![]() |
|
قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث .. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
ابن عثيمين : الفرق بين حسن النية وحسن التصرف
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() قال الشيخ العثيمين رحمه الله : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد الإنسان بلا شك لا ينبغي له أن يدّعي الكمال لنفسه ، من ادّعى الكمال لنفسه فهو الناقص ، بل لابد أن يراجع غيره خصوصا في الأمور الهامة التي تتعلق بمسائل الأمة فإن الإنسان قد يحمله الحماس والعاطفة على فعل شيء هو في نفسه حق ولا بأس به لكن التحدث عنه قد يكون غير طيب إما في الزمان أو في المكان أو في الحال . ولهذا ترك النبي صلى الله عليه وسلم بناء الكعبة على قواعد إبراهيم خوفا من الفتنة فقال لعائشة رضي الله عنها : ” لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم ولجعلت لها بابين بابا يدخل منه الناس وبابا يخرجون منه . ” من أجل أن يتمكن الناس من دخول بيت الله عزّ وجلّ ، لكن ترك ذلك خوف الفتنة مع كونه مصلحة . بل أعظم من ذلك أن الله نهى أن نسبّ آلهة المشركين مع أن آلهة المشركين جديرة بأن تًُسب وتعاب وينفر منها لكن لما كان سبها يؤدى إلى سب الرب العظيم المنزه عن كل عيب ونقص ، قال الله عزّوجلّ ![]() هذا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم أسدّ الناس رأيا وأرجحهم عقلا ، وأبلغهم نصحا . الإنسان ربما تأخذه العاطفة فيندفع ويقول : هذا لله ، هذا أنا سأفعله ، سأصدع بالحق سأقول ، سوف لا تأخذني في الله لومة لائم وما أشبه ذلك من الكلام ثم تكون العاقبة وخيمة ، ثم إن الغالب أن الذي يحكّم العاطفة ويتبع العاطفة ولا ينظر للعواقب ولا لنتائج ولا يقارن بين الأمور : الغالب أنه يحصل على يديه من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله عزّوجلّ مع أن نيته طيبة وقصده حسن لكن لم يحسن أن يتصرف ، لأن هناك فرقا بين حسن النية وحسن التصرف ، قد يكون الإنسان حَسَن لكن لم يحسن أن يتصرف ، لأن هناك فرقا بين حسن النية وحسن التصرف ، قد يكون الإنسان حَسن النية لكنه سيء التصرف ، وقد يكون سيء النية والغالب أنّ سيء النية سيء التصرف ، لكن مع ذلك قد يحسن التصرف لينال غرضه السيء . فالإنسان يُحمد على حسن نيته لكن قد لا يحمد على سوء فعله إلا أنه إذا علم منه أنه معروف بالنصح والإرشاد فإنه يعذر بسوء تصرفه ويلتمس له العذر ولا ينبغي أيضا أن يتخذ من فعله هذا الرأي أنه لم يكن موافقا للحكمة بل لا يجوز أن يتخذ منه قدح في هذا المتصرف وأن يحمل مالا يتحمله لكن يعذر ويبين له وينصح ويرشد ويقال : يا أخي ، هذا كلامك ـ أو فعلك ـ حسن طيب وصواب في نفسه لكنه غير صواب في محله أو زمانه أو في مكانه . وصلى الله على سيدنا محمد. المصدر
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
حسن النية حسن التصرف |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc