![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.المقدمة أما بعد: فهي جالبة الأحزان ما حلت ببيت إلا أذهبت منه السرور والفرح، وكسته الكآبة والترح، من ابتلي بها فقد ابتلي بعظيم! ومن أعدي بها فقد ناله وباء جسيم! فيا لله كم أرقت من نائم ! وأتلفت من عاقل فاهم! وأجهلت من حكيم عالم! وأضعفت من قوي حازم.. فهي جند قوي بطشه وعراكه.. قاتل صوله وضرابه! تذهب نضارة الوجه.. وحلاوة البسمة.. ونقاوة النظرة، وتبدلها سوادًا وعبوسًا، وحسرة! فكيف السبيل إلى الفكاك من أسرها؟ والتخلص من شرها؟ أسباب الهموم أسباب الهموم كثيرة ومتنوعة، وهذه الأسباب بعمومها منها ما هو ذاتي، ومنها ما هو موضوعي، كما أن منها ما هو سلبي، ومنها ما هو إيجابي. فالأسباب الذاتية للهموم: هي الأسباب التي تنبعث من الإنسان ذاته وتصدر من تصرفاته الحسية والمعنوية لينتج عنها الهم والغم والأحزان ومن ذلك: الغفلة عن ذكر الله، والمعاصي والسيئات وقلة القناعة، وتوجس الشر ونحو ذلك. وأما الأسباب الموضوعية: فهي الأسباب التي تصدر من جهة لا تأثير للإنسان فيها وهذه الأسباب كأن يكون ظلم قد وقع عليه، أو موت قد لحق بأحبابه وأقربائه أو مرض ألم به، أو مصيبة في ماله أو ولده أو أهله، أو أسف وحسرة على قومه لضلالهم، أو ضياعهم أو نحو ذلك من الهموم التي سببها صادر من خارج الذات. والسلبي من هذه الهموم هو: ما كان لغير الله جل وعلا، وكان على نحو مفرط لا يرضى به الله، والإيجابي منها هو ما كان لله سبحانه، وما لم يتعد حده، واتخذ المسلم الأسباب، وإليك أخي الكريم، الأسباب الأساسية للهموم:
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]()
وإذا مرضنا تداوينا بذكركم ونترك الذكر أحيانًا فننتكس ([1]) رواه الترمذي، والحاكم، وابن حبان. ([2]) طائر أصغر من العصفور. ([3]) الوابل الصيب من الكلم الطيب لابن القيم (73، 80). |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() 2- المعاصي والسيئات: إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل فالهلاك كل الهلاك في معصية الله جل وعلا ومخالفة أمره، والإصرار على ارتكاب محارمه، فإن الهموم جند من جنود الله يسلطه الله جل وعلا على من خالفه وعصاه، فعن أبي موسى رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثلي ومثل ما بعثني الله به، كمثل رجل أتى قومًا، فقال: يا قوم، إني رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العريان فالنجاء، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا، وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم، فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به، ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق» ([5]).خلوت ولكن قل علي رقيب ولا تحسبن الله يغفل طرفة ولا أن ما يخفي عليه يغيب لهونا لعمر الله حتى تتابعت ذنوب على آثارهن ذنوب فيا ليت الله يغفر ما مضى ويأذن في توبتنا فنتوب ([1]) رواه البيهقي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (978). ([2]) رواه ابن مسعود وصححه الألباني في صحيح الجامع (5518). ([3]) رواه البخاري. ([4]) انظر: الوابل الصيب (62). ([5]) رواه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() كلام قيم بارك الله فيكم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]()
الصبر كالصبر مر في تذوقه فوطن أخي الكريم، نفسك على الصبر، وتحمل كل بلاء ابتلاك الله به، سواء في مالك أو في بدنك أو زوجك وبيتك !.لكن عواقبه أحلى من العسل وتذكر أن عين الله جل وعلا تراك وتنظر منك هل ستصبر فتشكر أم تجزع فتكفر. ثم تذكر أن الله ما ابتلاك إلا لأنه أراد لك الخير في دنياك وآخرتك، فإما يغفر بالبلاء ذنبك، وإما يرفع به قدرك. فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليودن أهل العافية يوم القيامة، أن جلودهم قرضت بالمقاريض مما يرون من ثواب أهل البلاء» ([2]). وعن أبي بريدة عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ويحسبها عائشة قالت: مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضًا اشتد منه ضجره أو وجعه، قال: فقلت: يا رسول الله، إنك لتجزع أو تضجر، لو فعلته امرأة منا عجبت منها، قال: «أوما علمت أن المؤمن يشدد عليه ليكون كفارة لخطاياه» ([3]). قال ابن القيم رحمه الله: (ولهذا كان الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له كما أنه لا جسد لمن لا رأس له.. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "خير عيش أدركناه بالصبر". وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أنه: "ضياء". وقال: «ومن يتصبر يصبره الله» ([4]). وفي الحديث الصحيح: «عجبًا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له» ([5]). وقال للمرأة السوداء التي كانت تصرع، فسألته: أن يدعو لها: «إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك» فقالت: «إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها» ([6]). وأمر الأنصار، رضي الله عنهم، بأن يصبروا على الأثرة التي يلقونها بعده، حتى يلقوه على الحوض.. وأمر عند ملاقاة العدو بالصبر.. وأمر بالصبر عند المصيبة. وأخبر: أنه إنما يكون عند الصدمة الأولى. وأمر ص المصاب بأنفع الأمور له، وهو الصبر والاحتساب، فإن ذلك يخفف من مصيبته، ويوفر أجره، والجزع والتسخط والتشكي يزيد في المصيبة، ويذهب الأجر. وأخبر صلى الله عليه وسلم في الصبر خير كله، فقال: «ما أعطي أحد خيرًا له وأوسع من الصبر» ([7])([8]). ([1]) رواه أبو داود والطبراني، وهو في السلسلة الصحيحة (975). ([2]) رواه الترمذي وهو في السلسلة الصحيحة (2206). ([3]) رواه ابن سعد في الطبقات، وهو في السلسلة الصحيحة (1103). ([4]) رواه البخاري. ([5]) رواه مسلم. ([6]) رواه البخاري ومسلم. ([7]) رواه البخاري ومسلم. ([8]) مدارج السالكين لابن القيم (2/118). |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]()
خذ القناعة من دنياك وارض بها وتذكر أخي المسلم، أن الله جل وعلا لم يجعل التفاوت في الأرزاق دليلاً على الخيرية، فهذا لم يوجد نص يدل عليه في كتاب الله، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بل إن الله جل وعلا يملي للكفار والعصاة فيعطيهم ليزدادوا إثمًا؛ استدراجًا ومكرًا منه بهم، وقد يمنع عبده المؤمن فلا يعطيه حماية له من الدنيا وفتنتها.لو لم يكن لك إلا راحة البدن وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير القطن والكفن فلا تغرنك الدنيا وزينتها وانظر إلى فعلها في الأهل والوطن قال تعالى: }وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ *وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ *وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ{ [الزخرف: 33-35]. قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إن العبد ليهم بالأمر من التجارة أو الإمارة حتى ييسر له، فينظر الله إليه فيقول للملائكة: اصرفوه عنه، فإني إن يسرته له أدخلته النار، فيصرفه الله عنه، فيظل يتطير، يقول: سبقني فلان، دهاني فلان، وما هو إلا فضل الله عز وجل". عن محمود بن لبيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه، كما تحمون مريضكم من الطعام والشراب، تخافون عليه» ([2]) . قال الأصمعي: «بينما أنا بالحاجز من عنزه إذ بصرت بأعرابي إلى جانب أكمة قد اشتمل بشمله فسلمت عليه فرد السلام، فقلت: يا أعرابي أين منزلك؟ قال: بالخضراء حيث ترى، وأشار إلى شجرة غير بعيدة، فقلت: وأين أهلك؟ قال: في ملك مالك. قلت: فما مالك؟ فقال: للناس مال ولي مالان مالهما قال: فأخرجت درهما فأعطيته، فقال: يا فتى هذا من مالي الذي أخبرتك به به»([3]).إذا تحارس أهل الأحراس مال الرضا الذي أصبحت أملكه ومال اليأس مما يملك الناس ([1]) ذم المال والجاه، لابن رجب الحنبلي. ([2]) رواه أحمد، وهو صحيح الجامع (1810). ([3]) القناعة لعبد الإله بن داود ص (61). |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]()
فقد تخرج الحاجات يا أم مالك كرائم من رب بهن ضنين ([1]) وانظر قصة أيوب عليه السلام في صحيح ابن حبان (2091) عن أنس بن مالك مرفوعًا. ([2]) وهي كثيرة معروفة ومذكورة في كتب الرقي: ومنها التشويش في الصلاة، واستثقال قراءة القرآن، والألم أسفل الظهر، وحب الانطواء، وكراهية دخول المسجد، وكثرة النوم، وفقدان القدرة على الربط بين الكلام وضعف التركيز، وكراهية العمل وطلب العلم، ونحو ذلك مما سأبينه في كتاب "دليل المسلم إلى الرقية الشرعية" يسر الله إتمامه. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() وسائل دفع الهموم : وإذا عرتك بلية فاصبر لها فاحرص أخي الكريم على اللجوء إلى الله سبحانه، والتضرع إليه، والفرار منه إليه، وتوخ أوقات الاستجابة وأحوالها، فعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن» ([2]).صبر الكريم فإنه بك أعلم وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم 3- حسن الظن بالله عز وجل: فإن من موجبات رحمة الله جل وعلا، وذهاب ا لهموم والغموم: حسن الظن بالله جل وعلا. فمن أحسن ظنه به كان له سبحانه على ما ظن به من خير، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرًا فله، وإن ظن شرًا فله» ([3]). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا عند ظن عبدي بي، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر» ([4]). فإذا ابتلي المؤمن ببلاء قد أورثه همًا وغمًا وأراد أن يهون عليه، فلينظر إلى مراد الله من هذا البلاء فما هما إلا مرادان: إما أن الله يعجل له عقوبة ذنب ليزيل عنه غبه وعقوبته يوم القيامة، وليحذره، من مغبة الإصرار في المستقبل. فعن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله بعبد خيرًا عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبد شرًا أمسك عليه ذنوبه حتى يوافيه يوم القيامة» ([5]). وإما أن الله جل وعلا قد وهب عبده المبتلى بمنزلة ودرجة، ونظر فلم يجد له من القربات والطاعات ما يوصله إليها فابتلاه ليكرمه. كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله؛ ابتلاه في ماله أو جسده أو ولده». ومن هذا فإن المؤمن إذا أحسن ظنه بالله جل وعلا أجر على بلائه أجرًا عظيمًا، وعوضه الله جل وعلا عن همه وغمه فرحًا ونشوة وسعادة جزاء له على حسن ظنه بربه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط» ([6]). ([1]) وقد جمعتها في كتيب صغير، ط دار ابن خزيمة بالرياض، بعنوان موجبات المغفرة. ([2]) رواه الترمذي وهو في صحيح الجامع (1173). ([3]) رواه أحمد وهو في الصحيح الجامع (4191). ([4]) رواه الطبراني وأبو نعيم في الحلية وصححه الألباني في صحيح الجامع (1091). ([5]) رواه الترمذي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1220). ([6]) رواه الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2106). |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]()
وإن كتاب الله أوفى شافع وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أصاب عبدًا هم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرحًا»([1]).وأغنى غناء واهبًا متفضلا وخير جليس لا يمل حديثه وترداده يزداد فيه تجملا وحيث الفتى يرتاع في ظلماته من القبر يلقاه سنًا متهللاً فيا أيها القارئ به متمسكًا مجلا له في كل حال مبجلا هنيئًا مريئًا والدك عليهما ملابس أنوار من التاج والحلا ففي هذا الحديث دليل على أن قراءة القرآن بتدبر وإخلاص وخشوع من أسباب زوال الهموم وذهابها وحلول الأفراح والمسارة. وأما ذكر الله جل وعلا فيشمل الأقوال والأفعال التي يرضاها الله جل وعلا ويحبها؛ ومن ذلك النوافل وقراءة القرآن ذكر الله بما شرع من الأذكار المأثورة قال تعالى: }أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ{ [الرعد: 28]. قال أبو الدرداء، رضي الله عنه: "لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل". قال ابن القيم، رحمه الله: "ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، فجلاؤه بالذكر، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرأة البيضاء، فإذا ترك؛ صدئ، فإذا ذكره جلاه" ([2]). ومن مهمات الأذكار الدافعة للهموم والغموم، ذكر الله في الصباح والمساء. يقول الشيخ بكر أبو زيد: وهذا الورد الشريف الموظف في الشرع المطهر: مقدارًا وزمانًا([3]) وكيفية مستحب بإجماع المسلمين، وهو حصن المسلم الحصين، وحرز وجنة، ولباس، وبذل للأسباب في الوقاية من الشرور والآفات، كما يتقي ساكن البيت به من الحر والبرد والعدو. وليدم الضراعة والابتهال ويلهج بذكر ذي الجلال والإكرام، وفقًا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ومسارعة لدعوة الكريم الرحمن الرحيم: }ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ{ [غافر: 60] ولا يغيب عن بال الداعي أن يحصل بسبب الدعاء: سكينة في النفس، وانشراح في الصدر، وصبرًا يسهل معه احتمال الواردات عليه، وهذا نوع من أنواع الاستجابة. فعلى المسلم اغتنام هذه الفضائل بإخلاص ومتابعة وإلحاق للعلم بالعمل، ونعم الوظيفة وظيفة الذكر المبنية على التأسي والاقتداء بخاتم الأنبياء، عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام، التي علمنا النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ودلهم عليها. ([4]). 7- التوكل على الله والثقة والرضا به سبحانه: ومن أهم أسباب زوال الهموم والغموم: التوكل على الله جل وعلا، وتفويض الأمور إليه، والثقة به، وبحكمه وقضائه وقدره والرضا بكل ما يقضيه، فإن المؤمن إذا اجتمعت فيه هذه الخصال العالية دلت على قوة إيمانه ويقينه، وزالت عنه الهموم وتطايرت مع قوة قلبه ونوره كما تتطاير أوراق الشجر. يقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي: صاحب الإيمان يهديه الله إلى الصراط المستقيم، ويهديه في الصراط المستقيم يهدي إلى علم الحق، وإلى العمل به، وإلى تلقي المحاب والمسار بالشكر، وتلقي المكاره والمصائب بالرضا والصبر. قال تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ{ [يونس: 9] وقال تعالى: }مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ{ [التغابن: 11] قال بعض السلف: «هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله، فيرضي ويسلم». ولو لم يكن من ثمرات الإيمان، إلا أنه يسلي صاحبه عن المصائب والمكاره: التي كل أحد عرضة لها في كل وقت، ومصاحبة الإيمان واليقين أعظم مسل عنها، ومهون لها وذلك: لقوة إيمانه وقوة توكله، ولقوة رجائه بثواب ربه، وطمعه في فضله، فحلاوة الأجر تخفف مرارة الصبر، قال تعالى: }وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لَا يَرْجُونَ{ [النساء: 104] ولهذا تجد اثنين: تصيبهم مصيبة واحدة متقاربة، وأحدهما عنده إيمانه، والآخر فاقد له تجد الفرق العظيم بين حاليهما، وتأثيرها في ظاهرهما وباطنهما، وهذا الفرق راجع إلى الإيمان والعمل بمقتضاه ([5]). الجهاد في سبيل الله: فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالجهاد في سبيل الله، فإنه من أبواب الجنة، يذهب الله به الهم والغم» ([6]). ([1]) رواه أحمد وابن حبان والحاكم وهو حديث صحيح. ([2]) الوابل الصيب (80) ([3]) أي كما جاء منصوصًا عليه في الصباح والمساء. ([4]) أذكار طرفي النهار لبكر أبو زيد (14/15). ([5]) التوضيح والبيان لشجرة الإيمان، للشيخ عبد الرحمن السعدي (80). ([6]) رواه أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1941). |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أسرته, الهموم |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc