زيدان من الألف إلى الياء

[MOSTAFA17_2012]

رحل زين الدين زيدان ........اية اطياف ستظل فى الذاكره...
هذا ((اليزيد))ابن اسماعيل المهاجر الجزائرى سائق الشاحنه.....ثم بعد باريس يتحول الى حارس ليلى بالمكان وهو يمتطى جوادا.
هذا القبائلى ابن قريه اقمون فى ولايه بجايا ...يقطع البحرالمتوسط ...ويلبس القميص والجنسيه ثم يعبق بالعطر الفرنسى واناقه وثقافه باريس عاصمه النور .
يكبر زيدان الجزائرى بتعليم وتدريب وتلقين فرنسى ...ولكن موهبته التى ولدت معه فى اقمون هى التى قدمته للناس ...وهى التى سحرت العالم...فاصبح واحدا من افضل ثلاثه لاعبين فى التاريخ.
زيدان جمع بين معادله تكاد ان تكون مستحيله ...بين الوطن والهويه والاصاله والجذور...وبين الهجره والانتصار على كل معاناة هذه الهجرة...فكان اول لاعب فى التاريخ يمدحه رئيسا دولتين!!!
.........الرئيس الفرنسى جال شيراك قال :ان فرنسا وكل الفرنسيين يحبون زيدان وفخورون به.
...........اما الرئيس الجزائرى بوتفليقه فقال:ان الجزائر و الجزائريين فخورون بزيدان..ويحبونه.
زيدان نموزج لاعب متفرد فى كل شىء ...فايه اطياف ستظل فى الذاكرة بعد رحيله.
اخر...اللحظات...انه بصم على ضربه جزاء ساحره فى مرمه بوفون فى لقاء النهائى الالمانى امام ايطاليا.
واخر ...اللحظات التى ودع بها الملاعب كانت ضربه راس فى صدر المدافع الايطالى ماتيرازى وخروجا بالطرد قبل الوقت النهائى للمباراه بعشر دقائق .
كان خروجا خزينا ...ولكنه لم يكن سوى لحظه تقلب العواصف فى مسيرة لاعب عظيم...فذاكرة زيدان فى وجدان كل العالم ...مايئه بالسحر والجمال والحضور الكبير والابداع والقزاحيات والنيازك المضيئه بالوان الطيف.
من اجل زيدان المبدع ...العربى...الجزائرى...من اجل زيدان الذى انتصر لكل المهاجريب المقهورين فى العالم...من اجل الانسان ... كانت هذه الواقفه...مع مسيرته...حياته...افراحه...ودموعه...مع مواقفه الانسانيه...ومع السحر الذى رسخه فى مفكرة كرة القدم العالميه.
زين الدين زيدان ...الاسطوره...هاهو هنا لنقراه مسيره الكرويه وافراحه واحزانه ومسيره حياته ...........
__________________

[MOSTAFA17_2012]

فى صيف المانى ..شهد كسوفا لحظى للاعب ..انكسارا للحظه ..توقف فيها الزمن ..بكى فيها الزمن ..وثارت العاصفه كزلزال مدمر
زيدان الذى لها..تسلى..ابدع..وسحر خلال 17عامل من مسيرته ..وكان اقرب للابهار فى نهائى مونديال ..كان اقرب للاعجاب فى سنه..وعندما قرر تحطيم كل مراياه..وحبس انفاسه وعرقه ان تسرى فى الملاعب..اطلت لحظه كبرياء ..اشعلت النارفى وجدان عزه نفسه .
...فى ومضه لم يتحمل زيدان كلاما قبيحا ..فى حق امه ..فى حق اصوله ..جذوره..وفى حق كرامته كانسان..ومع الفعل كان رد الفعل وانتفضت ثورته ..وضرب ماتيرازى براسه ..وطرده الحكم كعقاب يستحقه قانونيا.
...لم يكن قد بقى على نهايه اللقاء سوى عشر دقئق (خلال الشوطين)..
وكانت النتيجه تعادلا 1/1 .. بعد ان سجله ضربه جزاء بطريقه رائعه تراقص فيها بوفون سقوطا ..وبعد ضربه من كره متوقفها ارسلهابر اسه وسط غابه من اللاعبيين ..كل الذين وضعوا ايديهم على رؤوسهم لحظه طرد زيدان كانوا ياسفون على ضياع كل حظ فرنسا فى حمل كاس العالم..ولكنهم كانوا ينزفون من اجل زيدان ..وتساءل كل العالم..
زيدان اعتذر للاطفال ..وللجميع ..لم يعارض فى عقوبه يستحقها ولكن طالب بمعاقبه المستفز (الوقح)لان ردة الفعل لاتاتى سوى مع الفعل الاصلى ..ولان الفيفا نفسها راعت تاريخ الاعب ..واخلاقه..ومواقفه الانسانيه ..ولانها تاكدت من ماتيرازى تعمد استفزازا قويا وطيله المباراه..وعندما لم تنفع الوسائل الكلاميه القبيحه العاديه ...التجاءالى الجذور والام والاخت والى ذبح الكرامه والتلويح بكلمه ارهاب وكانها اصبحت الدرع الواقى..والمخرج لمن لا مخرج لهم..ولا مبررات لديهم..ولا حقيقه يهدفون اليها..لان الفيفا بموضوعيه الحدث ..انقذت كره القدم من مغبة اشكالية عويصة قد تبتدىء نفسيه لتاكيد عنصرية العرق التى تفشت فى اوروبا وتحولها الى مجموعه عنصريات ..للون والجذر والمعتقدو..فكان ان عاقبت برافه وذكاء ماتيرازى ايضا واوقفته مباراتين .
زيدان خرج خروجه الاخير وسط الكابوس ..وسط حلم مزعج...وسط بعثره عنيفه للالوان والاطياف وحولنا زيدان جميعا الى قطعه من نار وثلج.
__________________

[MOSTAFA17_2012]

فى احياء وازقة شمال مدينة مرسيليا ....وعندما لم يكن سوى الصغير يزيد ....سحر زملاءه الصغار....بتقنيتة المتميزة....وبعطر السحر العربى الافريقى الفواح.
كان اول نادى لعب له زين الدين زيدان وهو ضغيرا جدا هو ((لافوريستا))بالكاستيلان....وكان زملاءه فى الفريق هم من ظلوا معه حتى سانت هنرى ومنهم من رافقه حتى المنتخب.
__________________

[MOSTAFA17_2012]

[MOSTAFA17_2012]

فريدرك غرافيرو:
كان يمتلك اصرار الفوز

فى سنه 1981 التحق يزيد الصغير بناشىء نادى سانت_هنرى الذى يبعد ثلاثه كيلومترات عن الكاستيلان (مرسيليا).
...كان الصغير غالبا ما يقطع هذه المسافه على رجليه..ولكنه ابدا لم يتاخر يوما عن التدريبات ولو دقيقه واحده.
..ويروى فريدريك غرافيرو هذه الشهاده..وقد قضى معه كلاعب ناشىء فى نادى سانت_هنرىسنتين...وهو اليوم استاذ للرياضه البدنيه فى الثانويه سانت_اليزابيث(عندما كانت اول مقابله لى مع زيدان..كان عمرنا بين 9و10 سنوات ..وكنت اعرفه لاعبا لفريق لافوريستا فى حينه ..وفى اول حصه تدريبيه..احسست بانه ليس مشاغبا..مقاتلا..لكنه ..لايترك حقه..او يترك احدا يتجاوزه..احسست منذ الوهله الاولى بانه يتمتع بعقليه الاصرار على الفوز ..كان يغضب حتى من ضربات الخطا المهدره..او التمريرات الضائعه ..او الفرص السائبة..لدرجه ان فريقنا كان الافضل فى كل الاقليم لاننا لم ننهزم طوال الموسم كله.
...فى هذا الفريق..وجد يزيد مكانه فيه بسهوله كبيره..كان يمتلك قبلا طريقته الخاصه به لقيادة كرته بخارج قدمه..بطبيعه الحال..بسرعه وضع نفسه كقائد للعب قبل ان يضعه المدربون..واصبح يقول كل شىء فى اللعب...حتى ان المدرب الاول..كان يتحدث الى زيدان وحده ؛اما نحن فكان المدربون الاخرون يصححون اخطاءنا (اللعب الاساسى).زولم اعرف يوما ان مدربا من الطاقم المشرف على فريقنا ذهب ليزيد ليصحح له خطا فى كتم الكرة او توقيفها او تمريرها او تسديدها او نقلهااو...او..وكانه ولد بلا اخطاء...وهوفعلا كان يعرف اللعب..ويلعب بلا اخطاء..وعلى المستوى التقنىالفردى..كان زيدان يفعل بالكره اشياء مستحيله..وما زال يلتصق فى ذاكرتى لقاء دورى سانت _تول..وكنا كالعادة اسياد اللعب وسيطرين..ولكننا لم نستطع ان نصل المرمى ونسجل..فى هذا اليوم..سجل يزيد هدفا من تسديده بعيده جدا..وبعد ان قفز وارتمى على الكره وقذف هوائيا..سارت معها الكره كالبرقفوق الحارس لتدخل المرمى..واننى اتذكر هذا الهدف..لانه من النادر ومن المستحيل احيانا ان يسجل مثله لاعب فى هذه السن وهذه الفئه من الناشئين وبهذه الطريقه...مما اكد للجميع انه افضل تقنيا ومهاريا من جميع ناشئىء فريقه فى سانت هنرى والاقليم بكامله....))
ويضيف فريدريك غرافيرو (اتذكر ان الدوريات التى كنا نخوضها كانت تجرى يوم الاحد....(دورى واحد فى يوم واحد)...كانت المنافسات تبتدىء فى الساعه السابعه صباحا....ولاننا دائما ومن دون استثناء نلعب المباراة النهائيه فكنا نظل فى سانت _هنرى حتى الساعه الثامنه ليلا!!!
....كل عائلات الاطفال تكون موجوده...واتذكر ان يزيد كان يصحب معه كثيرا امه وشقيقهوغالبا والده...كان الجو عائليا...وكنا نحس بالسعادهاننا نستمتع...ونحظى بالدفء الاسرى.
واعتقد ان السنتين اللتين قضاهما يزيد فى سانت _هنرى وتحت اشراف المدرب المربى فرانسيس كولادو وهو حاليا المشرف ضمن الطاقم التقنى الاحترافى لنادى لانس.....رسخت فى عقليته.....فكر المثابره والاصرار والتحدى وعقلية الفوز ورفض الخسارة ذهنينا....باختصار.....فترة خلفت من يزيد منافسا مقاتلا)).
__________________

[MOSTAFA17_2012]

[MOSTAFA17_2012]

انتقل زين الدين زيدان من سانت _هنرى الى مركز التكوين والتاهيل فى نادى كان...ثم التحق بالفريق المحترف.
وجد زيدان القادم من مرسيليا ...عائله اخرى ودفئا اخر فى الملعب وخارج الملعب....وكان من الطبيعى ان يحدث ذلك....ان هذا الفتى يعد الكثير...واصبح يسيل لعاب المدربين والمسؤولين....لعب مع نادى كان71 مباراة سجل سته اهداف

[MOSTAFA17_2012]

اول اهداف حياته كمحترف كان بالراس!....وبالراس احرز كاس العالم 1998 ايضا



الدولى الفرنسى السابق والمدرب حاليا لويس فيرانديز

فيرنانديز:
كنا نخاف عليه ....انه نجمنا الصغير

يقول لويس فريانديز الذى كان زميلا له فى نادى كان((...لقد حملت زين الدين زيدان قليلا فوق جناحى....غالبا بعد التدريبات او المباريات كنت اخذه لماوى ميمونت فى مركز المدينه كان حيث يسكن ...كان ياتى ايضا للاكل معى فى بيتى....وكنت اراه منذ التحاقى بنادى باريس سان جيرمان مع المجموعه انذاك ....الى جانب ادامس؛؛بيتناى؛؛دحلب؛؛بيناشى.
كان جيدا ان يجد زيدان او غيره لاعبا قديما فى الفريق يكون بمثابه الدليل ...وكان يرغب فى ان نكلمه...وكان لايطرح اسئله كثيره...وكان يستمع بعنايه...مفتوح على النصائح....ولن ارميه بالورد...كنت اقول له..وهو فى سن العشرين...فى الوقت الذى يقاتل فيه المرء من اجل مكانه بين المحترفين...ان هذه البدايه...بدايه الصعوبات..كنت اقول له...انه قدرنا وربما نحن محظوظون بعض الشىء...لكن عليك دائما توقع لحظات صعبه...وكنت اضرب له امثله من تجربتى لكى يتاكد من الامر.
....بالنسبه لوسائل الاعلام...كنت احذره من اخذ حيطه ردود الفعل المعاكسه...وكان طيبا..جيدا....وكنت اكررله كلامى لاننى ارغب فى الايتعرض لعاصفة غير متوقعة فى بدايه مشواره.
لكننى لم اكن قلقا تجاهه...لاننى كنت اشاهده بعد المباريات فى ساحه وقوف السيارات بالملعب محاطا بعائلته....القادمه من مرسيليا...الاب..الام....والاخوه والاخت...كل الاسرة هنا....فلم يكن وحيدا ...كان هناك دفء كثير يحيط به.
فى ذلك الوقت...قابلت(فيرو)(فيرونيك) زوجه المستقبل..تحدثنا بالاسبانيه...فتاة انيقة ..غامضة..لكن بحضور قوى...وليست من نوع الفتاة التى تتعلق بشهرة اللاعب ...ولم اكن الاحظ ان علاقتهما تلفت النظر مثلا...كان لهما حياتهما الصغيره ...وعاداتهما الصغيرة...))
ويكمل لويس فيرنانديز(لقد اضاع زيدان موسما كاملا بسبب التحاقه بالتجنيد الاجبارى(من1989 حتى1990)...وبعده لعب باستمرار...لكن فى البدايه..كان الجمهور قاسيا صارما معه....كان الناس ينتظرون منه الكثير...بالنظر لمؤهلاته التقنيه العاليه....وبسرعه...ومن دون النظر الى ان زيدان ما زال صغيرا وفى البدايه وكان حتى بدنيا لم يصل لصلابه المحترفين فهو لم يكن ليتحمل اكثر من 60 دقيقه فى المباراه ...اما بالنسبه له...فكان هادفا...غير مستعجل...يستمتع فى التدريبات...وكان متعطشا للتعلم اكثر.
كان يلعب ويسجل حركات كراقص الراب....بينما كان يمتلك بساطه وسلاسة وتقنيه رائعه...المهم انه لم يصل الى قمة صلابته الفسيولوجيه الامتاخرا حتى ما بين سن 23و25 من عمره.
فى كان...تعلم كثيرا....وبالمره خاض كاس اوروبا...عايش مسؤولين...ومكونين واعضاء وموظفين واسرة التعاقدات...الكل كان رائعا...مشوار لاعب يمر ايضا بمواجهات....فهو يتفادى الاصطدامات بطبيعة سلوكه...لايتعدى ابدا حدود وحريات الاخرين.
فى احدى المباريات لعبت ليبيرو...وكان زيدان يلعب برقم8....كان يتمتع بمراقبه رائعه...تضع الكل فى الطريق السليم للعب ...كان دائما يتنحى ليربح ثانيه واحده عن الاخرين....ليراوغ...ليناور وهو فى مكانه...من اجل ان ياخذ زملاؤه امكنتهم وينادون على الكره.
كان زيدان فى التدريبات يكرر كل الحركات الاساسيه للعب... ويكررها..ويعيدها..من دون ان يصيبه الملل. وبالرغم من صغر سنه ..ومن خجله كان يتحمل مسؤوليته ...بواسطه جاهزيته...كان يلزمنا بمعرفه انه يجب ان نعطيه الكرة فى حالة تعرضنا للمضايقه..لم يكن ليزخرف فى الملعب...كان يضع الفريق فى طريق اللعب السليمه....ولم تكن حركاته المجنونه يقصد بها استفزاز الخصوم....لكنها...بالتاكيد تعرضه لتلقى الضربات...بينما نحن(الاقوياء القدامى)كنا ندافع عنه...ونطلبه الايبالغ فى حركاته التقنيه التى لاتجلب له سوى التاعب...لم نكن نرغب ان يعتدى عليه احد...اويؤذيه...لانه كان طيفنا الصغير المضىء.
فى سنه1992 ...اختار زيدان الذهاب لبوردو...فى اطار مبادله للعديد من اللاعبين....ساعتها قلت للبوردولين(احرصوا عليه)).

...........لم اكن اتصور ابدا اننى فى يوم من الايام ستمنحنى الناسبة امكانية ان احترف هذه المهنه ......وفقط عندما وصلت الى مركز التكوين فى كان احسست بهذه الامكانية.
.....زين الدين زيدان فى22يونيو 1996
__________________

[MOSTAFA17_2012]

فى بوردو...عرف التالق احترافيا....اوروبيا....وداخل النخبه الفرنسية

انضم لنادى بوردو العريق سنه 1992 ...وهو لاعب مغمور...وغير معروف تماما...لكنه استطاع ان يثبت ذاته...ان يتفوق...ان يؤكد حضوره فى المناسبات الكبيره....فى كاس اوربا للانديه...وع المنتخبات الفرنسيه....لعب176 مباراة رسميه مع نادى بوردو ...سجل 39 هدفا....وفى سنه1996 لعب مع بوردو نهائى كاس الاتحاد الاوروبى

[MOSTAFA17_2012]

كان على وشك التوقيع مع بوردو مدى الحياة وساقه قدره لليوفنتوس

الدولى الفرنسى كريستوف دوغارى


دوغارى:
زيدان مزاجى ولا يمنح صداقته بسهولة

كريستوف دوغارى نجم بوردو واليوفنتوس والمنتحب الفرنسى سابقا ... زامل زيدان لمده طويله منذ التحاقه ببوردو...واصبحا شريكين تجاريا...وصديقين حميمين حتى الان..يقول(...عندما انتقل زيدان من نادى كان الى بوردو ...لم يشكل بالنسبه لى اى وقع..كان مجرد لاعب عادى جاء على رؤوس اصابع رجليه يتحسس المكان ويهاب المشوار)).
...ويكمل دوغارى هذه الشهاده(كان عمر زيدان لا يتعدى17 سنه ..ولم يكن قد ابتدا يستعرض دوراته بالكره او يستعمل تمريراته الحاسمه..وفعلا..لم نتصادق بسرعه..زواستمر تعارفنا كزملاء من مساحه احترام لمده سنه كامله ونصف السنه.
فى البدايه كان زيدان يقتسم غرفته مع ماركيت او اعتقد فايتسونى..اما انا فكنت وحيدا فى الغالب..لكن تقريبا من بعضنا البعض انطلق شيئا فشيئا...كنت اضحكه..ولكنه لم يكن بالسهل ان يصبح صديقا... فاقترحت عليه الذهاب للمطعم..لكنه فضل ان يظل ملتصقا بزوجته فيرونيك..وكنا محظوظين لان زوجتينا كانتا متفاهمتين ايضا..وهذا امر يساعد ..فلولا زوجته التى كانت تحثه ان نخرج معا...لما حدث ابدا.
...ولكى تكون صديقا لزيدان.. الامر بسيط..لانه انسان طيب..لكن يمنحك ثقة صداقته وحميميته فهذا امر اخر!...خصوصا معى...لاننى مهذار...طويل اللسان.. ملىء بالعيوب..لكن..الحذر..لا اعتبر نفسى افضل صديق له.
بعد بضعه شهور...ابتدا زيدان يقترب منى لانه كان سعيدا فى بوردو..وابتدانا ننظم رحلات للعطلات معا..ولم اكن ساعتها اصاحب افضل لاعب بالعالم ولكنى كنت اصاحب زميلى زيزو ...كنت فى بعض المرات اناديه((محمد)) ..كان الامر يروقه..اخوانه..كانوا يمزحون معه ويلقبونه ب((جان بييرو)) ... كانوا يضحكون باستفزاز لطيف.
مرت علينا لحظات ساخنه...وكنت اعرف ان زيدان راجل مزاجى...ويحب الايتحايل او يكذب عليه احد...وقد اثبت ذللك اكثر من مره.
زيدان فى بوردو كان يتنفس السعاده... المتعه العادية والبسيطة فى اللعب....ولم يحدث ان استمتع زيدان فى اى مكان اخر حتى مع الديكة الزرق مثلما استمتع فى بوردو... كان هنا يحمل متعه اللعب وبعدها تعلم متعه الفوز... كان عندما يمرر لى تمريرة حاسمه اسجل منهاهدفا مثلما مع ميلان بموسم كاس الاتحاد الاوروبى فى ربيع 1996 كنت احدق فى وجهه ...كانت ملامحه مثل طفل سعيد بهديه تلقاها.
وفى بوردو...كنا على وشك ان نمضى عقدا لمده عشر سنوات...اتذكر...كان الوقت عام كاس الاتحاد الاوروبى(1995/1996) ...وهانحن انا وزيدان وجها لوجه مع رئيس النادى السيد الان افلولو وقلنا له(سياده الرئيس..اننا مرتحون هنا...ولا نريد ان نغادر الفريق))
لقد كان وجودنا وكاننا فى مخيم صيفى ...ولم يكن ابدا يدور فى مخيله زيدان ان يقول مثلا(سيدى الرئيس.. اريد ان اصبح بطلا للعالم...اريد ان العب فى نادى كبير...اريد..)) ولكننا قلنا بصوت واحد للسيد الرئيس ( اننا على استعداد لتوقيع عقد مع النادى لمده عشر سنوات)) خلال تلك الحقبه كنا نتقاضى راتبا قدره 150.000 فرنك فرنسى وسنظل فى بوردو مدى الحياه))
...فكر السيد الرئيس قليلا وتوجه الينا بهذا الرد(...لا...لا...لااريد..اريد ان ابيعكم!!!))
....زيزو لم يفكر ابدا فى الكاتشيو...بينما عرفنا بعد ذالك ان اليوفنتوس يرغب فى ضمنا الى صفوفها معا...انهخبر جميل... وفهمت بعدها بسرعه ان اليوفنتوس يرغب فى اعارتى حتى احتك اكثر.
قلت لزيزو...((لان الامر غير ممكن بالنسبه لى...وبعدها كان نهاية مغامره فى بوردو...لا كوابيس...لادموع...ولم يبق لنا سوى المنتخب الفرنسى لنحلم حلما مشتركا مع بعض.)).
__________________

[MOSTAFA17_2012]

مع اليوفنتوس حقق اهم الالقاب واطل على اوروبا والعالم باشراق

عندما وقع زين الدين زيدان للسيده العجوز....كان قد اختار وجهته الصحيحه.السنوات التى قضاها مع اليوفى منحته الاهم فى انجازاته...التوزان اللياقى البدنى...والاطلاله الاوربيةوالعالميةمنحت مسيرته المضيئه.لعب مع اليوفينتوس212 مباراة وسجل 31 هدفا...لعب معها كاس القارات والكاس الممتازه الاوروبية ....واحرزهما سنه 1996 وسنه1997 ...لعب نهائى كاس عصبة الابطال الاوربية واحرز بطوله الدورى الايطالى وكذلك الكاس السوبر الايطالى....فى سنه1998 ....لعب ايضا نهائى كاس عصبة الابطال الاوروبية ....احرز بطولة الدورى الايطالى ....واحرز الكره الذهبيه لمجلة ((فرانس فوتبول)) وكان افضل لاعب للفيفا لسنه2000__________________

[MOSTAFA17_2012]

[MOSTAFA17_2012]

ديديى ديشان:

تعلم هنا كيف يصنع الانتصار كل يوم

ديديى ديشان ...عميد المنتخب الفرنسى الذى حمل كاس العالم فى باريس عام1998 ...كان زميلا لزيدان فى نادى اليوفنتوس الايطالى ...ويحكى عن تجربته هنا...على انه تجدر الاشاره الى ان ديشان هو المدرب السابق لليوفنتوس الذى قبل تدريبها رغم المشاكل التى تعرضت لها والاعصار المدمر الذىشتت كل نجومها وهبطت للدرجه الثانيه...وفاء منه....مضحيا بمركزه المميز فى الدورى الفرنسى حيت كان مدربا لنادى(( موناكو)) الشهير.
يروى ديشان...((اتذكر جيدا وصوله لليوفنتوس.... كان دائما خجولا ...صامتا....خصوصا انه لا يتكلم جمله ايطاليه واحده...وهناك ايضا عقد ادبى غير عقد باللعب...وهو انه خلال شهرين لابد ان تتحدث اللغه الايطاليه ...والا...فان الامر يتعشب لحد الاقصاء!...لذالك على اللعب ان يبذل مجهودا لينخرط فى المجموعه.....وهكذا ....شيئا...فشيئا....تعلم زيزو الايطاليه لكن من دون ان ياخد دروسا!!!
....وبسرعه...اصبح قادرا على الفهم...ثم على الاجابه ...وهنا فى ايطاليا يعرفون انك اصبحت تمتلك اللغه عندما تجيب على مزحة ما .... وهنا ايضا هناك طقوس...فهم يعتقدون ان الجوارب العاليه لحد الركبه تسهل انسياب الدورة الدموية....وزيدان بسرعة تعلم واصبح يسخر من مثل هذه التوافه.
....حاولت اساعده... كانت المنافسه قويه فى الفريق.... وهو فقط خرج من كاس الامم الاوربية1996 من دون شىء بسبب حادث السيارة التى تعرض لها قبل النافسه با ايام ...وفى ايطاليا ...لايعترفون باللاعب الكبير....الا اذا كان كبيرا هنا.
من حسن الحظ ...وبسرعه...اصبح فى مستوى زملائهواصبحوا يفتحون اعينهم كثيراعليه...وكان هو قد تاقلم مع كل شىء...حتى مع التهيؤ الثقيل للياقه البدنية....وقد قلت له ذلك منذ البدايه...حتى اننى وجدته قد تفاجاء ...لان برنامج رفع اللياقه هنا صعب جدا ومخالف تماما لما تعود عليه فى فرنسا ...ويتطلب ذلك حوالى 6 الى7 اسابيع.... ضمن انماط تكاد تشبه العسكريه فى انضباطيتها وصلابتها... وكنا معا نعمل بجهد مضاعف... لنثبت مكانتنا ...خصوصا ان اللاعب عندما ياتى لاول مره يريد ان يفعل كل شىء.
كان المهىء البدنى ...لليوفى يسخر من الانماط المتبعه فى فرنسا....ويدعىان عضلات الفرنسين عموما غير قويه ...مما دفع زيزو الى بذل اقصى مجهوده ... واستفاد من ذلك ... اصبحت عضلاته قوية وكانه لم تكن عنده عضلات من قبل ... وتغير جسده...كله....لكنه افقتقد الى بعض ليونه اللعب التى كانت تجسد عبقرية موهبتة ....وهنا فى اليوفى اصبح زيزو ....قويا....مقاتلا...متكاملا....لكنه كما قلت بالمقابل...لم يقدم فى كل مباراته لعبه الرائع .
وعموما وفى وضع كهذا ...كان الجهد (العسكرى) اليومى مقلقا ...ووصل بيه الحد الى التغير فى نفسياته...لدرجة العصبية....ولجن الحظ كنت قريبا منه اهدىء من روعه...واحيانا اخرى كنت اجده الى جانبى يهدىء من روعى....ان هناك صعوبه(عمل)حقيقيه ....وجهدا خارقا ومستمرا تبذله عندما تلبع فى فريق يريد ان يفوز فى كل مباراة وان يفوز بكل شىء .
....للا شارة لعب ديشان فى اليوفنتوس مع زيدان لمده ثلاث سنوات كامله .
__________________

[MOSTAFA17_2012]

من قمر الى قمر....ومن اليوفى الى الريال.....انه قمة الحلم



....مع ريال مدريد ....مع النادى الملكى الاسبانى....مع النادى الذى كان يحلم به....زيدان غير الكوكب ....من قمر الى قمر....واصبح ياعب كليا ....من اجل الفوز والفاعلية والمتعة....وايضا من اجل الامساك بعصفوره النادر الذى هرب من بين يديه اكثرمن مرة....من اجل الفوز بلقب كاس عصبة الابطال الاوروبية.....لعب زيدان مع الريال مدريد 228 مباراة سجل خلالها 50هدفا...وحقق فى سنه 2001 ....لقب الكاس السوبر الاسبانى....وفى2002 كاس عصبة الابطال الاوروبية وهدف فوزه التاريخى الجميل فى مرمى الفريق الالمانى ليفركوزن....وفاز ايضا فى نفس السنه2002 بكاس القرات للاندية البطله....والكاس الممتازة الاوروبية.
.....وفى عام2003 احرزبطولة اسبانيا وايضا كاسها الممتازة ....واحرز افضل لاعب للفيفا فى العام

[MOSTAFA17_2012]

رونالدو:

زيزو انه الممرر المستحيل !

....رونالدو ...الرمح البرازيلى المسموم ...واحد افضل لاعبى العالم حديثا...لعب مع زيدان فى ريال مدريد وجاءت شهادته فيه غير مجروحة ....لان رونالدو لم ينتق الاحداث ....ولكنه وصفها كا شاهد عيان....ويقول( بالنسبه لى...انها سعاده غامرة حتى استطيع القول وبصوت عال ...نعم...لعبت كرة القدم مع زين الدين زيدان....لانه لاعب خارق للعاده وانسان رائع....على الملعب وجدنا التفاهم بينا بسهوله كبيرة....لننا نتحدث نفس لغة كرة القدم الهجومية التى نحبها....ولاننا نحب اللعب الاحتفالى الجميل.
اننى اتذكر تلك المباراة النهائيه النارة لكاس العالم1998 بفرنسا...وبطبيعه الحال...لم يكن ليخطر على بال احدنا اننا فى يوم من الايام سنلعب فى نفس الفريق....وسنصبح اصدقاء...وهذا الشىء الجميل الذى احتفظ به من خلال مشوارى كلاعب كرة...فى يوم ما انت زميل....فى يوم اخر انت خصم....وزميل فى نفس الفريق.
لن انسى ابدا الهديه الكبيرة التى قدمها لى زيزو منذ قبل بضع سنوات....حين كنت ساعتها امر باصعب ايام حياتى كلها....بعد العمليه الجراحية فى ركبتى والتى اجريتها فى فرنسا بواسكة البروفيسور(سيان) .... كنت امر بفترة نقاهة فى جنوب فرنسا عندما قام بزيارتى وقدم لى مساندته وصداقته ...لقد كانت حركة...تسللت لاعماق وجدانى....انه رجل طيب...يحول الامور الى بساطة.
احب فيه الخير...واحب انسانيته....ونحن طبعا الاثنان سفيران للنوايا الحسنه للامم المتحدة وهو برنامج للامم المتحدة للتطوير...وهو الامر الذى سمح لنا ان ننجز العديد من المبادرات الانسانية كنت سعيدا جدا عندما نظمنا مباراة ضد الفقر((شارك فيها اصدقاء زيدان ضد اصدقاء رونالدو))وكانت تجربة كررناها كل سنة.
...وعلى مستوى خصوصيته كلاعب كرة قدم وهو اللاعب الذى القبه ب((الممرر المستحيل))... بفضل رؤيته الثاقبة وحدسه الذكى وكفاءته المهارية والتقنيه العالية....انه قادلا ان يعطيك كرة بينما غيره لايستطيع حتى ان يصل مستوى التفكير فيها او تخيلها... انه (اللوكس)... الرفاهية بالنسبة لهداف مثلى عندما احس ان ممررا من الوزن المستحيل مثله يمتلك الكره خلفى.... مع الاخرين... اذا كانت التمريرة مستحيله...فاننى لا اقلع لاننى احس ان اقلاعتى من دون فائدة... لكن مع زيدان....فاننى اهيىء نفسى واستعد لمجرد وصول الكرة الى رجليه...بكل موضوعية...يمكننا ان نفكر ان التمريرة ليس كل شىء....ولكنها قد تساوى كل المباراة....واتذكر مباراة ضد فالنسيا ومدريد وخلال اول موسم لى مع ريال مدريد...وكان باب السماء مفتوحا....بامطار غزيرة جدا فوق ارضية ملعب سانتياغو بيرنابو وبعد تمريرتين....فرملهما الماء...كان الثالثة رائعة فى تنفيذها وفى نوعها....كانت تمريره من30متر....سددها بخارج القدم....وجاءت امامى بشكل لم اتصوره....لدرجة اننى وقفت مندهشا ومتعجبا! ....ولكننى لم اتاخر وافتتحت بواسطتها التسجيل...لقد سجلت كثيرا بفضل زيدان.
انه انسان كريم...سخى...فى الملعب مثلما هو فى حياته.....وقد كنت سعيدا جدا فى كل اللحظات التى قضيتها الى جانبه)).
__________________