و يرجع الإعلامي و المحلل السياسي محمد مسلم سبب الصمت الذي تنتهجه الشخصيات الوطنية في الجزائر إلى غياب قواعد واضحة للعبة السياسية منذ الاستقلال،و يضيف مسلم لـdw"بأن السلطة تحكم قبضتها على كل جوانب الحياة السياسية،و هناك قناعة لدى هذه الشخصيات- اللذين كانوا رجالها في وقت من الأوقات- بأن من لم ترض عنه الحكومة الخفية لن يصل إلى سدة الحكم مهما كانت كفاءته و شعبيته الجماهيرية"،و يرى مسلم بأن الشخصيات السياسية الوطنية لن تستطيع أن تلعب أي دور في المجتمع خارج الاطار الذي ترسمه لها السلطة مسبقا،و حتى بالنسبة للشخصيات المعارضة التي تريد التمرد على هذه القواعد يتم استدراجها سواء لتشويه صورتها أو شراء ذمتها بالمناصب و الأموال.
و يسوق مسلم مثال المرحوم عبدالحميد مهري الذي رفض الانصياع لضغوط السلطة فتم إقصائه،رغم ما يمثله من الحكمة و الإجماع حول شخصه من كل التيارات السياسية في البلاد.
و يحمل أحد مستشاري علي بن فليس،المرشح المحتمل لرئاسيات 2014،مسؤولية الوضع للأحزاب السياسية على تعدد انتماءاتها و تموقعاتها،لأن الحراك السياسي يقع على مسؤولية هذه الأحزاب و ليس على الشخصيات الوطنية،و يضيف المستشار -الذي رفض الكشف عن هويته- أن "الإفلاس السياسي مسَّ جميع المؤسسات الرسمية و الحزبية في البلاد،و ما تقوم به بعض الشخصيات هو لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وسط الخراب و الفساد الذي التهم كل مقدرات البلاد المادية و البشرية".
..........
14.11.2013
صوت ألمانيا