التفكير الناقد:
نُصادف في حياتنا نوعا من البشر تُبع، لا يُحسن سوى إتباع الآخرين فيما يذهبون إليه، دون إعمال لأي جهد عقلي، فيستقبل المعارف والأفكار والمعتقدات على أنها مسلمات، ولا يُخضعها للتفكير الناقد، الذي يُعرف بأنه تفكير عقلي يقود إلى اتخاذ قرار فيما يتوجب الاعتقاد به أو عمله ، وهو كذلك نشاط عقلي يقوم به الفرد عندما يواجه موقفاً يتطلب فيه إصدار حكم أو إبداء رأي، بإخضاع المعلومات والبيانات لاختبارات عقلية، بمعنى آخر هو مجموعة العمليات الذهنية التي تعتمد قواعد الاستدلال المنطقي سعيا وراء الحقيقة.
وعندما أعود إلى الواقع أشعر بالإحباط الشديد حين أرى الخمول الفكري، وسلبية التلقي لدى الطلبة في الجامعة، أو بين من يدعي الانتساب للعلم، أفراد وضعوا لأنفسهم قوالب جامدة من التفكير، ويستخدمون أسنان غيرهم حين يريدون هضم المعرفة الإنسانية، يشعرون بالمتعة وهم يطلون على العالم من خلال نوافذ الجيران...
لقد بات من الضروري أيها الأصدقاء العمل على تنمية التفكير الناقد لدى الأولاد، لنمكنهم من مواجهة تحديات المستقبل، وبناء شخصية موضوعية، فنجعل من طفل اليوم مواطنا فعالا في الغد، يشارك بتفكيره الحر في بناء المجتمع الحر.لعمري إن أحد أسباب ما نحن فيه من تخلف هو عدم إعمالنا للعقل بفعالية، واكتفى معظمنا بالمعرفة الراكدة التي لم تنتج سوى الطحالب والتعفن والمرض.