![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
كلمات في الوسطية للدكتور القرضاوي..
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() السلام عليكم ... كلمات في الوسطية الإسلامية.. بيّن فيه الشيخ أن منهج الوسطية هو منهج يتلاءم مع الفطرة والعقل..للأسف أن الكتاب ليس معروضا مجانا ولايمكن انتقاؤه الا بمقابل..ورغم ذلك فإنني وجدت في تقديمه من طرف الشيخ نفسه عظيم فائدة وتبيان ما تضمنه الكتاب ..لأتمنى لكم متابعة طيبة وأحييكم..ــــــــــــــــــــــــــــــــــ كلمات في الوسطية الإسلامية ومعالمها مظاهر الوسطية صلتي بالوسطية معالم الوسطية مختصر معالم الوسطية بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الطبعة الثانية الحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا رسول الله وعلى ىله وصحبه ومن اتبع هداه . (أما بعد) فإن مما يهلك الأمم الأمم وقوعها في أحد طريقين : طريق الغلو , وطريق الانحلال . والغلو يعني : التشدد والتنطع والتعسير على عباد الله تعالى , وإيقاعهم في الحرج والشدة , وبتوسيع دائرة الواجبات والمحرمات عليهم , ورفض الرخص التي رخص الله لهم , ولهذا جاء في الحديث " إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من قبلكم بالغلو في اليد " , "هلك المتنطعون" قالها ثلاثاً . ومثل الغلو : التسيب والانحلال والانفراط بتضييع الأوامر والنواهي , واستحلال المحرمات , والتفريط في الواجبات , وعدم الوقوف عند حدود الله . والخير كل الخير في المنهج الوسط , الذي يتجنب الإفراط والتفريط , أو الغلو والتقصير وهو ما دعا إليه القرآن الكريم , والسنة النبوية , حث عليه أمة الإسلام الراسخون في العلم . وهذا المنهج وحده ـ منهج الوسطية والاعتدال ـ هو حبل النجاة وسفينة الإنقاذ للأمة مما تعنيه من مآسي ومشكلات . ومن فضل الله علينا : ان وفقنا لهذا المنهج الأصيل , وثبتنا عليه . ومن فضله سبحانه : أن أصبح هذا النهج اليوم هو النهج الأول في التوجيه والتأثير , بعد أن كان في بعض الأزمان موضع الاتهام والغمز . وقد كتبت هذه الكلمات في بيان هذا المفهوم أو المصطلح , حتى لا يفسره كل من شاء بما شاء . وقد تفضل المركز العالمي للوسطية بالكويت بنشر طبعته الولى وها هي ذي دار الشروق تتولى هذه الطبعة لينتفع بها المسلمون في آفاق الأرض والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . الفقير إلى عفو ربه يوسف القرضاوي مقدمة الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه , والصلاة والسلام على خاتم رسله محمد الذي أرسله الله رحمة للعالمين , ونعمة على المؤمنين , كما قال الله تعالى :" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" (الأنبياء107)وقال:" لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" (آل عمران164). ورضي الله عن آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين . (أما بعد) فقد كان من نعمة الله تعالى عليّ : أن هداني إلى تبني فكرة الوسطية , ومنهج الوسطية قديم , وهو منهج تلاءم مع فطرتي وعقلي , وانسجم مع فهمي للإسلام من ينابيعه الصافية , كما توائم مع منطق العصر , وحاجات الأمة فيه وعلاقتها بغيرها من الأمم في عصر تقارب الناس فيه حتى غدا العالم قرية واحدة . كما أنه المنهج الذي يعبر عن حقيقة الإسلام , وعن خيرية أمته و وسطيتها وشهودها الإيماني والحضاري على الناس . وقد نذرت لهذا المنهج نفسي وعمري , وأعطيته فكري ووجداني , ودعوت إليه بلساني وقلمي : إذا حاضرت أو خطبت , وإذا فقّهت أو أفتيت , وإذا علّمت أو ربَّيت , في كل آليات اتصالي بالناس : على المنبر في المسجد , أو في قاعة المحاضرة , أو في حلبة التأليف , أو على شاشات الفضائيات , أو على الإنترنت . وهذه صحائف كتبتها عن "الوسطية ومعالمها" راجيا أن يكون فيها بعض ما يعين على إشاعة هذا المفهوم وتصحيحه وتثبيته , بحيث تتجلى آثاره في حياة المسلمين :فهماً وعملاً وسلوكاً ودعوة . وإني لأدعو الله تعالى أن ييسر لي فرصة شرح هذه المعالم ـ التي بينتها اليوم ـ شرحا يرد فروعها إلى أصولها , ويصلها بأدلتها من الكتاب العزيز , والسنة المشرفة , كما يربطها بالواقع الذي نعيشه , وبالعصر الذي يفرض علينا نفسه . ".. وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" (هود88). الدوحة في:محرم1428 هـ يناير2007 م الفقير إلى عفو ربه يوسف القرضاوي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يتبع..
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حتّى تتم الفائدة الوسطية لفضيلة الشّيخ العلاّمة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله ورعاه عضو اللجنة الدائمة وعضو هيئة كبار العلماء محاضرة ألقيت في كلية الشريعة وأما بعد: فأنا لم آت بزيادة على ما عندكم في مقرراتكم وفي حصيلتكم العلمية وإنما جئت مذكرا فقط وأيضا جئت للقائكم ورؤيتكم ولأن هذه الكلية هي أمنا وهي منزلنا الأول كما قال الشاعر (كم منزل في الأرض يألفه الفتى *** حنينه أبدا لأول منزلي). السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عنوان الكلمة كما قبل هو ( الوسيطة في الإسلام). وهذا مأخوذ من قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) قال المفسرون الوسط هو العدل الخيار وهذه الأمة ولله الحمد عدول وخيار كما شهد الله لها بذلك لأن هذه الأمة ستشهد على الأمم يوم القيامة والشاهد يشترط فيه أن يكون عدلاً فهذه الأمة تحملت هذه الشهادة لما من الله عليها به من بعثة هذا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين كما قال تعالى: (يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) فهي تشهد على الأمم يوم القيامة إذا جاء الله جل وعلا بالأمم وأنبيائها يوم القيامة فإنه يسأل الأنبياء هل بلغتم فيقولون يا ربنا بلغنا ما أرسلتنا به إليهم ثم يسأل الأمم هل بلغوكم فيقولون لا قال تعالى: (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) فينكرون فيقول الله جل وعلا للرسل من يشهد لكم أنكم بلغتم فيقولن يشهد لنا محمد صلى الله عليه وسلم وأمته فيسأل الله جل وعلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيشهدون أن الرسل بلغوا أممهم، وكيف عرفوا ذلك عرفوه مما أنزل الله عليهم في الكتاب من قصص الأنبياء من نوح إلى محمد صلى الله عليه وسلم هذا موجود في القرآن ومدون كل ما جرى بين الأنبياء وأممهم كأنك تشاهد وكأنك حاضر فيشهدون بما علمهم الله بشهدون عن علم لأن الشهادة إنما تكون عن علم كما قال تعالى: (إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) فيشهدون عن علم أورثهم الله إياه في هذا القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فهذه الأمة وسط وتستشهد على الأمم الرسول صلى الله عليه وسلم يشهد لهذه الأمم ويزكيها كما قال تعالى:(فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) فهذه الأمة وسط والوسطية مأخوذة من الوسط وهو ما كان بين طرفين كما قال الشاعر: كانت هي الوسط المحمي فاكتفت *** بها الحوادث حتى أصبحت طرفا وهكذا يكون كل فرد من أفراد هذه الأمة كما أن الأمة بمجموعها وسط معتدلة بين الإفراط والتفريط فكل فرد من هذه الأمة كذلك ولله الحمد هو وسط بين الغلو وبين التساهل وبين الإفراط والتفريط في دينه فلا يغلو غلو المتطرفين والخوارج ولا يتساهل المرجئة والمنحلين والمضيعين. ويجب علينا إذا أنكرنا التطرف والغلو يجب علينا أن ننكر أيضا التساهل والتفريط أما أن نركز على جانب ونهمل الجانب الآخر وقد يكون أخطر.فالآن أنا أرى أنا الإنكار كله على الغلو والتطرف وهذا صحيح. نعم ننكر التطرف والغلو لكن يجب أن لا ننسى التساهل والانحلال والإلحاد يجب أن نركز على الجانبين وأن نحذر من هذا وهذا وهذا ما تتضمنه مقرراتنا الدراسية ولله الحمد فهي تحذر من الإفراط وتحذر من التفريط وتأمر بالاعتدال عملا بقوله سبحانه وتعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) فصراط الله واحد وطريقه واحد وأما ما عداه من المذاهب والنحل فهي متعددة وكثيرة ولا تحصى وهي تكون في إفراط أو في تفريط فالإفراط يكون في الغلو والتفريط يكون في التساهل وهذه السبل التي حذرنا الله منها هي من الجانبين سهل الغلو والتطرف والزيادة وسبل التساهل والضياع والله جل وعلا قال نبيه صلى الله عليه وسلم (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا) أمر بالاستقامة ونهاهم عن الغلو وقال ولا تطغوا والطغيان هو الخروج عن الحد من جانب الزيادة وقال في الآية الأخرى (فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوه) استغفروه عن أي شيء عن التقصير استقم واحذر من التقصير وإذا حصل تقصير فاجبره بالاستغفار فدل على أنه يحصل من الإنسان تقصير بالاستقامة فيجبره بالاستغفار والنبي صلى الله عليه وسلم قال "استقيموا ولن تحصوا" أي تحصوا كل ما أمر الله به بل يحصل تقصير فتجبره بالاستغفار.وقال "سددوا وقاربوا" سددوا التسديد معناه إصابة الحق والمقاربة أن تكون مقارباً للتسديد فإذا كان الخطأ يسيراً فهذه مقاربة تجبر بالاستغفار والتوبة إلى الله عز وجل وديننا دين السماحة ورفع الحرج (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) فالله جل وعلا جعل هذا الدين سمحاً ولم يجعل فيه حرجا ولم يكلفنا ما لا نطيق ولذلك فإن من يخرج عن هذه الجادة جادة الوسط فإنه يقع في أحد الجانبين غما الإفراط وإما التفريط وكلاهما مذموم ولا يسلم إلا من كان على طريق الوسط الذي أمر الله به وكما في أخر سورة الفاتحة الله أمرنا أن نقرأها بكل ركعة (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) أي المعتدل الوسط (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) وهم الذين ذكرهم الله في قوله (وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقا) أمرنا الله أن نكون معهم وأن نسير معهم وإذا كنت معهم فلن تستوحش أبدا وحسن أولئك رفيقا إنما يستوحش من لم تكون معهم إما جانب الإفراط مع المغالين وإما في جانب التفريط مع المتساهلين.ونحن نسمع الآن كثيراً التسامح والحث على التسامح والترغيب في التسامح فهذه فيه إجمال لأن التسامح إن كان يعني أنك تتسامح في حقوقك بأن تعفو عن من ظلمك وتحسن من أساء إليك فهو التسامح المحمود والمطلوب.أما أن تتسامح في شيء من حقوقك الله فهذا لا يجوز.والنبي صلى الله عليه وسلم كان يؤذى في حقه صلى الله عليه وسلم وكان يعفو ويسمح لكن إذا انتهكت حرمات الله فإنه يغضب لله عز وجل ولا يتسامح في شيء من ذلك لأن التسامح لا يكون في حقوق الله جل وعلا وإنما يكون في حق المخلوق. كثير منهم الآن على العكس يريد منك ألا تتسامح في حقوق الله وهذا خلاف ما أمر الله جل وعلا به فحقوق الله لا يتسامح عن شيء منها مع أحد كائنا من كان لأن هذا هو المداهنة قد قال جل وعلا (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) (وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً* وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً* إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً) نهى الله رسوله وتوعده أن يتنازل عن شيء من هذا الدين لأجل إرضاء الناس لأنك لو تنازلت عن شيء من دينك أو عن دينك رضوا عنك لكن يسخط الله عليك والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في حديث عائشة "من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس" فلا يتنازل المسلم عن شيء من حقوق الله جل وعلا ولذلك شرع الله الجهاد في سبيله وشرع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشرع الحدود على الجرائم ولم يأمر بالتسامح فيها والنبي صلى الله عليه وسلم قال" إنما أهلك من كان من قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد" ثم قال صلى الله عليه وسلم: "وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقة لقطعت يدها" فلا تسامح في حدود الله فالتسامح المطلوب هو التسامح فيما بين الناس في حقوقهم هم وكما ذكرنا وكما أنه ينكر على الغلاة والمتطرفين والمتشددين أيضا ينكر مثل أو أشد من تساهل في أوامر الله ونواهيه وشريعته وبحجة التسامح يقولون الدين سمح نعم الدين سمح في تشريعاته وليس سمحا في أنك تتركه أو تترك شيئا منه. سمح في تشريعاته الله جل وعلا شرع لنا أحسن الشرائع وأكملها ولم يجعل فيها حرجاً علينا وشرع لنا الرخص عند الحاجة شرع لنا الإفطار في رمضان في السفر شرع لنا الإفطار في رمضان للمرض الذي يستدعي الإفطار بشرط أن نقضيه من أيام أخر شرع لنا قصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين في السفر هذه السهولة والرخص الشرعية أما الرخص التي يريدها كثير من الجهال أو المغرضين اليوم فمعناها أنك تترك أوامر الله ونواهيه وتأخذ هواك وتتبع شهواتك أو تجاري الناس لئلا تغضب الناس فهذا يجب التنبه له فيجب أن تنتبه لهذا فنقول لا. نحن لسنا مع المتشددين ولسنا مع المتساهلين وإنما نحن مع المتوسطين مع الصراط المستقيم مع السبيل المستقيم فهذا طريقنا وهذا منهجنا وهذا ما نتدارسه وندرسه في مدارسنا وجامعتنا ومساجدنا نتدارس طريق الوسطية في كل أمر من أمور الدين هو ليس مع جانب التشدد والمشقة الشديدة وليس هو مع جانب التساهل والضياع والميوعة. فيجب أن نعرف أنه لا يركز على الإنكار على المتشددين فقط ويترك المتساهلون بل ينكر على هؤلاء وهؤلاء ويحذر من هؤلاء وهؤلاء ويبين الطريق الصحيح في هذا الأمر حتى لا يلتبس على الناس فإذا تكلم هؤلاء ونادوا بالتساهل والتسامح والتسيب أو قام الغلاة والمتشددون ونادوا بالتشدد والتطرف فلا يجوز لنا أن نسكت لا يجوز لأهل العلم أن يسكتوا بل يجب أن ينكروا على الطرفين وأن يبينوا الطريق الصحيح للأمة لئلا يضلوها لا يضلها المتشددون فيخرجونها عن مسارها ولا يضلها المتساهلون المتميعون فيضيعون دينهم فيجب على العلماء أن يبينوا هذا ويجب عليكم أنتم بالذات وأنتم طلبة كلية الشريعة وكذلك المشايخ الذين يدرسون في هذه الكلية المباركة فيجب على كل مسلم يدرس في كل مجال يجب أن يبين هذا لطلابه خصوصا في هذا الوقت التي اشتدت فيه حاجة وكثرت فيه الأصوات والشيطان لعنه الله ينظر في ابن آدم فإن رأى فيه حبا للخير ورغبة في الخير حمله على التشدد والزيادة ليخرجه عن الطريق السوي وعن الوسطية وإن رأى منه محبة للشهوات محبة للكسل زاده من الشهوات والكسل ومن الضياع من تضييع الواجبات حتى يخرجه إلى جانب السلبية فهو حريص على أن يخرج المؤمنين من الطريقين من طريق الزيادة والتشدد ومن طريق التساهل والتسيب إلا من رحم الله واعتصم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبما عليه سلف هذه الأمة فإن هذا الذي يعجز الشيطان ويدحره نسأل الله يجعلنا وإياكم من هؤلاء من أهل الوسط في الدين الله عز وجل فهذا أمر مهم وهذا جانب عظيم فيجب أن يلقن الطلاب من سن الصغر أن يلقنوا هذا المبدأ مبدأ الوسطية في دينهم والحمد لله المقررات والكتب التي ندرسها كلها تحمل هذا المنهج منهج الوسطية لكن الشأن في من يفهمها ومن يوصلها إلى أذهان الطلاب ويبينها لهم ويحثهم عليها هذا هو الشأن وإلا وجود الكتب من دون أن تقرأ ومن دون أن تشرح وتبين لا يجدي شيئا وهذا هو شأنكم أيها في هذه الكلية المباركة أن عملوا الطلاب الطريق الوسط لأننا الآن في أشد الحاجة إليه لكثرة الأصوات المنادية للإخراج منه إما إلى الغلو والتطرف وسفك الدماء والتخريب وإما إلى التساهل والضياع وتعطيل الحدود وتعطيل الشريعة وتنحية الشريعة عن الحكم والحث على العري والسفور وإخراج المرأة عن مسارها الصحيح إلى مسارات أهل الضلال وأهل الضياع لأن المرأة إذا فسدت تدمر المجتمع مثل القنابل الموقوتة فلا بد أن يحافظ عليها ولابد أن تضبط بالضوابط الشرعية.والرجل كذلك لكن المرأة فيها فتنة والفتن على قسمين فتن الشبهات وهذه في العقيدة وفتن الشهوات وهذه في الأخلاق والسلوك والشيطان وأعوانه من شياطين الإنس والجن يروجون هذه الشبهات على الناس إما في عقيدتهم في الشبهات والتشكيك والإلحاد وإما في أخلاقهم وفي سلوكهم في إتباع الشهوات (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً) هذا من باب التحذير من أصحاب الشهوات وأصحاب الشبهات يجب أن نكون على حذر جاء ثلاثة نفر من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تحركت فيهم الديانة وحب الخير فجاءوا إلى نساء النبي صلى الله عليه وسلم يسألونهن عن عبادة الرسول صلى الله عليه وسلم فأخبرنهم بذلك وكأنهم تقالوا عبادة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم قالوا أين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فقال أحدهم أما أنا فأصلي ولا أنام وقال الأخر أما أنا فأصوم ولا أفطر وقال الثالث أما أنا فلا أتزوج النساء يريد التبتل عبادة يرد التعبد لله وقال رابع أنا لا أكل اللحم يريد أن يضيق على نفسه فلم بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم خبرهم غضب صلى الله عليه وسلم لأن هذا طريق انحراف بحيث أنهم يضنون أنه طريق صواب فخطب صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام: "ما بال أقوام يقولون كذا وكذا أما أنا فأصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء"، وفي رواية: "وأكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني" هذا جانب الغلو وزيادة عن ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وفي جانب التساهل الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقطع يد السارق ويرجم الزاني ويجلد شارب الخمر ويقيم الحدود والتعزيرات على العصاه منعاً لتساهل وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر منعا لتساهل فهذا يجب أن نعرفه وأن نحافظ عليه وأن نسير عليه وأن نبينه للناس لأن حاجة الناس اليوم لهذا أشد لأن الناس يتنازعهم تياران تيار الغلو والتشدد وتيار التساهل والضياع فيجب أن نعرف هذا الأمر وأن نوضحه للناس وأن نتمثله لأنفسنا أولاً حتى نكون من أمة الوسط نكون على الوسطية التي هي ديننا. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم على نبينا محمد. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | ||||
|
![]() اقتباس:
ولقد أشار إلى ذلك في قوله .: ومن فضل الله علينا : ان وفقنا لهذا المنهج الأصيل , وثبتنا عليه . ومن فضله سبحانه : أن أصبح هذا النهج اليوم هو النهج الأول في التوجيه والتأثير , بعد أن كان في بعض الأزمان موضع الاتهام والغمز . ..أحييك.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() مفهوم الوسطية من قديم تعرضت لبيان مفهوم " الوسطية" وخصائصها ومظاهر تجليها , وذلك في كتابي " الخصائص العامة للإسلام" باعتبار " الوسطية " من ابرز خصائص الإسلام , ويعبَّر عنها أيضا بـ "التوازن" أو"الاعتدال" , ونعني بها : التوسط أو التعادل بين طرفين متقابلين أو متضادين , بحيث لا ينفرد أحدهما بالتأثير , ويطرد الطرف المقابل , وبحيث لا يأخذ أحد الطرفين أكثر من حقه , ويطغى على مقابله ويحيف عليه . مثال الأطراف المتقابلة أو المتضادة : الربانية والإنسانية , الروحية والمادية , الأخروية والدنيوية , الوحي والعقل , الماضوية والمستقبلية , الفردية والجماعية الواقعية والمثالية , الثبات والتغير , وما شابهها . ومعنى التوازن بينها : أن يفسح لكل طرف منها مجاله , ويُعطي حقه "بالقسط" أو "بالقسطاس المستقيم" , بلا وكس ولا شطط , وبلا غلو ولا تقصير , ولا طغيان ولا إخسار . كما أشار إلى ذلك كتاب الله بقوله " وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ" (الرحمن7ـ9). فالوسطية هي التي تقيم الوزن بالقسط , وبلا طغيان ولا إخسار . عجز الإنسان عن إنشاء نظام متوازن وهذا التوازن العادل في الحقيقة أكبر من أن يقدر عليه الإنسان ؛ بعقله المحدود , وعلمه القاصر , فضلا عن تأثير ميوله , ونزعاته الشخصية , والأسرية والحزبية , والإقليمية والعنصرية , وغلبتها عليه من حيث يشعر أو لا يشعر . ولهذا يخلو منهج أو نظام يضعه بشر ـ فرد أو جماعة ـ من الإفراط أو التفريط , كما يدل على ذلك استقراء الواقع وقراءة التاريخ . إن القادر على إعطاء كل شيء في الوجود ـ ماديا كان أو معنوياـ حقه بحساب وميزان هو الله ؛ الذي خلق كل شيء فقدرَّه تقديرا , وأحاط بكل شيء خُبْرا, وأحصى كل شيء عَدَدا , ووسع كل شيء رحمة وعلما . ولا عجب أن نرى هذا التوازن الدقيق في خلق الله , وفي أمر الله جميعا , فهو صاحب الخلق والمر , فظاهرة التوازن , تبدو فيما أمر الله به وشرعه من الهُدى ودين الحق , أي : في نظام الإسلام ومنهجه للحياة , كما تبدو في هذا الكون الذي أبدعته يد الله فأتقنت فيه كل شيء . ظاهرة التوازن في الكون كله ننظر في العالم من حولنا فنجد الليل والنهار , والظلام والنور , والحرارة والبرودة , والماء واليابس , والغازات المختلفة , كلها بقَدَر وميزان وحساب , لا يطغى شيء منها على مقابله , ولا يخرج عن حدَّه المُقدَّر له . وكذلك الشمس القمر والنجوم و المجموعات الكونية في فضاء الله الفسيح , إن كلاّ منها يسبح في مداره , ويدور في فلكه , دون أن يصدم غيره , أو يخرج عن دائرته . وصدق الله العظيم إذ يقول :" إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" (القمر49) , "..مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ .." (الملك3) , "لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" (40يس). والإسلام يريد من الأمة المسلمة : أن تعكس ظاهرة التوازن الكونية في حياتها وفكرها وسلوكها , فتتميز بذلك عن سائر الأمم. وإلى هذه الخصيصة البارزة يشير قوله تعالى مخاطبا أمة الإسلام :"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا .." (البقرة143) . ووسطية الأمة الإسلامية إنما هي مستمدَّة من وسطية منهجها ونظامها , فهو وسط لأمة وسط . منهج الاعتدال والتوازن الذي سَلِم من الإفراط والتفريط أو من الغلو والتقصير . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يتبع بإذن الله.. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() وفقكم الله |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]()
آمين ..ولك بما دعوت مثله بل أكثر أيها الفاضل...
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() من مزايا الوسطية وفوائدها ولقد كان من حكمة الله تعالى أن اختار الوسطية شعاراً مميزاً لهذه الأمة التي هي آخر الأمم , ولهذه الرسالة التي ختم بها الرسالات الإلهية , وبعث بها خاتم أنبيائه , رسولاً للناس جميعاً , ورحمة للعالمين . الوسطية أليق بالرسالة الخاتمة فقد يجوز في رسالة مرحلية محددة الزمان والإطار : أن تعالج التطرف في قضية ما بتطرف مضاد, فإذا كان هناك مبالغة في الدعوة إلى الواقعية قوَّمت بمبالغة مقابلة في الدعوة إلى المثالية . وإذا كان هناك غلو في النزعة المادية , رُدَّ عليها بغلو معاكس في النزعة إلى الروحية , كما رأينا ذلك في الديانة المسيحية وموقفها من النزعة المادية الواقعية عند اليهود والرومان , فإذا أدَّت الدعوة المرحلية دورها الموقوت , وحَدَّتْ من الغلو , ولو بغلو مثله , كان لابد من العودة إلى الحد الوسط , وإلى الصراط السوي , فتعتدل كفتا الميزان وهذا ما جاءت به رسالة الإسلام بوصفها رسالة عالمية خالدة . على أن للوسطية معنيَ أخرى تميز منهج الإسلام وأمة الإسلام وتجعلها أهلاً للسيادة والخلود . أ ـ الوسطية تعني العدل فمن معاني الوسطية التي وصفت بها هذه الأمة في الآية الكريمة ورتُبت عليها شهادتاه على البشرية كلها : العدل , الذي هو ضرورة لقَبول شهادة الشاهد فما لم يكن عدلاً , فإن شهادته مرفوضة مردودة , أما الشاهد العدل والحكم العدل فهو المرضي بين الناس كافة . وتفسير الوسط في الآية بالعدل ثابت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد روى الإمام أحمد والبخاري عن أبي سعيد الخدري أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فسر الوسط هنا بالعدل(1), والعدل والتوسط والتوازن عبارت متقاربة المعنى , فالعدل في الحقيقة توسط بين الطرفين المتنازعين أو الأطراف المتنازعة دون ميل أو تحيز إلى أحدهما أو أحدها . وهو بعبارة أخرى : موازنة بين هذه الأطراف بحيث يعطَي لكل منها حقه دون بخس ولا جَوْر عليه . ولا محاباة له , ومن ثم قال زهير في المدح : همو وسط يرضي الأنام بحكمهم . . . إذا نزلت إحدى الليالي العظام يصفهم بالعدل والقسط وعدم التحيز . وقال المفسرون في قوله تعالى :" قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ" (القلم28) , أي أعدلهم(2). يؤكد هذا الإمام الرازي في تفسيره بقوله :إن أعدل بقاع الشيء وسطه , لأن حكمه مع سائر أطرافه على سواء , وعلى اعتدال(3). ويقول المفسر أبو السعود : الوسط في الأصل اسم لما تستوي نسبة الجوانب إليه كمركز الدائرة , ثم استعير للخصال البشرية المحمودة , لكون تلك الخصال أوساطا للخصال الذميمة المكتنفة بها من طرق الإفراط والتفريط(4). فالوسط يعني إذن العدل والاعتدال . وبعبارة أخرى : يعني التعادل والتوازن بلا جنوح إلى الغلو ولا التقصير . ب ـ الوسطية تعني الاستقامة والوسطية تعني كذلك استقامة المنهج , والبعد عن الميل والانحراف . فالمنهج المستقيم , وبتعبير القرآن :"الصراط المستقيم" هو ـ كما عبَّر أحد المفسرين ـ الطريق السوي الواقع وسط الطرق الجائرة عن القصد إلى الجوانب , فإذا فرضنا خطوطا كثيرة واصلة بين نقطتين متقابلتين , فالخط المستقيم إنما هو الخط الواقع في وسط تلك الخطوط المنحنية . ومن ضرورة كونه وسطا بين الطرق الجائرة : أن تكون الأمة المهدية إليه وسطا بين الأمم السالكة إلى تلك الطرق الزائغة (5). ومن هنا علَّم الإسلام المسلم أن يسأل الله الهداية للصراط المستقيم كل يوم ما لا يقل عن سبع عشرة مرة , وهي عدد ركعات الصلوات الخمس المفروضة في اليوم والليلة . وذلك حين يقرأ فاتحة الكتاب في صلاته فيقول داعيا ربه :" اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (5) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (6) غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ "(الفاتحة5ـ7) . والإسلام وحده ينفرد بهذه المزية "الوسطية" دون غيره من الملل . جاء في التفسير المأثور التمثيل للمغضوب عليهم باليهود وللضالين بالنصارى(6) , والمعنى في ذلك : أن كلا من اليهود والنصارى يمثلون الإفراط والتفريط في كثير من القضايا , فاليهود قتلوا الأنبياء , والنصارى ألَّهوهم … اليهود أسرفوا في التحريم , والنصارى أسرفوا في التحليل , حتى قالوا : كل شيء طيب للطيبين … اليهود غلوا في الجانب المادي , والنصارى قصروا فيه … اليهود تطرفوا في اعتبار الرسوم في الشعائر والتعبدات , والنصارى تطرفوا في إلغائها . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يتبع.إن شاء الله.. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() ج ـ الوسطية دليل الخيرية والوسطية كذلك دليل الخيرية, ومظهر الفضل والتميّز , في الماديات والمعنويات . ففي الأمور المادية نرى أفضل حبات العقد واسطته , ونرى رئيس القوم في الوسط والتباع من حوله … وفي الأمور المعنوية نجد التوسط دائما خيرا من التطرف . ولهذا قال العرب في حكَمهم :"خير الأمور الوسط" , وقال أرسطو: "الفضيلة وسط بين رذيلتين" . ومن هنا قال ابن كثير في قوله تعالى :"أمة وسطا"(البقرة143) . الوسط ههنا الخيار والأجود . كما يقال : قريش أوسط العرب نسبا ودارا , أي خيرها , وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطا في قومه , أي أشرفهم نسبا. ومنه الصلاة الوسطى , التي هي أفضل الصلوات(7). د ـ الوسطية تمثل الأمان كما أن الوسطية تمثل منطقة الأمان والبعد عن الخطر , فالأطراف عادة تتعرض للخطر والفساد أكثر من غيرها , بخلاف الوسط فهو محمي ومحروس بما حوله وفي هذا قال الشاعر : كانت هي الوسط المحمي فاكتنفت . . . بها الحوادث حتى أصبحت طرفا وكذلك شأن النظام الوسط , والمنهج الوسط , والأمة الوسط . هـ ـ الوسطية دليل القوة والوسطية أيضا دليل القوة . فالوسط هو مركز القوة . . ألا ترى الشباب الذي يمثل مرحلة القوة بين ضعفين : ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة ؟! والشمس في وسط النهار أقوى منها في أول النهار وآخره ؟ ـــــــــــــــــــــــ يتبع................... |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]() و ـ الوسطية مركز الوحدة الوسطية تمثل مركز الوحدة ونقطة التلاقي . . . فعلى حين تتعدد الأطراف تعددا قد لا يتناهى , ويبقى الوسط واحد , يمكن لكل الأطراف أن تلتقي عنده ؛ فهو المنتصف , وهو المركز . وهذا واضح في الجانب المادي والجانب الفكري , والمعنوي على سواء . ومركز الدائرة في وسطها يمكن لكل الخطوط الآتية من المحيط أن تلتقي عنده والفكرة الوسط يمكن أن تلتقي بها الأفكار المتطرفة في نقطة ما ؛ هي نقطة التوازن والاعتدال . كما أن التعدد والاختلاف الفكري يكون حتميا كلما وجد التطرف , وتكون حدته وشدته بقدر حدة التطرف , أما التوسط والاعتدال فهو طريق الوحدة الفكرية ومركزها ومنبعها . ولهذا تثير المذاهب والأفكار المتطرفة من الفرقة والخلاف بين أبناء الأمة الواحدة ما لا تثيره المذاهب المعتدلة في العادة . لهذه المزايا والفوائد التي ذكرناها للوسطية : حرص الإسلام على أن تكون إحدى خصائصه العامة , وأن تتجلى في كل مقوماته بوضوح , كما يتبين لنا ذلك في الصفحات التالية . (مظاهر الوسطية) ــــــــــــــــــــــــــــــ (1) رواه البخاري في أحاديث الأنبياء(3339), وأحمد في المسند (11271) , والترمذي في تفسير القرآن(2961(, عن ابي سعيد الخدري. (2) أنظر تفسير الطبري(12/193), وتفسير ابن كثير(4/521), وتفسير القرطبي(2/148). (3) انظر تفسير الفخر الرازي (4/108,109)المطبعة المصرية1357هـ (1935م). (4) تفسير أبي السعود(1/123)طبعة صبيح. (5) المصدر نفسه . |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() حياك الله أخي عمر.... |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | ||||
|
![]() اقتباس:
فلا غرو أن يخالفوه و يخالفهم |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() سكرا للأخ المشرف العام عمر على المقال المنقول للشيخ العلامة يوسف القرضاوي إمام مدرسة الوسطية في عصرنا باستحقاق لكثرة ماكتب عنها وبين معالمها وضوابطها ومارسها في فتاويه ودعوته |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | ||||
|
![]() اقتباس:
صدقت يا مهاجر...كيف نعرفها الوسطية..وإن شئت بمن نعرفها...؟؟؟؟؟ بآراء مخالفي الشيخ القرضاوي ؟؟؟ ثم دعني أخبرك وبلا عاطفة...الشيخ القرضاوي ركب مركبا صعبا في العمل الإسلامي الإصلاحي..وكان جريئا خوضه في مسائل كثيرة وقف عنها بعيدا غيره..فلم يشأ أن تخلو الساحة من إمام يقرب الشريعة من الحياة لم يشأ أن يكون عامة المسلمين يتامى لاأحد يأخذ بأيديهم وهم يخوضون عباب الحياة...فنزل الشيخ حفظه الله الى بساطة هموم وانشغالات العامة البسطاء بل ذهب تلامس سريرته الإصلاحية الى أبعد فاقترب ممن بعد به السفر عن رحاب الإسلام من المسلمين...وقربهم بعدما نأت بهم ظروف الحياة...القرضاوي سيد المقاربة بين واقع الحياة الذي احتوته في بطنها الثقافة الغربية وبين قيم اسلامنا وسماحته ومبادئه... لواختار الشيخ القرضاوي تعليم الناس فقه العبادات وتوقف عند ذلك لما ناله ما نال من سهام النقد والتجريح.. الشيخ القرضاوي عمل ويعمل ويثابر في أداء رسالته ومؤكد أن من يتحرك ويعمل مؤكد انه يتعرض الى اأن يخطئ ..ولاعصمة الا لنبي.. شكرا جزيلا لك... |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() السلام عليكم ... |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() بارك الله فيك احي عمر على نقلك واثرائك لهذا الموضوع المتميز والذي جاء في وقت نحن اشد حاجة اليه امام التطرف والغلو والجحود والتمييع الذي انتشر في المجتمع وقد غالى الخوارج من قبل في التمسك بالقران الكريم على حساب السنة المطهرة وقد جاء من بعدهم من غالى في السنة المظهرة على حساب القران الكريم وكله نهج تطرفي بعيدا عن الوسطية والاعتدال |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للدكتور, الوسطية, القرضاوي.., كلمات |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc