ظاهرة عزوف التلاميذ عن المراجعة المنزلية

[ياسين 22]

أردت من هذا المنبر ان انقل انشغال حساس حول ظاهرة انعدام المراجعة المنزلية التي تفشت بشكل رهيب عند تلاميذي سواءا بنات او ذكور .فكلما جاء درس جديد وسألت عن الدرس الماضي ساد صمت رهيب في القسم .وبعضهم ينظر الى بعض في دهشة وكأني اطرح سؤال غريب .وأشاهد بعض التلاميذ يقلبون صفحات الكراس او الكتاب بحثا عن مبتغاهم في سؤالي .تصوروا ان معنوياتي تنهار .احاول ان ابسط السؤال بسؤال يكاد يكون هو الجواب لكن نفس الحالة "هنا استثني بعض الاقسام التي فيها متفوق اواثنين يشارك وحده فقط.
هل انا قصرت في الدرس السابق؟ لم احضر جيدا ؟..نشاطاتي التجريبية لم يستوعبوها رغم نجاحها ؟ أسئلة عديدة تخالجني وأحس كأنني داخل قاعة محكمة تتساقط على تهم عديدة دون ان اجد محامي ينقذني من ظميري.
اخواني الأساتذة اصبح ينظرون الى التجارب والنشاطات من زاوية الترفيه فقط (وكأنها ألعاب) فرغم وفرة الوسائل والبرمجيات والوسائط التعليمية والتحفيز النفسي لهم الا ان الفعالية غائبة او شبه منعدمة رغم العوامل المتوفرة (الخبرة 18سنة –الأستاذ ليسانس في التخصص. له اسلوب مشوق ...
إذا كلفتهم بواجب منزلي"وظيفة" تجد ورقة واحدة طبق الاصل بعدد التلاميذ وكأنك عاقبت تلميذ باعادة بكتابة درس 35مرة .عند حراستي للإمتحان المدة اتجاوزها على العصاب لأن كل تلميذ ينتظر فرصة الغش كما بنتظر الثعلب الأكل من غنيمة الأسد حين يشبع .
فما العمل امام هذا الجيل المتمرد على قيم المجتمع فكلما حاولت نصحهم وتنبيههم تراهم مطأطئي الرؤوس ولا كلمة "كأنهم يقولون في قرارة انفسهم = لاتتعب نفسك فنحن ماضون .يعني تصميم على المسار الذي هم عليه .ترى ما الذي غير حياء التلاميذ وتسابقهم للعلم سابقا الى انحطاط ورذيلة في الحاضر؟ من الذي غيّب قدسية الأستاذ ونزع هيبته ؟ هل هو الأساتذ نفسه ؟ الأسرة؟ الدوله ؟
اذا صادفك احد الاولياء في الخارج يقول – عندك في الطفل الفايدة عاونوا- واذا حضر الى الادارة يأتي ليقدم اعذارات على سلوك ابنه وليس معاتبا له –او يأتي بغرض الشجار مع الاستاذ او الرقابة.
أكيد ان الأستاذ "العين بصيرة واليد قصيرة " .الى اين تتجه المدرسة الجزائرية والى اين تتجه الجزائر كما قال الراحل محمد بوضياف.
المدرسة هي خزان إطارات الدولة المستقبلة فما العمل اذا تهدم من الداخل ألا توجد سبل لاعادة مجد المدرسة والجامعة الى سابق عهدها الذهبي .ونشاهد الجزائري متفوقا في دراسته وكفءُ ُفي عمله ومتفوقا في الجامعات الأجنبية الا يمكن ان نحصل مرة اخرى على مهندس ناجح .وطبيب جيد .وعسكري فذ .واطارناجح .وامام مصلح ومغير .ومواطن صالح ؟.................أرجومنكم التفاعل مع الموضوع