♣♦♦ إلى متى هذا الاستهتار؟؟‼ ♦♦♣

[أبو الناي]

كم هي كثيرة الآفات الاجتماعية التي أصبحت تنخر كيان الأمة ، و تضربها في سويداء القلب و صميمه
فتضعف قواها و تهدُّ أركانها و تحدُّ من عزيمتها و تشتت من شملها و تفرق وحدتها
فالكل يسمع و يشاهد بأم عينه ما عمّ من سفور فادح واختلاط فاضح وكلام بذيء وسلوك قبيح ،،،
لكن لا حياة لمن تنادي ،،، فلا من مُصرخٍ يُوصلُ هذا الأذان و لا من مُجيبٍ يلبي ذاك النداء ،،،
لكن أن تصل إلى درجة الاستهتار بقيم المجتمع و مقدساته و الدوس عليها كأنّ ليس لها رقيب ولا حسيب
و أن تصل إلى درجة الجهر بالمعصية و الإقرار بالجُرم و الذنب دون خوف من الله أو استحياء من الناس
و لمّا وصلنا إلى ما وصلنا إليه و تحققا فينا الحديث الشريف " إذا لم تستح فاصنع ما شئت "
و لما جرى علينا هذا الحديث و أصبحنا لا نُحرم الحرام و نأتي بالفواحش ما ظهر منها و ما بطن
فَلِمَ الدهشة ؟؟ ولِمَ العجب ؟؟؟
فلا تتعجب لمّا يُشرب الخمر جهارا نهارا ثم ترمى القارورات في فلب المساجد
ولا تتعجب لمّا نسمع الفتاةَ في الشارع أو الحافلة تتلفظ بكلام تستحي أن تذكره بين أضلعك .
ولا تتعجب لمّا ترى الابن ينهر أباه و قد يضربه فقط لأنه قدّم له ملاحظة حول حلاقة شعره
ولا تتعجب حين ترى المساجد خاوية من عُمارها و المخامر مملوءة بمورديها
ولا تعجب لمّا ترى التاجر يبخس في الميزان و يحلف بأغلظ الإيمان
ولا تعجب لمّا يتحول فَنُنَا إلى كلام ساقطٍ و ولحن صاخبٍ ورقص ماجنٍ
ولا تعجب لمّا تتحول الشعوذة إلى رقية والطب إلى تجارة ،،،
و لا تعجب حين يشدُّ الرحال لبيت الله لشراء الألقاب و العودة بما خفّ وزنه و غلا ثمنه
هذه هي حالة الأمة التي تدين بالإسلام ، و تنتسب إلى الإسلام و تريد ان تحتكم إلى تعاليم الاسلام
ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا و إليك المصير
فاللهم ردنا إليك ردا جميلا ، و لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا