بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله..أما بعد:
فمن الملاحظ لكل تالٍ ـ متدبر ـ وحافظ لسورة (الشعراء)؛ تكرر ختم قصص الأنبياء ـ فيها ـ بقوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.
وقد جاء ذلك في الآيات الكريمة:
[ 9، 68، 104، 122، 140، 159، 175، 191]
فما مناسبة تكرار ختم قصص الأنبياء في تلك السورة الكريمة؛ باقتران اسمي الله الكريمين (العزيز الرحيم)؟
الجواب من كتاب: (فقه الأسماء الحسنى) * تأليف الشيخ: عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر ـ حفظه الله تعالى ـ حيث أفاد بقوله:
"وتكرَّرَ في سورة الشعراء ختمُ قصص الأنبياء مع أممهم بقوله: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الشعراء:9]، وفيه دلالةٌ أنَّ:
ما قدَّره الله لأنبيائه من النصر والتأييد والرفعة هو من آثار (رحمته) التي اختصهم بها؛ فكان لهم حافظًا ومؤيِّدًا وناصرًا ومعينًا.
وما قدَّره لأعدائهم من الخذلان والحرمان والعقوبة والنكال من آثار (عزَّته).
فَنَصَر رسلَه (برحمته)،
وانتقم من أعدائهم وخَذَلهم (بعزَّته)؛
فكان ذكرُ الاسمين مقرونَين في هذا السياق في غاية الحكمة والمناسبة"!. ا.هـ
ـــــــــــــــــ
*دار التوحيد للنشر: الرياض/ الطبعة الأولى (1429هـ)/ ص: 42.
منقول