【«°ْغِيَابُ الأطْفـالِ و إسْتِفحالِ المَوآجِعْ ْ°»】

[•~ندية الجوري~•]

السّــلََامُ عَلَـيْكُم ورَحمْـَة الله وبَرَكَاتُه...~






رُبما تمَّ التّطرَُق لهَذَا النّوعَِ مِنَ المواضِيعِ أكثرَ من مرّةَ
و لكنْ كثيراً ما يصحبُ المُشاركات شُجونٌ
و وجـعٌ و إحساسٌ عميقٌ بالحرمـانْ

الشُّعــورٌ بـ النّقص
كـأنّ الزواج يعني إنجاب الأطفـالِ
كأنْ لا قاسمَ مُشتركْ سيجمعُ بين الزوجينِ إنْ هُما لم يُنجِبـَا
كــانَّ كـلّ من أنجبـوا عاشوا في سعادة مُطلقـة



فهـلْ الحِرْمـانُ منَ الأولادِ يعني أنْ لا راحَة و لاَ سَعَادَة
و يا ألفَ مرحبـا بـ التّعاسة و الشّقاء






هـل غياب الأطْفـالِ يعني العيشَ بـ وُجُوهٍ ذابلة ؛ مُتعبة
حزينـة ؛ تعيسـة ؛ مُتألِّمـة
تـروي ملامحهـا قصّـة مـأساة..
و تُخْفي شفـاههـا المُتيبّسة صرخـة حِرْمـان
و أنينَ فقدْ ...

نستقبِلُ نظرات الآخرينَ لنـا كأنمـا هي سكاكينَ تُدمينـاَ
و كلماتهُم العـابرة غير المقصودة غالباً
شوكـاً يُغـرزُ في قلوبنا المحرومة

لماذَ ينمـو إحساس النّقص كلّ ما مضى يومٌ بدون أطفال




هــلْ يُغيّــر البُكـاء و الإحباطُ و العيشُ التّعيس شيء

هــل جَلَبتْ الألامُ الدّائمة و الوجوهُ العابسـة
و العيشُ المُكدّرُ
أبنــاءاً

هــل أتي هــاجسُ الإنجابِ و تواصل الشّكوى
و تصيّدَ كلمات الآخرين و إسقاطها على المواجع
بـ ظلَّ طفــلْ








نعمْ الأبْناء زينـة الحياة الدّنيا
و لكن لا يعني غيابهم الشّقاء الأبدي و تعليق الفرح إلى
أنْ تُحقّق الرغبة و يُنــالَ المُرادْ

و الله عــادل كريمٌ مع عِباده
و في إختياره لبعضهم عدمَ إنجـابِ الخير الكثير
و الأجــر الجزيل

و إنّـا مُطالبون بـالتّسليم لماَ قُدّر لنـا لا التّسخط و التّعاسة
مُطالبون بالرّضى فأينَ رضـانا بـ قضاءِ الله و قــدره
و التَّـذمُّر لا يُبارحُنـا
أنّى لنـا أجـرُ الصّبر في كلّ ذلك
و صبرنـا يأتى على مضضْ


إنّ لله حكمــة في كلّ شيء ...فليتنـا نتبصّر
و نحمُد الله على نعمــائه
و خيرهِ الكثير الذي لنْ تسُدَّ محامدُ كلّ لحظات أعمارنا جزءاً من أفقه

ففي الحرمــانِ عطــاء عظيم
لـو أنّــا نُدركـه


.