من معاني العبودية . - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من معاني العبودية .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-06-27, 00:52   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
السلفية المهاجرة
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي من معاني العبودية .

بسم الله الرحمن الرحيم

من معاني العبوديّة

وفي التحقيق بمعنى قوله "اني عبدك" التزام عبوديته من الذل والخضوع والنابة، وامتثال أمر سيّده، واجتناب نهيه، ودوام الافتقار اليه، واللجوء اليه، والاستعانة به، والتوكّل عليه، وعياذ العبد به، ولياذه به، أن لا يتعلّق قلبه الا بغيره محبّة وخوفا ورجاء.

وفيه أيضًا أني عبد من جميع الوجوه: صغيرا وكبيرا، حيّا وميّتا، مطيعا وعاصيا، معافى ومبتلى القلب واللسان والجوارح.


وفيه أيضا أن مالي ونفسي ملك لك, فان العبد وما يمتلك لسيّده.

وفيه أيضا أنك أنت الذي مننت عليّ بكلّ ما أما فيه من نعمة فذلك كلّه من انعامك على عبدك.

وفيه أيضًا اني لا أتصرّف فيما خوّلتني من مالي ونفسي الا بأمرك، كما لا يتصرّف العبد الا باذن سيّده، وأني لا أملك لنفسي نقعا ولا ضرّا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. فان صحّ له شهود ذلك فقد قال لي اني عبدك حقيقة.

ثم قال" ناصيتي بيدك"، أي أنت المتصرّف في تصرّفي كيف تشاء، لست أنا المتصرّف في نفسي.

وكيف يكون له في تصرّف من نفسه بيد ربه وسيده وناصيته بيده وقلبه بين أصبعين من أصابعه، وموته وحياته وسعادته وشقاؤه وعافيته وبلاؤه كله اليه سبحانه، ليس الى العبد منه شيء، بل هو في تصرّف سيّده أضعف من مملوك ضعيف حقير، ناصيته بيد سلطان قاهر، مالك له تحت تصرّفه وقهره بل الأمر فوق ذلك.

ومتى شهد العبد أن ناصيته ونواصي العباد كلها بيد الله وحده يصرفهم كيف يشاء، لم يخفهم بعد ذلك، ولم يرجهم، ولم ينزلهم منزلة المالكين بل منزلة عبيد مقهورين مربزبين، المتصرّف فيهم سواهمو والمدبّر لهم غيرهم, فمن شهد نفسه بهذا المشهد، صار فقره وضرورته الى ربا وصفا لازما له، ومتى شهد الناس كذلك لم يفتقر اليهم، ولم يعلّقلاأمله ورجاءه بهم، فاستقام توحيده, وتوكّله وعبوديته. ولهذا قال هود لقومه:{ اني توكّلت على الله ربي وربّكم ما من دابّة الا هو آخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم} هود56.

وقوله :"ماض فيّ حكمك, عدل فيّ قضاؤك" تضمّن هذا الكلام أمرين:أحدهما: مضاء حكمه في عبده.

ثانيهم: يتضمّن حكمه وعدله وهو سبحانه له الملك وله الحمد، وهذا معنى قول نبيّه هود:{ ما من دابّة الا هو آخذ بناصيتها}, ثم قال: {ان ربي على صراط مستقيم} أي مع كونه قاهرا مالكا متصرّفا في عباده، نواصيهم بيده فهو على صراط مستقيم.

وهو العدل الذي يتصرّف به فيهم فهو على صراط مستقيم في قوله وفعله وقضائه وقدره ونهيه وثوابه وعقابه.

فخبره كله صدق, وقضاؤه كلّه عدل، وأمره كله مصلحة، والذي نهى عنه كله مفسدة، وثوابه لمن يستحق الثواب بفضله، ورحمته وعقابه لمن يستحق له العقاب بعله وحكمته.


كتاب: الفوائد ابن القيم الجوزية -رحمة الله عليه ومغفرته-









 


 

الكلمات الدلالية (Tags)
أغاني, العبودية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc