أحميدة.. "مجنونٌ" يحصل على ثلاث براءات اختراع
منها سيارة تسير بالطاقة الكهربائية

عندما قرر هذا الشاب الولوج إلى عالم الاختراعات، كان يعتقد أن الدنيا ستفتح له أبوابها، لكنه اصطدم بالعكس، فأصابه ذلك بالإحباط، إلا أن إصراره على مواصلة الاختراعات جعله يملك قوة داخلية. إنه الشاب أحميدة رقيق الجامعي الذي تحصل على ثلاث براءات اختراع سنة 1991، وكان أول من قام بالإرسال الإذاعي والتلفزيوني سنة 1995 بالجلفة، وأول من أنتج المحوِّلات الكهربائية ومنها أجهزة التلحيم والشحن وأول من أنتج محوِّل رافعات وأول من أنتج مدفأة غاز بمواصفات علمية وأجهزة طبية، بالإضافة إلى آلات القطع والقص وأول من أنتج أبراج الرياح الجزائرية بأنواعها ويحضّر لإنتاج أجهزة السكانير و"أي آر أم". كما اخترع الشاب أحميدة سيارة صغيرة الحجم تسير بالطاقة الكهربائية ومدينة ألعاب.
بمرارة كبيرة وحزن يؤكد هذا الشاب، وهو من مسعد وفي الأربعينات من العمر ومهندس دولة في العلوم الدقيقة، أنه لم يجد أي استقبال أو ترحيب من السلطات المحلية عندما قرر تأسيس جمعية العلوم والتكنولوجيا وكان لها برنامج في مخيلته: "أذكر أنني أسست جمعية العلوم والتكنولوجيا، وفي سنة 1996 اتجهت إلى والي الجلفة بطلبٍ للحصول على مقرّ بمؤسسة بن عياد القديمة من أجل تحويلها إلى فضاء للاختراع وقسّم المشروع إلى أقسام متعددة كقسم للطيران والفضاء وقسم علوم الأحياء وغيرها لكن الأبواب صدت في وجهي".
المجتمع الجلفاوي وصفه بـ"المجنون" ليجد حميدة نفسه على هامش الحياة يفكر لوحده ويخترع، ومرات أفكاره تذوب في داخله، يقول رقيق: "لم أكن أتوقع هذه النتيجة من مجتمع لا يعرف سوى الحديث عن الأغنام والماشية وهو ما هو متداول فقط كالزراعة والفلاحة ولا يؤمن بالتكنولوجيا والحداثة".
لو كان حميدة رقيق يعيش في دولة أجنبية لحظي باهتمام كبير وتشجيع فأفكاره كلها في عداد الموتى فمن فكرة إنشاء أكاديمية للطيران والفضاء وفكرة العمل بالأشعة وغيرها، فهو يبحث فقط عمن يناقشه في فكرة علمية أو نظرية فيزيائية، لكن المجتمع يصفه بـ"المجنون" عوض تبنّيه وتشجيعه، فوجد نفسه الآن مهمشا يبحث عمن يشجع أفكاره فقط.