إن ظاهرة الغش عندنا ليست مقتصرة على قطاع دون قطاع آخر أو على وسط معين دون آخر أو على بيئة دون أخرى فمن الرئيس والإمام الى الغفير والغلام كلهم يمارسون الغش في وئام فعندما الرئيس ينجح بإنتخابات مغشوشة ومزورة والوزير يعين على خلفيات جهوية ومن ثم يستخدم سلطته للغش في إختيار بطانته وتوظيف أقاربه والوالي الذي يغش في توزيع المشاريع على المقاولين ويتعاطى الرشوة من أجل قضى حوئج الناس ورجل الأمن الذي يستعمل سلطته في النهب والتسلط وإرهاب المواطن ورئيس الدائرة ورئيس البلدية والمقاول والتاجر والفلاح والجزار والطبيب والمعلم والأستاذ والمقتصد و ..والكل يغش كلا حسب موقعه فكيف نمنع التلاميذ أو الطلبة من ممارسة الغش هذا ضرب من المستحيل بل الأدهى والأمر أن هناك تلاميذ تعلموا الغش من المعلمين الذين يدرسونهم وذالك بغيت حصول مؤسستهم على نسبة مشرفة...! ودرجة متقدمة في الترتيب العام ...! إن غياب الوازع الديني والرادع القانوني هو الذي يشجع على هذه الآفة وأختم مقالي بهذه الأبيات لمحمد إقبال :
إذا الإيمان ضاع فلا أمان *** ولا دنيا لمن لم يُحي دينا
ومن رضي الحياة بغير دين *** فقد جعل الفناء لها قرينا ...