ماذا يجري لمسلمي اقليم فطاني في تايلاند - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ماذا يجري لمسلمي اقليم فطاني في تايلاند

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-07-22, 21:00   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سعيداني-فاتح
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية سعيداني-فاتح
 

 

 
إحصائية العضو










Hot News1 ماذا يجري لمسلمي اقليم فطاني في تايلاند

خلفيات الحدث.. المسلمون في تايلاند.. قصة المعاناة والألم

تواجه الأقليات المسلمة في أماكن متعددة في العالم مشاكل ومصاعب مختلفة، تختلف مصادرها وأشكالها، وحتى يتم التغلب على المشاكل التي تواجهها الأقليات المسلمة في العالم لا بد من الدارسة المستوعبة لكل أقلية مسلمة في أنحاء العالم من جميع نواحيها، ثم توضع مخططات تفصيلية للتغلب على المشاكل التي تواجه كل أقلية على حدة بما يتناسب ومشكلاتها.

قبل الحديث عن المشكلات التي تواجه المسلمين في تايلاند نعطي نبذة سريعة عن تلك البلاد ليتم أخذ فكرة سريعة عنها تعيننا على تفهم حالهم وأوضاعهم. تايلاند هي الدولة العضو في منظمة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ويبلغ عدد سكانها حسب إحصاء عام 1986 م 52.954.552 مليون نسمة ويشكل البوذيون نسبة 95 % من عدد السكان ويأتي في الدرجة الثانية المسلمون حيث يشكلون 4% من عدد السكان وتشكل الديانات الأخرى من مسيحية وسيخ 1% ، ومعنى ذلك أن عدد المسلمين في تايلاند يكون أكثر من مليوني نسمة وهو مطابق لما ورد في بعض المصادر الرسمية القائلة بأن عدد المسلمين عام 1984 م في تايلاند حوالي 2.371.151 نسمة .

المصادر الإسلامية والمصادر الحرة تعتقد أن نسبة المسلمين في تايلاند لا تقل عن 10% وأن عددهم أكثر من خمسة ملايين نسمة، بل إن بعض المصادر تؤكد أن عدد المسلمين عشرة ملايين نسمة تقريبا، وقد وصل الإسلام إلى تايلاند قديما ويعتقد أنه وصلها في القرن العاشر الميلادي عن طريق فطاني (المنطقة الواقعة في جنوب البلاد) وأول سلطان فطاني اعتنق الإسلام كان في القرن الخامس الهجري حوالي سنة 1457 م. ويتوزع المسلمون في مناطق متعدد من البلاد إلا أن أصولهم مختلفة ومتنوعة ولعل منطقة جنوب البلاد هي التي يسكنها المسلمون الأصليون من سكان البلاد .
تاريخ المسلمين في الجنوب التايلاندي

وإذا كان المسلمون في تايلاند يشكلون أقلية فإنهم في المنطقة الجنوبية من البلاد يشكلون أغلبية خاصة في محافظات دارنيوات، جالا ، فطاني ، ستول ، فإن المسلمين فيها يصلون إلى 75 % أما إذا أضيفت إليها محافظة سولكلا فإن عدد المسلمين يصل إلى حوالي الخمسين بالمائة أو يزيدون قليلا. وهذه المحافظات كانت تشكل في الماضي دولة مسلمة مستقلة، وكانت تشتهر بتطورها في المجالات المختلفة تعليمية واقتصادية وسياسية، وكانت لها من نظم الدبلوماسية ما أمكنها من النجاة من سيطرة المستعمرين من البرتغاليين والهولنديين والإنجليز ما يقارب مائتي عام، ثم وقعت بعد ذلك في السيطرة التايلاندية، إلا أن المسلمين عملوا طول فترة وجودهم تحت السيطرة التايلاندية على الاحتفاظ بشخصيتهم المتميزة سواء في مجال التعليم أو الاجتماع أو غيرها.

ففي مجال التعليم رفضوا في البداية التعليم الحكومي وكانوا يتحايلون عن إرسال أبنائهم إلى المدارس الحكومية حتى في المرحلة الإلزامية، ثم خففوا شيئا من هذا الرفض فقبلوا إرسال أولادهم للمرحلة الإلزامية دون ما بعدها، إلا فئة قليلة جدا قبلوا التعليم لما بعد الابتدائية في المدارس الحكومية. هذا وقد عملت الحكومة التايلاندية منذ سيطرتها على فطاني على إزالة الفوارق الثقافية بين المسلمين وبين عامة السكان.
معاناة المسلمين في تايلاند

ولتحقيق هذا الهدف عمدت إلى أساليب مختلفة متباينة من بينها :

1- تهجير عدد كبير من المسلمين إلى العاصمة بانكوك في بداية عام 1782م وذلك لتخفيف المعارضة الإسلامية في فطاني وعلى عكس ذلك تم تهجير حوالي 4000 تايلندي بوذي إلى الجنوب في عهد فرانانج كلاو (1851 م – 1874م ) وذلك بهدف الاستيعاب الثقافي للمسلمين، لأن الأصل أن تتأثر الشعوب الأقلية بثقافة الأكثرية، لأن ثقافتهم هي ثقافة البلاد الرسمية، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل لأن المسلمين رفضوا الثقافة التايلاندية ذات الأصول البوذية، وانعزلوا بأنفسهم عن المجتمع التايلندي وكان تعاملهم فيما بينهم.

2- عمدت الدولة إلى سن قوانين لاستيعاب المسلمين دون النظر إلى مشاعرهم الدينية وتوجهاتهم العقائدية، لكن هذا الأمر باء بالفشل، إذ قوبل بالاستنكار من قبل المسلمين والرفض رفضا تاما مما ترتب عليه فشل هذه القوانين، مما حدا بالحكومة أن تنهج نهجا آخر، وتستعين ببعض المسلمين لاستشارتهم في بعض الأحيان قبل أخذ القرارات التي تتعلق بالمسلمين.

أما عن حالة المسلمين التايلانديين الاجتماعية، فينبغي قبل الحديث عنها أن نعلم أن التايلنديين المسلمين كانوا يطلقون على القرويين، حيث أنه في الحقيقة كان معظم المسلمين يسكنون في القرى، حيث يعملون في الزراعة وصيد الأسماك بطرق بدائية، ولأجل ذلك تدنت حالتهم الاقتصادية ولم يكن يسكن المدن من المسلمين إلا القليل النادر، حيث كانت المدن سكنا للبوذيين الذين يعملون في الوظائف الحكومية وبجانبهم الصينيون أصحاب الشركات والمحلات التجارية, ولم يكن المسلمون يتصلون بغيرهم في المدن إلا لسببن لا ثالث لهما وهما:

1- الاتصال بالجهات الرسمية لأسباب تتطلب ذلك

2- الاتصال بالتجار الصينيين لأهداف التجارة أما صلتهم بالرسميين فإنها عادة تكون عن طريق نقيب الحي أو عمدة القرية، لأن بين الموظف الحكومي والقروي فاصل كبير سواء في اللغة أو في العادات أو في التقاليد أو في المعتقدات مما يحد من تطبيع العلاقات بينهما، خاصة وأن عنصر الدين كان هو الفاصل الحقيقي بين المسلمين وبين غيرهم، فظل المسلمون يعيشون في مجتمع منغلق على نفسه لا يقبل أي دخيل عليه.

ومما تجدر الإشارة إليه أن المسلمين في تايلاند يتميزون بحب واحترام الرجل المتدين الصالح، لذلك يتمتع كل من له علاقة بخدمة الإسلام سواء كان معلما أو إماما أو متعلما باحترام المجتمع، ويتبوأ مكانة عالية فيه.
الحالة التعليمية للمسلمين في تايلاند

لا بد أن نعرف أن فطاني في القرن السادس عشر الميلادي كانت تتميز بمكانتها العالية بمؤسساتها التعليمية الإسلامية المتميزة، وقد اشتهر عدد كبير من علماء فطاني، ليس في فطاني وحدها بل وفي جنوب شرق أسيا كذلك، وأصبح يفد إلى فطاني طلاب العلم من جميع أنحاء المنطقة لتحصيل العلم الشرعي، ولا يزال التراث العلمي الشرعي من أعمال علماء فطاني مفخرة لهم إلى اليوم. وقد كان التعليم المتبع هو نظام الكتاتيب، ويطلق عليه نظام ( فندق )، وظل كذلك حتى أدخل في هذا النظام التعديل من قبل الحكومة، وذلك بنظام يلزم جميع الكتاتيب بالتسجيل لدى الحكومة، ثم تغير إلى مدارس دينية أهلية، ثم إدخال المنهج الحكومي في هذه المدارس وأصبحت هذه المؤسسات في الوقت الحاضر مدارس أهلية تدرس العلوم الإسلامية والعربية من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية، وفي نفس الوقت تدرس العلوم العامة حسب المنهج الحكومي من المرحلة المتوسطة والثانوية، ويؤهل حملة الثانوية الإسلامية مواصلة دراستهم في جامعات الدول الإسلامية، كما يؤهل حملة الثانوية العامة من مواصلة دراستهم في المرحلة الجامعية في تايلاند وخارجها.

أصبح من ثمار هذه المدارس عدد كبير من حملة الليسانس في العلوم الإسلامية من جامعات الدول العربية ومن الجامعات في الدول الإسلامية الأخرى، كما حصل عدد لا بأس به على درجة الماجستير والدكتوراه. وهؤلاء يعملون على تطوير المدارس ورفع مستواها بالإضافة على نشر الوعي الإسلامي بين صفوف المسلمين. كما تخرج عدد لا بأس به من جامعات داخل البلاد ممن درسوا الثانوية العامة من المدارس الإسلامية، ويعملون في مجالات مختلفة، وقد كان المجال الوحيد لحملة الثانوية العامة من المدارس الإسلامية هو الدراسة في أقسام العلوم الاجتماعية والإنسانية، وقد طورت الدراسة العامة في هذه المدارس إلى مستوى يؤهل خريجها لإكمال دراسته في أقسام العلوم والطب والهندسة وغيرها. ولكن مع هذا لا تزال المدارس الإسلامية هي المفضلة لدى المسلمين إلى الوقت الحاضر، فبعد المرحلة الابتدائية يواصل التلاميذ دراستهم في المرحلة المتوسطة في المدارس الأهلية الإسلامية دون المدارس الحكومية بصورة ملفتة للنظر، مما حد ا بالحكومة إلى أن إدخال مواد في الدراسات الإسلامية في مدارسها الابتدائية والثانوية إذا كانت نسبة المسلمين فيها أكثر من خمسين بالمائة لترغيب الطلاب في الالتحاق بمدارسها الرسمية. كما اضطرت الحكومة لمواجهة الإقبال الشديد من قبل الشباب على دراسة العلوم الشرعية في خارج البلاد إلى فتح كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأمير سونكلا الواقعة في فطاني.

ويمكن أن نخلص من كل ما سبق إلى ما يلي:

1- تتكون الأقلية الإسلامية في فطاني من أصل واحد ولهم لغة واحدة وعادات وتقاليد موحدة.

2- الأقلية المسلمة في فطاني هم السكان الأصلييون للمنطقة وكانت لهم دولتهم وتاريخهم المستقل، وأنهم لما وقعوا تحت سيطرة حكومة تايلاند ذات الأكثرية البوذية حافظوا على هويتهم الإسلامية بالرغم من كل المحاولات الجادة من الحكومة لتذويبهم.

3- المسلمون في فطاني يعيشون غالبا في تجمعات سكنية خاصة بهم ولا يحاولون الاختلاط بغيرهم إلا في حدود الحاجة الداعية إلى ذلك لأنهم يعتبرون غير المسلمين دخلاء عليهم.

4- الأقلية المسلمة في فطاني تشكل الأكثرية في المناطق التي يقطنونها وبهذا يتمتعون بالتماسك فيما بينهم، ويحتفظون ببيئاتهم الخاصة وتصعب بذلك عملية التذويب والانصهار.

5- إنهم يعطون الأولوية للتعليم الديني أكثر من التعليم العام، وبذلك يتمكنون من تكييف وتوجيه مستقبلهم بأنفسهم دون أن تتمكن الحكومة من التأثير اللازم فيهم.

6- إن من يلتحق منهم بالوظائف الحكومية قليل جدا، لذا فإن الأنظمة الحكومية وتعليم الوزارات لا يمكّن مسهم في كثير من الأحيان، كما أن التزاوج بينهم وبين غيرهم مما يرفضه المجتمع، وهو مما يساعدهم على الاحتفاظ بتميزهم الثقافي والاجتماعي. مستقبل الأقلية المسلمة في فطاني بالرغم من أن الإسلام وصل إلى فطاني منذ عدة قرون، ورغم أن الأقلية الإسلامية يشكلون الأغلبية في مناطقهم.
الإسلام في تايلاند تحديات وعقبات

ورغم انتشار المدارس الإسلامية والتوجه الطبيعي للشعب نحو التدين، إلا أن مستقبلهم بناء على الأوضاع الراهنة مما يصعب تحديده وذلك لعدة أسباب:

1- عدم الفهم الشامل للإسلام، خاصة وأن الإسلام عند الكثيرين يمثل الشعائر الدينية والعبادات فقط دون غيرها، وأحسن طريق للتغلب على ذلك هو الإكثار من ترجمة المؤلفات الإسلامية من جميع جوانبها، كما لا بد من القيام بالنشاطات المتنوعة في هذا المجال من محاضرات وندوات وغيرها.

2- لا تزال رواسب غير إسلامية موجودة ومعمول بها بين عامة المسلمين،كما توجد هناك مفاهيم خاطئة عن الإسلام، وإن كان هذان الأمران في طريقهما إلى الزوال بفضل الله ثم بجهود الدعاة في نشر الوعي الإسلامي.

3- إن التغيير في أسلوب الحياة الذي تفرضه العوامل الاقتصادية قد تجبر المسلمين إلى سلوك الطريق الذي لا يتناسب مع تعاليم الإسلام، مثل خروج المرأة إلى العمل في مجالات لا توافق طبيعة المرأة وفي بيئة غير إسلامية, وللتغلب على هذا الأمر فلا بد من التخطيط الواضح للمسلمين للنهوض بالمستوى الاقتصادي للمسلم، ويحصل ذلك بأن يدخل المسلمون في مجالات الأعمال التجارية والصناعية، وأن تكون الصناعات الممولة من قبل المسلمين، وإدارتها من قبل المسلمين،حتى يتسنى توظيف المسلمين وتقديمهم على غيرهم.

4- لا بد من إعطاء العلوم الدنيوية حقها مع الاهتمام بالعلوم الدينية وذلك حتى يتمكن المسلمون من النهوض بأنفسهم على مستوى الحياة اللائق، ويتطلب هذا الأمر تطوير التعليم في المدارس الإسلامية، وبالأخص في القسم العلمي، وذلك حتى يتمكن حملة الثانوية من هذه المدارس من التنافس على مقاعد الدراسة في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي داخل البلاد، بالإضافة إلى إيجاد مراكز التدريب المهني المختلفة للشباب، وكذلك لا بد من وجود جهة تتولى رعاية الطلاب المتفوقين من الأسر الفقيرة ماليا حتى يتمكنوا من الاستمرار في دراستهم بدون عائق مالي، كما لا بد من العناية بالمنظمات الطلابية الثقافية الإسلامية في المؤسسات التعليمية العالية للقيام بدوها في التوعية والحفاظ على الثقافة الإسلامية دون الذوبان في ثقافة الأكثرية.

ماذا يجري لمسلمي تايلاند؟!
معاناة المسلمين في تايلاند لم تكن المواجهات التي اندلعت يوم 28-4-2004 بين قوات الأمن التايلاندية ومسلحين مسلمين ينتمون إلى (حركة تحرير فطاني المتحدة "بولو" ) في مدينة فطاني جنوب تايلاند ("باتني" كما يسميها الإعلام الغربي ) والتي قتل خلالها 108 من الشباب المسلم ، سوى حلقة من حلقات الصراع بين مسلمي تايلاند المطالبين بالانفصال وتحسين أحوالهم المعيشية السيئة في الجنوب.

ولم يكن العنف غير المبرر الذي لجأت إليه قوات الأمن التايلاندية تجاه الشبان المسلمين المسلحين الذين هاجموا مراكز للشرطة بسبب الممارسات الأمنية التعسفية ضد مسلمي الإقليم ، لحد قصف 30 منهم تحصنوا داخل مسجد وهدمه على أشلائهم، سوى تعبير عن حالة من الهلع الشديد من جانب الحكومة البوذية تجاه تنامي دور التيار الإسلامي في هذا الإقليم الجنوبي والاستفادة من أجواء العداء الدولي ضد المسلمين لقمع أي تمرد أو انفصال يسعى إليه مسلمو الإقليم .

فإقليم فطاني الذي يقع بين تايلاند وماليزيا ويضم 18% من سكان تايلاند ( حوالي5- 8 ملايين مسلم) تنشط به منذ عشرات السنين حركة إسلامية قوية تدعو لإنشاء دولة إسلامية تضم أقاليم (يالا وباتاني وناراثيوات) ذات الأغلبية المسلمة في الجنوب ، وهناك مناوشات مستمرة بين الحكومة التايلاندية البوذية وهؤلاء المسلمين تصل لحد الانتهاكات الصارخة لحقوقهم وتعذيبهم .

وسبق أن أصدرت منظمات دولية تقارير عن اضطهاد مسلمي فطاني ، كان آخرها تقرير لجماعة هيومان رايتس ووتش الحقوقية ومقرها نيويورك دعت فيه تايلاند لبدء تحقيقًا فيما أسمته ضرورة "المستوى المرتفع من القوة المميتة " في الأحداث الأخيرة حيث أكد شهود عيان أنه كان من الممكن تسوية الأمر سلميًا واستسلام المهاجمين أو إجهاض الهجوم الذي علمت به قوات الأمن من جواسيس مسبقًا ، ولكن الحكومة اختارت أسلوب القوة وهدمت مسجد "كروي سي" على رؤوس المسلمين وحشدت فرقتين مدرعتين كاملتين في الإقليم لإرهاب المسلمين .

السياحة سر الصدام !

وتتميز مناطق جنوب تايلاند بأنها من المناطق السياحية الهامة في البلاد ويرتادها سياح غربيون بكثرة خاصة أنها تقع على الحدود مع ماليزيا أكبر نمور آسيا تقدمًا اقتصاديًا، ولكن هذه السياحة ترتبط بانتشار الرذيلة وتجارة الجنس التي تنتشر في تايلاند بشكل وبائي ، كما ترتبط بمئات الخمارات وأندية الليل التي تدمر حياة مسلمي الإقليم وتتعارض مع تعاليم دينهم .

وقد سعت حركة تحرير فطاني (بولو) عدة مرات لمعارضة هذه السياحة المدمرة ، وحث بيان منسوب لحركة بولو الإسلامية -وهي اختصار لمنظمة تحرير باتاني المتحدة- شعب مالاي في جنوب تايلاند والمسلمين في أرجاء البلاد على إتباع التعاليم الإسلامية.

وعلى سبيل المثال حذر بيان نشره موقع الحركة على الإنترنت يوم 7 مايو 2004 المسلمين من ارتياد أماكن مثل الحانات والملاهي الليلية والحفلات الموسيقية وطلبوا منهم بدلاً من ذلك البقاء في منازلهم أو في المساجد ، وقال البيان: "إذا اتبعتم هذه التعليمات ستعيشون في سعادة".

ويبدو أن تصاعد انتشار الرذيلة في الإقليم المسلم وعدم التفات الحكومة أو مراعاتها مشاعر المسلمين هناك كانت وراء لجوء شباب من حركة التحرير إلى الهجوم الأخير على عدة مراكز للشرطة ، الأمر الذي استدعى هذا الرد العنيف من جانب الجيش التايلندي خشية انهيار صناعة السياحة في هذه المنطقة الهامة التي تعتبر مكان سياحي جيد ولكن لا يستفيد منها مسلمو الإقليم .

وقد حذرت عدة حكومات غربية رعاياها من السفر إلى الأقاليم الجنوبية من تايلاند عقب هذه المواجهات الأخيرة ، ما يؤكد أن المعركة الأخيرة جاءت على خلفية السياحة في المنطقة رغم محاولات الحكومة هناك تصوير المهاجمين على أنهم مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق ، مثل إعلان تاكسين شيناواترا رئيس الحكومة : "إن الهدف من الهجوم كان "سرقة أسلحة قوات الأمن لإعادة بيعها" !!.

سلسلة من المواجهات المستمرة

ومع أن المواجهات الأخيرة هي أخطر هذه المواجهات بين الجيش التايلندي ومسلمي الإقليم بسبب قتل 108 من المسلمين وإصابة واعتقال آخرين ، فهي لم تكن هي الأولى ولن تكون الأخيرة بسبب الجذور التاريخية للمشكلة والتي تمتد إلى مملكة فطاني الإسلامية التي نشأت في القرن الثامن الهجري .

فقد سبق هذا مواجهات أخرى قريبة في يناير 2004، حيث اندلعت اشتباكات لم تعرف أسبابها أدت إلى سقوط نحو 60 قتيلاً في المناطق المسلمة الجنوبية المحاذية لماليزيا ، حيث شنت قوات الجيش التايلاندي حملة اعتقالات واسعة شملت عشرات المسلمين للاشتباه في علاقتهم بـ"إرهابيين"، ووضعتهم قيد الاعتقال بدون محاكمة وهو ما أثار سخط المسلمين في الجنوب .

كما اعتقلت تايلاند يوم 11-8-2003 القيادي البارز بالجماعة الإسلامية الآسيوية رضوان بن عصام الدين المعروف باسم "الحنبلي" الذي تتهمه واشنطن بأنه العقل المدبر لتفجيرات بالي في أكتوبر 2002 وفندق ماريوت بجاكرتا في أغسطس 2003، وتزامن ذلك مع عمليات مداهمة شملت عددًا من المساجد والمدارس وعددًا من القرى النائية، وهي العمليات التي أثارت استياء شديدًا بين المسلمين هناك .

وقد صرح "ساد أريفين جهماه" رئيس لجنة (يالا) الإسلامية، في مؤتمر صحفي عقده مؤخرًا، بأن ما يدعم التوتر في المنطقة هو عمليات البحث والتفتيش التي تشنها السلطات في المدارس والمباني الإسلامية بحثًا عن "الأشخاص الذين يرتدون ملابس بيضاء ويطلقون لحاهم" ، كما ذكر عدد من المسلمين من ولاية كيلانتان الماليزية الحدودية المجاورة لتايلاند أن "العديد من زعماء المسلمين في تايلاند أبدوا مخاوفهم على أمنهم الشخصي، وسعوا مؤخرًا إلى اللجوء إلى ماليزيا".

وقد نفى وجهاء إقليم فطاني مزاعم الحكومة عن وجود إرهابيين وقالوا: إنها حجة وفرصة اتبعتها كل الحكومات التي لديها أقلية مسلمة (مثل الفليبين والصين وغيرها) للتخلص من حركات التحرر الإسلامية في هذه الأقاليم تحت ستار شعار (محاربة الإرهاب) الذي رفعته الولايات المتحدة الأمريكية!

وفي هذا الصدد نُقل عن الكاتب التايلاندي المسلم "منصور صالح" المقيم بمنطقة جنوب تايلاند قوله : "لا يوجد إرهابيون في جنوب تايلاند.. كما لا يوجد أشخاص مقربون من تنظيمي القاعدة أو الجماعة الإسلامية -الذي ينبغي أن لا يسمى بالجماعة الإسلامية بأي حال من الأحوال - في المنطقة".

وأضاف صالح أنه "ليس كل المسلمين (في تايلاند) مقاتلين، ولكن هناك من هم بالفعل منخرطون في تنظيم محلي يدعى "المجاهدين" وهم مجموعة على أتم الاستعداد للموت من أجل قضية الانفصال.. ونحن لا يمكننا أن نوقف تلك النزعة طالما أنه لا يوجد القدر الكافي من التنمية التي تساعد مسلمي الجنوب على التقدم.

وزاد الأمر سوءًا انتشار الملاهي والخمارات وبيوت الدعارة في وقت يشعر فيه مسلمو تايلاند بالغضب من عدم اعتراف الدولة رسميًّا بلغتهم وثقافتهم وعرقيتهم المالاوية الإسلامية على الرغم من مرور أكثر من 102 سنة على ضم حكومة تايلاند (مملكة سيام في ذلك الوقت) ، مملكة باتاني (فطاني) الإسلامية (جنوب تايلاند) إليها عام 1902.

المسلمون من مملكة فطاني إلى أقلية! تاريخ مملكة فطاني المسلمة( من الإسلام إلى الاحتلال)

حضارة المسلمين في تايلاندوتقع منطقة فطاني بين ماليزيا وتايلاند ويرجع أصل سكانها للمجموعة الملايوية المسلمة ، ويتكلمون اللغة الملايوية ويكتبونها حتى الآن بأحرف عربية بسبب أصولهم العربية منذ نشأة مملكة فطاني الإسلامية في القرن الثامن الهجري .

وتقول المراجع التاريخية أن الإسلام وصل إلى فطاني عن طريق التجارة في القرن الخامس الهجري وأخذ في التنامي حتى صارت المنطقة كلها إسلامية وتحت حكم المسلمين في القرن الثامن الهجري وصارت فطاني مملكة إسلامية خالصة ومستقلة.

وعندما احتل البرتغاليون الصليبيون تايلاند أوعزوا إلى قادة تايلاند بحتمية احتلال فطاني للقضاء على سلطنة الإسلام بها ولابتلاع خيراتها فقام التايلاندون باحتلال فطاني سنة 917هـ ولكنهم ما لبثوا أن خرجوا منها بعد قليل تحت ضغط المقاومة الإسلامية.

ومع انتشار الاحتلال الإنجليزي في المنطقة الآسيوية ، دخل الإنجليز تايلاند وفطاني ، وقمعوا بدورهم مملكة فطاني ومسلميها، وأضعفوا الإقليم مما مهد الطريق أمام مملكة تايلاند (مملكة سيام) لضم فطاني رسمياً لها سنة 1320هـ ( 1902 ميلادية) بعد سلسلة طويلة من الثورات والمقاومة الباسلة من المسلمين وكان هذا الضم إيذاناً بعهد جديد في الصراع بين المسلمين وأعدائهم البوذيين في تايلاند .

وتشير المراجع التاريخية إلى أن إقليم فطاني لم ينضم بسهولة ويخضع لمملكة تايلاند سوى بالحديد والنار ، حيث اندلعت العديد من الثورات التي قادها أمراء مسلمون آخرها ثورة الأمير عبد القادر ، وهو آخر ملوك فطاني المسلمين، والذي تقدم بقيادة الثورة سنة 1321هـ بعد سنة واحدة فقط من الضم وتعرض للاعتقال واندلعت الثورة بفطاني على إثر ذلك ، ولكن التايلانديين قمعوها بمنتهى الوحشية بمساعدة قوية من الإنجليز.

انقلاب عسكري في تايلاند ومطالب إسلامية

وعندما تحول الحكم من ملكي إلى جمهوري عقب الانقلاب العسكري عام 1933 م ( سنة 1351هـ) الذي أطاح بالملكية وتردد أن هل فطاني لعبوا دورًا في نجاحه للتخلص من الحكم الملكي الذي اضطهدهم ، وسعى مسلمو المناطق الإسلامية الأربعة (فطانى - جالا - ساتول – بنغارا) ذات الأغلبية المسلمة في جنوب تايلاند للمطالبة بعدة حقوق لهم في عريضة قدموها للحكومة الجديدة كان أبرز ما فيها:

1- تعيين حاكم واحد على المديريات الأربعة المسلمة عن طريق أهل البلاد ويكون مسلماً.

2- أن يدين 80% من موظفي الحكومة بفطاني بالإسلام.

3- أن تكون اللغة الملايوية هي لغة التعليم بالمدارس واللغة الرسمية لأهل فطاني.

4- تطبيق الشريعة الإسلامية.

5- تكوين مجلس أعلى إسلامي لتسيير شؤون المسلمين.

حكم عسكري ضد المسلمين

ولكن جاءت الريح بما لا يشتهي المسلمون وتحول الحكم العسكري إلى واقع مرير للمسلمين ليس لأنه تجاهل مطالبهم ، ولكنه سعى لمسخ هويتهم تمامًا وإذابتهم داخل الدولة ، حيث أصدر الفريق أول (سنقرام) الذي تولي السلطة في تايلاند قرارات بتغيير الأسماء المسلمة إلى تايلندية ومنع لبس الثوب الأبيض المميز للمسلمين وغطاء الرأس للنساء، وتحريم استعمال اللغة الملايوية ذات الحروف العربية، وأغلقت أبواب المدارس والجامعات أمام الفطانيين وكذلك المناصب الحكومية والجيش والشرطة، وأغلقت الجوامع والمساجد وحرم التبليغ والتبشير بالدين الإسلامي .

وقد توالت على الإقليم المسلم عدة ثورات ومحاولات من جانب المسلمين لإعادة المطالبة بحقوقهم واجهتها السلطات هناك بالقمع والاعتقال لكل من قاد المطالبة بهذه الحقوق ، مثل حركة الحاج محمد سولونج أحد العلماء المسلمين بفطاني الذي طالب عمل بعدم إخراج محصولات وموارد فطاني خارجها واستهلاكها محلياً واعتقل وحكم عليه بثلاث سنوات ، ثم قتلوه!.

ولذلك لم تكن انتفاضة الشباب المسلم الأخيرة ومهاجمة مراكز للشرطة سوى جزء من محاولة لفت الأنظار إلى قضية مسلمي الإقليم الذين لم يعودوا يطالبون بالانفصال بقدر ما يطالبون بأقل حقوق الإنسان الضرورية المحرومين منها، مثل حقهم في تعلم دينهم والتعلم بلغاتهم الملاوية ومراعاة عاداتهم وتقاليدهم الإسلامية.

ولن يهدأ مسلمو الإقليم على الرغم من القمع الدوري لهم ومحاولات تصفية قضيتهم تمامًا ، وسيستمرون في نضالهم من أجل الحصول على حقوقهم.









 


قديم 2009-07-22, 21:22   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سعيداني-فاتح
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية سعيداني-فاتح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خلفيات الحدث.. المسلمون في تايلاند.. قصة المعاناة والألم






تواجه
الأقليات المسلمة في أماكن متعددة في العالم مشاكل ومصاعب مختلفة، تختلف
مصادرها وأشكالها، وحتى يتم التغلب على المشاكل التي تواجهها الأقليات
المسلمة في العالم لا بد من الدارسة المستوعبة لكل أقلية مسلمة في أنحاء
العالم من جميع نواحيها، ثم توضع مخططات تفصيلية للتغلب على المشاكل التي
تواجه كل أقلية على حدة بما يتناسب ومشكلاتها.
قبل
الحديث عن المشكلات التي تواجه المسلمين في تايلاند نعطي نبذة سريعة عن
تلك البلاد ليتم أخذ فكرة سريعة عنها تعيننا على تفهم حالهم وأوضاعهم.
تايلاند هي الدولة العضو في منظمة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ويبلغ عدد
سكانها حسب إحصاء عام 1986 م 52.954.552 مليون نسمة ويشكل البوذيون نسبة
95 % من عدد السكان ويأتي في الدرجة الثانية المسلمون حيث يشكلون 4% من
عدد السكان وتشكل الديانات الأخرى من مسيحية وسيخ 1% ، ومعنى ذلك أن عدد
المسلمين في تايلاند يكون أكثر من مليوني نسمة وهو مطابق لما ورد في بعض
المصادر الرسمية القائلة بأن عدد المسلمين عام 1984 م في تايلاند حوالي
2.371.151 نسمة .
المصادر الإسلامية والمصادر الحرة تعتقد أن نسبة المسلمين في تايلاند
لا تقل عن 10% وأن عددهم أكثر من خمسة ملايين نسمة، بل إن بعض المصادر
تؤكد أن عدد المسلمين عشرة ملايين نسمة تقريبا، وقد وصل الإسلام إلى
تايلاند قديما ويعتقد أنه وصلها في القرن العاشر الميلادي عن طريق فطاني
(المنطقة الواقعة في جنوب البلاد) وأول سلطان فطاني اعتنق الإسلام كان في
القرن الخامس الهجري حوالي سنة 1457 م. ويتوزع المسلمون في مناطق متعدد من
البلاد إلا أن أصولهم مختلفة ومتنوعة ولعل منطقة جنوب البلاد هي التي
يسكنها المسلمون الأصليون من سكان البلاد .
تاريخ المسلمين في الجنوب التايلاندي


وإذا كان المسلمون في تايلاند يشكلون أقلية فإنهم في المنطقة الجنوبية
من البلاد يشكلون أغلبية خاصة في محافظات دارنيوات، جالا ، فطاني ، ستول ،
فإن المسلمين فيها يصلون إلى 75 % أما إذا أضيفت إليها محافظة سولكلا فإن
عدد المسلمين يصل إلى حوالي الخمسين بالمائة أو يزيدون قليلا. وهذه
المحافظات كانت تشكل في الماضي دولة مسلمة مستقلة، وكانت تشتهر بتطورها في
المجالات المختلفة تعليمية واقتصادية وسياسية، وكانت لها من نظم
الدبلوماسية ما أمكنها من النجاة من سيطرة المستعمرين من البرتغاليين
والهولنديين والإنجليز ما يقارب مائتي عام، ثم وقعت بعد ذلك في السيطرة
التايلاندية، إلا أن المسلمين عملوا طول فترة وجودهم تحت السيطرة
التايلاندية على الاحتفاظ بشخصيتهم المتميزة سواء في مجال التعليم أو
الاجتماع أو غيرها.
ففي مجال التعليم رفضوا في البداية التعليم الحكومي وكانوا يتحايلون عن
إرسال أبنائهم إلى المدارس الحكومية حتى في المرحلة الإلزامية، ثم خففوا
شيئا من هذا الرفض فقبلوا إرسال أولادهم للمرحلة الإلزامية دون ما بعدها،
إلا فئة قليلة جدا قبلوا التعليم لما بعد الابتدائية في المدارس الحكومية.
هذا وقد عملت الحكومة التايلاندية منذ سيطرتها على فطاني على إزالة
الفوارق الثقافية بين المسلمين وبين عامة السكان.
معاناة المسلمين في تايلاند


ولتحقيق هذا الهدف عمدت إلى أساليب مختلفة متباينة من بينها :
1- تهجير عدد كبير من المسلمين إلى العاصمة بانكوك في بداية عام 1782م
وذلك لتخفيف المعارضة الإسلامية في فطاني وعلى عكس ذلك تم تهجير حوالي
4000 تايلندي بوذي إلى الجنوب في عهد فرانانج كلاو (1851 م – 1874م ) وذلك
بهدف الاستيعاب الثقافي للمسلمين، لأن الأصل أن تتأثر الشعوب الأقلية
بثقافة الأكثرية، لأن ثقافتهم هي ثقافة البلاد الرسمية، لكن هذه المحاولة
باءت بالفشل لأن المسلمين رفضوا الثقافة التايلاندية ذات الأصول البوذية،
وانعزلوا بأنفسهم عن المجتمع التايلندي وكان تعاملهم فيما بينهم.
2- عمدت الدولة إلى سن قوانين لاستيعاب المسلمين دون النظر إلى
مشاعرهم الدينية وتوجهاتهم العقائدية، لكن هذا الأمر باء بالفشل، إذ قوبل
بالاستنكار من قبل المسلمين والرفض رفضا تاما مما ترتب عليه فشل هذه
القوانين، مما حدا بالحكومة أن تنهج نهجا آخر، وتستعين ببعض المسلمين
لاستشارتهم في بعض الأحيان قبل أخذ القرارات التي تتعلق بالمسلمين.
أما عن حالة المسلمين التايلانديين الاجتماعية، فينبغي قبل الحديث
عنها أن نعلم أن التايلنديين المسلمين كانوا يطلقون على القرويين، حيث أنه
في الحقيقة كان معظم المسلمين يسكنون في القرى، حيث يعملون في الزراعة
وصيد الأسماك بطرق بدائية، ولأجل ذلك تدنت حالتهم الاقتصادية ولم يكن يسكن
المدن من المسلمين إلا القليل النادر، حيث كانت المدن سكنا للبوذيين الذين
يعملون في الوظائف الحكومية وبجانبهم الصينيون أصحاب الشركات والمحلات
التجارية, ولم يكن المسلمون يتصلون بغيرهم في المدن إلا لسببن لا ثالث
لهما وهما:
1- الاتصال بالجهات الرسمية لأسباب تتطلب ذلك
2- الاتصال بالتجار الصينيين لأهداف التجارة أما صلتهم بالرسميين
فإنها عادة تكون عن طريق نقيب الحي أو عمدة القرية، لأن بين الموظف
الحكومي والقروي فاصل كبير سواء في اللغة أو في العادات أو في التقاليد أو
في المعتقدات مما يحد من تطبيع العلاقات بينهما، خاصة وأن عنصر الدين كان
هو الفاصل الحقيقي بين المسلمين وبين غيرهم، فظل المسلمون يعيشون في مجتمع
منغلق على نفسه لا يقبل أي دخيل عليه.
ومما تجدر الإشارة إليه أن المسلمين في تايلاند يتميزون بحب واحترام
الرجل المتدين الصالح، لذلك يتمتع كل من له علاقة بخدمة الإسلام سواء كان
معلما أو إماما أو متعلما باحترام المجتمع، ويتبوأ مكانة عالية فيه.
الحالة التعليمية للمسلمين في تايلاند


لا بد أن نعرف أن فطاني في القرن السادس عشر الميلادي كانت تتميز
بمكانتها العالية بمؤسساتها التعليمية الإسلامية المتميزة، وقد اشتهر عدد
كبير من علماء فطاني، ليس في فطاني وحدها بل وفي جنوب شرق أسيا كذلك،
وأصبح يفد إلى فطاني طلاب العلم من جميع أنحاء المنطقة لتحصيل العلم
الشرعي، ولا يزال التراث العلمي الشرعي من أعمال علماء فطاني مفخرة لهم
إلى اليوم. وقد كان التعليم المتبع هو نظام الكتاتيب، ويطلق عليه نظام (
فندق )، وظل كذلك حتى أدخل في هذا النظام التعديل من قبل الحكومة، وذلك
بنظام يلزم جميع الكتاتيب بالتسجيل لدى الحكومة، ثم تغير إلى مدارس دينية
أهلية، ثم إدخال المنهج الحكومي في هذه المدارس وأصبحت هذه المؤسسات في
الوقت الحاضر مدارس أهلية تدرس العلوم الإسلامية والعربية من المرحلة
الابتدائية حتى الثانوية، وفي نفس الوقت تدرس العلوم العامة حسب المنهج
الحكومي من المرحلة المتوسطة والثانوية، ويؤهل حملة الثانوية الإسلامية
مواصلة دراستهم في جامعات الدول الإسلامية، كما يؤهل حملة الثانوية العامة
من مواصلة دراستهم في المرحلة الجامعية في تايلاند وخارجها.
أصبح من ثمار هذه المدارس عدد كبير من حملة الليسانس في العلوم
الإسلامية من جامعات الدول العربية ومن الجامعات في الدول الإسلامية
الأخرى، كما حصل عدد لا بأس به على درجة الماجستير والدكتوراه. وهؤلاء
يعملون على تطوير المدارس ورفع مستواها بالإضافة على نشر الوعي الإسلامي
بين صفوف المسلمين. كما تخرج عدد لا بأس به من جامعات داخل البلاد ممن
درسوا الثانوية العامة من المدارس الإسلامية، ويعملون في مجالات مختلفة،
وقد كان المجال الوحيد لحملة الثانوية العامة من المدارس الإسلامية هو
الدراسة في أقسام العلوم الاجتماعية والإنسانية، وقد طورت الدراسة العامة
في هذه المدارس إلى مستوى يؤهل خريجها لإكمال دراسته في أقسام العلوم
والطب والهندسة وغيرها. ولكن مع هذا لا تزال المدارس الإسلامية هي المفضلة
لدى المسلمين إلى الوقت الحاضر، فبعد المرحلة الابتدائية يواصل التلاميذ
دراستهم في المرحلة المتوسطة في المدارس الأهلية الإسلامية دون المدارس
الحكومية بصورة ملفتة للنظر، مما حد ا بالحكومة إلى أن إدخال مواد في
الدراسات الإسلامية في مدارسها الابتدائية والثانوية إذا كانت نسبة
المسلمين فيها أكثر من خمسين بالمائة لترغيب الطلاب في الالتحاق بمدارسها
الرسمية. كما اضطرت الحكومة لمواجهة الإقبال الشديد من قبل الشباب على
دراسة العلوم الشرعية في خارج البلاد إلى فتح كلية الدراسات الإسلامية
بجامعة الأمير سونكلا الواقعة في فطاني.
ويمكن أن نخلص من كل ما سبق إلى ما يلي:
1- تتكون الأقلية الإسلامية في فطاني من أصل واحد ولهم لغة واحدة وعادات وتقاليد موحدة.
2- الأقلية المسلمة في فطاني هم السكان الأصلييون للمنطقة وكانت لهم
دولتهم وتاريخهم المستقل، وأنهم لما وقعوا تحت سيطرة حكومة تايلاند ذات
الأكثرية البوذية حافظوا على هويتهم الإسلامية بالرغم من كل المحاولات
الجادة من الحكومة لتذويبهم.
3- المسلمون في فطاني يعيشون غالبا في تجمعات سكنية خاصة بهم ولا
يحاولون الاختلاط بغيرهم إلا في حدود الحاجة الداعية إلى ذلك لأنهم
يعتبرون غير المسلمين دخلاء عليهم.
4- الأقلية المسلمة في فطاني تشكل الأكثرية في المناطق التي يقطنونها
وبهذا يتمتعون بالتماسك فيما بينهم، ويحتفظون ببيئاتهم الخاصة وتصعب بذلك
عملية التذويب والانصهار.
5- إنهم يعطون الأولوية للتعليم الديني أكثر من التعليم العام، وبذلك
يتمكنون من تكييف وتوجيه مستقبلهم بأنفسهم دون أن تتمكن الحكومة من
التأثير اللازم فيهم.
6- إن من يلتحق منهم بالوظائف الحكومية قليل جدا، لذا فإن الأنظمة
الحكومية وتعليم الوزارات لا يمكّن مسهم في كثير من الأحيان، كما أن
التزاوج بينهم وبين غيرهم مما يرفضه المجتمع، وهو مما يساعدهم على
الاحتفاظ بتميزهم الثقافي والاجتماعي. مستقبل الأقلية المسلمة في فطاني
بالرغم من أن الإسلام وصل إلى فطاني منذ عدة قرون، ورغم أن الأقلية
الإسلامية يشكلون الأغلبية في مناطقهم.
الإسلام في تايلاند تحديات وعقبات


ورغم انتشار المدارس الإسلامية والتوجه الطبيعي للشعب نحو التدين، إلا
أن مستقبلهم بناء على الأوضاع الراهنة مما يصعب تحديده وذلك لعدة أسباب:
1- عدم الفهم الشامل للإسلام، خاصة وأن الإسلام عند الكثيرين يمثل
الشعائر الدينية والعبادات فقط دون غيرها، وأحسن طريق للتغلب على ذلك هو
الإكثار من ترجمة المؤلفات الإسلامية من جميع جوانبها، كما لا بد من
القيام بالنشاطات المتنوعة في هذا المجال من محاضرات وندوات وغيرها.
2- لا تزال رواسب غير إسلامية موجودة ومعمول بها بين عامة
المسلمين،كما توجد هناك مفاهيم خاطئة عن الإسلام، وإن كان هذان الأمران في
طريقهما إلى الزوال بفضل الله ثم بجهود الدعاة في نشر الوعي الإسلامي.
3- إن التغيير في أسلوب الحياة الذي تفرضه العوامل الاقتصادية قد تجبر
المسلمين إلى سلوك الطريق الذي لا يتناسب مع تعاليم الإسلام، مثل خروج
المرأة إلى العمل في مجالات لا توافق طبيعة المرأة وفي بيئة غير إسلامية,
وللتغلب على هذا الأمر فلا بد من التخطيط الواضح للمسلمين للنهوض بالمستوى
الاقتصادي للمسلم، ويحصل ذلك بأن يدخل المسلمون في مجالات الأعمال
التجارية والصناعية، وأن تكون الصناعات الممولة من قبل المسلمين، وإدارتها
من قبل المسلمين،حتى يتسنى توظيف المسلمين وتقديمهم على غيرهم.
4- لا بد من إعطاء العلوم الدنيوية حقها مع الاهتمام بالعلوم الدينية
وذلك حتى يتمكن المسلمون من النهوض بأنفسهم على مستوى الحياة اللائق،
ويتطلب هذا الأمر تطوير التعليم في المدارس الإسلامية، وبالأخص في القسم
العلمي، وذلك حتى يتمكن حملة الثانوية من هذه المدارس من التنافس على
مقاعد الدراسة في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي داخل البلاد، بالإضافة
إلى إيجاد مراكز التدريب المهني المختلفة للشباب، وكذلك لا بد من وجود جهة
تتولى رعاية الطلاب المتفوقين من الأسر الفقيرة ماليا حتى يتمكنوا من
الاستمرار في دراستهم بدون عائق مالي، كما لا بد من العناية بالمنظمات
الطلابية الثقافية الإسلامية في المؤسسات التعليمية العالية للقيام بدوها
في التوعية والحفاظ على الثقافة الإسلامية دون الذوبان في ثقافة الاكثرية










