عذرا ايها التلميذ العاق
عــذراً يا بنيَّ . .
عذراً يا بنيَّ ..
.فكم هو شوقي عارم لأقدم لك مافي جعبتي من علوم ومعارف فأنت أمانه في عنقي ولكن عوائق شتى تقف حائلة دون تحقيق كل ماأصبو إليه تجاهك فمسؤلياتي اللاصفية تطغى على اهتمامي بك والارتقاء بمستواك إلى المأمول فأنا مكلف بزيارة زملائي وتقييمهم كما هو شانهم تجاهي وتدوين مرئياتي تجاههم في سجل خاص أسلمه لرئيسي المباشر بحسب ماالزمت به من توجيهات نيابة عن مايسمى بالموجه سابقاً عذراً يا بنيّ..
فأنا مسئول حسب ما وجه إلىّ من تعليمات عن تنظيم صفوف الطلاب في المقصف المدرسي أو في الساحات الداخلية أو الخارجية , انطلق مع انطلاقة جرس الفسحة أقفز كالغزال أسابق الريح لأصل قبلك واخرج مع آخر زملائك حرصاً على سلامتك
عذراً يابنيَّ..
فانا مسئول عن إعداد ورقة عمل أتناقش فيها مع زملائي لنخرج كما هو حالنا نحن العرب بلا اتفاق على شيء
عذراً يابنيَّ..
فأنا مسئول عن الإذاعة المدرسية أتابعها بشكل يومي أكلف هذا وأقرأ لهذا وأنسق مع آخر
عذراً يابنيَّ..
حينما أقف أمامكم مشدوهاً
لأعدادكم الهائلة في الفصل الواحد مما لا يجعلني أستطيع أن أتحرك عن موقع قدمي أولا أستطيع أن أتيح لك الفرصه بالسؤال أو المناقشة فلا أكاد أراك لكثرة الجموع دونك
عذراً يابنيَّ حينما لاتراني أحرص على جمع واجباتك وواجبات أقرانك فجسدي المنهك لايستطيع حمل كل ذلك الكم الهائل
عذراً يابنيَّ..
فأنا مشغول بإعداد وتنسيق دفتر التحضير اليومي بألوانه الزاهية إرضاء للمدرسة وبحسب الأوامر التي لاترى مجرد التفكير بالتساهل في شأنه
عذراً يابنيَّ..
فأنا مشغول بالاستعداد لحمايتك خارج أسوار المدرسة عند خروجك تراني رجل أمن أمين التفت يمنة ويسرة أذود عنك من تسوّل له نفسه أن يؤذيك أو يعرقل طريق سيرك ولا أغادر المكان حتى يغادر آخر أخوانك وكل ذلك حسب التوجيهات التي وقعت على الموافقة عليها مرغما ؟؟؟؟
عذراً يابنيَّ ..
حينما تراني أسير بسرعة فائقة أمام مبنى المدرسة تاركاً بعض الأحيان باب سيارتي مفتوحاً عند نزولي أسابق الزمن لعلى أن أكسب قليلاً من الوقت ينقذني من السقوط تحت الخط الأحمر في دفتر الدوام الصباحي الذي يقف أمامه مدير المدرسة متسمراً ليحسب دقائق التأخير علّها أن تصل يوماً يخصم جزءاً من مرتبي
عذراً عذراً يا بني
فهلاّ عذرتني