عام من الحداد

[خجل الجوري]

عام من اليتم
سرته في درب السواد الأبدي
فلا نهاية لحزني عليك ولا نهاية لشوقي الطويل اليك
أبي
كيف هي الحياة عندك
فعندي لا وجود للحياة دونك
طيفك الذي رحل معك
ما ترك لي سوى عطرك الذي خبأته تلافيف السجادة
وضحكتك التي خبأتها أدراج الصورة
وبين هاذا وذاك
روحك التي حفظها الجميع الا انا
منها لم أشبع
عام من اليتم مر وانت لست معي وانا لست معك
لم تكن معي يوم نجحت وتخرجت
لم تكن معي حين جاء من يخطبني اليه وبدل الفرح بكيت
لم تكن معي حين من شدة شوقي اليك مرضت
لم تدخل غرفتي ليلا لتعيد الغطاء الي
ولم تتلمس جبيني حين بالحمى أكتويت
عام من اليتم مر وانا عن أنتظارك ما تبت
لا ادري ما بالي عن الجنون ما حرمت
في كل مساء أجلس بمحاذاة الباب أراقب الداخلين الى الدار فعاد الكل الا أنت
أنتظر أن تعود من سفرك الذي طال
ونسيت ان من سافر سفرك لن يعود منه لن يعود لانك متت
أنتظرت ان توقضني لنصلي معا الفجر
ونتلو ايات الكتاب بالصوت
لكنك لم تأتي
ليس لأنك خنت
أو للوعد أخلفت
بل لأنك ببساطة متت
عام من اليتم مر
وكل من في الدار يتجنب الحديث عنك
حتى لا أتذكرك
وكأنني قد نسيتك
لا يعلمون أنك بين جنبات روحي تسكن
ونبضات قلبي باسمك هائجة لم تركن
أنني توجتك سيدا على عرش الفؤاد دوما وأبدا لن أندم
عام مر وانا وحدي فلا أرى رغم كثرة الأهل غيرك
لا حضنا منهم يدفئني ولا أبتسامة منهم تسعدني
لا يسعدني سوى صوتك
فقط لست ارى في الكون غيرك
عام من اليتم مر
في انتظار البقية
ترى كيف سأحياه بعدك
الحمد لله يا رب رغم عظم البلية


بقلم وردة جورية تحترف الخجل