الفرق بين الإسلام والإيمان والدين - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الفرق بين الإسلام والإيمان والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-08-30, 02:43   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سالم الخير
عضو جديد
 
إحصائية العضو










B18 الفرق بين الإسلام والإيمان والدين

الفرق الإسلام والإيمان والدين

الكلام على الإيمان والإسلام هل هما شيء واحد ، أو شيئان ؟ قد ثبت في القرآن إسلام بلا إيمان في قوله - تعالى - : ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) وثبت في الصحيحين من حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال : ( أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - رهطا - وفي رواية : قسم قسما - وترك فيهم من لم يعطه وهو أعجبهم إلي فقلت : يا رسول الله ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ، أو مسلما " أقولها ثلاثا ويرددها علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثا ، ثم قال : إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه ، مخافة أن يكبه الله في النار) . فهذا الإسلام الذي نفى الله عن أهله دخول الإيمان في قلوبهم هل هو إسلام يثابون عليه أم من جنس إسلام المنافقين ؟ فيه قولان مشهوران للسلف ، والخلف : أحدهما : أنه إسلام يثابون عليه ويخرجهم من الكفر والنفاق ، وهذا يروى عن الحسن البصري وابن سيرين وإبراهيم النخعي وأبي جعفر الباقر وهو قول حماد بن زيد ، والإمام أحمد بن حنبل وسهل بن عبد الله التستري وأبي طالب المكي وكثير من أهل الحديث والسنن والحقائق . الثاني : أن هذا الإسلام هو الاستسلام خوف السبي والقتل مثل إسلام المنافقين ، قالوا : وهؤلاء كفار فإن الإيمان لم يدخل قلوبهم ومن لم يدخل الإيمان ( الجزء رقم : 1)- -ص 427- في قلبه فهو كافر ، وهذا اختيار الإمام البخاري ومحمد بن نصر المروزي . قال شيخ الإسلام : والسلف مختلفون في ذلك ، وحقيقة الأمر أن من لم يكن من المؤمنين يقال فيه إنه مسلم ، ومعه إيمان يمنعه من الخلود في النار ، وهذا متفق عليه بين أهل السنة لكن هل يطلق عليه اسم الإيمان ؟ هذا هو الذي تنازعوا فيه فقيل يقال : إنه مسلم ولا يقال مؤمن ، وقيل بل يقال مؤمن . قال : والتحقيق أنه يقال مؤمن ناقص الإيمان مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته ، فلا يعطى الاسم المطلق ، ولا يسلب مطلق الاسم . قال : وعلى هذا فالخطاب بالإيمان يدخل فيه ثلاث طوائف ، المؤمن حقا ، والمنافق في أحكامه الظاهرة ، وإن كان المنافق في الآخرة في الدرك الأسفل من النار ، وهو في الباطن ينفى عنه الإسلام والإيمان وفي الظاهر يثبتان له ظاهرا . ويدخل فيه الذين أسلموا ولم تدخل حقيقة الإيمان في قلوبهم لكن معهم جزء منه ، وإسلام يثابون عليه ثم قد يكونوا مفرطين فيما فرض عليهم وليس معهم من الكبائر ما يعاقبون عليه كأهل الكبائر لكن يعاقبون على ترك المفروضات وهؤلاء كالأعراب المذكورين في الآية وغيرهم فإنهم قالوا آمنا ، من غير قيام منهم بما أمروا به باطنا وظاهرا ، فلا دخلت حقيقة الإيمان إلى قلوبهم ولا جاهدوا وقد كان دعاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الجهاد وقد يكونون من أهل الكبائر ، وهؤلاء لا يخرجون من الإسلام بل هم مسلمون ولكن بين السلف فيهم نزاع لفظي هل يقال إنهم مؤمنون ؟ قال الشالنجي : سألت الإمام أحمد عن الإيمان والإسلام ، فقال : الإيمان قول وعمل ، والإسلام إقرار .
وبه قال أبو خيثمة . وقال ابن أبي شيبة : لا يكون إسلام إلا بإيمان ولا إيمان إلا بإسلام . قال شيخ الإسلام - قدس الله روحه - : الإمام أحمد - رضي الله عنه - لم يرد عنه قط أنه سلب من يقال إنه مسلم - يعني من زنى وسرق وشرب الخمر ونحوهم - جميع الإيمان ، فلم يبق معه شيء كما تقوله الخوارج والمعتزلة ، فإن الإمام أحمد قد صرح في غير موضع بأن أهل الكبائر معهم إيمان يخرجون به من النار واحتج بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - " ( أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ) " وليس هذا - ( الجزء رقم : 1)- -ص 428- يعني سلبهم اسم الإيمان جميعه - قوله ولا قول أحد من أئمة السنة ، بل كلهم متفقون على أن الفساق الذين ليسوا منافقين معهم شيء من الإيمان يخرجون به من النار هو الفارق بينهم وبين الكفار ، والمنافقين ، لكن إذا كان معه بعض الإيمان لم يلزم أن يدخل في الإسلام المطلق الممدوح وصاحب الشرع قد نفى الاسم عن هؤلاء فقال : " ( لا يزني الزاني وهو مؤمن ) " ، والمعتزلة ينفون عنه اسم الإيمان والإسلام بالكلية ، ويقولون : يخلد في النار لا يخرج منه لا بشفاعة لا بغيرها ، وهذا هو الذي أنكر عليهم وكان أهل السنة متفقة أنه قد سلب كمال الإيمان الواجب فزال بعض إيمانه الواجب ، وإنما ينازع في ذلك من يقول الإيمان لا يتبعض كالجهمية والمرجئة ، فيقولون عن مثل هذا : إنه كامل الإيمان لكنه من أهل الوعيد . قال شيخ الإسلام : وحقيقة الفرق بين الإسلام والإيمان والدين أن الإسلام الذي ارتضاه الله ، وبعث به رسوله هو الاستسلام لله وحده ، فأصله في القلب وهو الخضوع لله وحده بعبادته وحده دون ما سواه ، فمن عبده وعبد معه إلها آخر لم يكن مسلما ، ومن لم يعبده بل استكبر عن عبادته لم يكن مسلما ، والإسلام هو الاستسلام لله وهو الخضوع له ، والعبودية له .
هكذا قال - رحمه الله - وعزاه لأهل اللغة ، فالإسلام في الأصل من باب العمل عمل القلب ، والجوارح ، وأما الإيمان فأصله تصديق وإقرار ومعرفة فهو من باب قول القلب المتضمن عمل القلب ، والأصل فيه التصديق ، والعمل تابع له ; فلهذا فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - الإيمان بإيمان مخصوص وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ، وفسر الإسلام بإسلام مخصوص وهو المباني الخمس ، وهكذا في سائر كلامه - صلى الله عليه وسلم - .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - : ومما يسأل عنه : أنه إذا كان مما أوجبه الله من الأعمال الظاهرة - أكثر من هذه الخمس ، فلماذا قال الإسلام هذه الخمس ؟ وقد أجاب بعض الناس بأن هذه أظهر شرائع الإسلام وأعظمها وبقيامه بها يتم استسلامه وتركه لها يشعر بانحلال قيد انقياده ، قال : والتحقيق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر الدين الذي هو استسلام ( الجزء رقم : 1)- -ص 429- العبد لربه مطلقا الذي يجب لله عبادة محضة على الأعيان فيجب على كل من كان قادرا عليه ليعبد الله بها مخلصا له الدين ، وهذه هي الخمس وما سوى ذلك فإنما يجب بأسباب المصالح فلا يعم وجوبها جميع الناس ، بل إما أن تكون فرضا على الكفاية كالجهاد ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وما يتبع ذلك من إمارة وحكم وفتيا وإقراء وتحديث وغيره ، وإما أن تجب بسبب حق للآدميين يختص به من وجب له وعليه وقد يسقط بإسقاطه . وكذلك ما يجب من صلة الأرحام وحقوق الزوجة والأولاد والجيران والشركاء والفقراء ، وكذا قضاء الديون ورد المغصوب والعواري والودائع ، والإنصاف من المظالم من الدماء والأموال والأعراض - إنما هي حقوق الآدميين ، وإذا أبرئوا منها سقطت ، وتجب على شخص دون شخص في حال دون حال ، لم تجب عبادة محضة لله - تعالى - على كل عبد قادر ; ولهذا يشترك في أكثرها المسلمون ، واليهود ، والنصارى بخلاف الخمسة ، والزكاة ، وإن كانت حقا ماليا فهي واجبة لله ، والأصناف الثمانية مصارفها ; ولهذا وجب فيها النية ولم يجز أن يفعلها الغير عنه بلا إذنه ولم تطلب من الكفار ، وحقوق العباد لا يشترط لها نية ولو أداها عنه غيره ولو بغير إذنه برئت ذمته ويطالب بها الكفار .
وفي كتاب الإيمان والإسلام للإمام شيخ الإسلام ابن تيمية قال أبو طالب المكي : مثل الإسلام من الإيمان كمثل الشهادتين أحدهما من الأخرى في المعنى والحكم ، فشهادة الرسول غير شهادة الوحدانية ، فهما شيئان من الأعيان ، وإحداهما مرتبطة بالأخرى في المعنى والحكم كشيء واحد ، كذلك الإيمان والإسلام أحدهما مرتبط بالآخر فهما كشيء واحد لا إيمان لمن لا إسلام له ، ولا إسلام لمن لا إيمان له ، إذ لا يخلو المسلم من إيمان به يصحح إسلامه ، ولا يخلو المؤمن من إسلام به يحقق إيمانه . ثم قال : وقد أجمع أهل القبلة على أن كل مؤمن مسلم ، وكل مسلم مؤمن بالله وكتبه . وقال الحافظ ابن رجب : إذا أفرد كل من الإسلام ، والإيمان بالذكر فلا فرق بينهما حينئذ وإن قرن الاسمين كان بينهما فرق ، والتحقيق في الفرق بينهما أن الإيمان هو تصديق القلب وإقراره ومعرفته ، والإسلام هو الاستسلام لله والخضوع والانقياد له ، وذلك يكون بالعمل وهو الدين ، كما سمى الله - تعالى - في كتابه الإسلام دينا وفي ( الجزء رقم : 1)- -ص 430- حديث جبريل سمى النبي - صلى الله عليه وسلم - الإيمان والإسلام والإحسان دينا ، فالإيمان والإسلام كاسم الفقير والمسكين إذا اجتمعا افترقا ، وإذا افترقا اجتمعا ، فإذا أفرد أحدهما دخل فيه الآخر ، وإذا قرن بينهما احتاج كل واحد منهما إلى تعريف يخصه ، فإذا قرن بين الإيمان والإسلام فالمراد بالإيمان جنس تصديق القلب ، والإسلام جنس العمل .
واعلم أن مسائل الإسلام والإيمان والكفر والنفاق مسائل عظيمة جدا ، فإن الله - تعالى - علق بهذه الأسماء السعادة والشقاوة واستحقاق الجنة والنار ، والاختلاف في مسمياتها أول اختلاف وقع في هذه الأمة وهو خلاف الخوارج للصحابة حيث أخرجوا عصاة الموحدين من الإسلام بالكلية وأدخلوهم في دائرة الكفر وعاملوهم معاملة الكفار ، واستحلوا بذلك دماء المسلمين وأموالهم ، ثم حدث بعدهم خلاف المعتزلة وقولهم بالمنزلة بين المنزلتين ، ثم حدث خلاف المرجئة وقولهم أن الفاسق مؤمن كامل الإيمان ، وقد أكثر الأئمة من التصنيف في هذا الباب ، وحاصل ذلك أن الدين وأهله كما أخبر خاتم النبيين وإمام المرسلين ثلاث طبقات أولها الإسلام وأوسطها الإيمان وأعلاها الإحسان فمن وصل إلى العليا فقد وصل إلى التي تليها فالمحسن مؤمن ، والمؤمن مسلم ، وأما المسلم فلا يجب أن يكون مؤمنا ، وهكذا جاء القرآن فجعل الأمة على هذه الأصناف الثلاثة قال الله - تعالى - : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) فالمسلم الذي لم يقم بواجب الإيمان هو الظالم لنفسه ، والمقتصد الذي أدى الواجب وترك المحرم وهو المؤمن المطلق ، والسابق بالخيرات هو المحسن الذي عبد الله كأنه يراه ، وقد ذكر الله تقسيم الناس في المعاد إلى هذه الثلاثة في سورة الواقعة ، والمطففين وبالله التوفيق .


المصدر :
لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية » الباب الثالث في الأحكام والكلام على الإيمان ومتعلقات ذلك » فصل في الكلام على الإيمان واختلاف الناس فيه وتحقيق مذهب السلف في ذلك » تنبيهات » التنبيه الثاني الإيمان والإسلام شيء واحد أم شيئان









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-08-30, 03:52   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
HussamHe
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيراً










رد مع اقتباس
قديم 2013-08-30, 11:47   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
Geek
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

merci frere je vais essayer










رد مع اقتباس
قديم 2013-08-30, 17:10   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
faceamari
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية faceamari
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

merci merci merci merci










رد مع اقتباس
قديم 2013-08-31, 14:46   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اخي الله اجعلها في ميزان حسناتك










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-01, 11:57   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أبو يوسف عبد الوهاب
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو يوسف عبد الوهاب
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيراً










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 13:06   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ilmadrista
بائع مسجل (ج)
 
إحصائية العضو










افتراضي

merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-17, 11:06   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
bahla57
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيراً










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-24, 13:16   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
fille algerie
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية fille algerie
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جـــــــــــــــزاك الله خيـــــــــــــــــــرآ










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-25, 15:07   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
قمر السلام
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية قمر السلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-06, 22:45   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
mohammedammar1944
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية mohammedammar1944
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا شكرا
شكرا
شكرا










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-14, 22:11   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
heba alhariri
عضو جديد
 
الصورة الرمزية heba alhariri
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الموضوع جميل لكن حبذا لو تم تلخيصه لانه طويل و يمكنه ان يكون مملا

الإيمان هو أساس كل ديانة مهما كانت مقايسسها فاذا انعدم انعدم التباث على الدين و انعدمت الاخلاق
شكرا لك










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-15, 01:01   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










Flower2

السلام عليكم

موضوع رائع بمعنى الكلمة

فمعظمنا يظن ان الإسلام و الإيمان نفسهما ؟؟؟؟ لكن ....

اذا تابعوني

نعلم أن ‏[‏الإيمان‏]‏ و‏[‏الإسلام‏]‏ يجتمع فيهما الدين كله، وقد كثر كلام الناس في ‏[‏حقيقة الإيمان والإسلام‏]‏، ونزاعهم،واضطرابهم‏.‏وقد صنفت في ذلك مجلدات، والنزاع في ذلك من حين خرجت الخوارج بين عامة الطوائف‏.

‏‏ ونحن نذكر ما يستفاد من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، مع ما يستفاد من كلام اللّه تعالى فيصل المؤمن إلى ذلك من نفس كلام اللّه ورسوله، فإن هذا هو المقصود‏.

‏‏ فلا نذكر اختلاف الناس ابتداء، بل نذكر من ذلك في ضمن بيان ما يستفاد من كلام اللّه ورسوله ما يبين أن رد موارد النزاع إلى اللّه وإلى الرسول خير وأحسن تأويلا، وأحسن عاقبة في الدنيا والآخرة‏.

‏‏ فنقول‏:‏ قد فرق النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل عليه السلام بين مسمى ‏[‏الإسلام‏]‏ ومسمى ‏[‏الإيمان‏]‏ ومسمى ‏[‏الإحسان‏]‏‏.‏

فقال‏ "الإسلام‏:‏ أن تشهد أن لا إله إلا اللّه، وأن محمداً رسول اللّه، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا‏"‏‏‏.

‏‏ وقال "‏‏الإيمان‏:‏ أن تؤمن باللّه، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره" .

والفرق مذكور في حديث عمر الذي انفرد به مسلم، وفي حديث أبي هريرة الذي اتفق البخاري ومسلم عليه، وكلاهما فيه‏:‏ أن جبرائيل جاءه في صورة إنسان أعرابي فسأله‏.‏

وفي حديث عمر‏:‏ أنه جاءه في صورة أعرابي‏

.‏ وكذلك فسر ‏[‏الإسلام‏]‏ في حديث ابن عمر المشهور، قال "بني الإسلام على خمس‏: ‏شهادة أن لا إله إلا اللّه، وأن محمداً عبده ورسوله، و إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان‏"‏‏‏.‏

وحديث جبرائيل يبين أن الإسلام المبني على خمس هو الإسلام نفسه ليس المبني غير المبني عليه، بل جعل النبي صلى الله عليه وسلم الدين ثلاث درجات أعلاها‏:‏الإحسان، وأوسطها‏:‏ الإيمان، ويليه‏:‏الإسلام، فكل محسن مؤمن، وكل مؤمن مسلم، وليس كل مؤمن محسناً، ولا كل مسلم مؤمنا، كما سيأتي بيانه إن شاء اللّه في سائر الأحاديث، كالحديث الذي رواه حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل من أهل الشام، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال له" ‏‏أسلم تسلم‏‏‏. ‏قال‏: ‏وما الإسلام‏؟‏ قال‏:‏‏ ‏أن تسلم قلبك للّه، وأن يسلم المسلمـون مـن لسانك ويـدك‏‏‏. ‏قال‏:‏ فأي الإسلام أفضل‏؟‏ قال‏:‏‏‏الإيمان‏‏‏.‏ قال‏:‏ وما الإيمان ‏؟‏ قال‏:‏ ‏أن تؤمن باللّه وملائكته، وكتبه ورسله، وبالبعث بعد الموت‏‏‏.‏ قال‏:‏ فأي الإيمان أفضل‏؟‏ قال‏:‏الهجرة‏‏‏. ‏قال‏:‏ وما الهجرة‏؟‏قال‏:‏‏‏أن تهجر السوء‏‏‏.‏قال‏:‏ فأي الهجرة أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏‏الجهاد‏‏‏.‏قال‏: ‏وما الجهاد‏؟‏ قال‏:‏‏‏أن تجاهد، أو تقاتل الكفار إذا لقيتهم، ولا تَغْلُل، ولا تَجْبُن‏‏‏.‏ ثم قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏عملان هما أفضل الأعمال، إلا من عمل بمثلهما قالها ثلاثا حجة مبرورة، أو عمرة‏"‏‏ رواه أحمد، ومحمد بن نصر المروزي‏.

‏‏ ولهذا يذكر هذه ‏(‏المراتب الأربعة‏)‏ فيقول "المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم، والمهاجر من هجر السيئات، والمجاهد من جاهد نفسه للّه‏"‏‏‏.‏

وهذا مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عبد اللّه بن عمرو، وفَضَالة بن عبيد وغيرهما بإسناد جيد، وهو في السنن، وبعضه في الصحيحين‏.‏

وقد ثبت عنه من غير وجه أنه قال "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والم، ولولا أمنه الناس على دمائهم وأموالهم‏"‏‏‏.

‏ومعلوم أن من كان مأموناً على الدماء والأموال؛ كان المسلمون يسلمون من لسانه ويد، ولولاا سلامتهم منه لما ائتمنوه‏.‏

وكذلك في حديث عبيد بن عمير، عن عمرو بن عَبَسة‏.

‏‏ وفي حديث عبد اللّه بن عبيد بن عمير أيضاً عن أبيه، عن جده؛ "أنه قيل لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما الإسلام‏؟‏ قال‏:‏‏‏إطعام الطعام، وطِيبُ الكلام‏‏‏.‏ قيل‏:‏ فما الإيمان‏؟‏ قال‏:‏ ‏‏السَّمَاحة والصبر‏.‏ قيل‏:‏ فمن أفضل المسلمين إسلاماً‏؟‏ قال‏:‏‏‏من سَلِم المسلمون من لسانه ويده‏‏‏.‏قيل‏:‏ فمن أفضل المؤمنين إيماناً‏؟‏ قال‏:‏أحسنهم خُلُقاً‏‏‏.‏ قيل‏:‏ فما أفضل الهجرة‏؟‏ قال‏:‏‏‏من هَجَر ما حَرَّم اللّه عليه‏‏‏.‏ قال‏:‏أي الصلاة أفضل‏؟‏ قال‏:‏‏‏طول القُنُوت‏.‏ قال‏:‏أي الصدقة أفضل‏؟‏ قال‏:‏‏‏جُهْد مُقل‏‏‏.‏ قال‏:‏ أي الجهاد أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏‏أن تجاهد بمالك ونفسك، فيُعَقْرُ جَوَادُك، ويُراق دَمُك‏‏‏.‏ قال أي الساعات أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏‏جَوْف الليل الغَابِر‏"‏‏‏.‏

ومعلوم أن هذا كله مراتب، بعضها فوق بعض، وإلا فالمهاجر لابد أن يكون مؤمناً، وكذلك المجاهد؛ ولهذا قال‏ الإيمان‏:‏ السماحة والصبر‏"‏‏، وقال في الإسلام‏:‏ ‏ ‏‏"إطعام الطعام، وطيب الكلام‏"‏‏‏.‏

والأول مستلزم للثاني؛ فإن من كان خلقه السماحة، فعل هذا بخلاف الأول؛ فإن الإنسان قد يفعل ذلك تَخَلُّقاً، ولا يكون في خلقه سماحة وصبر‏.‏

وكذلك قال‏:‏‏ ‏‏"أفضل المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده‏"‏‏‏.

‏وقال‏:‏‏"‏‏أفضل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً‏"‏‏، ومعلوم أن هذا يتضمن الأول؛ فمن كان حسن الخلق فعل ذلك‏.‏

قيل للحسن البصري‏: ‏ما حُسْن الخلق‏؟‏ قال‏:‏ بَذْل النَّدَى، وكَفُّ الأذى، وطلاقة الوجه‏.‏ فكف الأذى جزء من حسن الخلق‏.

‏‏ وستأتي الأحاديث الصحيحة بأنه جعل الأعمال الظاهرة من الإيمان كقوله "الإيمان بِضْعٌ وسبعون شُعْبَة، أعلاها قول لا إله إلا اللّه، وأدناها إمَاطَة الأذى عن الطريق‏".

‏‏ وقوله لوَفْد عبد القَيْس‏ "‏‏آمركم باللّه وحده، أتدرون ما الإيمان باللّه وحده‏؟‏شهادة أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن تؤدوا خُمُسَ ما غَنِمْتُم"‏‏‏.‏

ومعلوم أنه لم يرد أن هذه الأعمال تكون إيماناً باللّه بدون إيمان القلب؛ لما قد أخبر في غير موضع، أنه لابد من إيمان القلب، فعلم أن هذه مع إيمان القلب هو الإيمان، وفي المسند عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏ ‏‏"الإسلام عَلاَنِيَة، والإيمان في القلب".

‏‏ وقال صلى الله عليه وسلم‏ "‏‏إن في الجسد مُضْغَة، إذا صَلُحَت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد،ألا وهي القلب‏"‏‏‏.‏

فمن صلح قلبه صلح جسده قطعاً، بخلاف العكس‏.

‏‏ وقال سفيان بن عُيَيْنَة‏:‏ كان العلماء فيما مَضى يكتب بعضهم إلى بعض بهؤلاء الكلمات‏:‏ من أصلح سَرِيرَته، أصلح اللّه علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين اللّه، أصلح اللّه ما بينه وبين الناس، ومن عمل لآخرته، كَفَاه اللّه أمر دنياه‏.

‏ رواه ابن أبي الدنيا في كتاب ‏[‏الإخلاص‏]‏‏.

‏‏ فعلم أن القلب إذا صلح بالإيمان، صلح الجسد بالإسلام، وهو من الإيمان؛ يدل على ذلك أنه قال في حديث جبرائيل "‏‏هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم‏"‏‏‏.

فجعل الدين هو الإسلام، والإيمان، والإحسان‏.

‏فتبين أن ديننا يجمع الثلاثة، لكن هو درجات ث، لكن:‏ مسلم ثم مؤمن ثم محسن، كما قال تعالى‏:‏‏{‏‏ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ}‏‏ ‏[‏فاطر‏:‏32‏]‏، والمقتصد والسابق كلاهما يدخل الجنة بلا عقوبة، بخلاف الظالم لنفسه‏.‏وهكذا من أتى بالإسلام الظاهر مع تصديق القل، لكنن لم ، والمحسنونب عليه من الإيمان الباطن، فإنه معرض للوعيد، كما سيأتي بيانه إن شاء اللّه‏.‏


وأما ‏[‏الإحسان‏]‏ فهو أعم من جهة نفسه، وأخص من جهة أصحابه من الإيمان‏.

‏‏ و‏[‏الإيمان‏]‏أعم من جهة نفسه،وأخص من جهة أصحابه من الإسلام‏.‏فالإحسان يدخل فيه الإيمان، والإيمان يدخل فيه الإسلام،والمحسنون أخص من المؤمنين،والمؤمنون أخص من المسلمين‏.‏

وهذا كما يقال‏:‏ في ‏[‏الرسالة والنبوة‏]‏، فالنبوة داخلة في الرسالة، والرسالة أعم من جهة نفسها، وأخص من جهة أهلها؛ فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولاً، فالأنبياء أعم، والنبوة نفسها جزء من الرسالة، فالرسالة تتناول النبوة وغيرها بخلاف النبوة؛ فإنها لا تتناول الرسالة‏.

‏‏ والنبي صلى الله عليه وسلم فسر ‏[‏الإسلام والإيمان‏]‏ بما أجاب به، كما يجاب عن المحدود بالحد، إذا قيل‏: ‏ما كذا‏؟‏ قيل‏:‏ كذا، وكذا‏.

‏‏ كما في الحديث الصحيح، لما قيل" ما الغِيبَة‏؟‏ قال‏:‏ ‏‏ذِكْرُك أخاك بما يَكْرَه‏"‏‏‏.‏

وفي الحديث الآخر‏ "‏‏الكِبْر بَطَر الحق، وغَمْط الناس‏"‏‏‏.‏

وبَطَر الحق‏:‏ جحده ودفعه‏.

‏ وغَمْط الناس‏:‏ احتقارهم وازدراؤهم‏.‏

وسنذكر إن شاء اللّه تعالى سبب تنوع أجوبته، وإنها كلها حق‏.‏

ولكن المقصود أن قوله‏ "‏‏بُنِي الإسلام على خمس‏"‏‏، كقوله‏ ‏‏الإسلام هو الخمس‏"‏‏ كما ذكر في حديث جبرائيل؛ فإن الأمر مركب من أجزاء، تكون الهيئة الاجتماعية فيه مبنية على تلك الأجزاء ومركبة منها؛ فالإسلام مبني على هذه الأركان وسنبين إن شاء اللّه اختصاص هذه الخمس بكونها هي الإسلام، وعليها بني الإسلام،

اتمنى ان تقبلو مروري
‏‏










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-16, 11:49   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
عبدالرزاق2010
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2013-10-16, 12:14   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
l_adel
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الفرق, الإسلام, والدين, والإيمان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:15

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc