شابووو

[السيدة كرمين]

عرف هذا الشهر احتفالات كثيرة و الحمد لله أدامها الله علينا وعليكم
فبعد الاحتفال بزواج أخي و أختي ،سافرت لحظور زفاف أخت زوجي
كانت الأجواء عائلية رائعة قضيناها معاً وككل المدن الجزائرية تقريباً
يبدأ العرس بيوم الحنة و عشاء الرجال و النساء وكان هذا يوم الأربعاء
بعده ارهاق شديد خاصة من عندها أطفال صغار وزوجة الأخ الأكبر مثلي
المهم يوم الخميس أصبحنا نعيد ما قمنا بكراءه و فرز البيت و التحضير لفطور
أهل البيت من العائلة أخوال و خالات و أعمام وعمات و أبنائهم وبناتهم
بعد الغداء بدئنا بالتحضير للخروج وطبعا لم نستطع فرز شئ فكل شئ
جاء بسرعة ، عادت العروس من عند الحلاقة بعد العصر وسط التقاط الصور
و الدموع التي انهمرت مثل الشلالات كون البنت غالية جدا





فطيبتها وحنانها ورقتها وعطائها بدون مقابل
وخصلة الايثار المعروفة بها انعكست على نورها ووجها الملائكي
وكأنها قطعة من الفردوس فلم يشأ أحد أن تخرج من البيت خاصة
لحظة وصول أهل العريس ، ذهبنا جميعاً تاركين البيت فارغ مقلوب رأسا على عقب
عن نفسي صورته بقيت طيلة العرس في مخيلتي
وصلنا واستقبلونا أفضل استقبال أجلسنا العروس على كرسيها الأبيض بياض قلبها
وجلسنا في المكان المخصص لنا
بعد حوالي نصف ساعة قدمو لنا العشاء الذي يدل على كرم أهل المنطقة
وبعد ما احتفلنا جاءت لحظة وداع العروس لتذهب لبيت زوجها ونذهب
نحن لبيتنا






في الطريق كنا مرهقين ومتعبين جدا نرى البيت المقلوب من جهة
ومن جهة أخرى الفراش ونومة للصبااااااااااح ولم بتكلم إخوة زوجي ولا كلمة
ظننا أنه حزنهم فقط على العروس




نزلنا من السيارة قبل أن ندخل شممت الجافيل وصانيبون
وجدت زوجي عند الباب وبدأ يضحك ويسأل عن العرس
لمحت الصالون نظيف ودخلنا الهول وجدنا اخوة زوجي الآخرون
مستلقول على زربية وفراش نظيف الغرف من بعيد تبان أنها مرتبة
ونظيفة ،دخلنا مسرعات للكوزينة لم نجل ولا كأس نظيف أو حتى قارورة الجافيل ولاشئ
كل شئ يلمع دهشنا بقي فمي مفتوح
قالي زوجي هذا ما استطعنا فعله وتركنا كل شئ لكن في الكاف
كون البيت فيه كاف مكون من مطبخ وغرفتين وحمام
كنا نطبخ فيه أساسا ليبقى البيت فوق مرتب





قالت زوجة سلفي أنا مانشوف مايوجعني قلبي يكفي ليعملتوه فوق
لي بقا في الصباح انظفوه قالنا لا أهبطوا شوفوا الكاف باه تعملونا قهوة برك
قلنالهم تستاهلوا نزلت مع أخوات زوجي واتفقنا نفرزوا لي بقا لتحت
وجدنا الكاف يلمع وكل شئ مرتب في السلال حتى الكيسان نظيفة بطرييقة
اقسمنا أن فحلات من قمنا بذلك فقال زوجي فعلا هن بريكة ومسعودة وسعدية....




فرحنا بطريقة لا يتخيلها عقل وسط تلك الروائح لم نشعر إلا بالانتعاش
لما دخلت عجوزتي قالتي هذي فكرت لكبير وتقصد زوجي
قضينا ساعات في الضحك عن المواقف الطريفة التي صادفتهم في تنظيف البيت
واخبرونا أن ما يرونه الآن من سعادتنا وما رأوه من تعبنا أيام التحضير و ... هو هدفهم الأساسي
من التنظيف





ليس المقصود من الحكاية سرد وقائع العرس ولابطولات زوجي واخوته
المقصود هو التربية السليمة للطفل حتى يكبر وفي قلبه حنان واحساس
بتعب الأم و الأخت ومن ثمة الزوجة ، تربية رجل ليس همه شكله ولا بنطاله
ولا رجولته التي قد تهدر بكلمة طيبة أو فعل يزرع الفرحة في قلب من أوصى رسول الله
بهن رفقاً بالقوارير

هل تفعل هذا أيها الشاب يوما مع والدتك؟ أو مع زوجتك؟
هل تعلم كم تتعب هي لتدخل البيت وتجد كل شئ في مكانه مرتب ونظيف ...؟
هل تعلم كم تتعب الأم في تربيتك وسط مخاوفها عليك حتى تكبر؟
هل تعلم كم تحبك اختك وكل همها رعاية مصالحك؟
هل تعلم حب زوجتك وحنانها وحرصها على أن تكون فخورا بنفسك وبعائلتك؟

لا تنسئ بني أو أخي أن الرجولة ليست في ما ترتديه
أو ما تقوله بل في قلبك وعقلك احرص أن يكونا معطائين

فأحينا يكون المقابل مجرد بسمة في محيا من تحبهم