وسُئل الشيخ عبيد الجابري حفظه الله :أرجو أن تُوجِّهوا نصيحة لطُلَّاب وطالبات العلم في شبكات التواصل الاجتماعية التويتر وفي الشبكات عمومًا؛ فيما يحدث بينهم من مراسلات وثناء وتجميل للعبارات مِمَّا وسَّع مداخِل الشيَّطان عليهم، والله المستعان.
بارك الله فيك يا بنتي، وصانَكِ الله في دينِكِ ودنياك وآخرتك.
أقول: كما ذكرتي؛ هذا مدخل من مداخل الشيطان، لأنه يغزو بيوت، وأنا أنصحُ كُل مسلمة أن لا تدخل مع الرِّجال في المجادلات والرُّدود وإن كان الرَّد علميًا، فاتركن الرجال للرِّجال، وأنا أعلم من خلال ما بَلَغَنِي أنَّ بعض الرِّجال يدخل باسم امرأة أم فلان أم فلان، الكُنَى واسعة، ولا يُعرف، فيستميل النساء للحديث معه، فاحْذَرْنَ يا نساء المسلمات، واتَّقينَ الله في أنفسكن، فلا تَدْخَلْنَ في أي شبكة مثل هذا، إِلَّا إذا كان هناك عالم تَعْرِفْنَهُ بالتُّقى، والتَّدَين الجميل، والعلم، والفقه في دين الله؛ فتسأَلُه المرأة سؤال في المعروف وليس فيه خضوع بالقول؛ لا كتابة ولا مشافهة.
ولكي تتحقق أهمية المرأة في إصلاح المجتمع، لابد للمرأة من مؤهلات أو مقومات لتقوم بمهمتها في الإصلاح وإليكم جانبا من هذه المقومات.
المقوم الأول: صلاح المرأة:
أن تكون المرأة نفسها صالحة، لتكون أسوة حسنة، وقدوة طيبة لبنات جنسها، ولكن كيف تصل المرأة إلى الصلاح؟
لتعلم كل امرأة أنها لن تصل إلى الصلاح إلا بالعلم، وما أعنيه هو العلم الشرعي الذي تتلقاه، إما من بطون الكتب إن أمكنها ذلك وإما من أفواه العلماء سواء أكان هؤلاء العلماء من الرجال أو من النساء.
وفي عصرنا هذا يسهل كثيراً أن تتلقى المرأة العلم من أفواه العلماء، وذلك بواسطة الأشرطة المسجلة، فإن هذه الأشرطة ولله الحمد لها دور كبير في توجيه المجتمع إلى ما فيه الخير والصلاح إذا استعملت في ذلك.
إذن فلا بد لصلاح المرأة من العلم، لأنه لا صلاح إلا بالعلم ,
فيتلقى العلم إما من أفواه العلماء,وإما من بطون الكتب.
المقوّم الثاني :التخلق بالأخلاق وأهمها الحياء
و القرآن امتدح حياء المرأة في قصة موسى عليه السلام قال تعالى: " فجاءته إحداهما تمشي على استحياء"
وهذا بيان من القرآن فيما ينبغي أن تتصف به المرأة المسلمة القانتة الصالحة ولابد أن يظهر هذا الحياء على كل تصرفات المرأة المسلمة:
● في لباسها وحجابها.
● في مشيتها.
● في كلامها وخطابها لمن تتكلم معه.
● في جميع ما يصدر منها.
فلا خضوع في القول، ولا تصنع وتميع في المشية، ولا إثارة في اللباس، ولا ثرثرة في الهاتف. ومن باب أولى المنتديات المختلطة
وعندما فسخت فتيات الإسلام من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الحياء أصبحن في حالة يرثى لها، وفي وضع يشكى منه، ودب الانحراف في صفوفهن.. والله المستعان. و المرأة بدون حياء لا خير فيها ولو سترت نفسها بلباس شرعي وتستّرت خلف ألقاب العفة والطهارة
المقوم الثالث : الحكمة:
أن يكون لدى المرأة حكمة في الدعوة، وفي إيصال العلم إلى من تخاطب وحكمة هي وضع الشيء في موضعه، كما قال أهل العلم، وهي من نعمة الله سبحانه وتعالى على العبد، أن يؤتيه الحكمة، قال الله عز وجل {يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةِ فَقَدْ أُوتِي خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة:الآية:269] وتقتضي الحكمة أن تبتعد المرأة عن مواطن الشبهات وتبتعد عن الرجال فالرجال للرجال ودخولها في جدالات مع الرجال هذا من وضع الشيئ في غير موضعه.
المصدر: