النشاط: قراءة + تراكيب نحوية ( الأسماء الخمسة)
المحور: الأيام الوطنية و العالمية
الوحدة التعلمية : رقم 10
الموضوع : يوم المعلم
النص: المعلم
كانَ ذلِكَ اليَوْمُ جَمِيلا بشَمْسِهِ الدّافِئةِ، وَنَسَمَاتِهِ الرَقِيقةِّ التِي كانَتْ تَبْعَثُ بكُلِّ شَيْءٍ خفِيفٍ حَوْلهَا، إنَّهُ يَوْمُ الخَامِس مِنْ أكتوُبر حِينَمَا خَرَجَتْ آمِنَة مِن مَنزلِهَا مُتَجِهَة ًنَحْوَ الجَامِعَةِ ، وَ هِيَ تفكِّرُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ التِّي سَتُكمِل فِيهَا دِرَاسَتهَا الجَامِعِيَّةِ لِتَدْخُلَ عَالمًا جَدِيدًا لا تَعْرفُ عَنْهُ شيْئاًا سِوَى ذِكْرَيَاتٍ لعَلهَا تُسَاعِدُهَا فِي المُسْتقبَلِ، إنَّهُ عَالمُ التّرْبيَةِ وَ التّعْلِيمِ وَ التّدْريس.
وَ بخُطُوَاتٍ سَريعَةٍ تَنِمُّ عَنْ نَشَاطٍ وَ جِدِّيَةٍ شَقَّّتْ آمِنَة طَرِيقهَا وَهَا هِيَ ذِي تَصِلُ إلىَ الجَامِعَةِ لِتلتقِيَ برَفِيقتِهَا سَلوَى ،حَيْثُ جَلسَتْ الطَّالِبَتانِ فِي رُكنٍ مِنْ أرْكان الجَامِعَةِ بَعِيدًا عَنْ ضَوْضَاءِ الطَّلَبَةِ وَ صَخَبِ المَّارَّةِ، كَانَتْ كُلٌّ مِنْهُمَا تُحَدِّقُ بَعِيدًا فِي الأُفُقِ وَ بَعْدَ مُرُورِ وَقْت مِنَ الصَّمْتِ قَالَتْ آمِنَة : " أَتَدرِينَ يَا صَدِيقَتِي أَنََّ هَذَا اليَوْمَ هُوَ يَوْمٌ يُمَجَّد ُفِيهِ المُعَلِّمُ وَ يُعلَنُ بِصَوْتٍ عَالٍ عَن المَكَانَةِ السَّامِيَةِ التِّي وَهَبَهَا الله تَعَالىَ لَهُ كَيْفَ لاَ وَ هُوَ الذِّي أَصَرَّ أَنْ يُنْشَرَ نُورُ العِلْمِ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَ عَبْرَ كُلَّ زَمَانٍ؟ ".
رَدَّت عَلَيْهَا سَلْوَى قَائِلَةً :" نَعَمْ هَذَا الذِّي كَانَ يَشْغَلُ فِكْرِي مُنْذُ الصَّبَاحِ ،حَيْثُ تَذَكَّرْتُ اليَوْمَ أَنَّهُ لاَ يَفْصِلُنَا عَنِ التَّخَرُّجِ سِوَى أَشْهُرٌ قَلِيلَةٌ لِنُصْبِحَ أُسْتَاذَتَيْنِ، فَهَلْ تَتَخَيَّلِينَ ذَلِكَ المَوْقِفِ حِينَمَا تُصْبِحِينَ أُستاذَةً تَدخُلين قاعةَ الدّرسِ، فيُبادِرُكِ المُتَعَلِمُون بالتَّحِيةِ، و مع لَحْظَةِ اللِّقاءِ الأُولى يَخْتَلِجُ نَفْسَكِ شُعورٌ لا تَجِدينَ له وَصْفًا ، إنّه الشُّعورُ بالمَسْؤُولِيَةِ."
لا زِلْتُ أَذْكُرُ يا صَديقَتِي مَرْحَلَةً مَرَّتْ مِنْ حَياتي مُنذُ زَمنٍ وَلاَ زالتْ ذاكِرتِي تَحْتَفِظُ بِشَخْصٍ لم أِلْتَقِ به مُنْذُ فَارَقْنَا تِلْكَ المَرْحَلَة عِنْدَمَا كُنِّا صِغَارًا لا نُدْرِك شَيْئًا مِنَ الحَيَاةِ ،و لَكنّ مِن أوََّلِ يَوْمٍَ ولَجْنَا فيه بَابَ المَدْرَسَةِ إلى أَنْ خَرَجْنَا مِنْهَا ،لم نَشْعُرْ إلاّ بَنُورِ العِلْمَ يَسَْطعُ وَهَّاجًا في صُدوُرِنَا لَيَمْحُوَ ظُلْمَةَ الجَهْلِ مِنْ أَرْواحِنَا ، كان ذلك الشَّخصُ أُسْتاذَنا ، الأُسْتاذُ الذِّي كُنَّا نَكْبُرُ وَيَكْبُرُ مَعَنَا حتىَّ صارَ بالنِّسْبةِ لنا واحداً من أفرادِ عائِلَتِناَ، حتىَّ أَنَّنَا كُنَّا نَقْضِي مَعَهُ أَكْثَرَ أَوْقاتِناَ ، كان أبًا لنَا يَمْنَحُنا العِلْمَ والمَعْرِفَةَ وَ يَغْمُرُنا بِحُبِّهِ و حَنانِهِ ، يَعْطِفُ عَليْنا ويَقْسُو عَليْنا إلاّ أنّ تِلْكَ القَسْوَة َالتيِّ نَراهَا في عَيْنَيْهِ كانتْ في الحَقيقَةِ خَوْفُهُ عليْنا من شِدَّة ٍحِرْصِهِ على نَجَاحِنَا. لم تَغِبْ عنْ ذاكِرَتِنا الفَرحَةُ التيِّ كُنَّاُ نحُِسُّها بداخلٍه عندما يَخْتَبِرُنا و نَحْرُزُ على عَلاماتٍ جيِّدةٍ ،في ذلك الوَقتِ كُنَّا نَلْمَحُ شَيْئًا يُشْبِه ُالسَّخْطَ على كُلِّ مَنْ يَخْفِقُ مِنَّا في الإجَابَةِ كَأنَّهُ أَخُوكَ الكبير أوْ أَبوُكَ يُوَبِخُكَ عِنْدَما تَخْفِقُ . لم يَتَهَاوَنْ أُسْتَاذُنا يومًا عَنْ أَداءِ وَاجِبِهِ و لم يَشْكُ هَمَّه ُو أَلَمَهُ لَنا غَيْرَ أننَّا لم نَكنْ نُبالِي بما كان يَشْعُرُ به لاَ لِشَيْءٍ إلاّ لأنَّنَا كُنَّا صِغارًا ،و لَكِنِّي اليومَ أَعْترِفُ بالجَميلِ و أَرْسِلُ عِباراتِ الشُّكْرِ و التَّقْديرِ لهذا الرَّجُلِ الذِّي حَمَلَ ويَحْمِلُ المِشْعَلَ بِكُلَّ عَزْمٍ و جِدٍّ و كَدٍّ ،يَكْمِلُ رِسَالةَ الأنْبِيَاءِ عَبْرَ الزَّمَنِ و في كلِّ مَكَانٍ.
شرح الكلمات:
تنمّ= تكثر تحدق = تشدّد النّظر صخب المارة = اختلاط الأصوات يلج = يدخل
فهم النص
- كيف وصف الكاتب ذلك اليوم؟
- فيم كانت تفكر فيه الصديقتان؟
- ماذا يمثل تاريخ الخامس من شهر أكتوبر؟
- كيف يعامل الأستاذ تلاميذه؟
التراكيب النحوية : الأسماء الخمسة ( التعريف و الإعراب)