۞ مهلكة النفاق .۞

[الزمزوم]

آل سعود وحكام الخليج يقتلون القتيل ويمشون في جنازته

تعتقد دول الخليج جاهلةِ ان الربيع العربي يخدم مصالحها. وانا هنا لا أتحدث عن مصالح شعوبها فآخر ما يفكر فيه حكام دول الخليج هو مصالح شعوبها، ولكن القصد هنا هو مصالح الحكام والعمل على بقائهم فوق كرسي الحكم. فمن ناحية ان استمرار الفوضى وعدم الإستقرار في معظم الدول العربية يعطي دعما لهؤلاء الحكام المدعومين من قبل أمريكا والغرب واسرائيل ان تسوق مقولة ان هذه الدول تتمتع بالإستقرار لأن الحكم عادل وديموقراطي وان شعوب دول الخليج تتمتع بالديموقراطية التي يحسدها عليها الآخرين
لذلك عمل حكام هذه الدول على صب الزيت على النار لتبقى الفوضى مستمرة ومتنامية في بقية الدول العربية. عملت دولة آل سعود على دعم الرئيس المصري السابق حسني مبارك للبقاء في الحكم وبذلت من اجل ذلك الغالي والنفيس، ولكنها فشلت امام الإصرار الشعبي والجماهيري المنقطع النظير المطالبة بخلعه وتنحيه عن الحكم. وحصل الشعب المصري على ما اراد بطريقة سلمية ودون اراقة دماء كثيرة. وعندما استلم الاخوان الحكم بعد مبارك، كان آل سعود ضد هذا التغيير
فمن ناحية، هي لا تريد لحزب اسلامي غير الحزب الوهابي ان يعلى شأنه في العالم العربي والإسلامي، ومن ناحية اخرى لا تريد للتجربة الديموقراطية في مصر ان تنجح حتى لا تنتقل العدوى الى دول الخليج. عمل آل سعود على إجهاض العملية الديموقراطية في مصر متذرعة برفض الشارع المصري لحكم الإخوان وكذلك بالأخطاء الجسيمة التي اقترفها الرئيس المخلوع مرسي. فبدلا من أن يركز الرئيس المخلوع مرسي على مشاكل مصر الداخلية ومحاولة ايجاد حلول عملية لها، أخذ يعمل على خدمة مصالح حزبه الفئوية متناسيا عن قصد او عن غير قصد انه انتخب ليحكم مصر وكل المصريين وليس ليمثل حزب بعينه
فاخذ يهدد سوريا واعلن الجهاد هناك وطور علاقاته مع اسرئيل بشكل صدم حتى الإسرائيليون انفسهم. وبما ان الشعب المصري قد انكوى بهذه النيران من قبل على يد رئيسه المخلوع السابق مبارك، لم يرغب باعادة التجربة مع رئيس منتخب من قبله ليمثله ويحل مشاكله فقام هذا الشعب البطل بانشاء حركة تمرد ونجح في جمع الملايين المطالبة باقالة الرئيس مرسي. ركب آل سعود الموجة واظهروا دعما غير مسبوق لهذه الحركة مما أعطى اشارة خاطئة للعالم بان آل سعود هم الذين يقفون وراء هذا التحرك. آل سعود طبعا لا يهمهم الشعب المصري. هم يهتمون فقط بمصالحهم ومصالح اسيادهم. لذلك تجدهم يغدقون باموالهم بدعم الحكم الحالي في مصر لأنه أقل ضرر بالنسبة لهم من حكم الإخوان. آل سعود وحكام الخليج يقتلون القتيل ويمشون في جنازته فلقد قتلوا كل القادة الشرفاء دون أي دعم يذكر لهؤلاء القادة الذين تسببوا لهم بالمشاكل بدءاً بالرئيس جمال عبد الناصر وانتهاء بالبطل صدام حسين. نعود لورطة آل سعود في سوريا. فهم وبدون شك قد أبلوا بلاءً حسناً هناك على كل ألأصعدة. فلقد أستغلوا الدين أبشع استغلال حين اصدروا الفتاوي تلو الفتاوي لتكفير النظام السوري بحجة انه علوي. ولا ادري كيف يمكن أن تنطلي هذه الكذبة على اي انسان عاقل
فاذا كنتم يا آل سعود تحاربون نظام الأسد لأنه علوي وكافر فاي ديموقراطية هي هذه التي تسعى لتنصيب رئيس على أساس طائفي فئوي؟ هل هذا ما تفهمونه عن الديموقراطية؟ ثم قاموا بعد ذلك بتوظيف الإعلام واستعماله لحشد التاييد لحربهم القذرة. فاصبح كل من يتابع قنواتهم المأجورة والممولة من أعداء العرب والمسلمين وعلى راسهم العربية والجزيرة وسكاي نيوز وغيرها يتخيل بان النظام في سوريا قد اصبح العدو الأول للعرب. فهو من احتل فلسطين والأقصى، وهو من دمر لبنان وغزة. هذه الحمية لم نشهدها ايام حروب اسرائيل المتكررة على العرب والتي كانت تضع اللوم كله على الأطراف العربية حيث اتهمت المقاومة اللبنانية باللامسؤولية وبالمغامرة وكانت تتباكى على الفلسطينيين في غزة دون ان تقدم لهم اي دعم عسكري
بعد ذلك انبرى سياسيوا هذه الدول في عقد مؤتمرات للمعارضة السورية تحت مسميات مختلفة (كاصدقاء الشعب السوري، والتحالف السوري وغير ذلك) وكانت الخلافات بين الحاضرين لتمثيل المعارضة في تلك المؤتمرات أكثر من الخلافات بين النظام السوري والمعارضة في الداخل. فلا تجانس ولا انسجام ولا وحدة مصير تجمعهم. وكانت كل اجتماعاتهم تؤدي الى اخفاقات واشكالات ظاهرة للعيان. والمصيبة ان كل هذه الإنتكاسات لم تثنى هؤلاء الحكام عن هدفهم التدميري لسوريا الحبيبة واستمروا بتدريب المرتزقة وتسليحهم والعمل على ايصالهم الى سوريا عن طريق الحدود الدولية الطويلة لدول الجوار السوري سواء لبنان، تركيا، العراق او الأردن
كل ذلك ساهم مساهمة فعالة باستمرار الصراع في سوريا وامتداده ليدخل عامه الثالث دون ان يفهم هؤلاء الأغبياء بان الحرب في سوريا لا يوجد فيها غالب او مغلوب ولا تحل الا عبر الطرق الدبلوماسية. راهن هؤلاء الحثالة على الدعم الامريكي والغربي والإسرائيلي لمخططهم. لكن حلفائهم لم يكونوا يسعون وراء نفس الهدف. فهم لا يريدون سوى تجريد سوريا من السلاح الكيماوي واضعاف جيشها واعادتها الى الوراء عشرات السنين وهو ما تحقق لهم. اذن كيف سيخرج حكام الخليج من المستنقع الذي وقعوا فيه بارادتهم؟ صعب ان يحاولوا الآن ان يستعملوا نفس الأسلوب الرخيص الذي استخدموه في الأزمات السابقة. وصعب أيضا ان يعيدوا عقارب الساعة الى الخلف ومحاولة مد يدهم من جديد الى النظام السوري، فلا الخلق السوري ولا الكرامة العربية ولا التاريخ يسمح او يقبل بمثل هذا. فاذا كان حكام آل سعود لم ينسوا جملة قالها القذافي عن دولتهم في المؤتمر العربي الذي عقد في سوريا حين اتهمهم بانهم هم من جلبوا الأمريكان الى ألخليج مما جعل عبد الله يرغي ويزبد ويهدد في كلام لم يفهمه أحد وقتها، لكن بعد الحرب على ليبيا والقضاء على القذافي فهم الكل ما كان يعنيه عبد اللهمن وعيد وتهديد. الرئيس السوري بشار الأسد هو الآخر على نفس قائمة الإنتقام التي أعدها حكام الخليج. الم يتهمهم بعد حرب تموز على لبنان بانهم اشباه رجال؟ فها هم يريدون ان يثبتوا له انهم رجال من ظهر رجال، بفلوسهم وقوات امريكا واوروبا واسرائيل وكل وتركيا
اليست هذه هي الرجولة الحقة؟ في عرف حكام دول الخليج فقد سخر الله لهم هذه الدول لتخدمهم وتحارب بدلا منهم وكفى المؤمنين شر القتال. فهم لا وقت لديهم للقتال فعندهم النساء والجواري والغلمان وما ملكت ايمانهم. وكذلك عندهم الغزو العقاري لأوروبا وامريكا فكل منهم يملك الشقق والعمارات في كل العالم. لقد مشى هؤلاء الحكام يجنازة قادة عرب كبار وعظماء قتلوا بايديهم او نتيجة مؤامراتهم، \وجاء الوقت الذي يجب على كل العرب المشي بجنازاتهم فقد طغوا واستبدوا وجاء وقت حسابهم على جرائمهم. فالله سبحانه وتعالى منتقم جبار، " وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ" صدق الله العظيم

من قلم : رشيد علي