احذروا التسويق الشبكي فإنه القمار المحرم
(شركة كويست مثالاً)(2)
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فقد لخصت في المقال السابق ما ذكره أهل العلم من مخالفات شركة كويست نت
التي أفتوا بتحريم التعامل معها في التسويق الشبكي وسأذكر في هذا المقال هذه
المخالفات بشيء من التفصيل مبينا موضعها في الشروط التي اشترطتها الشركة
وبعض صور هذه المخالفات ملخصا ذلك من بحث الشيخ إبراهيم أحمد الشيخ
الضرير جزاه الله خيرا والله المستعان.
إن مخالفات شركة كويست نت كثيرة سبق ذكرها إجمالا وإليكم بيانها بالتفصيل:
أولاً:الميسر و القمار:
تعريف الميسر والقمار:
الميسر:كل معاملة يقدم فيها المتعامل مالا أو جهدا في مقابل عوض متردد بين أن
يربح أويخسر ، ويضيع عليه ماله أو جهده فلايحصل على شيء ، ويكون
المستفيد هو الطرف الآخر الذي تعامل معه.
القمار:كالميسر إلا أنه مختص بدفع مال مقابل عوض متردد بين أن يربح أو
يخسر ماله فلايحصل على شيء.
فالقمار صورة من صور الميسر ، والميسر أعم من القمار.
الفرق بين الميسر والقمار وبين التجارة:
الميسر والقمار يدفع فيهما مالا أو يقدم جهدا ويقوم بعمل معين في الميسر
ويخاطر به ، إما أن يربح ما يريد وفي الغالب يكون أضعاف ما دفعه أو قدمه ،
وإما أن يخسر ماله أو جهده ويكون قد دفعه وقدمه بلا مقابل .
بينما التاجر يشتري سلعة فيحصل على مقابل ما دفعه من مال والمقابل هو السلعة
ثم قد يربح في بيعها وقد يخسر ، فالمخاطرة في الربح ، لا في مقابل المال أو
الجهد ، وبهذا يتضح الفرق بين التجارة المباحة وبين الميسر والقمار المحرمين.
الدليل على تحريم الميسر والقمار:
قوله تعالى
يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)
قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى
قال العلماء دلت آية المائدة على
تحريم ما ذكر فيها من الخمر
والميسر بعدة أوجه من التحريم منها:
أنه وصفه بأنه رجس.
والثاني وصفه بأنه من عمل الشيطان.
والثالث أمر باجتنابه فقال (فَاجْتَنِبُوهُ) هذا أمر، ثم قال في آخرها (فَهَلْ أَنْتُمْ
مُنتَهُونَ) يعني انتهوا في قول كثير من أهل التفسير، وقال بعضهم قوله (فَهَلْ أَنْتُمْ
مُنتَهُونَ) أورده مورد السؤال لأنه أبلغ من الأمر المباشر) اهـ من محاضرة القمار
وصوره المحرمة .
وجود الميسر والقمار في شركة كويست:
أولاً:دفع المشترك مالا مخاطرا به :
إن المشترك في هذه الشركة يغرى بعمولات التسويق التي تدر له أرباحا كبيرة إذا
نجح في جمع عدد كبير من الأشخاص ، و(يعتمد نظام العمولة في شركة
جولدكويست إنترناشيونال على تساوي الطرفين (الأيمن والأيسر) لكل مشترك,
وهو نظام مكون من 6 خطوات, أساس كل الخطوة من هذه الخطوات هو العدد
(5) ، بمجرد أن يكمل المشترك 5 مبيعات على يمينه مقابل 5 على يساره ,
يحصل على عمولة من الشركة مقدارها 400 دولار أمريكي) اهـ بحث الشيخ
إبراهيم أحمد الشيخ الضرير.
وهذه العمولات مشروطة بشراء منتج من الشركة و إلا فلا يستحق المسوقعمولة على تسويقه فلابد أن يشتري المنتج أولاً ثم يسوق ثانياً فيحصل على
العمولة وقيمة هذا المنتج 860 دولار ، فالمشترك يدفع هذا المبلغ ولاغرض له
في السلعة ، وإنما غرضه عمولات التسويق التي قد تحصل له إذا وفق لتجميع
العدد المطلوب ، وقد لايوفق فلايحصل على شيء ، فيبقى ساخطا مع بقاء المنتج
عنده ، فهو يدفع ماله مقابل عمولات التسويق لا للمنتج ، و المنتج مجرد غطاء
للمقامرة فإذا رفعت الغطاء ، تبين لك أن المشترك يدفع مالا مقابل عمولات
التسويق التي قد تحصل له فيربح أو لاتحصل فيخسر ، ولا غرض له في المنتج
في الحقيقة ، والدليل على عدم قصده للمنتج ، أنه لو توفر المنتج بقيمة أقل بدون
عرض التسويق ، وتوفر مع عرض التسويق في هذه الشركة بقيمة أكثر لأقبل
على هذه الشركة التي فيها عرض التسويق ، وكذلك لو توفر عرض التسويق
بدون المنتج لاختاره وتعامل به دون طلب لمنتج ولا لغيره ، ومما يدل على أن
المنتج ذر للرماد في الأعين أنهم إذا أرادوا إقناع شخص بالاشتراك لم يحدثوه
عن المنتج بل أخذوا يغرونه بما قد يحصله من مال بلا تعب إذا سوق المنتج
لمجموعة ، و استمرت هذه المجموعة في التسويق فإنه سيحصل على مال وفير
بدون عمل .
والحصول على مال بلا عمل من أسباب تحريم القمار لأنه يضعف الأمة ويضيع
الصناعات مع ما فيه من ظلم .
تقديم جهد بلا مقابل :
وهذا أيضا موجود بصور متعددة في هذه الشركة ، ولكون الميسر والقمار من
الظلم واستغلال جهود الناس بلامقابل ظلم كذلك ، فسأذكر صور استغلال جهود
الناس بلا مقابل عند بيان وجود الظلم في التسويق الشبكي لهذه الشركة .
يتبع إن شاء الله تعالى