرحلة التحديات والصعوبات فهل من مزيد ؟ بالتأكيد، فالأسوأ على الإطلاق واجهته وأنا على مشارف الانتهاء من رسالة الدكتوراه، تبقى لي من منحة ( كيمبردج ) 9 أشهر فقط ووصلني خطاب من عميد الجامعة يفيد بضرورة تغيير بحثي والعمل على مشروع جديد!! لم يحمل الخطاب أي مبررات... فقط ، علي أن أنجز مشروع دكتوراه جديد في 9 أشهر... بالتأكيد لست بحاجة هنا لأن أسهب في وصف وقع تلك المفاجأة التي كادت أن تعصف بكل آمالي وطموحاتي فبدأت أعمل من جديد على مدار الساعة لأسابق الزمن وخلال تلك الفترة ذاع صيت المجس متعدد الاستخدامات الذي ابتكرته فتلقيت دعوة في عام 99م من مستشفى السرطان بكندا لإجراء التجارب عليه وقضيت معهم شهر ثم عدت لإتمام الفصل الأخير من رسالة الدكتوراه ومجدداً تم إشعاري بمفاجأة أخرى مفزعة وهي انتهاء المنحة وكنت بحاجة لـ 7 أشهر إضافية على الأقل لأتمام رسالتي فبدأت أنقل معاناتي إلى المسؤولين في أرض الوطن حيث نشرت إحدى الصحف السعودية رسالتي... ولم يخب ظني في وطني، فبمجرد وصول الخبر لصاحب السمو الملكي الأمير / عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله استقبلت اتصالاً يفيد بتكفل الدولة بتغطية الفترة المتبقية من دراستي، ولا أستطيع أن أصف حتى اللحظة سعادتي وامتناني لتلك الرعاية الحانية والتوجيهات السريعة التي تؤكد حرص أولوياء الأمر على احتضان مسيرة أبناء وبنات الوطن العلمية، وقد حملتني تلك البادرة مسؤولية كبيرة لكي أثبت أنني أهلاً لتلك الثقة ولكي أسعى إلى الوفاء بالدين لوطني من خلال علمي وعملي " . نود أن نعرف المزيد عن رسالة الدكتوراه، ماهو موضوعها أو عنوانها؟... تقول الدكتورة حياة : " رسالة الدكتوراه كانت عبارة عن دراسات متقدمة في أدوات القياس الكهرومغناطيسية والصوتية وقد صنفها البروفيسور الذي ناقشها آنذاك بأنها خمس رسائل في رسالة لأنني ومن خلال تشعب دراساتي في مجالات علمية مختلفة تطرقت إلى تخصصات عديدة، وفي يوم المناقشة حضر البروفيسور يحمل معه الرسالة وبين صفحاتها قواطع عديدة، وقبل أن اسأله عنها بادرني بالسؤال: هل تعرفين يا حياة ما كل هذه القواطع التي أضعها بين صفحات رسالتك؟ أجبت: لا!! ... فقال : لقد التقيت بعدد من العلماء المختصين في كل مجال تطرقت إليه في رسالتك ومن نقاشي معهم وضعنا لكِ أسئلة دقيقة لتكشف لنا إجاباتك إذا ماكنتِ أنتِ فعلاً من كتب هذه الرسالة "... تكمل الدكتورة سندي حديثها عن جلسة المناقشة : " كان من المفترض أن تستغرق ساعة ونصف الساعة إلا أنها استغرقت أربع ساعات كاملة خرجت منها أترقب النتيجة والقلق يسكن كل ذرة في جسدي... لم أشعر بتلك الساعات الطويلة التي قضيتها في مناقشة الرسالة بقدر ماشعرت بطول الدقائق الخمس الفاصلة بين خروجي من القاعة وبين وصول كلمة ( مبروك، لقد تم إجازة رسالتك ) وقلدني البروفيسور وسام ثمين بكلمات التهنئة قائلاً : لقد فتحت يا حياة نافذة جديدة للعلماء لفهم العلوم ". بعد أربع ساعات من مناقشة رسالة الدكتوراة استمعت إلى أجمل تهنئة في حياتي: (( مبروك، لقد فتحتِ ياحياة نافذة جديدة للعلماء لفهم العلوم )) وقلت لنفسي: هذه هي بداية المشوار الحقيقي والعطاء ![]() وكيف كانت اللحظات التالية ؟ كانت عبارة عن شريط سريع من الأحداث مر بمخيلتي يحمل الكثير من الانكسارات والانتصارات، وقلت لنفسي هذه ليست النهاية يا حياة ولكنها البداية . لازلت أتطلع إلى التقاط الصور من ذلك الشريط وقبل أن أتجاوز هذه المرحلة أتمنى أن أصحبك في رحلة إلى المريخ... ليس المريخ الكوكب بالطبع ولكن الاختراع الذي أطلقتي عليه اسم ( MARS ) فالصورة لابد وأنها في مخيلتك وننتظر نقلها إلينا مع التعليق. حسناً، لابد أن أوضح أولاً أن اسم الاختراع أو الجهاز هو اختصار لـ Magnetic Acoustic Resonator Sensor وكما تلاحظين الأحرف الأولى من وصف الجهاز تشكل كلمة MARS أو كوكب المريخ وقد جاءت المصادفة لاحقاً بطلب استخدامه من قبل ( ناسا ) " . قاطعتها قائلة : فلنبدأ بالحديث عن الجهاز وسنتابع لاحقاً قصة ( ناسا ) . بالتأكيد، بإمكاني أن أقول أن ( مارس ) باستخداماته المتعددة هو خلاصة أبحاثي وتجاربي فكما أسلفت سبق لي العمل على أبحاث متعلقة بالتفاعلات الدوائية بداخل جسم الإنسان، كما عملت على مشاريع بحثية لحماية البيئة وقياس الغازات السامة، وعكفت طويلاً على دراسة شريحة الجينات والحمض النووي DNA والأمراض الوراثية... ووجدت من كل ذلك أن المجسات المتوفرة إما أنها معقدة للغاية وضخمة أو أنها تفتقد للدقة... فمثلاً المجسات الخاصة بالحمض النووي عند استخدامها لمعرفة ما إذا كانت الحالة تؤهلها جيناتها للإصابة بمرض السكري لاتتجاوز نسبة دقتها 25% ، فعملت أيضاً على اختراع مجس آخر لرفع هذه النسبة إلى 99،10%... وهذا مجرد مثال ينطبق بشكل أو بآخر على قياس الغازات وغير ذلك من الجزيئات الدقيقة التي يستعصي أو يصعب قياسها بدقة . حسناً، وكيف أرادت ( ناسا ) أن تستفيد من هذا المجس؟ وكالة الفضاء الأمريكية ( ناسا ) ظلت تلاحقني ثلاث سنوات... قاطعتها، كيف تعرفت ( ناسا ) على الدكتورة حياة وMARS تحديداً ... أجابت : " عن طريق مشاركاتي في المؤتمرات الدولية، فالوكالة ترسل عادة علماء إلى هذه المؤتمرات دورهم البحث عن العقول والإنجازات التي قد تخدمهم في مجال عملهم... من هنا تمت دعوتي وقضيت معهم أسبوعين تلقيت بعدها عرضاً مغرياً للعمل معهم ولكني كنت آنذاك في السنة الثانية من الإعداد لأطروحة الدكتوراه فرفضت لرغبتي باستكمال دراستي في ( كيمبردج )... كما أنني شعرت بأن التزامي مع ( ناسا ) يعني قطع خط العودة إلى وطني لأن الأبحاث هناك تستغرق سنوات طويلة كما أن الإمكانيات والتكنولوجيا المسخرة لخدمة البحث العلمي متقدمة جداً، ببساطة من يلتحق بـ ( ناسا ) يصعب أن يغادرها إلى أي مكان آخر. يتبع
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
حياة سندي |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc