![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد: إذا ما قَتَلْتَ الشيء علمًا فقُلْ به **** ولا تقُلِ الشيءَ الذي أنت جاهلُهْ فمن كان يَهْوَى أن يُـرى مُتَصَـدِّرًا **** ويـكْــرَهُ لا أدري أُصيـبــتْ مَقَاتِلُــهْ والأسباب في اختلاف الفتيا كثيرة، منها ما يُعْذر فيه المفتي، ومنها ما لا يُعذر: فمما يُعذر فيه: أ- اعتماده على حديث ضعيف، وهو يظن صحته. ب- اعتماده على قاعدة أو أصْل مرجوح، وهو يظن قوته، كأخذه ببعض صور القياس المرجوحة، أو توسعه في الاستحسان، والمصالح، والبراءة الأصلية. ج- غياب دليل عنه بالكلية، ولو علمه لقال به، وعمل بمقتضاه. د- وجود دليل أرجح مما اعتمد عليه من أدلة، وهو لا يدري به. وقد أشار إلى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته اللطيفة "رفع الملام عن الأئمة الأعلام". ومما لا يُعذر فيه: أ- تقحمه بالفتيا في مسائل مصيرية للأمة، تؤول إلى الخوض في الدماء، أو نزع الأمن والاستقرار، أو السلم والحرب، دون إحاطة بجميع الجوانب، أَوْ رد ذلك إلى كبار أهل العلم، كما قال تعالى: [وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ] {النساء:83} . ب- انتصاره لقول ما لموافقته هواه، أو توجُّه حزبه، أو مذهبه، دون النظر في أدلة الآخرين. ج- الرغبة في التصدُّر، وجذْب أنظار الناس إليه، والافتتان في ذلك بالفضائيات، ووسائل الإعلام الأخرى. د- إرضاء مَنْ له يَدٌ عليه، أو مَنْ تُخْشَى سطوته بالفتيا. أثر ذلك على الأمة: لاشك أن هذا الاضطراب في الفتيا إذا كان لأمور يُعذر فيها المفتون؛ فإنهم بين أجر وأجرين، ولا يضر ذلك الأمة إذا روعيتْ ضوابطه، ولازال تاريخ الأمة حافلاً بذلك، مع تماسك الأمة، ووجود قوتها وهيبتها، فإنه لا عيب في أصل الخلاف، نظرًا لتفاوت مدارك الناس، ومعارفهم، وقدراتهم، إنما العيب في عدم ترشيد الخلاف، أو التهارج والتراشق بالتُّهم والاستسلام لظن السوء. لكن إذا كان هذا الاضطراب في الفتيا لأمور لا يُعذر فيها المفتون؛ فإنهم يُفْقدون بذلك الثقة في العلماء، ومكانتهم، وهذا يؤول إلى انقسام الناس إلى فرق وأحزاب، فمنهم من يقبل قول العالم الفلاني بعُجَرِه وبُجَرِه لأنه قد وافق هواه، ويبالغ في مدحه والثناء عليه، وفريق آخر يذمه، ويرميه بالبواقع، ويقبل من العالم الآخر كلامه كله، لموافقته هواه، وهذا سيفضي إلى إسقاط مكانة العلماء في النهاية، ومن ثم يعيش الناس حالة الفوضى الفكرية، والدينية، والسياسية، والاجتماعية، والأخلاقية، والاقتصادية، وهذه الفوضى الخلاقة التي يريدها أعداء الإسلام. فالواجب على العلماء التحري، والتجرد، والحذر مما يدخل الناس في هذه المرحلة، وعليهم أن يسعوا إلى جمع كلمتهم، وأن يتجردوا من كل ما يؤول بهم إلى الولاءات الضيقة، والمسارات المقيَّدة، فإن المصاب في مكانتهم وجلالتهم مصابٌ جلل، والواجب على العامة حسن الظن بعلمائهم، وإن رأوا أن أحد العلماء أصاب والآخر أخطأ؛ فلا يتدخلوا في النيات والغيبيات، ويستغفروا الله لمن يرونه مخطئًا، ويسألونه سبحانه الهدى والسداد للجميع، وبهذا يلتئم الجُرح، ويُرْأبُ الصدع، والله أعلم. (تنبيه): انظر كتاب "الفتيا ومناهج الإفتاء" د/ محمد بن سليمان الأشقر، فهو على صغر حجمه، عظيم الفائدة والقدر. وبالله التوفيق. كتبه
أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني دار الحديث بمأرب بتاريخ 9/4/1432هـ
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() شكرااااااااااا اخي جزاك الله خيراا |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() بالتوفيق اخى فى الله |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الحزن, السليماني, الفتيـا, ونفع |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc