الرسالة 100 من قبر الحياة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الرسالة 100 من قبر الحياة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-01-14, 22:59   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
WOMER KHL
عضو جديد
 
الصورة الرمزية WOMER KHL
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الرسالة 100 من قبر الحياة

كانت تبدو لي الرحلة ممتعة جدا ،فقد نزعت عني تلك المناظر قدرا من ضيق النفس و كثرة التفكير ..
كنت أضع رسما لصورتك في كل مكان كنت أراه خلابا ، و شيئا فشيئا بدأت خيوط الملل تمتد و تتسلل الى حيثيات رحلتي كيف لا و أنت تنقصينها كل النقص ... و فجأة أضحى كل شيء بلا طعم ... كنت أأكل و لا أتذوق شيئا فقد انتابني ألم التفكيرمن جديد ، كان هذا التفكير غريبا يشعرني بفقدان الأمل و لا يعطيني جوا للتمتع بما أنا فيه لما انتابني الخوف الذي جعلني أشعر بالتشاؤم .
بدأت أشم رائحة الهزيمة و رحت أنتظر فقط تناول طبقها.
و ها هنا الآن أنا أمشي و لا أحس بشيء يُشعرني أني أمشي ، أحاول فقط أن أُدرك أني أمشي و أُغني و أُمرر على ذكرياتي ذكريات ليس لها ذكريات ، فحتى الذكريات الجميلة معك صارت كوابيس تضايقني و أحلام تلازم يقظتي ، كأحلام لم يك لها أساس من الصحة.
أي حال أنا فيه ؟
أرجو أن تعذريني على كل كلمة أكتبها - أجل- لأني أعلم أني أكتب كلاما مملا و محبطا ، هذا ان كان غير مهم لك أصلا ؛ لكن وجب أن تعلمي كل شيء عن ما يجري بحياتي بعدك و أريد أن تكون هاته المكاتيب مرجعا عني... أريد أن أمزج لك نظرية الحب بواقع عشقي ، أريد أن أكون فرضيتك الكبرى و البحتة لأن الفرضية أصلا هي تحدي لأكبر المشاكل و حل لأكبر الألغاز غموضا ، أتعلمين أن كل شيء خُلق لزوجه الثاني و كل شيئين بالكون تتابعا ليُكملا بعضهما و أنا خُلقت لك ، فأرجوك بعنف أن تُسلّمي لهذا ولنتحدى القدر.
كيف سأصف لك الحال و المكان الذي أجلس به !! لا أدري.. حائر.. دوما حائر، وحائر مثلما رأيت في المدينة وضائع كالقوافل المسكينة ، هي أيامي في زحمة الحياة لا أبعاد سوى نحيب القلب في السهاد و قلم يصُّرُ فوق كومة الورق الملونة بالدخان ، و العرق يُغرقني كما أغرق المستنقع الضجر؛ ... مسكين أنا ... أقتات من عظام الجُدر .
حياتي ... يا ذُلة الحياة ، بالرصيف على جبين الشيخ يرعش اليدا ، عروقي تستصرخ الرغيف و الشارع المنهمك المنهوك نهر يبلع الصدى... نأيت أنا و رحت أساور حلما بريح.
حبيبتي ما كنت عاشق الخيال لكن مدينة العذاب و الهجير و الناس يركضون مثل عالم أسطوري تصوُري لم تنشر للعاشق الجناح فتراه يطفو فوق الركام جريح ، و ما ضمدت عيناك قلبه المجتاح ليحط طائر الأحزان بالصدور ... فكيف له يا حبيبتي أن يستقبل الصباح ؛ و هاهنا لازلت ألوك أغنية الحنين و أذرف الصمت الطويل فصدقيني لن نحترق بوطأة الذنوب فنحن عاشقين قد أتينا لطالما لون العذاب لقانا هاربان من مدينة الدمار و وجهها الأصم كالجدار...
و الشمس قد غطست هناك و مشى الظلام على الحقول يضم أكواخا كئيبة من تحت أذرعه الرهيبة ، لا شيء يا حميمة لا عرس هناك و لا مصيبة ، ستنام قريتنا ستنام بعد العشاء و حين تزدرد الطعام .. حتى الطيور تنام في وكناتها حتى الحمام ، حتى الدخان يموت بحلق الزمان و الليل قد نصب الخيام و أنا و خطاي و الشام مثل الحطام ، نعود في جوف المساء بلا كلام لتظل تحلم قريتي مثل العجوز كامل ليلتها بالغرام، و أنا و ظلي و الشام القافلون على الظلام يزفنا النجم البعيد من فوق أعناق الجريد حيث يموت الكلام .
فلم كل شيء ملون بالدماء ؟ ولم كل شيء مُلون !! و الروح بالجسد أكبر ملون ...
ما أروع أن أشقى معك و أُحزن كل شيء معي بحزني و نبضي دفء أيامي و عذاباتي... عذابات قلبي الفسيح في صلاة و دعاء و ضريح ، صيحة من وهران الفسيح من ثائر مليح الوجه تسخو عيناه صفوا و حبا باسمك الغالي يا وطني .
دخلت غرفتي بالفندق المنزوي و أجنحة الصمت المنهارة رفرفت سوداء على الدار طائرة عبر الأسوار ، فخر العود الفارغ و انزلق الدم على الشارع و هز هتافات و رايات كانت تحملها أيدي الثوار ، المذياع يزف النبأ ... معذرة قد طالت غربتي و ربيع الحزن يصب عليها الصدأ ، لم تستبن النبأ و وطني ما كان سوى طلقة نار ؛ فاح من دمي كل عذابي نبض شبابي المذبوح ، فاحت يا روحي من همساتك غضبة مكتوبي الجبار و الظلمة عاشرت البيت ، انطفأ المصباح فما جدوى الزيت لقد رضي الأحباب جرحك يا وطني و ما أشقاك الأن يا كلمات ويا جثث و يا موت فلم تنفجرو الا في سجن الصمت لما كنتم تتكلمون ولم تسمعكم سوى الأصداء...
- أنا عائد من بلاد الغرب و بين ضلوعي شوق ما احتواه مكان ، ذري الرمل و الماء و الأمسيات و أعين أهلي و منزل حبيبي الحبيب .
-أنا عائد من بلاد الهبوب وهل تعرفين الهبوب أيا أخت روحي .. لقد دامت فوق صدر السفوح و امتلأت أعيننا برمال الشطآن فسالت من الشوق كل جروحي لما أحذني الحنين لوطني و ريحه. و قد ذكرت الريح فصبي على ذكرياتي المطر و لا تتركيني وحيد الجناح ؛ تدوم بين دمائي الشجون تُسمعني لهف القلوب و صرخات شعبي تنادي و تقلم كل الغصون كما يتعرى الشجر أمام التغيير بأرض بلادي .









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-03-21, 22:52   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
~°رميصاء°~
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ~°رميصاء°~
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رائعة
بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2013-11-16, 16:49   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
aihaibara
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية aihaibara
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رائعة عشق الوطن في دمائك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الحياة, الرسالة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:57

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc