تتلهف سيدتي لسماع رنين الهاتف فتبشر نفسها مثل كل السيدات بميلاد طفلها الانبوبي من رحم الزجاج , فلقد غذَّته بحلُمها ونقلت اليه جميع ما احتوى ال adn من خِذلان وفشل وخنوع ونجاح على أشلاء الصامتين ... ما تزال سيدتي تحتوي خوفها من نوبة كهربائية تصيب الجنين فينتهي الى خراب رغم أن لا أثر لمغص الولادة وألم المخاض ولا أنين الجوع الممزوج بحلم الولادة فلقد زالت جميع المعوقات كي يرى النور هذا المسكين الذي اشتركت في موته الطبيبة والممرضة والبيولوجيون و الخروفة الانبوبية التي شقت الاحلامُ طريقَها الى النور بعد نجاح تخصيبها ... آه لولم تولد تلك الخروفة لكان الانبوب كفرا وهاته الولادة من نياشين الزندقة.
... وأخيرا صراخ الدف يملئ جراحات الآذان المصمغة بالتخاذل ..: يا سكان المدينة (ن ) ولد اليوم ابن الانبوبة بالتبني .. من رحم الظلام , كاسر الأحلام , هادم الانتماء... من لا نسب له .. يا سكان المد... وراح يردد ونحن نألف الى أن تزاحمت أكتافنا بين غدوٍ ورواح وألسنتنا تردد التباريك بقدوم هادم اللذات.