![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
درع الأمان في صد الأسباب الدافعة لضعف الإيمان
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() درع الأمــــــــــان في صدّ الأسباب الدافعة إلى ضعف الإيمان للشيخ أبي عبد الباري العيد شريفي إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله منشرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هاديله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. ◈ يقول السائل:شيخنا بارك الله فيكم: أنا شاب كنت في بداية التزامي آخذابهذا الدين بقوة, فكنت أصوم التطوع وأقوم الليل وأذكر الله على كل حال, وأحضر الصلوات, ولا أفرط في وردي من القرآن, ولا أذكار النوم وأذكارالصباح والمساء حيث أن حصن المسلم لا يفارقني ولكن لما طالت المدة فيالالتزام تغيّرت الأحوال, فأصبحت متهاونا في كل شيء, فما بقي من الالتزامإلا المظهر, فبعض العبادات التي كادت أن تصبح عادات والله المستعان. ◈ فهل هذا كقوله تعالى في اليهود: {فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم{أملشيء آخر, نطلب منكم الدواء الشافي بارك الله فيكم ونفعنا بما تقولون. ▣ الجواب:لمعالجة هذه الحالة يصعب مجرد الكلام هكذا بالعموم, بإمكانالإنسان أن يتكلم الآن يحي القلب من ناحية العموم, لكن ما إخالني أن يكونذلك نافعا, فمثل هذه الحالة لابد من حوار مباشر مع صاحب القضية, بحيث نصلإلى معرفة السبب الذي دفع به إلى هذا التقهقر يعني الدافع إلى ذلك ولابد أن تكون أسباب موجودة هي التي دفعت به فهي إما: ◀ أسباب داخلية. ◀ أسباب خارجية. فلابد من البحث للوصول إلى نتيجة في حياة هذا الشخص لعلنا نصل إلى تحديد الأسباب. ◀ ودوما تكون الأسباب الداخلية راجعة إلى ثلاث أمور: ◉الأمر الأول: وهوالخوف الذي يعتري الإنسان من خارجه, يخاف من أشياء, فيبدأ بدفع ما يخاف منه بالتقليل والبعد عن العبادة بحيث يراه الرائي أنهكغيره من الناس ممن لا يعبأ بهم ولا يلتفت إليهم, كما فعله كثير من الشبابعند المحن وعند اشتداد البلاء, هذا يأتي من جبن الإنسان, وهذه تكون سجيةفي الإنسان فلابد أن يعالج هذاالجانب بالعقيدة, لابد أن يعالج جانب الجبن بالعقيدة, لأن الجبن إنمايتمكن من الإنسان إذا كان ضعيف العقيدة في جانب سريان قضاء الله وقدره فيالكون؛ ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم مع الغلام الصغير عالج هذا الجبن، أي جانب الجبن فيالقيام على طاعة الله وذلك بقوله صلى الله عليه وسلم له: « واعلم أن ماأصابك لم يكن ليخطئكوما أخطأك لم يكن ليصيبك» فالتغلب على جانب الخوف لا يكون إلا بمعرفة اللهتعالى وتسليم بقضائه وقدره, فبمعالجة هذا الجانب يعود الإنسان بإذن اللهإلىمكانته في الالتزام والاستقامة على طاعة الله تعالى لأنه يزول ذاك الداءالدفين وهو الجبن. والجبن له دوافع عدة , يعني شخصية الإنسان أحيانا مكونة من هذا (خواف) وإلا يكون من شيء ثان, أي أن الجبن مكون يكون في ذات الإنسان أي منه ينشأ, وإما خارجي كما قال صلى الله عليه وسلم في حق المتزوج وله أبناء: «إن الولد مبخلة مجبنة .» هذا بالنسبة إلى الأمر الأول. ◉الأمر الثاني:ضعف الإيمان, من أعظم الأسباب الدافعة لترك الاستقامةوالالتزام على الدين: ضعف الإيمان, ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الإيمان ليبلوكما يبلو الثوب فجددوا إيمانكم» إذن فلابد من المحافظة على الإيمان, لأنه هو الدافع الوحيد إلى الاستقامةعلى الدين والثبات على طاعة الله والتضحية في جميع الأمور, ولهذا لما كانالصحابة رضي الله عنهم من الناحية الإيمانية على ما كانوا عليه استطاعوا أن يجابهواالأمم كلها وما ردّهم ذلك إلى القهقرى والى الخوف والى غير ذلك, وإنما مازادهم إلا صلابة, وأمثال الصحابة: بلال رضي الله عنه الذي تحمّل كل أسباب الضغط عليهوالأذيّة لترك الاستقامة والالتزام, ولم يكفر الكفر الظاهر الذي رخّص فيهالشارع؛ ومع ذلك لما خالطت حلاوة الإيمان بشاشة القلب- وهذا استنتاج هرقلملك الروم يشير علينا نحن هل الإسلام - مكانة قوتنا بشاشتنا على دينناوقوة إيماننا, لما سأل هرقل أبو سفيان:« فهل يرتد أحد سخطة لدينه, قال: لا» إذن نستنتج من هذا أن حلاوة الإيمان إذا خالطت بشاشة القلب فمن المستحيلأن يتخلى الإنسان عن التزامه ولو كانت الظروف ما كانت: الفقر, الجوع, العري... وغيرها, كل هذه الأمور استطاع الصحابة رضي الله عنهم أن يتحمّلوها وأن يثبتواعلى طاعة الله تعالى وذلك راجع لقوة إيمانهم. إذن هذا العامل الثاني راجع لضعف الإيمان, فلابد لهذا الأخ أن يراجع هذاالجانب, أي جانب الإيمان, ولهذا ندندن دوما وننادي ونناشد طلبة العلم أنيجمعوا في حياتهم العلمية بين العلم والإيمان والعمل, من الأمور الضروريةفي هذه الحياة لقيام المسلمين على دينهم, لمن أراد أن يعينهم على ذلك,لابد من جمع العلم والإيمان والعمل معاً, لأن هذا المزج الثلاثي يعطي قوةوصلابة المسلم على دينه, إذن لابد من الاهتمام بهذا الجانب. ◉الأمر الثالث:عدم معرفة قيمة ما يعمل من أجله, فمن أعظم الأسبابالدافعة إلى ترك الالتزام جهل المسلمين بقيمة الآخرة, ولهذا قال المولى سبحانه وتعالىمخاطبا ملائكته: )فما يسألونني قال: يسألونك الجنة, قال: وهل رأوها ؟! يقولون: لا والله يا رب ما رأوها, يقول: فكيف لو أنهم رأوها, قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا لها ( . فهذا بدون أن تظهر لهم الجنة على حقيقتها وصورتها الحقيقية, ومع ذلك سعواإليها بما ظهر لهم من معالم؛ ولهذا رغّب النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضي الله عنهم في الآخرة, والسعي لها, ودوام الالتزام ودوام الطاعة والصبر على الأذى, فقال صلى الله عليه وسلم: «فيهاما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر»وفائدة هذا الكلام هو أنيعطوا لها حقها, وأن يعظموها, ويقدروها, ويسعوا إليها؛ فبالنسبة للشبابغير المتزوج – ليبتعد عن الفتن- له قصر مجوف له فيه سبعون جارية الأخرى لاترى الثانية....والله هذه حقائق شرعية؛ ما الفائدة من هذا الكلام؟! لا يعبث هكذا؛ والله لا لشيء إلا ليهتم الرجل والمرأة بطاعة الله و الرسولوالقيام على دينه, في أداء الحقوق الزوجية, وفي الأعمال, والاستقامة علىالدين, هذا كله ليبيّن لنا قيمة الأشياء. ثم ذكر النار وما فيها من شرور, قال: «فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدّموينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدّم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النارتلقاء وجهه فاتقوا الله ولو بشق تمرة»ثم ينظر إلى حال الكافرين فيالجحيم, أن ضرس الكافر في النار كجبل أحد, ثم يذكر المولى سبحانه وتعالى غير ذلك مماذكر. ◀ إذن من أعظم الأسباب المساعدة على الالتزام والاستقامة هو معرفة قيمةالشيء الذي يقدم عليه الإنسان, فكلما كان جاهلا بالشيء الذي يقدم عليه إلاوتنصّل عنه, والأمور الدنيوية دالة على هذا؛ ولمعرفة قيمة الأشياء يقول –ابن قيم الجوزية- رحمه الله تعالى- في كتابه " بدائع الفوائد ": "ولايستقيم الزهد في الدنيا (معناه أن تعطيها قيمتها التي تستحقها) إلا بنظرينصحيحين: ◀ النظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها واضمحلالها ونقصها وخستها وألمالمزاحمة عليها والحرص عليها ..وما في ذلك من الغصص والنغص والأنكاد وآخرذلك الزوال والانقطاع .فطالبها لا ينفك من همٍّ..وغمٍّ وحزن بعد فواتها" يعني لا ينفك طالب الدنيا من همّ وغمّ خاصة عندما يرى خسّتها وخسة ما فيهاوزوالها وزوال ما فيها؛ وضربت قبل سنوات مثلا تقريبي: لو فيه شخص ذاهب إلىالحج وعنده بيت من الطراز العالي (فيلا) وجاء وقال لك يا فلان هذا بيتيأتركه لك شهرا كاملا تتمتع فيه مدة سفري إلى الحج, وفيه ما لا رأتهعينكمن أمور الدنيا: مَسْبَحْ, وأموال وأشياء كثيرة جدا.., وأنت تفرح فرحاشديداً تقول: ما شاء الله سأتمتع, لكن بمجرد ما ينقضي يوم إلا وينقلبالفرح إلى حزن, بقي 29 يوماً؛ لما كانت مدة المتعة محدودة, ولو أنك فيمتعة, لكن هذه المتعة تنفك؛ -ولهذا أهل الدنيا يزهدون في الآخرة ليتمتعوا, يريدون بذلك نسيان الآخرة-؛ إذن مع كون الخيرات بين يديه, لكن لما كانتالمدة وجيزة, أصبحت تلك المتعة حسرة في حد ذاتها, فلابد أن ننظر إلى هذهالدنيا بهذه النظرة؛ قال –ابن القيم-:" وازهد فيما عند الناس كما زهد أهلالدنيا في الآخرة " أي لم يفكروا فيها (الآخرة) ولا يريدون التفكير فيهافي أي لحظة من لحظاتها, ليتم لهم كمال المتعة, ولهذا قال أهل العلم: الأهواء في الديانات أعظم منها في الشهوات, لأن صاحب الهوى وصاحب الشهوةسرعان ما تنقضي عنه الغشاوة فيعود إلى رشده فتقع الحسرة إلى غير ذلك ممايقع, لأن في قلبه بذرة إيمان: سرق, شرب الخمر.. فسرعان ما تقع العودة, لأنالإيمان موجود, لكن الأهواء في الديانات دائمة لا تنفك عن صاحبها. وكذلك أهل الدنيا زهدوا في الآخرة حتى يتمتعوا بما في الدنيا, لكن هيهات هيهات أن يحصل لهم مرادهم فيها, لأن المولى? أبى إلا أن تكون دار امتحان ودار ابتلاء, هيهات هيهات لن تحصل المتعة لإنسان في هذه الدنيا لمجرد المتعة المادية, من المستحيل, قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى } لتدركوا الحقائق ومعرفة قيمة الأشياء.. ◀ " النظرة الثانية إلى الآخرة وإقبالها ومجيئها ولابد, ودوامها وبقائها,وشرف ما فيها من الخيرات والمسّرات والتفاوت الذي بينه وبين ما ههنا ..." كما ضربنا المثال السابق, أعطاه بيتا كاملا, لكن بعد شهر عاد عليه بالنكدوالنغص؛ والشخص الثاني مسكين ينوي الزواج وليس عنده مسكن, يقول له خذ هذاالبيت (غرفة ومطبخ) هدية من عندي لك, فيفرح به فرحا ليس مثله فرح؛ لأنهسيصبح له ملك دائم, ولو أنه شيء بسيط جدا, ولكن لما كانت الملكية دائمةكان الفرح بها فرحا عظيما, وكلما دخل فيه تذكّر النعمة التي هو فيها. إذن لابد من هذا النظر الصحيح. ◀إذن من أعظم الأسباب المساعدة على الطاعة والاستقامة على الدين هو معرفةالآخرة, ولهذا الجهال الذين يعيشون مع العوام يقولون: " أحييني اليومواقتلني غدا " ويقول: " درهم نقد خير من ألف نسيئة " لكن هذا الكلام يقولهمن لم يعرف قيمة الأشياء, وأما من عرف قيمة الأشياء يقول: " اقتلني اليوموأحييني غدا " وهذا ما كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه, قال صلى الله عليه وسلم:«مثلي ومثلالدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها»كأنه يهوّن منها بحيث لايعطيها الإنسان ما لا تستحق, وقال صلى الله عليه وسلم: «لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناحبعوضة ما سقى منها كافر شربة ماء» . - هذه الأسباب الداخلية. ◀ الأسباب الخارجية: - ما يضيّع المسلم استقامته والتزامه إلا: 1- المخالطة: لابد أن ينظر الإنسان من يخالط, لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المرء علىدين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»وهذا راجع دوما إلى شخصية المخالط, فيضيع المخالط إذا كان ضعيف الشخصية, لأنه سيتأثر بمن يخالطه, ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «ومثل الجليس السوء كمثل نافخ الكير»فهو يلحق بك ضررا إذا كنت ضعيفالشخصية, لأن الإنسان متأثر بالطبع أحب أم كره, لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من بداجفا»ولهذا لما وصف رعاة الشاة والإبل بماذا وصفهم؟ رعاة الشاة وصفهم بالتواضع واللين والهدوء وغير ذلك, أما رعاة الإبل وصفهم بالكبر والشدة والقوة, لأن الحياة مع الإبل فيها قوة, والغنم فيها دعة؛ إذن لما كان طبعالإنسان عرضة للتأثر بالغير, كان لابد أن يختار الصحبة والمخالطة
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أضعف, الأمان, الأسباب, الحافظة, الإيمان |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc