1-
رقيت الحيآة العقلية أيمآ رقي في العصر العبآسي، نتيجة تأثر شعرآئه بالعلومـ الدخيلة في الأدب و الشعر، حيث استسقوا معآرفهمـ و ثقآفتهمـ ممآ تُرجمـ عن الهنود من علومـ الطبآئع ، و عن الفرس من حكمـ و مشورة في شتى المجآلآت ، و كذآ عن اليونآن فيمآ يخص الفلسفة و المنطق.
و قد لآمس هذآ التأثر ذوق الشآعر، حيث وجد نفسه مولعاً بهآ و بأحكآمهآ، سآعياً بإلحآح لإدرآكـ كل مآ غآب عنه منهآ.
و لآ ننسى فئة المعتزلة ، التي عُدتْ بمثآبة المجدآف لسفينة الفكر العبآسي، و التي طبعت الشعر بطآبع مختلف.
و من أهمـ شعرآء ذلكـ العصر، أبو نوآس، أبو العتآهية، و بشآر بن برد، و الذين عآلجوا أهمـ مشآكل عصرهمـ من جبر و اختيآر و فكرة التولد...
كلهآ عوآمل سآهمت في صقل عقولهمـ و بلوغهمـ أرقى مرآتب المعرفة، ممآ أدى إلى تطور العلومـ و ازدهآر الشعر، و من ثمـ رقي الحيآة العقلية في عصورهمـ.
2-
رقت الحياة العقلية في العصر العباسي برقي القصيدة العربية وبرقي الشعر بصفة عامة كيف لا والكتب المترجمة لعبت دورها في إثراء الفكر وتنميته في هذا العصر ، ناهيك عن مختلف الوسائل والطرق التي كانت لأولي الفضل من الشعراء والكتاب والمترجمين في نقل علوم الفرس والهنود واليونان من حوارات مع العلماء وأصحاب الملل والنحل وترجمة وغيرها ، كذلك ظهرت فئت تدعى بالمعتزلة ولها الفضل في طبع الشعر بطابع جديد عالجوا من خلاله مشاكل عصرهم من جبر واختيار وفكرة تولد ، لا أنسى كذلك أن شغف الشعراء وبعض الحكماء والعلماء العباسيين بحضارة الفرس والهنود واليونان وثقافاتهم جعلهم ينقلونها ويترجمونها من علوم طبائع عند الهنود ، ومن علم فلك وفلسفة ومنطق عند اليونان وشتى الحكم والوصايا في الصداقة والمشورة عند الفرس ومن أشهر ما ترجم عن الفرس : كتاب كليلة ودمنة والأدب الصغير والكبير . كل هذا وذاك أدى إلى ازدهار الحياة العقلية في هذا العصر العباسي ازدهارا ملحوظا من أشعار شعرائهم وقصائدهم : أبو نواس ، أبو العتاهية ، بشار بن برد .... ومنهم كذلك من ألف في المنطق وغيرها