قديم 2009-07-22, 21:24   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سعيداني-فاتح
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية سعيداني-فاتح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لم
تكن المواجهات التي اندلعت يوم 28-4-2004 بين قوات الأمن التايلاندية
ومسلحين مسلمين ينتمون إلى (حركة تحرير فطاني المتحدة "بولو" ) في مدينة
فطاني جنوب تايلاند ("باتني" كما يسميها الإعلام الغربي ) والتي قتل
خلالها 108 من الشباب المسلم ، سوى حلقة من حلقات الصراع بين مسلمي
تايلاند المطالبين بالانفصال وتحسين أحوالهم المعيشية السيئة في الجنوب.
ولم يكن العنف غير المبرر الذي لجأت إليه قوات الأمن التايلاندية تجاه
الشبان المسلمين المسلحين الذين هاجموا مراكز للشرطة بسبب الممارسات
الأمنية التعسفية ضد مسلمي الإقليم ، لحد قصف 30 منهم تحصنوا داخل مسجد
وهدمه على أشلائهم، سوى تعبير عن حالة من الهلع الشديد من جانب الحكومة
البوذية تجاه تنامي دور التيار الإسلامي في هذا الإقليم الجنوبي
والاستفادة من أجواء العداء الدولي ضد المسلمين لقمع أي تمرد أو انفصال
يسعى إليه مسلمو الإقليم .
فإقليم فطاني الذي يقع بين تايلاند وماليزيا ويضم 18% من سكان تايلاند
( حوالي5- 8 ملايين مسلم) تنشط به منذ عشرات السنين حركة إسلامية قوية
تدعو لإنشاء دولة إسلامية تضم أقاليم (يالا وباتاني وناراثيوات) ذات
الأغلبية المسلمة في الجنوب ، وهناك مناوشات مستمرة بين الحكومة
التايلاندية البوذية وهؤلاء المسلمين تصل لحد الانتهاكات الصارخة لحقوقهم
وتعذيبهم .
وسبق أن أصدرت منظمات دولية تقارير عن اضطهاد مسلمي فطاني ، كان آخرها
تقرير لجماعة هيومان رايتس ووتش الحقوقية ومقرها نيويورك دعت فيه تايلاند
لبدء تحقيقًا فيما أسمته ضرورة "المستوى المرتفع من القوة المميتة " في
الأحداث الأخيرة حيث أكد شهود عيان أنه كان من الممكن تسوية الأمر سلميًا
واستسلام المهاجمين أو إجهاض الهجوم الذي علمت به قوات الأمن من جواسيس
مسبقًا ، ولكن الحكومة اختارت أسلوب القوة وهدمت مسجد "كروي سي" على رؤوس
المسلمين وحشدت فرقتين مدرعتين كاملتين في الإقليم لإرهاب المسلمين .
السياحة سر الصدام !
وتتميز مناطق جنوب تايلاند بأنها من المناطق السياحية الهامة في البلاد
ويرتادها سياح غربيون بكثرة خاصة أنها تقع على الحدود مع ماليزيا أكبر
نمور آسيا تقدمًا اقتصاديًا، ولكن هذه السياحة ترتبط بانتشار الرذيلة
وتجارة الجنس التي تنتشر في تايلاند بشكل وبائي ، كما ترتبط بمئات
الخمارات وأندية الليل التي تدمر حياة مسلمي الإقليم وتتعارض مع تعاليم
دينهم .
وقد سعت حركة تحرير فطاني (بولو) عدة مرات لمعارضة هذه السياحة المدمرة
، وحث بيان منسوب لحركة بولو الإسلامية -وهي اختصار لمنظمة تحرير باتاني
المتحدة- شعب مالاي في جنوب تايلاند والمسلمين في أرجاء البلاد على إتباع
التعاليم الإسلامية.
وعلى سبيل المثال حذر بيان نشره موقع الحركة على الإنترنت يوم 7 مايو
2004 المسلمين من ارتياد أماكن مثل الحانات والملاهي الليلية والحفلات
الموسيقية وطلبوا منهم بدلاً من ذلك البقاء في منازلهم أو في المساجد ،
وقال البيان: "إذا اتبعتم هذه التعليمات ستعيشون في سعادة".
ويبدو أن تصاعد انتشار الرذيلة في الإقليم المسلم وعدم التفات الحكومة
أو مراعاتها مشاعر المسلمين هناك كانت وراء لجوء شباب من حركة التحرير إلى
الهجوم الأخير على عدة مراكز للشرطة ، الأمر الذي استدعى هذا الرد العنيف
من جانب الجيش التايلندي خشية انهيار صناعة السياحة في هذه المنطقة الهامة
التي تعتبر مكان سياحي جيد ولكن لا يستفيد منها مسلمو الإقليم .
وقد حذرت عدة حكومات غربية رعاياها من السفر إلى الأقاليم الجنوبية من
تايلاند عقب هذه المواجهات الأخيرة ، ما يؤكد أن المعركة الأخيرة جاءت على
خلفية السياحة في المنطقة رغم محاولات الحكومة هناك تصوير المهاجمين على
أنهم مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق ، مثل إعلان تاكسين شيناواترا رئيس
الحكومة : "إن الهدف من الهجوم كان "سرقة أسلحة قوات الأمن لإعادة بيعها"
!!.
سلسلة من المواجهات المستمرة
ومع أن المواجهات الأخيرة هي أخطر هذه المواجهات بين الجيش التايلندي
ومسلمي الإقليم بسبب قتل 108 من المسلمين وإصابة واعتقال آخرين ، فهي لم
تكن هي الأولى ولن تكون الأخيرة بسبب الجذور التاريخية للمشكلة والتي تمتد
إلى مملكة فطاني الإسلامية التي نشأت في القرن الثامن الهجري .
فقد سبق هذا مواجهات أخرى قريبة في يناير 2004، حيث اندلعت اشتباكات لم
تعرف أسبابها أدت إلى سقوط نحو 60 قتيلاً في المناطق المسلمة الجنوبية
المحاذية لماليزيا ، حيث شنت قوات الجيش التايلاندي حملة اعتقالات واسعة
شملت عشرات المسلمين للاشتباه في علاقتهم بـ"إرهابيين"، ووضعتهم قيد
الاعتقال بدون محاكمة وهو ما أثار سخط المسلمين في الجنوب .
كما اعتقلت تايلاند يوم 11-8-2003 القيادي البارز بالجماعة الإسلامية
الآسيوية رضوان بن عصام الدين المعروف باسم "الحنبلي" الذي تتهمه واشنطن
بأنه العقل المدبر لتفجيرات بالي في أكتوبر 2002 وفندق ماريوت بجاكرتا في
أغسطس 2003، وتزامن ذلك مع عمليات مداهمة شملت عددًا من المساجد والمدارس
وعددًا من القرى النائية، وهي العمليات التي أثارت استياء شديدًا بين
المسلمين هناك .
وقد
صرح "ساد أريفين جهماه" رئيس لجنة (يالا) الإسلامية، في مؤتمر صحفي عقده
مؤخرًا، بأن ما يدعم التوتر في المنطقة هو عمليات البحث والتفتيش التي
تشنها السلطات في المدارس والمباني الإسلامية بحثًا عن "الأشخاص الذين
يرتدون ملابس بيضاء ويطلقون لحاهم" ، كما ذكر عدد من المسلمين من ولاية
كيلانتان الماليزية الحدودية المجاورة لتايلاند أن "العديد من زعماء
المسلمين في تايلاند أبدوا مخاوفهم على أمنهم الشخصي، وسعوا مؤخرًا إلى
اللجوء إلى ماليزيا".
وقد نفى وجهاء إقليم فطاني مزاعم الحكومة عن وجود إرهابيين وقالوا:
إنها حجة وفرصة اتبعتها كل الحكومات التي لديها أقلية مسلمة (مثل الفليبين
والصين وغيرها) للتخلص من حركات التحرر الإسلامية في هذه الأقاليم تحت
ستار شعار (محاربة الإرهاب) الذي رفعته الولايات المتحدة الأمريكية!
وفي هذا الصدد نُقل عن الكاتب التايلاندي المسلم "منصور صالح" المقيم
بمنطقة جنوب تايلاند قوله : "لا يوجد إرهابيون في جنوب تايلاند.. كما لا
يوجد أشخاص مقربون من تنظيمي القاعدة أو الجماعة الإسلامية -الذي ينبغي أن
لا يسمى بالجماعة الإسلامية بأي حال من الأحوال - في المنطقة".
وأضاف صالح أنه "ليس كل المسلمين (في تايلاند) مقاتلين، ولكن هناك من
هم بالفعل منخرطون في تنظيم محلي يدعى "المجاهدين" وهم مجموعة على أتم
الاستعداد للموت من أجل قضية الانفصال.. ونحن لا يمكننا أن نوقف تلك
النزعة طالما أنه لا يوجد القدر الكافي من التنمية التي تساعد مسلمي
الجنوب على التقدم.
وزاد الأمر سوءًا انتشار الملاهي والخمارات وبيوت الدعارة في وقت يشعر
فيه مسلمو تايلاند بالغضب من عدم اعتراف الدولة رسميًّا بلغتهم وثقافتهم
وعرقيتهم المالاوية الإسلامية على الرغم من مرور أكثر من 102 سنة على ضم
حكومة تايلاند (مملكة سيام في ذلك الوقت) ، مملكة باتاني (فطاني)
الإسلامية (جنوب تايلاند) إليها عام 1902.
المسلمون من مملكة فطاني إلى أقلية! تاريخ مملكة فطاني المسلمة( من الإسلام إلى الاحتلال)
وتقع
منطقة فطاني بين ماليزيا وتايلاند ويرجع أصل سكانها للمجموعة الملايوية
المسلمة ، ويتكلمون اللغة الملايوية ويكتبونها حتى الآن بأحرف عربية بسبب
أصولهم العربية منذ نشأة مملكة فطاني الإسلامية في القرن الثامن الهجري .
وتقول المراجع التاريخية أن الإسلام وصل إلى فطاني عن طريق التجارة في
القرن الخامس الهجري وأخذ في التنامي حتى صارت المنطقة كلها إسلامية وتحت
حكم المسلمين في القرن الثامن الهجري وصارت فطاني مملكة إسلامية خالصة
ومستقلة.
وعندما احتل البرتغاليون الصليبيون تايلاند أوعزوا إلى قادة تايلاند
بحتمية احتلال فطاني للقضاء على سلطنة الإسلام بها ولابتلاع خيراتها فقام
التايلاندون باحتلال فطاني سنة 917هـ ولكنهم ما لبثوا أن خرجوا منها بعد
قليل تحت ضغط المقاومة الإسلامية.
ومع انتشار الاحتلال الإنجليزي في المنطقة الآسيوية ، دخل الإنجليز
تايلاند وفطاني ، وقمعوا بدورهم مملكة فطاني ومسلميها، وأضعفوا الإقليم
مما مهد الطريق أمام مملكة تايلاند (مملكة سيام) لضم فطاني رسمياً لها سنة
1320هـ ( 1902 ميلادية) بعد سلسلة طويلة من الثورات والمقاومة الباسلة من
المسلمين وكان هذا الضم إيذاناً بعهد جديد في الصراع بين المسلمين
وأعدائهم البوذيين في تايلاند .
وتشير المراجع التاريخية إلى أن إقليم فطاني لم ينضم بسهولة ويخضع
لمملكة تايلاند سوى بالحديد والنار ، حيث اندلعت العديد من الثورات التي
قادها أمراء مسلمون آخرها ثورة الأمير عبد القادر ، وهو آخر ملوك فطاني
المسلمين، والذي تقدم بقيادة الثورة سنة 1321هـ بعد سنة واحدة فقط من الضم
وتعرض للاعتقال واندلعت الثورة بفطاني على إثر ذلك ، ولكن التايلانديين
قمعوها بمنتهى الوحشية بمساعدة قوية من الإنجليز.
انقلاب عسكري في تايلاند ومطالب إسلامية
وعندما تحول الحكم من ملكي إلى جمهوري عقب الانقلاب العسكري عام 1933 م
( سنة 1351هـ) الذي أطاح بالملكية وتردد أن هل فطاني لعبوا دورًا في نجاحه
للتخلص من الحكم الملكي الذي اضطهدهم ، وسعى مسلمو المناطق الإسلامية
الأربعة (فطانى - جالا - ساتول – بنغارا) ذات الأغلبية المسلمة في جنوب
تايلاند للمطالبة بعدة حقوق لهم في عريضة قدموها للحكومة الجديدة كان أبرز
ما فيها:
1- تعيين حاكم واحد على المديريات الأربعة المسلمة عن طريق أهل البلاد ويكون مسلماً.
2- أن يدين 80% من موظفي الحكومة بفطاني بالإسلام.
3- أن تكون اللغة الملايوية هي لغة التعليم بالمدارس واللغة الرسمية لأهل فطاني.
4- تطبيق الشريعة الإسلامية.
5- تكوين مجلس أعلى إسلامي لتسيير شؤون المسلمين.
حكم عسكري ضد المسلمين
ولكن جاءت الريح بما لا يشتهي المسلمون وتحول الحكم العسكري إلى واقع
مرير للمسلمين ليس لأنه تجاهل مطالبهم ، ولكنه سعى لمسخ هويتهم تمامًا
وإذابتهم داخل الدولة ، حيث أصدر الفريق أول (سنقرام) الذي تولي السلطة في
تايلاند قرارات بتغيير الأسماء المسلمة إلى تايلندية ومنع لبس الثوب
الأبيض المميز للمسلمين وغطاء الرأس للنساء، وتحريم استعمال اللغة
الملايوية ذات الحروف العربية، وأغلقت أبواب المدارس والجامعات أمام
الفطانيين وكذلك المناصب الحكومية والجيش والشرطة، وأغلقت الجوامع
والمساجد وحرم التبليغ والتبشير بالدين الإسلامي .
وقد توالت على الإقليم المسلم عدة ثورات ومحاولات من جانب المسلمين
لإعادة المطالبة بحقوقهم واجهتها السلطات هناك بالقمع والاعتقال لكل من
قاد المطالبة بهذه الحقوق ، مثل حركة الحاج محمد سولونج أحد العلماء
المسلمين بفطاني الذي طالب عمل بعدم إخراج محصولات وموارد فطاني خارجها
واستهلاكها محلياً واعتقل وحكم عليه بثلاث سنوات ، ثم قتلوه!.
ولذلك لم تكن انتفاضة الشباب المسلم الأخيرة ومهاجمة مراكز للشرطة سوى
جزء من محاولة لفت الأنظار إلى قضية مسلمي الإقليم الذين لم يعودوا
يطالبون بالانفصال بقدر ما يطالبون بأقل حقوق الإنسان الضرورية المحرومين
منها، مثل حقهم في تعلم دينهم والتعلم بلغاتهم الملاوية ومراعاة عاداتهم
وتقاليدهم الإسلامية.
ولن يهدأ مسلمو الإقليم على الرغم من القمع الدوري لهم ومحاولات تصفية قضيتهم تمامًا ، وسيستمرون في نضالهم من أجل الحصول على حقوقهم.










قديم 2009-07-22, 21:26   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*منار الاسلام*
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية *منار الاسلام*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك
وفقهم الله و سهل امورهم و خفف عنهم ان شاء الله










قديم 2009-07-22, 21:48   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ايكونوميكوس
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية ايكونوميكوس
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حسبنا الله ونعم الوكيل لهم الله وشكرا لك على هذا الموضوع









 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:40

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc