![]() |
|
تاريخ الجزائر من الأزل إلى ثورة التحرير ...إلى ثورة البناء ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
كيف نشات اللهجة الجيجلية حسب وليام مارسي
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() اقترح و.مارسي على القرّاء أن يرجعوا إلى التاريخ مستعينين بأضواء الجغرافية؛ ويستنتج أنّ تلك المجموعات الأربعة من الكلام هي قروية لا يتكلّم بها البدو. ولكلّّ منطقة من المناطق الأربعة عاصمة جهوية، وأنّ البحر يحدّها شمالا، وقد شيِّدت فيها طرق تربط فيما بين المدن الداخلية ثمّ بين العاصمة وبين الموانئ. ومن هنا تقدّم مارسي بفرضية مفادها أنّه لم يكن يوجد عرب في المرتفعات الجزائرية، فقد عاشت في المرتفعات الجزائرية عناصر ريفية أمازيغية مارسوا اللغة العربية التي اكتسبوها من خلال معاملاتهم التجارية مع المدن الكبرى، واعتبر الباحث تلك اللغة لغةً عربيةً غريبةً اختلقها مزارعون أمازيغ بعد تشويههم اللغة المشتركة بين مختلف فئات المجتمع المدني علمًا أنّ أفراد كلِّ واحدةٍ من هذه الأرهاط كانوا يتكلّمون بلهجة خاصّة بهم، وقد أدّت هذه اللهجة الغريبة دورًا كافّيا في تيسير التفاهم بين جميع من كان يتلفّظ بها. لقد درس وليام مارسي لَهجات مختلفة لسكّان شَمال إفريقيا فلاحظ نموذجا جديدا لا هو لأهل المدن ولا هو من كلام البدو في منطقة تكرونة بتونس، وجد فيه مُميّزاتٍ شبيهةً بتلك التي سَمعها في نواحي جيجل، وتلمسان، ولاسيّما عند قبيلة ترارة، وفي شَمال المغرب الأقصى عند قبيلة جبالة. لقد أطلق على هذا النوع الجديد من الكلام العبارة «كلام سكّان القرى =الكلام القروي» وهو المبادرة الأوّل الذي أتى بِها في مقدّمة رسالته حول تكرونة فكتب : «نَحن مستعدّون على أن نعتبرَ هذه الأصناف من الكلام ذات الأصول المتنوّعة، أنّها اللغة العربية التي كان يُتكلّم بِها في بعض جهات الريف المغربي قبل قدوم بني هلال وبني سليم، ويعود أصلُها إلى حديث قاطني المدن العريقة التي كانت مراكز إشعاع للتعريب، وكانت هذه اللَّهجات لهجات عربية مغاربية مدنية أدخل فيها الفلاّحون الريفيون الأمازيغيون بعض التغيُّرات، وكانت أهميّتها الكبرى بالنسبة إلينا، أنّ مناطق – المغرب الأقصى والجزائر- التي أجرينا فيها دراساتنا، قد شيِّدت في جنوبها ابتداءً من عام 1100م مدينة رئيسية كانت عاصمة جهوية وفي الشمال عدّة موانئ ورُبطت كلّ بلدة جنوبية بالمدن الساحلية؛ فقسنطينة مع القل وجيجل، وتلمسان مع هنين ورشغون، وفاس مع طنجة وسبتة وباديس. ثمّ خلال القرون التالية، تسرّبت جماعات بشرية ذات لهجة خاصة في مناطق الواد الكبير، وفي حوضي واد تافنة الأسفل والأوسط، وفي واد سبو، حملها على ذلك أمراء أو ظروف أخرى فعزلت تلك المجموعات البشرية قسنطينة وتلمسان وفاس عن ضواحيها حيث سكن أُناس تكلّموا بكلام أصحاب الريف (الكلام القروي) فاتّجه كلّ من كلام المدن وكلام القرى اتّجاها خاصا معيّنا، وقد ركّز كلّ نوع على المميّزات التي انفرد بِها وحدَه، منذ البداية، حينئذ نتج عن اختلاف الطبع، كثرةُ المبادرات ». وهكذا ظهرت لأوّل مرّة عبارة «الكلام القروي» الذي سيكون له حظّ وافر وأهمية قصوى في علم اللّهجات المغربية. فهذا النوع من الكلام الذي واجه احتقارًا مرارًا قد جلب أنظارَ الباحثين ففحصوه بِجدٍّ ومن كلّ جوانبه لما كان يحتوي من قيم تاريخية عميقة وأهمية كبرى، تساعدُهم على فهم تاريخ اللّهجات العربية خاصّةً وتاريخ اللغة العربية عامّةً في المغرب الكبير. ثمّ يتابع وليام مرسي حديثَه عن وضعية الساحل التونسي الذي يَمتاز في نظره بِمكانة خاصّة فيقول: «إنّ الشريط الساحلي التونسي الضيّق الذي تَمركزت فيه جلّ القرى مَملوءٌ، منذ أكثر من ألف عام، بالطرق التي تربط بين مدينة القيروان وهي أمّ المدن المغربية، وبين مينائها الدائم سوسة، ثمّ بينها وبين المهدية التي نافستها طيلة قرن تقريبًا، وأخيرًا بينها وبين مُنستير وهي بلدة العبادة والاعتكاف. ويبدو أنّ فلاّحي هذا الشريط تعلّموا اللغة العربية من سكّان تلك المدن ثمّ نقلوها إلى بيئتهم الخشنة ثمّ بعد تطوّر طويل وبطئ طُبعت تلك اللغة بطابع خاص، ورغم هذه الحقيقة فإنّها تبقى قريبةً من الكلام المدني لكنها تَختلف عن الكلام البدوي بناءً على نظام الحركات والسكنات وعلى قواعد الصرف والنّحو، ولذا لا يَجوز أن تُنسب إليه أو أن يقال إنّها فرع منه. فهذه الأسباب تتيح لنا أن نصرّح أنّ كلام الساحلِ التونسي وقبيلتي جبالة وترارة وسكّان منطقة القبائل الشرقية(الشمال القسنطيني) ،أنّ هذا الكلام لغة عربية مدنية ألحق بِها سكّان الأرياف بعض التغيُّرات.» قدّم مارسي فرضيَة وجود نوعين من الكلام في المغرب الكبير قبل حَملة الهلاليين هما : الكلام المدني والكلام القروي وهما يتعارضان حسب نظريته مع الكلام البدوي.لبني هلال وبني سليم وقد كان الاثنان يُمارسان في جهات بعيدة عن بعضها البعض؛ فزيادة عن الساحل التونسي فإنّا نراهما في القبائل الصغرى وفي تلمسان وندرومة وفي فاس ومن ثَمَّ سجّل الباحث الإبداعات الناتِجة عن مَجموع هذا الكلام، وشرح أسبابَها المتمثِّلة في وجود نوع من النقص في التوازن اللغوي، مشيرًا إلى الاستحداثات في ميادين الفنولوجية وتركيب الكلمات وقواعد الصرف والنّحو والمعاجم الموجودة إلى يومنا هذا في هذه الأنواع من الكلام . وبالفعل، كلّما يُدخَل ابتداع في نظام لغوي معيّن، يتولّد فيه اختلال في التوازن لابدَّ أن يُعوّض وقد نُسبت تلك الابتداعات الجزائرية والمغربية إلى تأثير اللغة الأمازيغية التي تكلّم بِها أبناء الجزائر والمغرب قبل وصول الإسلام إلى منطقتهم. فتأكّد العلماء من هذه الحقيقة في مَجالات الفونتيك والمعجمية وتركيب الكلمات واشتقاقها وقواعد الصرف والنحو. دقّق مارسي الدراسة والتحليل في وضعية تكرونة بتونس، وألَّح أنّها وضعية استثنائية لأنّ تأثير الأمازيغية فيها ضعيفٌ بالنسبة لِجارتَيْها الجزائر، والمغرب. فالأمازيغة اختفت في القطر التونسي وبقي حوالي %1 من التونسيين يستعمل هذه اللغة . * فالساحل التونسي كان، إذن، من الناحية اللغوية، سبّاقًا في تقبّل التعريب وعمقه، وتفوّقه بكثير، على المناطق الأخرى في المغرب الأوسط والأقصى. وخلاصة قوله أنّ تعريب تلك المناطق لم يتمّ إلاّ عن طريق تلك المدن القديمة التي ربطتها عدّة علاقات تجارية واقتصادية واجتماعية، وكلّ هذه العناصر تظهر بمثابة عواملَ ذات وظيفة تتجلّى في دفع آلية التفاعل اللساني بين أفراد هذه المناطق عبر فضاء جغرافي، ويمكن اعتبارها عناصر محفِّزة لعملية التفاعل اللهجي في الخريطة اللهجية
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
مارشي, اللهجة, الجيجلية, وأدام, نصاب |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc