اقرؤا واعتبروا - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اقرؤا واعتبروا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-12-26, 08:54   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الشريعة تبسة
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية الشريعة تبسة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي اقرؤا واعتبروا

ابيات عن العلم
[frame="7 100"]بسم الله الرحمن الرحيم ..

قال مؤيد الدين الأصبهاني المتوفّى سنة 513 هـ :

العلمُ أشرفُ شيءٍ قالَهُ رجلٌ ** منْ لمْ يكنْ فيهِ علمٌ لمْ يكنْ رجُلا

تعلّمِ العلمَ واعملْ يا أُخيَّ بِهِ ** فالعلمُ زينٌ لمنْ بالعلمِ قد عَمِلا


وقال :


العلمُ مُبلِغُ قومٍ ذروةَ الشرفِ ** وصاحبُ العلمِ محفوظٌ من التَّلفِ

يا صاحبَ العلمِ مهلاً لا تُدنِّسُهُ ** بالموبقاتِ فما للعلمِ من خَلفِ

العلمُ يرفعُ بيتاً لا عِمادَ لهُ ** و الجهلُ يهدمُ بيتَ العزِّ و الشَّرفِ

وقال :

لو كانَ نورُ العلمِ يُدْرَكُ بالمُنى ** ما كانَ يبقى في البريَّةِ جاهلُ

اجهدْ و لا تكسلْ ولا تكُ غافلا ** فندامةُ العقبى لمن يتكاسلُ

وقال :

العلمُ زينٌ وتشريفٌ لصاحبِهِ ** فاطلبْ هُدِيتَ فنونَ العلمِ و الأدبَا

كم سيِّدٍ بطلٍ آباؤُهُ نُجُبُ ** كانوا الرُّؤوسَ فأمسى بعدهم ذنبَا

ومقرفٍ خاملِ الآباءِ ذي أدبٍ ** نالَ المعاليَ بالآدابِ و الرُّتبَا

العلمُ كنزٌ و ذُخرٌ لا فناءَ لهُ ** نعمَ القرينُ إذا ماصاحبٌ صحِبَا

قد يجمعُ المالَ شخصٌ ثمّ يُحرَمُهُ ** عما قليلٍ فيلقى الذُّلَّ و الحربَا

وجامعُ العلمِ مغبوطٌ بِهِ أبدأً ** ولا يحاذرْ منه الفوتَ و السَّلبَا

يا جامع العلمِ نعمَ الذُّخرُ تجمعُهُ ** لا تعدِلَنَّ بِهِ دُرّاً و لا ذهبَا

وقال :

بالعلمِ و العقلِ لا بالمالِ و الذهبِ ** يزدادُ رفعُ الفتى قدراً بلا طلبِ

قالعلمُ طوقُ النُّهى يزهو بِهِ شرفاً ** والجهلُ قيدٌ له يبليهِ باللعبِ

كم يرفعُ العلمُ أشخاصاً إلى رُتَبٍ ** ويخفضُ الجهلُ أشرافاً بلا أدبِ

العلمُ كنزٌ فلا تفنى ذخائِرُهُ ** و المرءُ مازادَ علماً زادَ بالرُّتبِ

فالعلمَ فاطلبْ لكي يُجديكَ جوهرُهُ ** كالقوتِ للجسمِ لا تطلبْ غنى الذهبِ



السلام عليكم

سويت بحث عن بعض الابيات التي قالها الشعراء في طلب العلم


1- سافر تجد عوضًا عـمن تفارقه *** وانصـب فإن لذيذ العيش في النصب

إني رأيت وقوف الماء يفسده *** إن ســـال طاب وإن لم يجر لم يطب

والأسد لولا فراق الغاب ما افترست *** والسهم لولا فراق القوس لم تصب

والتـبر كالترب ملقي في أماكنه *** والـعود في أرضه نوع من الحطب
(الشافعي)

2- طلب العلم أفضل من صلاة النافلة .
(الشافعي)

3- من أراد الدنيا فعليه بالعلم ، ومن اراد الآخرة فعليه بالعلم .
(الشافعي)

4- يا طالب العلم لا تبغي به بدلا
...................فقد ظفرت ورب اللوح والقلم
وقدس العلم واعرف قدر حرمته
...................في القول والفعل والآداب فالتزم
وانهض بعزم قوي لانثناء له
...................لو يعلم المرء قدر العلم لم ينم
والنصح فابذله للطلاب محتسبا
...................في السر والجهد والأستاذ فاحترم
ومرحبا قل لمن يأتيك يطلبه
...................وفيهم احفظ وصايا المصطفى بهم..

5- اعز مكان في الدنا سرج سابح _ وخير جليس في الزمان كتاب.
( المتنبي)


6-لاتحسب المجد تمراً انت اكله ..، لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا.
(المتنبي)

7-ومن يتهيب صعود الجبال .. يعش ابد الدهر بين الحفر .

8-ان المجد لا يأتي لقاعداً متخاذلاً ..ولكن يلقى المجد من يقتحم الشدائد والصعاب

أعظم طرق الجنة : العبادة والجهاد والدعوة إلى الله .

وجماعها العلم .. فإن تعلمه جهاد .. وتعليمه دعوة .. والمرء فيما بين التعلم والتعليم متعبدٌ لله ..

ثم إنه لا يكون جهاد إلا بعلم .. لا بالسيف ولا بالقلم ..

ألم ترَ إلى قول الله تعالى : " يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين ... " فخاطبه بالنبوة إذِ النبوةُ أعلى درجات العلم ..

وكذلك الدعوة .. لا تكون إلا بعلم .. ولا تكون إلا إلى علم ..

ألم ترَ إلى قول الله تعالى "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة ... "

فمن لا يعلم كيف يدعو ؟! .. بل إلى أي شيء يدعو ؟!! ..

والعبادة لا تختلف عن ذلك .. وانظر و تفكر في قول الله تعالى " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون .. الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناءً وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم ... "

فإنه – سبحانه – لما أمرهم بالعبادة عرفهم بالمعبود .. ومعرفة المعبود تكون بالتعرف على آثاره ونعمه وعظيم منته على عابديه .. ثم ختم الآية بقوله " ... ولا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون" لأنكم إن فعلتم ذلك صرتم كمن لا يعلم .. إذ إن عدم الانتفاع بمادة العلم هو عين الجهل ..

ثم إن العبادة مفتقرة – أشد الافتقار – إلى العلم من جهتين : جهةِ العلم بالمعبود .. وجهةِ كيفية العبادة ..

فإذا فقدتِ العبادة العلمَ بالمعبود أفضت – في الغالب – إلى الشرك .. وإذا فقدتِ العلم بكيفية العبادة أفضت – في الغالب – إلى البدعة .. وكلا الأمرين مفسد للعبادة من أصلها ..

فإذا عرفتَ – يا موفق – هذا .. عرفتَ أن العلم جامع لكل خير .. مانع من كل شر .. ولا يكون هذا إلا إذا كان محصورا بحدين : الإخلاصِ في أوله .. والتوفيق في آخرِه . .
وفي الاخير اقول العلم نور والجهل ظلام









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-12-26, 09:02   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الشريعة تبسة
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية الشريعة تبسة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي





ارحل بنفسك عن أرض تضام بها *** ولا تكن من فراق الأهل في حُرق

فالعنبر الخام روث في مواطنه *** وفي التغرب محمول على العنق

والكحل نوع من الأحجار تنظره *** في أرضه وهو مرمي على الطرق

لما تغرب حاز الفضل أجمعه *** فصار يحمل بين الجفن والحدق










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-26, 10:05   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
شكرا لك اخي الفاضل على الموضوع
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
احتراماتي









رد مع اقتباس
قديم 2013-12-26, 20:10   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الشريعة تبسة
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية الشريعة تبسة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلف, الصالح, العمل

مع السلف الصالح فى طلب العلم ؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عن أحمد بن خالد قال : " بلغنا أن يحيى بن يحيى الليثي كان عند مالك بن أنس رحمه الله ، فمرّ على باب مالك الفيل ، فخرج كل من كان في مجلسه لرؤية الفيل سوى يحيى بن يحيى فلم يقم ، فأعجب به مالك وسأله : من أنت ؟ وأين بلدك ؟ ثم لم يزل بعد مكرما له " . وعن يحيى بن يحيى قال : " أخذت بركاب الليث ، فأراد غلامه أن يمنعني ، فقال الليث : دعه . ثم قال لي : خدَمَك العلم . قال : فلم تزل بي الأيام حتى رأيت ذلك " .



قال إسحاق الشهيدي : " كنت أرى يحيى القطان يصلي العصر ، ثم يستند إلى أصل منارة مسجده ، فيقف بين يديه علي بن المديني و أحمد بن حنبل و يحيى بن معين وغيرهم ، يسألونه عن الحديث وهم قيام على أرجلهم إلى أن تحين صلاة المغرب ، لا يقول لواحد منهم : اجلس ، ولا يجلسون هيبة له وإعظاما " .



عن أبي إسحاق قال : " لما مات القاضي وجلس بنوه للتعزيه ، إذ دخل علينا رجلان في لباس سواد ، وأخذا يولولان ويقولان : وإسلاماه!! . فسئلا عن حالهما فقالا : إنا وردنا من " أغمات " من المغرب ، لنا سنة ونصف في الطريق في الرحلة إلى هذا الإمام لنسمع منه ، فوافق ورودنا وفاته " .



عن أبي طاهر قال : " سمعت أبابكر بن المقرئ يقول : طفت الشرق والغرب أربع مرات – يعني في الرحلة للحديث - . وروى رجلان عن ابن المقرئ قال : مشيت بسبب نسخة مفضل بن فضالة في الحديث مسافة سبعين مرحلة ، ولو عرضت على خباز برغيف لم يقبلها . وقال أيضا : دخلت بيت المقدس عشر مرات ، وحججت أربع حجات ، وأقمت بمكة خمسة وعشرين شهرا ، كل ذلك في العلم " .



عن إسماعيل بن عياش قال : " كتبت لي أم الدرداء في لوحي : اطلبوا العلم صغارا ، تعملوا به كبارا ؛ فإن لكل حاصد ما زرع " .



قال ابن جماعة الكناني : " ليعلم طالب العلم أن ذلّه لشيخه عزّ ، وأن خضوعه له فخر ، وتواضعه له رفعة ، وعلى طالب العلم أن ينظر إلى شيخه بعين الإجلال ؛ فإن ذلك أقرب إلى انتفاعه به ، وكان بعض السلف إذا ذهب إلى شيخه تصدّق بشيء وقال : اللهم استر عيب شيخي عني ، ولا تذهب بركة علمه مني " .



وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: " كان يقال : إذا لقي الرجلُ الرجلَ فوقه في العلم فهو يوم غنيمته ، وإذا لقي من هو مثله دراسه وتعلم منه ، وإذا لقي من هو دونه تواضع له وعلّمه " .



قال أبو حاتم الرازي : " بقيت ثمانية أشهر بالبصرة ، وكان في نفسي أن أقيم سنة ، فانقطعت نفقتي ، فجعلت أبيع ثيابي حتى نفذت ، وبقيتُ بلا نفقة ، ومضيت أطوف مع صديق لي إلى المشيخة وطلب الحديث ، وأظل كذلك إلى المساء ، فانصرف رفيقي ورجعت إلى بيتي ، فجعلت أشرب الماء من الجوع ، ثم أصبحت فغدا عليّ رفيقي ، فجعلت أطوف معه في سماع الحديث على جوع شديد ، وانصرفت جائعا ، فلما كان من الغد غدا علي فقال : مر بنا إلى المشايخ ، فقلت له : أنا ضعيف لا يمكنني ، قال : ما ضعفك ؟ ، قلت : لا أكتمك أمري ، قد مضى يومان ما طعمت فيهما شيئا ، فقال : قد بقي معي دينارا فنصفه لك ، ونجعل النصف الآخر في الكراء ، فخرجنا من البصرة ، وأخذت منه النصف دينار "










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-26, 20:14   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
اريج الاخلاق
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية اريج الاخلاق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرااااااااااااااااااااااا موضوع رائع










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-26, 20:15   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الشريعة تبسة
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية الشريعة تبسة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : من خلصت نيته في الحق ، ولو على نفسه ، كفاه الله ما بينه وبين الناس ، ومن تزين بما ليس فيه شانه الله .
ها نحن مع اللقاء الثاني ، في سلسلة طالب العلم والذي أنقل فيه أقوال بعض السلف الصالح في محاسبتهم أنفسهم في طلب العلم ومراقبتهم نياتهم .
فعليك أخي في الله أن تنظر إلى نيتك ومكانها وهدفها ومحصلها ؟؟؟؟
رحم الله سلفنا الصالح إذ كانوا يقولون :

كان الحسن البصري كثيرًا ما يعاتب نفسه ويوبخها فيقول : تتكلمين بكلام الصالحين القانتين العابدين ، وتفعلين فعل الفاسقين المنافقين المرائين ، والله ما هذه صفات المخلصين .

كان سفيان الثوري يقول : كل شئ أظهرته من عملي فلا أعده شيئاً ؛ لعجز أمثالنا عن الإخلاص إذا رآه الناس .

قال بعض السلف : أعز شيئ في الدنيا الإخلاص ، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي ، وكأنه ينبت فيه على لون آخر.

وكان من دعائهم : اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت فيه ، واستغفرك مما جعلته لك على نفسي ثم لم أف لك به ، واستغفرك مما زعمت أنى أردت به وجهك فخالط قلبي منه ما قد علمت .

وكان الفضيل بن عياض يقول : إذا كان الله يسأل الصادقين عن صدقهم ، مثل إسماعيل وعيسى عليهما السلام ، فكيف بالكاذبين أمثالنا ؟!!

وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى : من أراد أن يأكل الخبز بالعلم فلتبك عليه البواكي .

وقال الذهبي ـ رحمه الله ـ : ينبغي للعالم أن يتكلم بنية وحسن قصد ، فإن أعجبه كلامه فليصمت ، وإن أعجبه الصمت فلينطق ، ولا يفتر عن محاسبة نفسه فإنها تحب الظهور والثناء .

وفي ترجمة هشام الدستوائي في كتاب (سير أعلام النبلاء ) قال عون بن عمارة : سمعت هشاما الدستوائي يقول : والله ما أستطيع أن أقول أنِّي ذهبت يومًا قط أطلب الحديث أريد به وجه الله عز وجل .
وعلق الإمام الذهبي على كلام الدستوائي فقال : والله ولا أنا ، فقد كان السلف يطلبون العلم لله فنبلوا ، وصاروا أئمة يقتدى بهم ، وطلبه قوم منهم أولا لا لله ، وحصلوه ثم استفاقوا ، وحاسبوا أنفسهم ، فجرهم العلم إلى الإخلاص في أثناء الطريق .

كما قال مجاهد وغيره : طلبنا هذا العلم ، وما لنا فيه كبير نية ، ثم رزقنا الله النية بعدُ .

وبعضهم يقول : طلبنا هذا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله .
فهذا أيضًا حسن ، ثم نشروه بنية صالحة .
وقوم طلبوه بنية فاسدة لأجل الدنيا ، وليثنى عليهم ، فلهم ما نووا .
قال صلى الله عليه وسلم : من غزا ينوي عقالاً فله ما نوى .[ أخرجه الإمام أحمد (5/315) والنسائي (6/24) والحاكم في المستدرك (2/109)،وصححه الألباني في صحيح الجامع (6401)] .

وترى هذا الضرب لم يستضيئوا بنور العلم ، ولا لهم وقع في النفوس ، ولا لعلمهم كبير نتيجة من العمل ، وإنما العالم من يخشى الله تعالى .

وقوم نالوا العلم ، وولوا به المناصب فظلموا ، وتركوا التقيد بالعلم ، وركبوا الكبائر والفواحش فتبًا لهم ، فما هؤلاء بعلماء !!
وبعضهم لم يتق الله في علمه ، بل ركب الحيل ، وأفتى بالرخص ، وروى الشاذ من الأخبار.

وبعضهم اجترأ على الله ، ووضع الأحاديث فهتكه الله ، وذهب علمه ، وصار زاده إلى النار. وهؤلاء الأقسام كلهم رووا من العلم شيئًا كبيرًا ، وتضلعوا منه في الجملة ، فخلف من بعدهم خلف بان نقصهم في العلم والعمل ، وتلاهم قوم انتموا إلى العلم في الظاهر ، ولم يتقنوا منه سوى نزر يسير ، أوهموا به أنهم علماء فضلاء ، ولم يدر في أذهانهم قط أنهم يتقربون به إلى الله ؛ لأنهم ما رأوا شيخًا يقتدى به في العلم ، فصاروا همجًا رعاعًا ، غاية المدرس منهم أنْ يحصل كتبا مثمنة يخزنها ، وينظر فيها يوما ما ، فيصحف ما يورده ، ولا يقرره ، فنسأل الله النجاة والعفو ، كما قال بعضهم : ما أنا عالم ، ولا رأيت عالمًا .[ سير أعلام النبلاء (7/152-153)] .

قال كثير من السلف : طلبنا العلم لغير الله فأبى إلا أن يكون لله .

وقال غيره : طلبنا العلم وما لنا فيه كبير نية ، ثم رزقنا الله النية بعد .أي فكان عاقبته أن صار لله. .

قيل للإمام أحمد بن حنبل : إن قوماً يكتبون الحديث ، ولا يُرى أثره عليهم ، وليس لهم وقار .

فقال : يؤولون في الحديث إلى خير .

وقال حبيب بن أبى ثابت : طلبنا هذا العلم ، وما لنا فيه نية ، ثم جاءت النيةُ والعملُ بعد .
فالعبد ينبغي عليه ألا يستسلم ، بل يحاول معالجة نيته ، وإن كانت المعالجة شديدة في أول الأمر.

يقول سفيان الثورى : ما عالجت شيئاً أشد علىَّ من نيتي

وفي ترجمة ابن جريج في كتاب (سير أعلام النبلاء ): قال الوليد بن مسلم سألت الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وابن جريج : لمن طلبتم العلم ؟!! كلهم يقول : لنفسي . غير أنَّ ابن جريج فإنَّه قال : طلبته للناس .

قال الذهبي ـ رحمه الله ـ تعليقًا على هذا الخبر : " قلت : ما أحسن الصدق ، واليوم تسأل الفقيه الغبي لمن طلبت العلم ؟!! " .
فيبادر ويقول : طلبته لله ، ويكذب إنَّما طلبه للدنيا ، ويا قلة ما عرف منه " أهـ[سير أعلام النبلاء (6 / 328 )] .
رحمك الله أيها الذهبي ، فماذا كنت تقول لو أدركت بعض ما نحن فيه الآن ؟!! وكأني به قد أبصر عيوبنا في هذا الزمان ، من قلة العلماء ، وعدم وجود المربي الأسوة ، فصار فينا هؤلاء الهمج الرعاع ، دينهم الكذب ، فرحماك ربنا ، وعافيتك أوسع لنا.
أخرج الإمام البخاري حديثاً برقم ( 100 ) فقال : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا قَالَ الْفِرَبْرِيُّ حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ قَالَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ هِشَامٍ نَحْوَهُ .
وفي رواية مسلم برقم ( 2673 ) قال : حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى التُّجِيبِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي أَبُو شُرَيْحٍ أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ حَدَّثَهُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ قَالَتْ لِي عَائِشَةُ يَا ابْنَ أُخْتِي بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو مَارٌّ بِنَا إِلَى الْحَجِّ فَالْقَهُ فَسَائِلْهُ فَإِنَّهُ قَدْ حَمَلَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِلْمًا كَثِيرًا قَالَ فَلَقِيتُهُ فَسَاءَلْتُهُ عَنْ أَشْيَاءَ يَذْكُرُهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عُرْوَةُ فَكَانَ فِيمَا ذَكَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْتَزِعُ الْعِلْمَ مِنْ النَّاسِ انْتِزَاعًا وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعُلَمَاءَ فَيَرْفَعُ الْعِلْمَ مَعَهُمْ وَيُبْقِي فِي النَّاسِ رُءُوسًا جُهَّالًا يُفْتُونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَيَضِلُّونَ وَيُضِلُّونَ قَالَ عُرْوَةُ فَلَمَّا حَدَّثْتُ عَائِشَةَ بِذَلِكَ أَعْظَمَتْ ذَلِكَ وَأَنْكَرَتْهُ قَالَتْ أَحَدَّثَكَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا قَالَ عُرْوَةُ حَتَّى إِذَا كَانَ قَابِلٌ قَالَتْ لَهُ إِنَّ ابْنَ عَمْرٍو قَدْ قَدِمَ فَالْقَهُ ثُمَّ فَاتِحْهُ حَتَّى تَسْأَلَهُ عَنْ الْحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرَهُ لَكَ فِي الْعِلْمِ قَالَ فَلَقِيتُهُ فَسَاءَلْتُهُ فَذَكَرَهُ لِي نَحْوَ مَا حَدَّثَنِي بِهِ فِي مَرَّتِهِ الْأُولَى قَالَ عُرْوَةُ فَلَمَّا أَخْبَرْتُهَا بِذَلِكَ قَالَتْ مَا أَحْسَبُهُ إِلَّا قَدْ صَدَقَ أَرَاهُ لَمْ يَزِدْ فِيهِ شَيْئًا وَلَمْ يَنْقُصْ .
وفي كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم خير اختتام .










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-26, 21:08   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
روسلين
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اقرؤا, واعتبروا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:28

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc