![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() نصيحة خاصة عممتها للفائدة
قد لاحظتُ ـ في المدَّة الأخيرة ـ على الموضوعات التي ينزلها بعضُ الإخوة نمطا واحدا، فهمتُ منه أنَّهم يمرُّون بمرحلة قلق و اضطراب يمرُّ بها جميع النَّاس في فترة من فترات حياتهم، خاصَّة الصَّالحين منهم، وكما قال ذو الإصبع العدواني : أطافَ بنا ريْبُ الزَّمان فداسنا *** له طائِفٌ بالصَّالحين بصيرُ وقال البحتري: ألم ترَ للنَّوائبِ كيف تسْمو ***إلى أهلِ النَّوافِلِ والفضولِ وقال أبو الطيِّب: أفاضل النَّاس أغراض لذا الزَّمن **** يخلو من الهمِّ أخلاهم من الفطن وليس الإشكال في هذه الاضطرابات في حدِّ ذاتها، ولكن في طريقة التَّعامل معها، والخروج منها بأقصى سرعة ممكنة ،وبأقلِّ الأضرار، فمهما كان لن يغلب عسرٌ يسرين، ومهما طال اللَّيل طاردته أنوار الصُّبح من على رؤوس الجبال . وفي الحديث: ((ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ - وهما المرض والتعب - ولا همٍ ولا حزنٍ ولا غمٍ ولا أذى، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه)). المهمُّ: ما تعانون منه ـ العجز عن الدِّراسة ـ يكون بسببين اثنين: إمَّا عين تصيب الإنسان فتتغيَّر أحواله من الاجتهاد إلى الكسل، ومن الذَّكاء إلى البلادة وصعوبة الفهم، أو عدم القدرة على التَّذكُّر و الترَّكيز حتَّى يستغرب ذلك من نفسه. وإمَّا مشاكل اجتماعيَّة أو عاطفيَّة تُشتِّت الذِّهن، و تُضعف العزيمة، وتُوهن القوى العقليَّة ،وتقتل الرَّغبة في طلب العلم، والعلم يحتاج إلى الاستقرار النَّفسي ،وإلى راحة البال، وبدون ذلك يُصبح مضيَّعة للوقت ،فأعرف كثيرا من الشَّباب، ومن طلبة العلم من هذا حاله، لأنَّه عجز عن تجاوز هذه المرحلة بتدابير حاسمة حازمة. وعليه،وبما أنَّي لا أعرف أسباب مشكلتكم بالضَّبط فأقترح عليكم أوَّلا أن يكون لكم وردٌّ من الذِّكر "الحوقلة ـ والاستغفار" ساعة بعد الصُّبح، وساعة قبل المغرب،أو حسب وقتكم ،واستعانة بالصَّلاة "وقت الضُّحى ـ أو بعد العشاء مباشرةـ أو قبيل الصُّبح "كلُّه طيِّب،{واستعينوا بالصَّبر و الصَّلاة }فلابدَّ من الفزع إليها. واعلموا أنَّ الأشياء بقدر فاطلبوها بعزَّة نفس، وتوكَّلوا على الحيِّ الذي لا يموت ،فالتَّوكُّل حصن الله من الأعداء، من دخله كان آمنا محفوظا محفوفا برعاية الله و لطفه،واعلموا أنَّه لو رفعت الجبال فوق رأس العبد فالأفضل له أن يبقى ساكن القلب، لأنَّه عبد مملوك لإله عليم حكيم رحيم، فاستعينوا بالصَّلاة على السَّبب المعيَّن ترزقون التَّوكُّل . وذلك كما قال العارفون : إذا علمتم أنَّ الأمر كلَّه بيد الله، قال تعالى:{ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ }،وقال:{ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} فمن علم أنَّ الأمور كلُّها بيد الله :أمر الدُّنيا وأمر الآخرة، والنُّفوس والقلوب لم يبق له نظر إلى سواه، وانجمع بكلِّيَّته على الله ، قال تعالى:{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا } حسبه أي: كافيه، ومن كان الله كافيه ماذا يفوته؟! ثانيا:إن كانت مشكلتكم اجتماعيَّة"عاطفيَّة" أو ما في ضمنها فيجب أن تحسموا أمركم وتتَّخذوا قرارا نهائيا ،فإن التَّردُّد هو مشكل و ضعف أكثر النَّاس ،وحتَّى يسهل عليكم ذلك عليكم أن لا تفكِّروا في عاقبته تماما ،فمهما كان هذا القرار، ومهما كانت نتائجه لن يخرج عن قضاء الله وقدره ،و الخير ليس في الشَّيء نفسه، ولكن في مصيره الذي لا يقدر على التَّحكُّم فيه إلاَّ الله تعالى ،وهذا يكون بالنِّيَّة الصَّالحة التي تقترن مع هذا القرار، فليس لكم من الأمر شيء إلاَّ النِّيَّة ،و الله كفيل بتغيير الأحوال وتقليبها فهو الوحيد الذي له القدرة على تغيير جواهر الأشياء و طبيعتها. {فَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئاً وَيَجعَلَ اللهُ فِيهِ خَيراً كَثِيراً } وقوله : {وَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لكُم وَعَسَى أَن تُحِبوا شَيئًا وَهُوَ شَر لكُم وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لاَ تَعلَمُونَ } فنحن في قاعة امتحان كبيرة نُمْتحن فيها كلَّ يوم تُدعى الحياة، فكلّ ما فيها امتحان وابتلاء : المال فيها امتحان، والزَّوجة والأولاد امتحان، والغنى والفقر امتحان، والصِّحَّة والمرض امتحان، وكلُّنا ممتحن في كلِّ ما نملك، وفي كلِّ ما يعترينا في هذه الحياة حتَّى نلقى الله، قال تعالى : {كُل نَفسٍ ذَائِقَةُ المَوتِ وَنَبلُوكُم بِالشر وَالخَيرِ فِتنَةً وَإِلَينَا تُرجَعُونَ }. وقال جلَّ ذكره: {أَحَسِبَ الناسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا ءامَنا وَهُم لاَ يُفتَنُونَ (2) وَلَقَد فَتَنا الذِينَ مِن قَبلِهِم فَلَيَعلَمَن اللهُ الذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعلَمَن الكَاذِبِينَ }. فأنت أيها المعافى ممتحن، ولكن ما أحسست أنَّك في قاعة امتحان حتَّى ابتُليت، وليس فينا من هو أكبر من أن يمتحن ، وكيف لا وفي الحديث الصَّحيح : "أشدُّ النَّاس بلاءً الأنبياء، ثمَّ الأمثل فالأمثل…" . كما أنَّه ليس فينا من يملك رفض هذا الامتحان، ولكن فينا من يُمتحن بالبلاء فينجح بالصَّبر والإيمان والاحتساب، وفينا من يمتحن بالبلاء فيرسب بالجزع والاعتراض على الله. إنَّ الله تعالى قسَّم بين النَّاس معايشهم وآجالهم، قال تعالى: {نَحنُ قَسَمنَا بَينَهُم معِيشَتَهُم فِى الحَياةِ الدنيَا }. فالرِّزق مقسوم، والمرض مقسوم، والعافية مقسومة، وكلُّ شيء في هذه الحياة مقسوم، فكلُّ شيء بيده يقلِّبه كيف يشاء، فيمتحن من يشاء، ويعافي من يشاء { أَلاَ لَهُ الخَلقُ وَالأمرُ } . أسأله تعالى بمنه وكرمه أن يصلح بالكم، ويلهمكم رشدكم، ويخرجكم من كلِّ ضيق إلى سعة رحمته، وعظيم عنايته ولطفه، وأن يمنَّ عليكم بما يفرح قلوبكم ويرضيه عنكم إنَّه ودود كريم. الشيخ مختار الطيباوي
آخر تعديل باهي جمال 2014-03-05 في 06:07.
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() بارك الله فيك |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() وفيك بارك الله |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
العلم, عوائق, طالب, طريق |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc