البداية و النهاية

[سلاف26]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


عجبا لأمر الناس تستمتع بغروب الشمس ولا تستمتع بشروقها ؟ لكن هل هي المتعة حقا أم هي حسرة على أمر يوشك على النهاية ولم نأبه لبدايته … أظنه هو ذاك فعلا ، فمع كل بداية أمل ومع كل أمل سعادة ولا أجمل من سعادة الذات التي تجعلنا لا نستمتع بالجمال الذي حولنا لانشغالنا بجمال ذواتنا في لحظات سعادتها أو لأننا نعتقد أن الجمال الذي حولنا ماهو الا انعكاس لمابداخلنا ، اليس هذا معنى قول الشاعر ابو القاسم الشابي : كن جميلا ترى الوجود جميلا … ومع مرور الأيام قد لاتدرك أملك الذي عشت به لزمن فليس كل مايتمناه المرء يدركه حينها تجد نفسك مجبرا على العودة من حيث بدأت وتترك المجال لنظرك فيرى ماكان منشعلا عنه وفي كل محطة تقول في نفسك : كأني مررت بهذا المكان ،فقلت وقتها كلاما لا أجده الآن ، وسمعت كلاما لا أسمعه الآن ، والمكان هو المكان والإنسان هو الإنسان ولكن دوام الحال من المحال ولا تملك حينها سوى الوقوف دون كبرياء على ذكريات جميلة تكون كالفاصلة بين شمعة انطفأت وشمعة ستصنع أملا آخر نعيش به ، أليس هذا هو الذي يفسر تتبع الغروب بتمعن وهو الفاصل بين يوم مفقود ويوم سيعود ؟

هذا الموضوع هدية من الأخ الفاضل الصديق عثمان و أردت أن تشاركوني به عله يزرع ذرة أمل في حياة شخص ما

تقبلوا احترامي و تقديري