غريق أنا اليوم بين يباب الأنين..
سجين هيادب الحنين..
أستحضر سنابل الحق المبين..
أسمع في كل حين ..
زمجرة الأسير..
مغلول اليد و مشدود الجبين..
و من زخات الألم..
ذل ظلم و طنين..
رماد أيام مضت يبوح..
بزبد المعاناة..
و ينادي ضميرا ينوح..
أنين أليف ساحر ساخر..
يسكن صهاريج روحي..
و يهمس للصخر بالضيم..
من لهيب الأسى..
و من فصول الحسرة و الردى..
رحت أرتجي الكرى..
بين جروح كانت بهجة العدى..
هناك..بين قضبان زنزانتي..
كتبت معزوفة مواجيد نفس..
غمرها سراب بأس..
و وقود يهمس للضجر بيأس..
على سجادة أمل راحل محموم..
بهتت ألواني و يئست عناق الهموم..
أنتظر عبير عواصف الشوق..
و ألتمس من الدهر يراعة حنية و رفق..
عل طيف النور يتكرم بالتسلل..
من كوة زنزانتي بهدوء بل بتأمل..
و لكم اسعدن ببزوغ فجر..
يرمي عني غبار الظلمة و العبر..
و يبهج مرآي باطلالة ضياء القمر..
و يزيح عن قلبي الصغير ضباب الكدر..
لأنسى ليالي المعاناة و الدمع و السهر..
أين أنت يا فسيفساء الحرية..
أهلا بك من جديد..
خذيني و اياك الى سراديب الأمل..
دون تهديد..
و احمليني لأسامر الأعالي و الجريد..
عل لساني ينال فرصة تذوق..
حلاوة عرجون السعادة..
لتتراكم من جديد أهطال الفرح..
و تحطم أغلال الوجع..
و قيود القرح..
و ترمي بي الى وسادة الأماني..
لتحجز لي جناح الأمل في فندق الحلم..
حلم قد يسعدني..
و يزيح الحيرة عن أهدابي..