![]() |
|
قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
من مظاهر الجفاء في حق النبي صلى الله عليه وسلم
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() من مظاهر الجفاء في حق النبي صلى الله عليه وسلم خطبة جمعة بتاريخ / 24-2-1432 هـ إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ؛ من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، فما ترك خيراً إلا دل الأمة عليه ، ولا شراً إلا حذرها منه ، فكان عليه الصلاة والسلام رسولاً أمينا ، وناصحاً مشفقا ، ومربياً كريما ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة:128] فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد .. أيها المؤمنون عباد الله : اتقوا الله تعالى وراقبوه - سبحانه – مراقبة من يعلم أن ربه يسمعه ويراه . أيها المؤمنون : روى الإمام البخاري في كتابه الصحيح عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : ((كَانَ الْمَسْجِدُ مَسْقُوفًا عَلَى جُذُوعٍ مِنْ نَخْلٍ فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَإِذَا خَطَبَ يَقُومُ إِلَى جِذْعٍ مِنْهَا ،فَلَمَّا صُنِعَ لَهُ الْمِنْبَرُ وَكَانَ عَلَيْهِ – صلوات الله وسلامه عليه- فَسَمِعْنَا لِذَلِكَ الْجِذْعِ صَوْتًا كَصَوْتِ الْعِشَارِ حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَفَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَسَكَنَتْ)) . تأمل أيها المؤمن - رعاك الله - هذا الحديث العظيم الذي يحرك القلوب الغافلة والنفوس المعرِضة مبيِّناً المكانةَ العظمى والمنزلةَ العالية لهذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ؛ حتى إن جذع نخلةٍ كان يقوم إليه النبي عليه الصلاة والسلام فيسمع ذلك الجذعُ حديثَه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فلما ابتعد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك الجذع وأخذ يخطب على المنبر حنّ ذلك الجذع وصار له صوتٌ كصوت العشار ، والعشار هي النوق الحوامل ، وجاء في بعض الأحاديث أن الجذع ((جَعَلَتْ تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ)) جذعُ نخلةٍ يحن إلى أحاديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكيف عباد الله بالإنسان المؤمن ؟! كان الحسن - رحمه الله تعالى وهو من أئمة التابعين - إذا حدّث بهذا الحديث بكى ثم قال رحمه الله : " يا معشر المسلمين الخشبة تحن إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شوقاً إليه لمكانته من الله عز وجل فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه " نعم أيها المؤمنون أنتم أحقُ أن تشتاقوا إليه ، إن من عرف سيرة هذا النبي -عليه الصلاة والسلام- العطرة ، وخصائصَهُ الكريمة ، وشمائلَهُ الفاضلة ، ومكانتَهُ العلية ، ومنزلتَه الرفيعَة ؛ لابد أن يشتاق إليه ، لابد أن يشتاق إلى أحاديثه عليه الصلاة والسلام ؛ ولكن يا عباد الله عندما شُغِل الناس عن هذه السيرة العطرة والشمائل الكريمة وانشغلوا بأمورٍ وأمور برزت في أوساطهم صورٌ من الجفاء في حق هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ، وما كان ينبغي لمؤمن أن يكون على شيء من الجفاء تجاه سيد ولدِ آدم وخيرِ عبادِ الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. أيها المؤمنون : وهذه وقفة في ذكر شيء من صور الجفاء في حق هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام التي ظهرت وبرزت في بعض الناس تحذيراً منها وتذكيراً بمقام نبينا -الكريم عليه الصلاة والسلام- وبما يجب علينا أمة الإسلام تجاهه صلوات الله وسلامه عليه : § فمن مظاهر الجفاء وصوره أيها المؤمنون : ضعفُ محبتِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في القلوب ، وتقديمُ محبةِ دنياً زائفة وأهواءٍ زائلة وملذاتٍ فانية على محبتِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وقد قال عليه الصلاة والسلام ![]() ![]() § ومن مظاهر الجفاء أيها المؤمنون : الإعراضُ عن سنته الغراء ومحجَتِه البيضاء وهديه القويم عليه الصلاة والسلام ، والانصرافُ عن ذلك بانشغالٍ بآراءٍ وأهواءٍ ونحوِ ذلك من أمورٍ صرفت الناس عن سنة النبي -الكريم عليه الصلاة والسلام- وهديه القويم . § ومن ذلكم أيها المؤمنون : عدم تعظيم أحاديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فتلقى أحاديثُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المنِيفَة وكلماتُه الشريفَة في بعض المجالس فلا يكون لها هيبة ، ولا يُرفع لها رأس ، ولا تُعرَف لها مكانة، بل إنها تمر كأحاديث غيره عليه الصلاة والسلام ، بل ويُعترض عليها بـ "لِم ولكن وكيف .. "ونحو ذلِكم من الاعتراضات ، فأين التعظيم لهذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ؟! وأين المعرفة بقدره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟! إذا كان حديثه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكون شأنه عند الناس كأحاديث غيره صلوات الله وسلامه عليه ، وقد قال الله تعالى :﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم:3-4] . § ومن صور الجفاء أيها المؤمنون : الانصراف عن قراءةِ سيرتِه المباركة وأخبارِه الشريفةِ المجيدة عليه الصلاة والسلام فإن سيرته - أيها المؤمنون - هي أزكى سيرةٍ على الإطلاق لأفضلِ وأكملِ العبادِ سريرة ؛ إنها سيرةُ سيد ولد آدم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فترى في الناس من هو معرِض عن هذه السيرةِ المجيدةِ العطرةِ منشغلٌ بقراءة سيَرِ تافهين لا قيمةَ لهم ولا وزنَ في عزِ الأمةِ ورقيها ، بل وفي قراءةِ سير أقوام لا خلاق لهم عند الله تبارك وتعالى ، فتمضي أوقات وتُزهق ساعات في قراءة سيَرٍ لا قيمة لها مع غفلةٍ تامة وإعراضٍ عن سيرةِ سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام ، ولاشك -أيها المؤمنون- أن هذا من الجفاءِ في حقه وعدمِ المعرفة بقدره ومكانته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه . § ومن مظاهر الجفاء الشنيعةِ - أيها المؤمنون - الإقبال على البدعِ المحدثات والأهواءِ المخترعات وتعظيمُها والذبُ عنها والاستدلالُ لها ؛ في مقابلِ إعراضٍ عما جاء عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ، وقد صح الحديث عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال ![]() ![]() ![]() § ومن صور الجفاءِ - أيها المؤمنون - في حق النبي الكريم عليه الصلاة والسلام : عدم العناية بالصلاة والسلام عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولاسيما عند ذكره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وقد صح الحديث عنه في مسند الإمام أحمد وغيره أنه عليه الصلاة والسلام قال : ((الْبَخِيل مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ)) اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . وكفى في هذا الباب قولِ ربِنا جلَ شأنُه :﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [الأحزاب:56] صلوات الله وسلامه عليه.
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
مظاهر, الله, الجفاء, النبي, عليه, وسلم |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc