
ترفع آيا أصابعها الخمسة كلّما سمعت مجاملة من شخص لا تعرفه أو آخر بالكاد تعرّفت إليه. "خمسة في عين الشيطان" أو "خمسة في عين الحسود"، تتمتم السيدة شامي. وفي العالم العربي، يتجسّد هذا المفهوم في قلادة معروفة باسم الخميسة، شكلها شكل كفّ اليد، لونها أزرق غامق وفيها عين في الوسط. ونرى مثل هذه القلادات معلّقة في الأماكن العامّة على مرايا سيّارات الأجرة مثلًا، أو على حقائب اليد النسائيّة أو في علاّقة مفاتيح الرجال. وتستخدم الخميسة كتصميم عند الرسم بالحناء على الجسم.
نعود الى آيا، هذه الفتاة الجامعيّة اللبنانيّة التي لها من العمر 25 سنة. فهي تؤمن أن كسر مرآة يجلب الحظّ السيّىء. أمّا مجدي، (54 عاماً) فلديه وجهة نظر مختلفة عن الخرافات، إذ يؤمن أنّه عندما يقوم أحدهم بنقل صابونة من يده إلى يد شخص آخر، فإن هذا يولّد نزاعاً بين الشخصين المعنيّين. ويبدو أيضاً أنّ وراء الصابون معتقداً آخر. فوفقاً لمجدي، عندما تنزلق قطعة الصابون من يدي ضيف عن طريق الخطأ على الأرض، فهذا يعني أنّه في طريقه إلى الذهاب.
يرى الناس أنّ بعض الأحداث المرتبطة بأشياء لها علاقات سببيّة تتخطّى الزمان والمكان. وهنا تؤكّد ابتسام التي تبلغ من العمر 45 عاماً أنّه جاءها ذات مرّة زائر غير مرغوب فيه من دون سابق إنذار، فقامت بوضع إبرة على رأس مكنسة وأبقتها وراء الباب، وذلك لجعل الزائر يغادر باكراً. وتضيف ابتسام:” إنّ هذه الحيلة موثوق بها بعد تجربة”.
أمّا رشّ الملح على الأرض من دون قصد، فيعتبر نذير شؤم. كما ينبغي عدم إبقاء المقصّ مفتوحاً لتجنّب العواقب الوخيمة.
تأخذ الخرافات حيّزاً كبيراً في حياة قسم منّا، والاعتقاد التقليدي بأنّ عملًا معيّناً أو واقعة يمكن أن تتسبّب او تتنبّأ بوقوع حدث ما، يبدو في كثير من الأحيان وكأنّه نتيجة تدخّل خارجي فوق طبيعي. ومعظم الخرافات لها علاقة بالحظ. فنحن كلّنا بحاجة إلى معرفة "ما الذي سيجلب لنا الحظّ”، أو سبب جذب الكوارث نحونا. يؤمن عدد كبير من الأشخاص بالخرافات بطريقة أو بأخرى، لكن قلّة تعترف بذلك.
في أوساط اجتماعيّة كثيرة، غالباً ما نسمع امرأة تقول إنّها فقدت مالًا لوضعها حقيبة يدها على الأرض، أو رجلاً يلوم جاره على حادث سير تعرّض له فيصفه بالحسود.
تلك التصرّفات حظيت باهتمام كبير في علم النفس والثقافة الشعبيّة، وربّما ذلك يعود إلى أنّها غير معقولة أو إلى ظهورها بشكل مثير للاهتمام. غير أنّ العلماء توصّلوا إلى القول إنّ السلوكيّات الخرافيّة سمة حتميّة لتكييف السلوك، ما معناه أن الإنسان للدفاع عن نفسه وتجنّب الآثار السلبيّة، يلقي اللوم على أشياء أخرى بدلاً من نفسه. وهذه رؤية جديرة بالاهتمام وخصوصاً عندما تقترن بإطار اجتماعي مؤات.
إنّ خشية القوى الخارقة للطبيعة قد تحرّك ردّات فعل ناجمة من اللاوعي عند الإنسان وبالتالي تؤدّي إلى وقوع حادث معين. إذاً، عندما تضع في المرة المقبلة حقيبة اليد على الأرض، أو تطرح أسئلة حول نظرات جارك الحسود، فكّر مرتين إذ لرّبما عدم الإيمان بهذه الأشياء هو ما يجلب الحظّ السعيد!
بقلم: باسكال مصوب
و أكبر الخرافات :
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
إن لم تضع رد أو تقيما فسأتيك القط الذي في الاعلى