بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستغفره و نتوب إليه، القائل في محكم تنزيله: ﴿ وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنَّ ويحفظن فروجهن، ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن، أو أبنائهن، أو أبناء بعولتهن، أو إخوانهن، أوبني إخوانهن، أو بني أخواتهن أو نسائهن، أو ما ملكت أيمانهن، أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال، أو الطفل الذي لم يظهروا على عورات النساء، ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن، وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ﴾ النور: 31. و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا، فمن يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، و الصلاة و السلام على خير الأنام، الرحمة المهداة للعالمين محمد الصادق الأمين الذي أدى الأمانة و بلغ الرسالة.
أما بعد:
أختاه إن كان الغرب قد جعل لك الثامن من مارس عيدا عالميا تحتفلي فيه على المنكرات و المعاصي، فإن دينك الإسلامي قد جعل كل حياتك عيدا، فقد أعطى الإسلام للمرأة حقوقها الطبيعية، و أناط بها الشرع المسؤوليات التي تلائم طبيعتها، و دورها في الحياة، و جعلها بمستوى واحد مع الرجل في مجال الحقوق العامة، قال تعالى: ﴿ و لهن مثل الذي عليهن بالمعروف و للرجال عليهن درجة﴾ البقرة.228 و قال تعالى: ﴿ فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ﴾ آل عمران 195. فبوصفها بنتا قد أوصى الإسلام الأب و الأخ بأن يعتني بها و ينفق عليها حتى يزوجها، كما أعطاها الحق في قبول أو ردّ من أراد الزواج بها، و ليس للولي ـ عند بعض الفقهاء ـ إجبارها على قبول من لا تريد؛ و ذلك في قوله (صلى الله عليه و سلم) : ( لا تنكح الأيم حتى تستأمر و لا تنكح البكر حتى تُستأذن). قالوا يا رسول الله و كيف إذنها ؟ قال: (أن تسكت) متفق عليه. و لكن يشترط لصحة العقد الولي لقوله (صلى الله عليه و سلم): ( لا نكاح إلا بولي). و بوصفها زوجة فقد أوجب الإسلام على الزوج أن يعاملها بالحسنى و ينفق عليها بل أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي قدس الزواج وسماه ميثاقا غليظا، و إذا تعسر على الزوجة العيش مع زوجها هناك ما يعرف بالخلع و هو حق أعطاه الله للمرأة حينما تكره زوجها كراهية لا تستطيع العيش معه، و من ثم فإن الخلع حق للمرأة مقابل حق الطلاق الذي أعطي للرجل. أما بوصفها أُمًّـا فقد جعل الله الجنة تحت أقدامها و بطاعتها و رضاها يدخل الابن الجنة، ولو عدنا بذاكرتنا إلى العصور الجاهلية لوجدنا أن المرأة كانت توأد حية و تدفن و لم تكن تعامل معاملة إنسان بل كانت تورث مع المتاع، فحررها الإسلام من كل ذلك و أعطاها حق الميراث و حرية التملك و التصرف فيما تملك، و ليس لزوجها الحق في أن يتدخل في ممتلكاتها إلى بإذنها أو بوصية منها. و في أوربا في القرن الثامن عشر عقد مؤتمر كان عنوانه "هل المرأة إنسان" و الأدهى و الأمر أنها كانت تعتبر عندهم شيطان و اليوم نحن نتهافت من أجل تقليدهم في دينهم و عاداتهم و لباسهم حتى انسلخنا عن ديننا.
أختاه عودي إلى دينك و أخلاقك، فقد جعل منك الإسلام جوهرة وصانك بالحجاب، فلا يحق للغريب عنك حتى أن ينظر إليك، أختاه لست سلعة للبيع تعرض في المحلات و على الشاشات كما هو حالك اليوم، أختاه فبالإسلام فقط سيكون لك وزنا و كيانا في هذا المجتمع.
أختاه عودي إلى دينك و أخلاقك، فبصفتك أُمًّـا أنت مدرسة، فبإعدادك و تنشئتك تنشئة إسلامية، ستنشئين جيلا يكون ذخرا لهذه الأمة.
أختاه كوني أسماء كوني سمية، اجعلي من خديجة و عائشة الطاهرة النقية قدوة لك، و لا تكوني معول هدم في يد أعداء هذه الأمة، أختاه في احتفالات الثامن مارس في الفنادق و الكباريهات كم من شاب أغويت كم من وزر على عاتقك حملت، أختاه لو كان التطور و الرقي بالعري، فإنه لا يوجد أرقى من القردة فإنه لا يوجد أعرى منها.
و أنا أكتب هذا الموضوع لفت انتباهي على العدد 4310 من جريدة الشروق (09 مارس 2014) موضوعا بعنوان "جامعية فرنسية تشهر إسلامها بعين امليلة عشية عيد المرأة" سمت نفسها بعد نطق الشهادتين "زينب"، حيث جاء على لسانها أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي كرم المرأة. و أعلا هذا الموضوع مباشرة موضوع آخر بعنوان " فرنسي يعتنق الإسلام بسطيف"، كما أنه جاء أسفل منهما موضوعا آخر تحت عنوان " المرأة تهان في يومها العالمي بوهران ، قاعات حفلات تتحول إلى كباريهات على وقع "أيا و هاذي"" فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أختاه إن أخوك الغيور على دينك و أخلاقك يدعوك أن تطلعي على تاريخ من سبقك من أمهات المؤمنين و نساء الصالحين و التابعين و قارنيه بواقعك اليوم.
أختاه أسـأل الله العلي القدير أن يجعل منك نبراسا لهذه الأمة، فبصـلاحك أنت فقــــط تصلح الأمـة.