الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين
unpef
-------------------------------------------------------------
الجزائر في : 2014/03/21
بيان وطني رقم : 2014/22
حرصا من الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين لحقن دماء أهالينا وإخواننا في ولاية غرداية تنقل أعضاء المكتب الوطني إلى عين المكان غير أن الظرف لم يسمح له بالتقاء أعيان وممثلين من الأسرة التربوية من كلي الطرفين ، وتبرئة للذمة أمام الله والتاريخ نؤكد أنه كلما مر يوم على الأزمة والفتنة القائمة بين أهالينا في غرداية إلا وتقطرنا دما وازددنا ألما وحسرة لأن هذه الأحداث الأليمة والانزلاقات الخطيرة خرجت عن النطاق فأدت إلى خسائر في الأرواح والممتلكات ، وإذا لم تطوق لا قدر الله فإنها ستأتي على الأخضر واليابس مما يستوجب التدخل العاجل لعقلاء الطرفين من أبناء وادي ميزاب عربا وأمازيغ مالكية وإباضية ، نظرا للروابط المتينة بينهم فهم أبناء وطن واحد ودين واحد ومصير مشترك ، وكما قال العلامة عبد الحميد بن باديس رحمه الله "إن أبناء يعرب وأبناء مازيغ قد جمع بينهم الإسلام منذ بضع عشرة قرنا ، ثم دأبت تلك القرون تمزج ما بينهم في الشدة والرخاء ، وتؤلف بينهم في العسر واليسر ، وتوحدهم في السراء والضراء حتى كونت منهم منذ أحقاب بعيدة عنصرا مسلما جزائريا أمه الجزائر وأبوه الإسلام ".
وانطلاقا من قناعتنا الراسخة بإنه مهما طال عمر الأزمة فإنها ستنتهي لامحالة لأن الواقع يفرض على الطرفين التعايش معا للروابط المتينة التي تربطهم من دين ووطن ومصير مشترك ، ويكفي امتزاج دمائهم إبان ثورة التحرير الجزائرية الكبرى لتحرير الجزائر من بوتقة الاستعمار الفرنسي وتوحدهم منذ أحقاب في المحن والإحن ، فقد آن الأوان أن يتدخل العقلاء من الأعيان لتطويق الفتنة ووضع حد لحرق السكنات والمحلات وزهق الأرواح التي حرمها الله وتفويت الفرصة على المتربصين الذين يسعون جاهدين لاستمرار ظروف الاحتقان والهلع وإثارة الضغائن والمزيد من التخريب والخسائر المادية والبشرية للاصطياد في المياه العكرة .
ولذا ومن باب الحرص على حقن دماء أهالينا في غرداية والمصلحة العامة ندعو استعجالا طرفي النزاع إلى انتهاج أسلوب الحكمة والتعقل ونبذ الشقاق والخلاف وإصلاح ذات البين لأن إطالة عمر الأزمة لايخدم أي طرف من الأطراف ، بل يخدم نافخي الكير فقط ، وآمالنا الكبيرة معلقة على الله أولا ثم الخيرين من أبناء الوطن خاصة أبناء منطقة وادي ميزاب لإخماد نار الفتنة والخروج بالمنطقة لشاطئ الأمان وما ذلك عليهم بعزيز .
قال تعالى في سورة الحجرات : "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ".
رئيس الاتحاد
الصادق دزيري