بأعلى صوتِه .. ياعـــــــرب ياغـــــــــجر!!!

[صوت خافت]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

_عزيزي القارئ .. إذا كنت تبحث من خلال هذه المقالة عن معلومة مفيدة ، لتضيفها إلى رصيدك المعرفي فسأبتدرك وأقول لك "أحسن الله عزائك" ، فلن تجد هنا سوى الكلام الذي يصنف في باب الثرثرة الزائدة ، والسوالف المعروفة ، وشيء من البربرة وإن كانت كلمة بربرة لها مدلولات أخرى فالشعب البربري ورد في سبب تسميته روايتين ألأولى بسبب كثرة الكلام غير المفهوم ، والثانية نسبة إلى برّ بن قيس بن عيلان وبالنسبة لي فإني أرجح الثانية دون الاستناد على قاعدة علمية ، وإنّما على القاعدة الذهبية للثرثارين ( شكلها كذا ) .

_ أحاول جاهدًا في هذا المعترك الحياتي ، والسباق الصاروخي ، مع الزمن أن أُجزّء وقت الفراغ لديّ .. مابين مطالعة لكتاب بين الفينة والأخرى ، وبين قعقعةٌ بأطراف الأنامل على لوحة المفاتيح والتي دائما ماتختلس وقتها إلى وقت غيرها _ أقصد القعقعة _ ودائما ماينقم علي أخي عندما يراني بالساعة والساعتين ، قد جثوت على ركبتيّ ، وعكفت ظهري بين يديّ هذا الشيخ الجليل الذي لم يصدف لي أن سألته عن شيء وقال لاأعلم ، فيقول _ أخي _ بلغة الساخر ( أسمع قعقعة ولا أرى طحنا ) ولا أعرف من أين أتى بالقعقعة بدل الجعجعة .. !!
أمّا إذا استفاض لديّ الوقت فإني أُطلق قدماي للريح ترويحا لما تحمله هذه القدمان ..

_ وذات يوم وأنا راكب على ظهر دابتي الحديدية التي صُنعت بأيد يهودية _ قطع الله تلك الأيدي _ وقد استقليت قطعة سوداء مسبوكة لاترى فيها عوجا ولا أمتا ، يقال لها ( الزفت ) حاشاكم ، وبينا دابتي تتدحرج بي من منعطف لآخر ومن زُقاق لمثله ، أبت أفكاري إلا التدحرج بين أروقة مخيَّلتي لتطوف بعقلي في مسارب الزمن ، وتلقي بروحي صريعة اليأس ، مسجاة وهي تنوح على مجد أثيل .. إنه مجد الإسلام والعرب ..
أرخيت عنان الخيال للتجوال على خارطة عالمنا العربي ، كلما طاف ببقعة تساقطت منه هتون ساجمة هي الهموم التي أناخت بكلاكلها على صدري .. دارت رَحَى الأيام واستلقت على القاع القمم .

_ استيقظت من أطياف هذه الرحلة الم****ّه الخاطفة على أطباق الخيال الطائر بصوتِ منبّه مُزعج لأحد السيّارات ، وإذ بسيّارتين أمامي قد ضاق بهما الشارع الذي وسّعه الله .. وضاقت صدورهما قبل ذلك !! وذلك عند أحد المنعطفات !! فأحمرّت الوجوه ، وقُطِّبت الحواجب وبَدَت علامات الغضب ظاهرة عليهما ، فأخرج أحدهما يده من خلال النافذة ، وكأنّها سيفا مصلتا وقد عقد الخنصر والبنصر والوسطى وأشار بالسبّابة وقال لندّه شاتما شامتا ... ياعـــــــــــــرب ياغجــــــــــــــر !!!
فقلت في نفسي الحزينة إنا لله وإنّا إليه راجعون .. مادخل العرب في الموضوع !! فزاد الطين بِلة والنفس عِلة ..

_ رجعت إلى البيت وبالتحديد ( للقعقعة ) وفي لفظة لأخي بعد التصحيح ( للجعجعة ) أقصد (النت) باحثا عن ذاك المجد والعزّ .. ولو من خلال اجترار الماضي والتغنّي به ، وأنّا مستغرق في البحث إذ سقطت عيني على مقالة لكاتب _ هداه الله _ عن العرب والعروبة وهو أحد الكتّاب الساخرين .. ولكنّه لم يترك شيئا ماسخر منه !! قد سخر من الدنيا وما فيها ، وما أظنّه إلا حُطيئة زمانه الذي ماسلمت منه نفسه حينما رأى وجهه في المرآة فأنشد يقول ..

أبت شــفتاي اليوم إلا تكلّما :::: بسوء فما أدري لمن أنا قائله
أرى لي وجها شوه الله خلقه :::: فقُبِّح من وجهٍ وقبّح حامله

هذا الكاتب _ هداه الله _ شبّه العرب والعروبة بتشبيه جاوز الحد في القبح .. بأنها امرأة زانية مستلبة الحقوق وضيعة حقيرة تافهة .. الخ ،
وما إن انتهيت من قراءة ذاك المقال السخيف حتى قلت في نفسي _ إنّا لله وإنّا إليه راجعون _
إذا كان هذا حظّك أيتها الأمة العربية من أبنائك فما هو حظك من أعدائك .. فتذكرت المقولة الهزليّة الشهيرة التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق / موشي دايان ومفادها ... ( إن العرب لايقرأون وإذا قرأوا لايفهمون وإذا فهموا لايطبقون وإذا طبقوا لايتقنون ) .
وتذكرت ماقاله الرئيس الفرنسي في حق دول الخليج قبل أيام ، وتذكرت شتائم بوش الخنزير القولية والفعلية ، وغيرها وغيرها من شتائم أعداء الله من اليهود والنصارى للعرب والمسلمين ورموزهم ( اللي جاي بيضرب واللي رايح بيضرب ) .
وإنا لله وإنا إليه راجعون ..

_ تبادر إلى ذهني سؤال .. لماذا لايكف الغرب عن شتمنا ..؟؟
_وهل إذا توقفنا نحن عن شتم ذواتنا سيتوقفون !!؟؟
_وهل الضرب في الميّت حرام .. أم إن هذه الأمّة لم تمت ولن تموت إلا ماشاء الله ؟؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،