قد يظن [COLOR="Black"]المتابع للوضع السياسي في الجزائر أن نجاح النظام في التعمير والتكاثر وضرب الجذور والتغلغل في عروق هذا الوطن الجريح ,يعود لكونه يقف على الكفة الأثقل من ميزان القوى, فالنظام كما يعلم القاصي والداني ينام على كل إمكانيات الدولة المالية و الاقتصادية ويتوسد كل ثرواتها الطبيعية وبيده عصا الجيش بكل أسلحته وطاقاته البشرية يتوكأ عليها ويهش بها على كل من تسول له نفسه الأمارة بالسوء أن يتحدث ولو بتهكم عن زوال النظام أو مشاركته السلطة .ولكن هذه الرؤيا بعيدة كل البعد عن جادة الصواب بل وزائغة كل الزيغ عن سبيل الرشاد لأن قوة مثل هذه الأنظمة وجبروتها وسلطانها يكمن في ترسانة عظيمة من ذوي العقول المتحجرة والنفوس المنهزمة والضمائر الميتة ممن تباع ذممهم وتُشترى و يُمرغون أُنوفهم في التراب من أجل دينار أو درهم, أشباه بشر مُسخرون لأسيادهم مدججون بأفتك أصناف الجهل وعمى البصائر يميلون بالفطرة إلى الفساد والرداءة والدناءة مستعدون ليقاتلوا ويجابهوا في سبيل استمرار هذا النظام ودوامه لأنه أمهم الرؤوم التي تظل حبالهم السرية معلقة بها .
فالنظام لا يهاب أبدا من لمعان البنادق ولا دوي الرصاص ولكنه يرتعد إذا تنورت العقول بضياء العلم وتمسكت النفوس بعطر الدين والعقيدة القح والويل كل الويل لمثل هذه الأنظمة إذا واجهت ضمائرا حية ووازعا دينيا وسلطانا فكريا .
ن.س