▒▒▒ قدري..كسوف القمر ▒▒▒

[الفتى الطيب]

بعدما هجرت بستاني القديم
و بعدما ذابت كل ورودي واصفرت كل أوراق الشجر وجفت كل ودياني
وغاب ذاك القمر الذي جعلت من ضياءه صفحات بيضاء
أكتب فيها بكل حرية ذكرياتي وابتساماتي وحتى أحزاني
لكن رغم ذلك هجرت بستاني وهجرني حتى القمر وألقى بصفحاتي في الظلام.
أما أنا فتجرعت المر وشربت من قسوة الأيام ولكني بقيت أؤمن دوما بحلول الضياء
وزاد ايماني لما لمحت وردة جميلة كنت قد رسمتها يوما في أحلامي وخيالي
كانت رائعة وفائقة الجمال وكانت برقتها تخطف كل الأضواء من كل الورود
وكم كانت سعادتي أكبر لما أحسست أنها تنتظرني كي أسقيها بعشقي وكل كياني
اقتربت منها على أنغام نسيم يداعب الأ وراق الخضراء الضاحكة ويسابق الفراشات البيضاء
ولكن فرحتي لم تدم طويلا لأنني بعدما عشقت هذه الوردة وبعدما عشت في رحابها
وبعدما تعودت على العبق الذي كان ينعشني به عطرها
انجلى الضياء فجأة وحل الظلام وما عدت أستطيع رؤية تلك الوردة الجميلة
صرخت واستنجدت علني أجدسبيلا للوصول إليها وأشم ريحها الطيب.
وبعدما احسست باليأس ينخر كياني قلت بصوت محتضر:
أين أنت يا قمر هلا تظهر؟؟؟ ألا تدري أني أعلنت عن حبي وحياتي بعد مماتي قبل حين؟
تكلم يا قمر أين هو ضياءك؟؟ افتحلي صفحات بيضاء مشرقة
علي أنسج أرقى أمنياتي وأنقش أجمل حب بأبهى الألوان
تكلم ياقمر لماذا بعدما جمعتنا الصدفة ووافقتها الظروف أعلنت الكسوف.